نور
17-09-2008, 11:54 AM
نيجيريا.. الدعوة في رمضان بتسلق الجبال أحيانا!
عبد الرحمن عاصم
http://www.islamonline.net/arabic/news/2008-09/16/images/pic04.jpg
شباب المتطوعين يتسلقون الجبال بسعادة رغم وعورتها
في رمضان يتسابق الناس إلى أعمال البر والخير بموائد الرحمن وشنط إفطار الصائم، إضافة إلى الإكثار من العبادة، ولكن جماعة "الدعوة الإسلامية" بقرية جوزا في ولاية برنو النيجيرية اختارت نشاطا فريدا غفل عنه الكثيرون في التقرب إلى الله تعالى.
ففي جماعات منظمة يسير أفراد "الدعوة الإسلامية" نحو قرى تقع فوق الجبال، يتسلقون الصخور إليها تحت لفيح أشعة الشمس الحارقة، يروي ظمأهم هدف عزيز، هو أن ينجو سكان هذه الجبال من الحياة الوثنية إلى الإسلام.
فلا يزال هناك من يعبد الأصنام بهذه الجبال الوعرة التي يتفشى بين أهاليها السحر والشعوذة، وربما كانت وعورة هذه الأماكن هي السبب الرئيس في بطء وصول الإسلام إليها.
ويتحدث نجم الدين محمد -أحد الشباب في القافلة- عن دور رمضان في تشجيع الرحلات الدعوية الشاقة إلى هذه الأماكن قائلا: "تكثر مثل هذه الرحلات في رمضان؛ لما في هذا الشهر من مضاعفة للأجر وبركة في العمل؛ وهو ما يتجلى في أن أعداد الذين يدخلون الإسلام في هذا الشهر الكريم أكثر بكثير من الذين يعتنقونه في غيره من الشهور".
وإضافة إلى جبل جوزا يتوجه شباب "جماعة الدعوة الإسلامية" إلى الكثير من القرى الأخرى والبيوت المقامة فوق مرتفعات الجبال، كقرى جواءا، وكسرخا، وتشيكن كافيدو، وناديبو والتي ترتفع عن سطح الأرض بحوالي 3000 متر أو أكثر.
وبرغم ما يلاقونه من مشقة وتعب في رحلاتهم التي تمتد لأيام إلا أنهم سعيدون بهذا العمل الذي يحتسبون أجره وثوابه عند الله تعالى، بحسب موفد "إسلام أون لاين.نت".
أما أسلوب دعوة هؤلاء الناس إلى الإسلام، فإن دور الشباب الدعاة والمتطوعين لا يتجاوز تعريفهم به وبآدابه وفضائله، وتشويقهم إلى الجنة، ودعوتهم إلى التفكر في آيات الكون من حولهم، خاصة مع ما يحوطهم من آيات عجيبة وظواهر جبلية غريبة، ويكفي أن يعتنق أحد أفراد العائلة الإسلام لكي يدخل باقي أفرادها إلى الدين الحنيف.
تبرعات قليلة
وإضافة إلى هدفها الدعوي، فإن القوافل الدعوية تحمل أيضا هدفا إنسانيا يتمثل في كميات الأدوية والأطعمة لهؤلاء الجبليين الذين لا يملكون أساسيات الحياة الآدمية الكريمة؛ فبيوتهم من جذوع الأشجار والقش، يضطرون لإعادة بنائها في كل عام مرة أو مرتين بسبب الرياح والأمطار الغزيرة.
وبحسب الدكتور موسى -الطبيب المرافق لإحدى القوافل الدعوية- لـ"إسلام أون لاين.نت"، فإن "الدعاة والمتطوعين يجدون صعوبة في جلب التبرعات لشراء الأدوية والمساعدات؛ ولذا ينفقون عليها من مالهم الخاص، بينما يفضل الأغنياء وأصحاب المراكز الرفيعة في المناطق الحضرية التبرع للأعمال التي يراها الناس لتحسين صورتهم أمام الآخرين، أما هذه الأعمال التي تتم بعيدا عن الأضواء فلا تجد من يمولها أو يدعمها".
ورغم قلة المال "فإننا لا نفرق في العلاج وصرف الدواء بين مسلم أو مسيحي أو وثني؛ فدورنا دعوي وإنساني في نفس الوقت"، وأشار الدكتور موسى إلى أن أغلب الأمراض المنتشرة في هذه المناطق هي الملاريا والتيفويد لكثرة البعوض والعادات غير السليمة في الأكل والشرب.
من 3 إلى 300
ويتحدث جوشاوي -صاحب فكرة هذه القوافل الدعوية- لـ"إسلام أون لاين.نت" عن الإنجازات التي حققتها هذه القوافل التي لم تنقطع منذ عشرات السنين.
