مشاهدة النسخة كاملة : الفاتيكان يؤكد توافقه مع نظرية داروين ويحاور العلماء في آذار المقبل
وسيم أحمد الفلو
18-09-2008, 10:18 PM
أعلن المونسينيور جيان فرانكو رافاسي رئيس المجلس البابوي للثقافة في الفاتيكان أن نظرية التطور الخاصة بتشارلز داروين "لم تكن متضاربة" مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والإنجيل. أتى هذا الإعلان في سياق الإعلان عن عقد مؤتمر مخصص للاحتفال بالذكرى الـ150 لنظرية تشارلز داروين في العاصمة الإيطالية روما، وذلك في آذار من العام المقبل، كمبادرة من الفاتيكان للترويج للحوار بين العلماء واللاهوتيين. وقال رافاسي أنّ نظرية التطور لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية ولا مع رسالة الإنجيل واللاهوت، وهي في الحقيقة لم تكن موضع إدانة يومًا، مضيفًا "إن اللاهوتيين والفلاسفة والعلماء سيحضرون المؤتمر في السنة المقبلة ليس للتوصل إلى اتفاق بالضرورة، وإنما للتأكيد على احتمال الحوار وإبداء الرغبة المشتركة بتأويل الحقيقة وإن من وجهات نظر مختلفة". وأوضح رافاسي أن الفاتيكان يسير على خطى كنيسة إنكلترا التي اعتذرت هذا الأسبوع بطريقة غير مباشرة من داروين في مقالة كتبها أنغليكاني رفيع المستوى، على موقعه الإلكتروني الخاص. وقال "لم تدن الكنيسة الكاثوليكية داروين يوما، ويجب أن نكف عن التفكير بالتاريخ على أنه محكمة قانونية منعقدة بشكل دائم، والتركيز بدلاً من ذلك على إجراء حوار أكثر فعالية بين وجهتي نظر تنظران إلى الحقيقة نفسها، حقيقة الإنسان وعالمه". يشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت طيلة 50 سنة أن نظرية داروين هي السبب الرئيس وراء التطور لكنها ركزت دائماً على دور الله. لكن البابا بنديكت السادس عشر انتقد بشدة نظرية داروين عن التطور في خطاب له في ألمانيا، وقال إنه بموجب النظريات المتأتية عن عمل داروين فإن العالم هو "نتيجة عشوائية للتطور، وهو بالتالي شيء غير منطقي".
وسيم أحمد الفلو
18-09-2008, 10:21 PM
إيلاف، وكالات: أعلن الفاتيكان ان نظرية النشوء والإرتقاء تتفق مع الكتاب المُقدس ولكنه لا يعتزم التقدم باعتذار لتشارلز داروين عن الاستقبال الفاتر لنظريته قبل 150 عاما. وجاء هذا الإعلان في كلمة الأسقف جيانفرانكو رافاسي وزير الثقافة في الفاتيكان خلال إعلانه عن مؤتمر في روما يشارك فيه علماء ورجال دين وفلاسفة يُعقد في مارس اذار المقبل بمناسبة الذكرى المئة والخمسين لصدور كتاب "أصل الأجناس" لداروين.
وناصبت الكنائس المسيحية لفترة طويلة داروين بسبب نظريته المتعارضة مع التفسير الانجيلي الحرفي للخلق. وقال رجل دين انجليكاني بارز في وقت سابق من الاسبوع الحالي هو مالكولم براون ان كنيسة انكلترا تدين بالاعتذار لداروين عن الطريقة التي استقبل بها الانجليكانيون أفكاره في بريطانيا.
وكان البابا بيوس الثاني عشر قد وصف عام 1950 الارتقاء بأنه نهج علمي صحيح بالنسبة إلى تطور البشر وأكد البابا يوحنا بولس الرأي نفسه في عام 1996. لكن رافاسي قال ان الفاتيكان لا ينوي الاعتذار عن الآراء السلبية السابقة. وأضاف "ربما يتعين علينا التخلي عن فكرة تقديم الاعتذارات وكأن التاريخ محكمة منعقدة الى الأبد." وأكد ان نظريات داروين لم "تتعرض لإدانة الكنيسة الكاثوليكية ولم يحظر كتابه قط."
نظرية النشوء
بدأ تطور نظرية النشوء الحديثة بإدخال مصطلح الاصطفاء الطبيعي natural selection في مقالة مشتركة لتشارلز داروين و ألفريد روسل والاس . من ثم حققت النظرية شعبية واسعة بعد الاقبال على قراءة كتاب داروين أصل الأنواع .
