المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيم الرمضانية !!!!!!



نور
17-09-2008, 10:59 AM
الخيمة الرمضانية.. التسلية وليست العبادة
http://www.ikhwanonline.com/ramadan/Photos/Pic1432.jpg
كتبت- دعاء وجدي:
اختلف رمضان عن الماضي كثيرًا فبعد ما كانت ليالي الشهر عامرةً بالتقرب إلى الله والعبادة والبُعد عن المعاصي، أصبح معظم ليالي القاهرة الرمضانية الآن تعاني تخمةَ التنافس بين فنادق ومطاعم معروفة طوال السنة بتحريضها على الخروج عن قيمِ المجتمع وعاداته لتتخذ من الخيمة الرمضانية ابتكارًا وغطاءً على أعمالهم المريبة ليصبح الغناء والرقص بجميع أنواعه سمة فنادق القاهرة ومحالها السياحية خلال حفلات السحور.

الفكرة بدأت منذ عدة سنوات؛ حيث كان السبب فيها أن بعض رجال الأعمال يرغبون بالسهر والتسامر في مكانٍ يغلب عليه الطابع الرمضاني، ثم تكررت الفكرة في الأندية التي طورتها وجعلتها ظاهرةً اجتماعيةً ممتعةً للزوار.

وبهذا تحوَّل شهر رمضان لموسم غنائي شرس بسبب انتشار الخيام الرمضانية التي جذبت عددًا كبيرًا من الجمهور؛ مما دفع عددًا كبيرًا من المطربين لانتهاز هذه الفرصة فقاموا برفع أجورهم التي وصفها البعض بالأجور الخيالية؛ حيث وصل أجر مغنٍ في هذا الشهر إلى مليون جنيه مصري، ورفعت مغنية أجرها ليصل إلى 60 ألف دولار عن الليلة الواحدة بالخيم الرمضانية في مصر؛ وهما ضمن قائمة طويلة من النجوم اتفق معهم مسئولو الخيم الرمضانية في مصر على إحياء حفلاتها طوال شهر رمضان.

تأتي تلك الأرقام الفلكية بسبب تنافس القنوات الفضائية، على شراء عرض حفلات هذه الخيام على الهواء مباشرةً، بالإضافةِ إلى دخول الشركات العالمية الكبيرة خاصةً في المياه الغازية كرعاةٍ لهذه الخيام.

الأمر الذي دفع المحامي صلاح الدين جلال العام الماضي إلى إقامة أول دعوى قضائية من نوعها ضد ثلاث جهات حكومية؛ وهي وزارة الثقافة ووزارة السياحة ومحافظة القاهرة، مطالبًا بوقف ومنع إقامة الخيم الرمضانية بصفةٍ عاجلةٍ وفوريةٍ لكونها تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقدسية الشهر المعظم، مؤكدًا أن بعض هذه الخيام تتحايل على الجهات الإدارية في استصدار تراخيص للخيام بدعوى إدارتها أمسيات ثقافية ودينية، بينما تتحايل على هذا باستئجار "ساقطات" ودفعهن للجلوس مثل الضيوف "ثم تستفز إحداهن الأخرى بجرها لمسابقة رقص، فيقوم باقي هؤلاء وبعض الزبائن، فتتحول إلى ليلةٍ راقصةٍ على مرأى ومسمع من شرطة السياحة والآداب لكون هؤلاء يظهرن كضيوفٍ ولسن عاملاتٍ أو راقصاتٍ لكونه من المعروف أنه يتم وقف تصاريح وتراخيص الرقص في الشهر المعظم فيلجأ بعض القائمين على أمر بعض هذه الخيام بأساليب تحايلية.

أما نبيه الوحش المحامي الذي اشتهر برفع دعاوى ضد الأفلام العارية، التي طالب فيها "أنس الفقي" وزير الإعلام، هو ورئيس التلفزيون المصري برد مبلغ 168 مليون جنيه "تم إهدارها" على مسلسلات رمضان هذا العام، وكذلك برد 38 مليون جنيه قيمة الأجور التي أُعطيت للممثلين في تلك المسلسلات حسب ما قال الإنذار القضائي الموجه للوزير الفقي.

فوصف ما يحدث في تلك الخيم بـ(قلة أدب) متسائلاً: كيف يُقال عنها خيم رمضانية وفيها المطربات اللاتي يغنين ويرقصن ويتصرفن بما لا تتفق وروحانيات الشهر الكريم؟ وأشار نبيه الوحش إلى أن الأسعار التي تُنفق على مسلسلات رمضان مستفزة، ضاربًا المثل بالممثل يحيى الفخراني الذي رفض 4 ملايين في مسلسل، وليلى علوي التي تقاضت نحو 5 ملايين في مقابل أناس يسكنون في العشش والقبور ولا يجدون قوت يومهم.