ويقول: "أنا في هذا العمل منذ 30 سنة، والحمد لله لنا الآن 3 مساجد فوق هذه الجبال يصعد إليها خطيب في كل جمعة، وفي بدء الدعوة كان هناك 3 بيوت للمسلمين في قرية جواءا، أما الآن -ولله الحمد- فهناك 300 بيت مسلم في هذه القرية فقط، وما زال الإقبال مستمرا من أهالي هذه المناطق على اعتناق الإسلام، وخصوصا في رمضان.
ومن أبرز إنجازات جماعة "الدعوة الإسلامية" في رمضان أيضا توفيرها لـ(طاحونة للحبوب) لخدمة المسلمين الجدد الذين لاقوا بعض التضييق من قبل الوثنيين بعد إسلامهم؛ خصوصا أن مثل هذه الطاحونة تعتبر مصدر رزقهم الرئيسي؛ وبها يطحنون الحبوب التي يزرعونها بشتى أنواعها.
وعن طموحه للمستقبل يقول: "اتجاهنا في المرحلة القادمة هو تعليم هؤلاء المسلمين الجدد مبادئ الدين العظيم، وترسيخه في قلوبهم"، متمنيا من الله عز وجل أن يسخر لهذا الهدف أهل الخير للمساعدة في زيادة عدد هذه القوافل الدعوية.
وأعرب جوشاوي عن قلقه من أن هذه الرحلات بدأت تقل في الفترة الأخيرة؛ "بسبب ضعف الموارد المالية التي لا تكفي تكاليف الرحلات، خاصة مع ازدياد أعداد الشباب المتطوعين المشاركين فيها".
الشيخ معاذ -إمام أحد المساجد فوق الجبل- يلفت إلى أن تزايد أعداد الشباب المتطوعين يعكس مدى الصحوة وحب الإسلام في قلوب هؤلاء الشباب، وكذلك مدى شعورهم بالمسئولية تجاه هؤلاء الناس الذين لم تصلهم دعوة الإسلام.
كنيسة فوق الجبل
وإضافة إلى المساجد الثلاثة المبنية فوق هذه المرتفعات، توجد كنيسة ربما كانت السبب في تحريك همم المسلمين منذ سنوات طويلة للصعود إلى هذه الجبال ودعوة أهلها للإسلام.
وبحسب السكان، فإن هذه الكنيسة وراهبها يحملان قصة عجيبة؛ فمنذ زمن أتى أحد المنصرين الأوروبيين إلى هذا المكان وظل يدعو إلى النصرانية 40 سنة، ولما لم يجد لدعوته مستجيبا بنى هذه الكنيسة، وزوج ابنته لأحد السكان المحليين، والذي تنصر بدوره لما رآه من جميل صنيع هذا الرجل.
عبد الرحمن عاصم
http://www.islamonline.net/arabic/news/2008-09/16/images/pic04.jpg
شباب المتطوعين يتسلقون الجبال بسعادة رغم وعورتها
في رمضان يتسابق الناس إلى أعمال البر والخير بموائد الرحمن وشنط إفطار الصائم، إضافة إلى الإكثار من العبادة، ولكن جماعة "الدعوة الإسلامية" بقرية جوزا في ولاية برنو النيجيرية اختارت نشاطا فريدا غفل عنه الكثيرون في التقرب إلى الله تعالى.
ففي جماعات منظمة يسير أفراد "الدعوة الإسلامية" نحو قرى تقع فوق الجبال، يتسلقون الصخور إليها تحت لفيح أشعة الشمس الحارقة، يروي ظمأهم هدف عزيز، هو أن ينجو سكان هذه الجبال من الحياة الوثنية إلى الإسلام.
فلا يزال هناك من يعبد الأصنام بهذه الجبال الوعرة التي يتفشى بين أهاليها السحر والشعوذة، وربما كانت وعورة هذه الأماكن هي السبب الرئيس في بطء وصول الإسلام إليها.
ويتحدث نجم الدين محمد -أحد الشباب في القافلة- عن دور رمضان في تشجيع الرحلات الدعوية الشاقة إلى هذه الأماكن قائلا: "تكثر مثل هذه الرحلات في رمضان؛ لما في هذا الشهر من مضاعفة للأجر وبركة في العمل؛ وهو ما يتجلى في أن أعداد الذين يدخلون الإسلام في هذا الشهر الكريم أكثر بكثير من الذين يعتنقونه في غيره من الشهور".
وإضافة إلى جبل جوزا يتوجه شباب "جماعة الدعوة الإسلامية" إلى الكثير من القرى الأخرى والبيوت المقامة فوق مرتفعات الجبال، كقرى جواءا، وكسرخا، وتشيكن كافيدو، وناديبو والتي ترتفع عن سطح الأرض بحوالي 3000 متر أو أكثر.
وبرغم ما يلاقونه من مشقة وتعب في رحلاتهم التي تمتد لأيام إلا أنهم سعيدون بهذا العمل الذي يحتسبون أجره وثوابه عند الله تعالى، بحسب موفد "إسلام أون لاين.نت".