وكانت فرضية داروين و والاس الأساسية ان التطور يحدث وفق ميزة قابلة للتوريث تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الميزة بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها . هذه الفرضية كانت جديدة تماما و مخالفة لمعظم أسس النظريات التطورية القديمة خصوصا النظرية المطورة من قبل جان بابيست لامارك.
وحسب نظرية داروين و والاس : يحدث التطور نتيجة تغير في ميزات قابلة للتوريث ضمن مجموعة حيوية على امتداد أجيال متعاقبة ، كما يحدده التغيرات في التكرارات الأليلية للجينات . و مع الوقت ، يمكن ان تنتج هذه العملية ما نسميه انتواعا ، أي تطور نوع جديد من الأحياء بدءا من نوع موجود أساسا. بالنسبة إلى هذه النظرية فإن جميع المتعضيات الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك ، كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر ملايين السنين .
وحسب هذة النظرية الانسان ايضا تطور من شكل ابسط تماما مثل الحصان العصري الفردي الحافر الذي هو متحدر من سلف ذي خمسة اصابع صغيرة. في محاولة الاثبات ان النشوء حدث اعتمد العلماء على ثلاث اشارات رئيسة الاولى هي اشارت الى وجود ثقب في المجرة (ام87)التي تعتبر واحدة من اكبر المجرات واكثرها لمعانا في الكون وتبعد عن الارض بنحو مليون سنة ضوئية. وبينما معظم العلماء تقبل هذة النظرية، فإن معظم الناس رفضوها لقد شعر انها ضد كل ما كتب في الكتب السماوية.
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:09 PM
عبد الرحمن الماجدي- إيلاف: فاجأت الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان مواليها ومعارضيها بإعترافها بنظرية النشوء والإرتقاء "أصل الأنواع" لتشارلز داروين بعد عقود من معارضتها لها منذ 150 عامًا. جاء ذلك خلال كلمة لوزير الثقافة في حاضرة الفاتيكان الأسقف جيانفرانكو رافاسي خلال إعلانه عن مؤتمر في روما يشارك فيه علماء ورجال دين وفلاسفة يُعقد في مارس/آذار المقبل بمناسبة الذكرى المئة والخمسين لصدور كتاب "أصل الأنواع" لداروين. حيث أكد الاسقف رافاسي أن نظرية النشوء والإرتقاء تتفق مع الكتاب المُقدس.
وعلى الرغم من موقف الكنائس المسيحية من النظرية حيث ناصبت صاحبها العداء لفترة طويلة بسبب نظريته المتعارضة مع التفسير الانجيلي الحرفي لرواية الخلق. لكن مالكولم براون وهو رجل دين انجليكاني بارز قال إن كنيسة انكلترا تدين بالاعتذار لداروين عن الطريقة التي استقبل بها الانجليكانيون أفكاره في بريطانيا. لكن الفاتيكان لم يعتذر من داروين على الرغم من اعترافه بنظرية أصل الارتقاء والنشوء اليوم.
وكانت الكنائس بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي، طوال عقود، معارضة لنظرية الطبيب الانكليزي وعالم الاحياء المولود في بريطانيا عام 1809 والمدفون منذ عام 1882، لتعارضها مع نظرية الخلق التي تتبانها الديانات الابراهيمية " اليهودية والمسيحية والاسلامية" التي ترى أن الإنسان والأرض والكون نشأت من قبل الله بأحسن تقويم وإبداع. ويعتبر معتنقو تلك الديانات أن نظرية الخلق لا تتعارض مع الحقائق العلمية.
لكن الامر لم يصل إلى حد التكفير؛ فقد دفن داروين في كارتدرائية ويسمنستر ابي في لندن بجنب اسحاق نيوتين تكريمًا له في مجاله العملي. ولم يلق مقاطعة أو نفيًا أو حكمًا او فتوى بالموت بل تم تعيينه في المجمع الملكي الانكليزي وقدمت له التسهيلات لمتابعة بحوثه. وكانت كتبه متداولة بين المختصين والعامة.
وتسدل الكنيسة الكاثوليكية باعترافها بنظرية داروين اليوم ستارًا على جدل دام لعقود خمد مع مر الزمن حيال هذه النظرية خاصة بعد انحسار دور رجال الدين المسيحيين واهتمامهم بالروحانيات فقط، مما ساهم باتساع اعداد غير المتدينين في الغرب العلماني.