وشدد الوحش على أن مصر لا تُدار بمؤسسات مصر قائلاً: "اتقوا الله في مصر، وبلاش تعملوها دبي الثانية لأنها أباحت الدعارة"، وانتقد الوحش ما يحدث في الخيم الرمضانية من الفتيات اللاتي ترتدين ملابس خليعة للغاية، وتساءل: هل هذه خيم رمضانية؟.

وقال الوحش: إن الحل من وجهةِ نظره أن يرجع الفن مثل الستينيات والسبعينيات، ولا يجوز الترخيص إلا للمطرب الموهوب، وطالب بالقضاء على مدعي الفن والثقافة المفروض يقضي عليهم؛ لأنه يساعد على انتشار الرذيلة.

وبالمرة شنَّ هجومًا على علماء الدين؛ حيث قال: ليس عندنا علماء دين، ولكن أصحاب الفتاوى المفخخة والمعلبة، عندنا علماء تابعون للحزب الوطني، علماء الدين زمان كانوا يُغيِّرون الحكام، موضحًا أن ضعف المؤسسات الدينية فتحت شهية أنصاف الموهوبين والفنانين للتطاول على الدين.

ويجمع بين رأي الدين والسياسة في هذا الموضوع فضيلة الشيخ سيد عسكر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، والذي أوضح أن الشيطان له أساليبه في الكيد والتآمر وصرف المسلمين عن الطاعات والقربات، وله أعوان قريبون وأنصار متعددون، وهو يستغلهم أسوأ استغلال لأداء الأعمال التي يُريد القيام بها على وجه الخصوص لشهر رمضان؛ لأنه ورد في السنة أن في شهر رمضان تغل الشياطين فهو لا يستطيع أن يقوم بشيء من الكيد والتآمر والإفساد في هذا الشهر؛ لذلك فإنه يجتهد اجتهادًا كبيرًا ويُوثِّق الصلة بأعوانه قبل بداية رمضان ويعدون العدةَ لاستقبال رمضان، وطبعًا بما لا يليق به من تعبُّد وتقربٍ وقراءة وذكر وتسبيح وصيام وقيام، وغير ذلك؛ مما يرضى الله فيعد له إعدادًا خاصًّا بحيث يشغلهم عن ذلك كله فيما يُسمَّى بالجلسات الخاصة التي تُسمَّى خيمات رمضان، ورمضان في الواقع بريء منها، فهي لا تُقام لصلاة القيام أو للتهجد بالليل والناس نيام أو لتقديم الطعام للفقراء والمساكين أم لتذكير الناس بفضل هذا الشهر وفضل الأعمال فيه، وإنما تُقام هذه الخيام لترتكب فيها ألوان من المعاصي والمنكرات ويقضي فيها الليل فيما يغضب الله عز وجل، وحرام أن ينسب هذا إلى رمضان، فرمضان بريء من هذه الأعمال والتصرفات، ولكن الشيطان يبتكر هذه الوسائل ويروج لها أنصاره وأعوانه من شياطين الإنس لكي يفسدوا على الناس الخير الآتي مع هذا الشهر الكريم، ومعلوم أن مَن حُرِم الخير في رمضان فقد حُرِمَ الخير كله بقية العام؛ لأن رمضان هو موسم العودة إلى الله والتقرب إليه، وهو مدرسة للتربية الإيمانية العالية، وإذا استفاد المسلم من رمضان نجح في بقيةِ أيام العام، وبالتالي إذا خسر رمضان، وهو فرصة مواتية وعظيمة فقد خسر كل شيء، وهذا ما أشار إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندما رقي المنبر يومًا فلمَّا صعد الدرجة الأولى قال "آمين"، ولما رقي الدرجة الثانية قال "آمين" ولما رقي الدرجة الثالثة قال "آمين"، ولما نزل سأله عن ذلك أصحابه فقال: "عندما رقيت الدرجة الأولى عرض لي جبريل فقال: "بُعدًا لمَن أدرك رمضان ولم يُغفر له" فقلت "آمين"، ولما رقيت الدرجة الثانية عرض لي جبريل فقال: "بُعدًا لمَن أدرك والديه أو أحدهما عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة"، فقلت "آمين"، ولما رقيت الدرجة الثالثة عرض لي جبريل فقال "بُعدًا لمَن ذُكرت عنده ثم لم يصلِ عليك" فقلت "آمين"، فهذه فرص على العقلاء لا يضيعوها، ومن يضيعها فهو الأحمق الخاسر مقصود بها كل الشباب فعليهم الإفلات من هذه المصيدة فهي فخاخ ينصبها إبليس لهم وعلى العقلاء أن يتنبهوا لكيده، وأن يفروا إلى الله.