أما أسلوب دعوة هؤلاء الناس إلى الإسلام، فإن دور الشباب الدعاة والمتطوعين لا يتجاوز تعريفهم به وبآدابه وفضائله، وتشويقهم إلى الجنة، ودعوتهم إلى التفكر في آيات الكون من حولهم، خاصة مع ما يحوطهم من آيات عجيبة وظواهر جبلية غريبة، ويكفي أن يعتنق أحد أفراد العائلة الإسلام لكي يدخل باقي أفرادها إلى الدين الحنيف.
تبرعات قليلة
وإضافة إلى هدفها الدعوي، فإن القوافل الدعوية تحمل أيضا هدفا إنسانيا يتمثل في كميات الأدوية والأطعمة لهؤلاء الجبليين الذين لا يملكون أساسيات الحياة الآدمية الكريمة؛ فبيوتهم من جذوع الأشجار والقش، يضطرون لإعادة بنائها في كل عام مرة أو مرتين بسبب الرياح والأمطار الغزيرة.
وبحسب الدكتور موسى -الطبيب المرافق لإحدى القوافل الدعوية- لـ"إسلام أون لاين.نت"، فإن "الدعاة والمتطوعين يجدون صعوبة في جلب التبرعات لشراء الأدوية والمساعدات؛ ولذا ينفقون عليها من مالهم الخاص، بينما يفضل الأغنياء وأصحاب المراكز الرفيعة في المناطق الحضرية التبرع للأعمال التي يراها الناس لتحسين صورتهم أمام الآخرين، أما هذه الأعمال التي تتم بعيدا عن الأضواء فلا تجد من يمولها أو يدعمها".
ورغم قلة المال "فإننا لا نفرق في العلاج وصرف الدواء بين مسلم أو مسيحي أو وثني؛ فدورنا دعوي وإنساني في نفس الوقت"، وأشار الدكتور موسى إلى أن أغلب الأمراض المنتشرة في هذه المناطق هي الملاريا والتيفويد لكثرة البعوض والعادات غير السليمة في الأكل والشرب.
من 3 إلى 300
ويتحدث جوشاوي -صاحب فكرة هذه القوافل الدعوية- لـ"إسلام أون لاين.نت" عن الإنجازات التي حققتها هذه القوافل التي لم تنقطع منذ عشرات السنين.
ويقول: "أنا في هذا العمل منذ 30 سنة، والحمد لله لنا الآن 3 مساجد فوق هذه الجبال يصعد إليها خطيب في كل جمعة، وفي بدء الدعوة كان هناك 3 بيوت للمسلمين في قرية جواءا، أما الآن -ولله الحمد- فهناك 300 بيت مسلم في هذه القرية فقط، وما زال الإقبال مستمرا من أهالي هذه المناطق على اعتناق الإسلام، وخصوصا في رمضان.
ومن أبرز إنجازات جماعة "الدعوة الإسلامية" في رمضان أيضا توفيرها لـ(طاحونة للحبوب) لخدمة المسلمين الجدد الذين لاقوا بعض التضييق من قبل الوثنيين بعد إسلامهم؛ خصوصا أن مثل هذه الطاحونة تعتبر مصدر رزقهم الرئيسي؛ وبها يطحنون الحبوب التي يزرعونها بشتى أنواعها.
وعن طموحه للمستقبل يقول: "اتجاهنا في المرحلة القادمة هو تعليم هؤلاء المسلمين الجدد مبادئ الدين العظيم، وترسيخه في قلوبهم"، متمنيا من الله عز وجل أن يسخر لهذا الهدف أهل الخير للمساعدة في زيادة عدد هذه القوافل الدعوية.
وأعرب جوشاوي عن قلقه من أن هذه الرحلات بدأت تقل في الفترة الأخيرة؛ "بسبب ضعف الموارد المالية التي لا تكفي تكاليف الرحلات، خاصة مع ازدياد أعداد الشباب المتطوعين المشاركين فيها".
الشيخ معاذ -إمام أحد المساجد فوق الجبل- يلفت إلى أن تزايد أعداد الشباب المتطوعين يعكس مدى الصحوة وحب الإسلام في قلوب هؤلاء الشباب، وكذلك مدى شعورهم بالمسئولية تجاه هؤلاء الناس الذين لم تصلهم دعوة الإسلام.
كنيسة فوق الجبل
وإضافة إلى المساجد الثلاثة المبنية فوق هذه المرتفعات، توجد كنيسة ربما كانت السبب في تحريك همم المسلمين منذ سنوات طويلة للصعود إلى هذه الجبال ودعوة أهلها للإسلام.
وبحسب السكان، فإن هذه الكنيسة وراهبها يحملان قصة عجيبة؛ فمنذ زمن أتى أحد المنصرين الأوروبيين إلى هذا المكان وظل يدعو إلى النصرانية 40 سنة، ولما لم يجد لدعوته مستجيبا بنى هذه الكنيسة، وزوج ابنته لأحد السكان المحليين، والذي تنصر بدوره لما رآه من جميل صنيع هذا الرجل.