إيلاف طرحت على عدد من الباحثين العرب سؤالاً حول تبعات هذا الاعتراف بشكل عام وعلى صعيد الفكر العربي بشكل خاص.
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:10 PM
يرى الباحث ميثم الجنابي أن "اعتراف الكنسية بنظرية دارون هو جزء من التطور الحضاري والثقافي الأوربي بشكل عام والكنيسة بشكل خاص. كما يمكننا النظر إليه باعتباره احد مظاهر "المساومة" أو "حسن الأدب" بالنسبة لإغلاق احد الفصول الدامية بين الكنيسة والعلم.
فالاعتراف بنظرية دارون من جانب الكنيسة يحتوي على إغلاق بعض صفحات الصراع الدامي بين الكنيسة من جهة والدولة والمجتمع والعلم من جهة أخرى. وبالتالي، فانه يتضمن على درجة أو مؤشر جديد على كيفية ومستوى حل إشكالية الديني والدنيوي في "العالم المسيحي". وبالتالي يمكننا العثور فيه ايضا على "تنازل" جديد في ميدان العقائد، و"استسلام" أمام هيبة العلم.
لكنها تبقى مع ذلك إجابة متأخرة جدا. الأمر الذي يجعل منها إشارة لا تدل على نضوج الكنيسة بقدر ما انها جزء من "إحياء" الكنيسة وإعادة الاهتمام بها بوصفها قوة ومؤسسة لها "صوتها الناطق" بالنسبة لإشكاليات العالم المعاصر. وذلك لان ما تحتويه الدارونية ونتائجها العلمية والعملية لا علاقة له بالكنيسة والدين عموما. لكنها تمس العقائد الدينية فيما يتعلق بقضايا الخلق والوجود الإنساني. ومن ثم يمكن النظر إلى اعتراف الكنيسة بالفكرة الدارونية على انه اعتراف بنتائجها العلمية. وهو اعتراف ليس سهلا بالنسبة للعقائدية الدينية، وذلك لما فيه من جرأة على مواجهة العقائد "المقدسة". مع أن حقيقة "المقدس" اكبر وأوسع وأدق وأعمق من العقائد المتراكمة في أزمان الجهل والعبودية.
إن ما هو جوهري في النظرية الدارونية يتعلق بفكرة الارتقاء والتطور الطبيعي. ولا شيء آخر. والإقرار بها يؤدي إلى الإقرار بفكرة الطبيعة والسير معها. وبغض النظر عما في الدارونية من احتمالات خطرة، وبالأخص حالما يجري تطويعها بمعايير الأيديولوجية السياسية والاجتماعية والقومية، إلا أن ذلك يبقى جزء من معترك الأيديولوجيات. ومن ثم لا علاقة له بالدارونية بوصفها نظرية لها فرضياتها العلمية ونتائجها المحققة.
ومن الناحية الموضوعية، فان هذا الاعتراف المتأخر يحتوي في أعماقه على دليل إضافي عن قوة العلم والمعرفة. وفي نهاية المطاف يمكننا القول، بان العلم والمعرفة العلمية يبقيان المنقذ الفعلي للجميع بما في ذلك بالنسبة للكنيسة والدين. انطلاقا من أن حقيقة العلم والإنتاج العلمي لا علاقة له بالكنيسة والدين. كما أن للإيمان عالمه الخاص.
وإذا كان اعتراف الكنيسة بنظرية دارون قد حدث الآن، فإنها تكون قد قدمت تبجيلها الخاص لذكرى ولادة الرجل بعد قرنين من الزمن، أو على الأقل انها استبقت الذكرى المئوية الثانية لولاة دارون (1809- 1882).
وبغض النظر عن كل التأويلات المحتملة بهذا الصدد، فان كل ما قيل ويقال وسيقال بهذا الصدد يعود الفضل فيه لدارون والعلم فقط. وهو الاستنتاج الأكثر أهمية بالنسبة للعالم العربي والإسلامي عموما.
