المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلمو الفلبين يبحثون عن وطن لهم



نور
18-09-2008, 12:24 PM
مسلمو الفلبين يبحثون عن وطن
أ ف ب - إسلام أون لاين.نت
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1221556513282&ssbinary=true
ظروف قاسية تكابدها الأقلية المسلمة بالفلبين

مانيلا- "نحن المسلمون في هذا البلد أشبه بالفلسطينيين في إسرائيل".. بهذه الكلمات يعبر نور عشري داواني الفلبيني المسلم عن حال المسلمين في البلد الواقع جنوب شرق آسيا الذين يسعون لإنشاء وطن يضمهم في جنوب البلاد وهو ما ترفضه مانيلا بسبب رغبتها في السيطرة على الثروات التي تزخر بها باطن الأرض في الجنوب بحسب ما يعتقده كثير من المسلمين هناك. وعن معاناة مسلمي الفلبين، يقول عشري (34 عاما) الأب لثلاثة أطفال: "نحن المسلمون في هذا البلد أشبه بالفلسطينيين في إسرائيل.. تائهون في أرض آبائهم وأجدادهم".


وأضاف نوري الذي يعمل في بيع السجائر والحلوى في شوارع المدينة بأسى: "رغم أننا نحارب منذ عقود طويلة من أجل العثور على هذا الوطن المفقود، فإننا على ما يبدو سنستمر في ذلك لعقود أكثر قادمة".
وألغت الحكومة الفلبينية في أغسطس الماضي تطبيق اتفاق الحكم الذاتي الذي أبرمته مع "جبهة مورو الإسلامية للتحرير" الممثل الرسمي للمسلمين في الجنوب بسبب تعليق المحكمة العليا للاتفاق بناء على استئناف تقدمت به جماعات مسيحية اعتبرت الاتفاق غير دستوري.
تمام محمود (38 عاما) الذي جاء إلي إقليم مينداناو مع أسرته التي هاجرت من قرية "سلطان قدرات" في مينداناو حينما كان عمره عامين قال من جهته: "في وطننا أو في غيره نحن لا نمثل شعبا يذكر".
وملقيا بناظريه على جموع المسلمين التي تدخل المسجد الأزرق بإحدى ضواحي مهراليكا بمانيلا وتمتلئ جدرانه بملصقات تقول: "نريد السلام لمينداناو الآن".. يضيف محمود: "رغم كل الخلافات التي تعانيها قبيلتنا، فإننا نحن المسلمين هنا نتشارك نفس الحلم وهو العيش في سلام فوق أرضنا في وطن يضمنا".
وتسبب تعليق التوقيع على الاتفاق الذي كان ينص على توسيع المناطق التي يحكمها المسلمون في جزيرة مينداناو على أن يكون محل استفتاء خلال عام، في اندلاع موجة قتال واسعة منذ أسابيع استعمل فيها الجيش الأسلحة الثقيلة وهجّر 160 ألف شخص.
وبحسب مراقبون فإن المسيحيين يتخوفون من أن يمنح هذا الاتفاق سلطات أوسع للمسلمين، وتضم المنطقة التي كان يشملها مشروع التوسيع 712 قرية إضافية، كما سيصبح للقادة السياسيين للأقلية المسلمة الحق في الحصول على الريع المستفاد من الموارد الغنية للمنطقة.

شعور بالتهميش
وتشعر الأقلية المسلمة في مينداناو بالتهميش بعد أن كانوا أغلبية بين المجموعات العرقية في هذه المدينة التي هاجر إليها عدد هائل من المسيحيين الذين جاءوا من شمال ووسط الفلبين في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.
نورهاي ماسينج المهندسة المسلمة تقول: "إن العديد من المسلمين الذين حطوا رحالهم في المدينة لم يفروا فقط من الحرب، وإنما أيضا من الفقر وشعور التهميش الذي لا يفارقهم".
وتوجه الكثير من النازحين إلى مانيلا عبر السنين واستقروا في المجتمعات المسلمة الصغيرة المنتشرة حول المدينة مثل حي مهراليكا، الذي يطلق عليه "مينداناو الصغرى" ويوجد فيه نحو 50 ألف مسلم، وبعض سكان مينداناو أصليون ولدوا بها، وبعضهم كانوا أطفالا عندما نزح آباؤهم إليها، بينما قدم إليها آخرون من أنحاء الفلبين مؤخرا.
يذكر أن جبهة تحرير مورو الإسلامية تقاتل من أجل دولة مستقلة في جزيرة مينداناو التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة يمثل المسلمون منهم 4 ملايين، بعد أن ضاعت جهود أحد عشر عاما من التفاوض مع الحكومة لإنشاء وطن للمسلمين سدى.