فمن الناحية المجردة ليس في اعتراف الكنيسة بنظرية دارون قيمة علمية أو معنوية بالنسبة للعالم العربي وتقاليد الإسلام الثقافية. وذلك لأسباب عديدة لعل أكثرها أهمية هي أنه ليس في الإسلام كنيسة. من هنا ليس هناك من يمكنه احتكار الفكرة أو رفعها إلى مصاف المقدس، أو جعلها من الأمور المجمع عليها. إذ للإجماع تقاليده الخاصة، وهو مربوط من الناحية المنهجية والغاية العملية بقضايا الفقه. والفقه هو اجتهاد ظني. أي لا إلزام مطلق فيه. إضافة لذلك أن تقاليد الإسلام العقلية المتطورة، والفلسفية منها بشكل خاص، أي تلك التي حددت معالم إنتاجه الثقافي الهائل، لم تتعارض مع العلم. على العكس، أن تاريخها الخاص وإبداعها الذاتي كان يصب في اتجاه تأسيس الفكرة العلمية، بما في ذلك في ميدان النظر إلى التطور الطبيعي ونشوء الإنسان. وهي فكرة يمكن رؤية ملامحها الواضحة في (رسائل إخوان الصفا) وصداها الصوفي الرفيع في (حي بن يقظان) لابن طفيل. وما بينهما عشرات بل المئات من المفكرين والعلماء الذين وضعوا في تأملاتهم النظرية وتطبيقاتهم العملية فكرة التطور والارتقاء وأهمية العلم وقيمة المعرفة المجردة واليقين العلمي وما شابه ذلك. بل أن الغزالي نفسه أول من أسس للفكرة القائلة، بأن انجازات العلوم لا علاقة لها بالقضايا العقائدية "الإلهية"، أي لكل منهما عالمه الخاص و"قواعده" الخاصة. وفي العصر الحديث، أي في بدايات الجدل حول الموقف من العلم، كتب محمد عبده مقالاته المشهورة بهذا الصدد، وجمعها لاحقا في كتيب (العلم بين الإسلام والنصرانية). والفكرة الأساسية فيه تقوم في أن الإسلام لا يعارض العلم، وان تطور العلم جرى بالارتباط مع انتشار وتوسع وسيطرة الإسلام.
وفيما لو جردنا هذه المواقف من أبعادها الأيديولوجية والعقائدية والدفاعية لحد، فإننا نعثر فيها على حقيقة مفادها، أن التطور الثقافي للأمم مرتبط بالعلم والاجتهاد العلمي. والعلم قد يخطأ، لكنه لا يقترف في أخطائه خطيئة. على العكس انه يمهد لاستكمال المعرفة والتنوير، انطلاقا من أن العلم هو اجتهاد عقلي دائم. وفيما يتعلق بالدارونية، فإنها منذ بدايات القرن العشرين قد تغلغلت في الوعي الاجتماعي والسياسي والعلمي بالشكل الذي أصبحت جزء من التراث الثقافي العربي. بل انها تحولت إلى جزء مكون من أفكار شخصيات لامعة ومؤثرة في الوعي الاجتماعي والسياسي مثل شبلي شميل وسلامه موسى وكثير غيرهم.
حقيقة أن الفكرة الدارونية لم تنغرس في الوعي الاجتماعي العربي بالشكل الذي يجعلها تتطابق مع تبني فكرة التطور والارتقاء الطبيعي. من هنا التباين بين تدريسها العلمي في المدارس والجامعات وإهمالها في ميدان التربية والتعليم والإبداع النظري والعملي. وهو تباين نعثر عليه في معايشة وتزاوج "الرؤية العلمية" والشعوذة اللاهوتية، بما في ذلك فيما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن وما شابه ذلك، أي في كل هذا الحطام الهائل للتوظيف الكسول لجهود الآخرين العلمية وعذابات الاكتشاف المرهقة.
بعبارة أخرى، إن العبرة الممكنة والضرورية التي يمكن أخذها من اعتراف الكنيسة بنظرية دارون تقوم في رؤية أهمية العلم و"تقديسه" حتى من جانب البنية التقليدية "الناطقة باسم الله"، بما في ذلك في تلك الحالات التي تتعارض، على الأقل ظاهريا"، مع ما هو متعارف عندها من مفاهيم وعقائد "مقدسة".
إن حقيقة المقدس تتسامى عن الابتذال، بل المقدس هو المتسامي عن الابتذال. وليس هناك من قوة قادرة على رفع الإنسان وعقله وضميره من حضيض الابتذال أكثر من العلم. والدارونية هي إحدى النظريات العلمية الكبرى والفرضيات الإنسانية. ونتائجها الحقيقة إنسانية أيضا، وذلك لأنها تقر بوحدة الحياة وتنوعها، ومن ثم ارتباط الجميع بالجميع باعتبارهم كلا واحدا حيا.
ميثم الجنابي
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:12 PM
إعتراف ا لكنيسة أو بعض رجالها بأن نظرية النشوء والإرتقاء بصيغتها الداروينية متطابقة أو متوافقة مع الكتاب المقدس / التوراة / لا يدخل ضمن منظومة الوظيفة الحقيقية في تصوري للدين، فالدين له وظيفته الروحية، والعلاقة بين الدين والعلم مرتبكة لدى الكثير من اللاهوتيين وكذلك علماء الطبيعة،وربما حتى علماء الاخلاق، ففيما يرى بعضهم أن ليس هناك تناقضا بين الدين والعلم يرى بعضهم أن الحديث في مثل هذه العلاقة أشبه بالهراء مادام الدين روحيا والعلم يهتم بالقضايا المادية، فيما يرى آخرون أن الدين يمكن أن يحيد العلم أو يجيره للخير، ونرى آخرين، وهكذا تتعدد التصورات والاراء في هذه المسألة الشائكة.
على أن العلم كائن متغير، والقانون العلمي منضبط باستثناء جوهري وأساسي، فـ ( كل حديد يتمدد بالحرارة ما لم يثبت العكس ) والدين مطلق في كثير من أحكامه، خاصة الاحكام العقدية، ويضمن لنفسه الصدق المطلق، بصرف النظر عن التحولات الجديدة على وظيفة الدين في اللاهوت الجديد، حيث أخلَّت بهذا التصور، فليس العبرة بصدق الجملة الدينية أو كذبها، بل المهم هو مدى قدرة الدين على خلق الضمير الحي، حتى وإن كانت الجملة الدينية غير مجربة علميا، أو هي على خلاف مع العلم، وبالتالي، إن أي إعتراف بوجود مؤيد ديني لاي نتيجة علمية هو نوع من المجازفة غير المأمونة.
إن نظرية الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة محاولة بسيطة في تصوري، لان هذا التطابق المزعوم مستل من تعبيرات لغوية سريعة، ولم نجد في القرآن أو التوراة أو الانجيل معادلات رياضية ورموز قانونية وتشريح لتجربة وتحليل لظاهرة من خلال أحداث التغيير المطلوب عليها للوصول إلى نتائج مع مختلف الظروف، ومن ثم، هي حالة من الإطلاق المجاني البسيط.
الدين قوة روحية هائلة يمكن أن تساهم في السلام العالمي بحق وحقيقة، وهو قوة باقية في الضمير، ما أن تختفي حتى تعود بثوب جديد، ومثل هذه المحاولات تضر بالدين.
الإعتراف يعبر عن عجز أو قصور في فهم المغزى من الكتب المقدسة، كما أن مستنده إجتهاد ليس إلا، وكل إجتهاد معرض للنقص والنقض والبطلان.
لا أتوقع أي تبعات كبيرة على صعيد منظومة الفكر العربي على أثر هذا الاعتراف، خاصة وقد سبق للفكر الديني أو لبعض المفكرين الدينيين أن عقدوا مقارنات بين القرآن الكريم وكشوفات العلم الحديث، وأخذت رواجا مذهلا في ا لوسط العربي، ولكنها سرعان ما ذبلت، ذلك إن النبض الروحي هو موضوعة الدين وليس العلم.
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:15 PM
إن هذا الاعتراف من قبل الكنيسة الكاثوليكية، هو تعبير عن استمرارية التنازلات الكبيرة التي شرعت بتقديمها هذه الكنيسة بسبب ضغوط القوى الالحادية(العلمية) المعادية للدين وللكنيسة، والتي بدأت تهيمن على الحياة في المجتمعات الغربية منذ قرنين. وتنامت هذه الهيمنة بصورة كبيرة في السنوات الاخيرة بواسطة الحملات الاعلامية اليومية والدائمة والمنظمة بصورة تعسفية ولا ديمقراطية ضد الكنيسة. يكفي التذكير بالرواية الشهيرة( شيفرة دافنشي) التي تم الاحتفاء الجنوني بها رقم ان قيمتها الفنية محدودة جداً، وتم تحويلها الى فلم ضخم، لأنها بكل بساطة تهين المسيحية والمسيح وتعتبر الكنيسة الكاثولية أشبه بعصابة مافيا اجرامية!
كما ان هذا الاعتراف البابوي لا يعبر أبدا عن الرأي العام المسيحي، فهو اولا لا يعبر عن اجماع كاثوليكي، ثم انه لا يشمل الكنيسة الارثوذكسية المنتشرة في اوربا الشرقية، وكذلك لا يعبر عن غالبية الكنائس البروتاتسنية حيث الكثير منها ترفض هذه النظرية، وهنالك تيار مسيحي بروتستاني اميركي غالب رافض لهذه النظرية.
هذا فيما يخص الاعتراف الكاثوليكي، اما من ناحية اعتقادنا الشخصي نحن، فنسجل الملاحظات التالية:
ـ ان (نظرية داورن) هي (نظرية) يعني ليس (قانون او قاعدة علمية) مؤكدة ومثبتة حياتيا ومختبريا. والنظرية تعني بكل بساطة انها(افتراض) قائم على بعض المعاينات، ولم تصبح (قانون او قاعدة) الا بعد ان تثبت فعليا في الحياة او في المختبر. وحتى الآن رغم مرور اكثر من مئة عام على هذه النظرية، لا الحياة ولا الاف المختبرات والعلماء، تمكنوا من تحويل قرد الى انسان، او حتى تحويل نخلة تمر الى نخلة جوزة هند، بل لم يتمكنوا حتى من تحويل(ذئب) أو (ثعلب) الى (كلب). لننظر الى الكلاب التي تعيش مع الانسان منذ مئات الآلاف من السنين، ورغم كل المعاشرة والتغذية والتأثير الحياتي اليومي، فأن هذه الكلاب لم تتقدم في الذكاء عن اسلافها ولا حتى في لفظة واحدة او نظرة او حركة، بل حتى نباحها وعوائها ظل خاليا من حرف مفهوم واحد.
إذا كانت (ظرورات الطبيعة) وحدها هي التي منحت النمور تلك المخالب والانياب لكي تدافع عن نفسها، فلماذا لم تمنح هذه الطبيعة نفس الامكانات الى الغزلان والارانب التي تعيش في نفس الغابة؟!
ان هذا يدل على ان الظروف ليس وحدها المسؤولة عن التطور والتحويل، بل ثمة (قابلية داخلية) يحملها كل كائن في داخله. وهذه (القابلية او البرنامج المسبق الخاص بكل كائن) هي السر الالهي الجبار التي يصر الالحاديون على محاربته.
ـ ان نظرية دارون، مثل كل النظريات والمكتشفات العلمية، يتم استثمارها بصورة تعسفية ومفتعلة جدا من قبل الالحاديين من اجل دحض كل ما هو روحي وغيبي. رغم ان دارون نفسه لم يستخدم نظريته هذه لكي ينفي ايمانه هو نفسه بالله والمسيحية!
نعم هنالك (العلم) الذي هو حيادي وليس له اية علاقة بالالحاد، وهنالك (الآيدلوجية العلمية الالحادية) التي تتخذ من العلم حجة لفرض عقديتها المتعصبة ضد كل ما هو روحاني. ان البشرية منذ ان بدأت تصنع الحضارة منذ آلاف السنين، بدأت ايضا تصنع العلم. ولا ننسى ان اولى الحضارات العلمية في التاريخ هي الحضارتين العراقية والمصرية، ومن بعدها الصينية واليونانية والسورية والايرانية والرومانية، ومن بعدها العربية الاسلامية، كلها كانت حضارات قائمة على الايمان الديني رغم كل مكتشفاتها العظمى في الطب والفلك والكيمياء والفيزياء والمكننة وغيرها!
فالدين والعلم ليس بينهما أي تناقض، وغالبية رجالات العلم على مر التاريخ كانو مؤمنين. وما هذا التنقاض المفترض، الا اختراع حداثي مفتعل فرضته الحضارة الغربية التي تهيمن عليها التيارات الالحادية، التي تستخدم العلم تعسفا لكي تبرر خطابها الالحادي.
ان الصراع المشتعل في المجتمعات العربية، بين انصار ورافضي (نظرية دارون) ما هو دليل على استمرار تبعيتنا للعقل الغربي. نحن مثقفوا الشعوب العربية، علينا ان نتخلص من تبعيتنا المتطرفة للعقل الغربي وتبني اشكالياته وصراعاته الخاصة به ونتاج ظروفه التاريخية.
سبق وان كتبنا ونعيدها الآن:
ان مشكلتنا العظمى نحن ابناء المجتمعات العربية وسر ازمتنا المستعصية، يكمن في تمزقنا منذ اكثر من قرن، بين تيارين متعصبين منقطعين تماما عن واقعنا المعاش: التيار الحداثي الالحادي الذي يعتبر مرجعيته في عواصم الغرب، يقابله التيار السلفي الذي يعتبر مرجعيته في الماضي الديني البعيد، وكلاهما اتفقا على احتقار حاضرنا وعدم النظر بواقعية وموضوعية الى واقعنا المعاش وهويتنا الحضارية الخاصة بنا.
نحن مثل العائلة المشرذمة بين ابوين منفصلين: ابونا مغترب يتسكع بين باريس ولندن، وامنا ناسكة تائهة في صحارى الاسلاف!
سليم مطر
جنيف
www.salim-matar.com
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:17 PM
اعتراف الكنيسة بما قاله دارون قبل 150سنة يزيد من قوة حجة العلم الإنساني حتى ولو كانت نتائجه في بعض الأحيان تخالف ما جاء بالكتب المقدسة، التي ليست كتباً علمية لكي تؤيد أو تدحض ما تأتي به الكشوفات العلمية الباهرة.
أثر هذا الاعتراف على الفكر العربي سيكون كبيراً. وسوف يتيح للفكر العربي الفرصة الكبيرة لكي نستطيع قراءة وتفسير النصوص المقدسة من خلال التاريخ وليس من فوق التاريخ.
ولكي ننفي عن كافة النصوص المقدسة صفة العلوم المخبرية. فهذه الكتب هي كتب أخلاق وهداية، وليس من جاءوا بها من الأنبياء هم من علماء المختبرات أو الحفريات الأثرية، أو أي علم آخر.
وتحميلنا للنصوص الدينية بما لا تحتمل هو هروب من الحقائق العلمية الإنسانية الساطعة.
وأنا مسرور لهذا الخبر العظيم لأنه سيعيد دارون إلى بعض مناهج المدارس الأميركية الدينية التي منعت في السابق تدريس نظرية دارون. ونأمل أن تتبع المدارس العربية المتشددة نفس الإجراء
د. شاكر النابلسي
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:23 PM
اعتقد أن موقف الفاتيكان اثبت بشكل قاطع ان هناك ما هو اكثر قدرة من الروحيانيات على تفسير هذا الكون،، وهناك من العمليين التجريبين من مضى اكثر من ذلك الى محاولة الاثبات (المادي )وقد يكون موقف الفاتيكان هذا محاولة استباق لنتائج اعادة محاكاة (الانفجار الكبير )التي قد تنسف، لو نجحت، الكثير من المسلمات الروحانية عند البشر التي حاولت تفسير الكون.
نظرية داروين قاومت هذه المسلمات لاكثر من 150 عاما وانتصرت لانها منطقية جداً،، والمنطقي قد لايتعارض مع اي مسلم ديني و روحاني بقدر ما يحاول إعادة تفسيره.
لكن محاكاة الانفجار ستكون نتائجه قاطعة جدا لو جحت التجربة بحسب القائمين عليها عليها.
و لابد من أن يتحسب الروحانيون المؤمنون لنتائج التجريب المادي باحتواء نتائج أبحاثهم، حتى ما كان منها قبل 150 عاما،، لئلا ينسف التجريبيون الايمان كمفهوم بالكامل.
ابراهيم الصميدعي
وسيم أحمد الفلو
21-09-2008, 07:24 PM
بالنسبة للاعتراف هو خطوة أخرى فى تصالح الكنيسة مع العلم، مع الاخذ فى الاعتبار ان تاثير الكنيسة على العلم لا يذكر فى ظل الفصل التام بين الدين والدولة فى الغرب وما ترتب على ذلك من احترام وتقديس العلم.
المسألة فى الغرب لن يكون لها تأثير يذكرفى واقع هو بالفعل فى حالة توافق تام مع العلم.
فى العالم العربى المسألة مختلفة، فهذه المنطقة من العالم فى حالة قطيعة مع المعرفة والحداثة والتنوير والعلم، حيث تستخدم منتجات العلم والمعرفة والحداثة وتحتقرها فى نفس الوقت.
وكل ذلك نتيجة الدمج بين الدين والدولة وسيادة الدين على العلم، ومن ثم خضوع العلم لاهواء الدين ورجال الدين بما فى ذلك تفسيراتهم اللزجة المصطنعة للعلم وعلاقته بالنص الدينى كما يفعل زغلول النجار.
المنطقة العربية والكثير من مثقفيها يرفضون حتى الآن الاعتراف بأن القاعدة هى التى قامت بهجوم 11 سبتمبر فكيف يهزهم اعتراف بنظرية داروين او غيرها، هؤلاء يعيشون فى قطيعة فعلية مع العالم المعاصر بمعنى التطور الحقيقى فى الفكر الإنسانى.
لن ينصلح حال الشرق إلا فى حالة تحديد دور الدين، فمما يؤسف له أن الدين دور أساسى فى ظلمة الشرق وتخلفه وعنفه.
وإلى أن يتم تحديد دور الدين سيبقى الشرق يستقبل مثل هذه المراجعات العالمية ببرود وإستعلاء مع الإتهام للعالم بالغرق فى المادية والإلحاد فى حين إنهم مشغولون بما هو أهم...وهو الاستغراق فى احلام اليقظة وتخيل شكل الحور المنتظرين على ابواب جنتهم العجيبة.
مجدي خليل
محمد أحمد الفلو
21-09-2008, 07:56 PM
هذا دأب الكنيسة منذ ألفي عام ... مسيرة حافلة بتحريف النصوص تختلف فيها الأسباب جيلا بعد جيل ... يتحمّل فيها الجيل الحالي تبعات تحريف الأجيال السابقة لكلام الله
ولكن الدافع كان دائما خوفهم من نقصان عدد المؤمنين والملتفين حول الكنيسة .... فصاروا يحرفون النصوص تبعا لأهوائهم تارة ... وأهواء الحكام أو أهواء الناس تارة اخرى ... وكل ذلك مرده الى ضعف إيمان رجال الدين عندهم بما يدعون الناس إليه
والمشكلة أنهم في حالة تبنّيهم لنظرية داروين يعتقدون بأن الناس سوف تتبدل نظرتهم إيجابا بالكنيسة وأهلها .... فالعصر عصر العلم .... وووو
ولكني أرى بأن العكس هو الحاصل فالناس في هذه الحالة سوف ينظرون بازدراء للكنيسة وهي التي تدّعي تمثيل الله في الأرض ... ثم تتراجع عن كلامها بخصوص وحي الله لها
ثم يأتي جيل من العلماء وينفي نظرية داروين من اساسها ... فيشقى أتباع الكنيسة وأحبارها بمجاراة العلم .... و اعادة نفي ما تم نفيه ثم إثباته
Nader 3:16
23-09-2008, 03:30 PM
يعني يا اماّ مساطيل عن جد!!!!!....يا اماّ عارفين انو النظرية تدل على الصطلنة و الهبلنة و ماشيين فيها و الامرين فيهما مشكلة.
فلا حول ولا قوة الا بالله.
وسيم أحمد الفلو
24-09-2008, 06:51 PM
يا أخ نادر ليست كل نظرية دارون خطأ ... فمتعصب كتير
هشام الفلو
24-09-2008, 09:07 PM
يا أخ وسيم، هل لك كمختص أن تبين لنا صوابها من خطئها ?!
وسيم أحمد الفلو
26-09-2008, 02:46 AM
يا أخ وسيم، هل لك كمختص أن تبين لنا صوابها من خطئها ?!
متمتسخر وأنا مني مختص
أنا قلت إنو نظرية دارون منا كلا غلط .... والنظرية تبقى نظرية ولا يتبغي تقديس العلم ونظرياته وجعلها ديناً جديداً، كما لا ينبغي أن ينصب رجال الدين (من كل الأديان) أنفسهم قضاة في وجه النظرية العلمية.
وللموضوع تتمة إذا أردت
هشام الفلو
26-09-2008, 04:22 AM
أكيد، بدي إتشعب في كمان، ضمن حدود المسموح ...
هشام الفلو
27-10-2008, 02:01 AM
Smolin propose d'appliquer la sélection naturelle de Darwin à la cosmologie, de sorte que l'Univers que nous connaissons est le résultat d'une évolution et d'une mutation d'univers plus vieux, primitifs et grands encore
Imaginez un univers. Chacun des trous noirs qu'il contient ouvre une porte sur un autre univers où les lois fondamentales de la nature, comme la vitesse de la lumière par exemple, peuvent être différentes. Les univers les plus dominants sont ceux qui contiennent le plus de trous noirs
Certaines critiques mettent en avant le fait que cette « théorie » n'est basée sur aucun raisonnement scientifique et qu'il est impossible pour les scientifiques de prouver ou contredire les prédictions de Smolin. À cela, l'Américain réplique par le fait que l'étude des trous noirs de notre Univers peut affirmer ou infirmer cette théorie
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir