المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجديد في الفكر الاسلامي (تساؤلات).



Nader 3:16
11-10-2008, 07:10 PM
السلام عليكم.
كثيراً ما نسمع بقضية التجديد في الفكر الاسلامي و الصحوة الاسلامية.
ما المقصود بهاتين العبارتين؟؟؟ هل هم المعاصرون الذين دعوا اليها؟؟؟و هل كان لا بد منها في المجتمع الاسلامي؟؟؟؟
أرجو من يملك الاجابة ان يجيبنا عن هذه التساؤلات و لو بسرد تاريخي بسيط للقصة. و يضرب لنا امثلة عن بعض مسائل التجديد في الفكر الاسلامي.
و انا اقترح و ليس من باب التفضيل و انما من باب الفائدة المرجوة من الموضوع ان يقوم الاخ ابو حسن و الاخ ابو محمد بالاجابة عن التساؤلات بطريقة يفهمها الجميع.

انا طرحت الموضوع كإستكمال لموضوع(الطابع الاسلامي للبلدة) بعد ان دخلنا بمسألة التطور الفكري للبلدة

أبو حسن
11-10-2008, 08:34 PM
أخي الفاضل نادر،

أشكرك على طرح هذا الموضوع، وأدعو جميع الأعضاء للمشاركة فيه وطرح ما لديهم، فهو موضوع مهم، ولا بدّ أن الكثير من الأعضاء لديهم ما يقولونه أو يطرحونه حيال هذا الموضوع، خصوصا الأخ أبو خليل (لعل أحدا ينبهه على الموضوع) والأخ وسيم الفلو وغيرهم، كما أخص أخي أبا محمد القلموني بالدعوة لطرح ما عنده، وأنا على ثقة أن رأس ماله بخصوص هذا الموضوع غني جدا فليته يؤدي زكاته...

بالنسبة لي، أعتقد أنه لا بدّ لي من التأني في جمع مادة الردّ حتى لا يكون الردّ عجٍلا، ويؤتي ثماره إن شاء الله. وبما أنني في الأيام المقبلة مشغول بورشة تدريب (من الفجر للنجر)، فلعلي أعود إلى الموضوع نهاية الأسبوع بإذن الله

Nader 3:16
12-10-2008, 02:11 AM
طيب بإنتظار البقية...و انا واثق من انك تستطيع تقديم ما يفيد يا اخ ابو حسن...
ولكن نرجو ممن يريد الكتابة بالموضوع قد يكون على قدر من المعرفة فيه لتعم الفائدة و انا لا اشكك بمقدرة احد على الافادة

Nader 3:16
21-10-2008, 07:28 PM
السلام عليكم.
شحنة للموضوع حتى نذكر الاخ ابو حسن و غيره بتقديم ما لديهم حتى تعم الفائدة ان شاء الله.

أبو خليل
23-10-2008, 02:30 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
( إن الله يبعث علي رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها‏.)‏

يقول الإمام جلال الدين السيوطي في شرحه المستفيض لهذا الحديث‏:‏ إنه علي رأس كل مائة سنة يبعث الله داعية يقوم بالتجديد‏...‏ ويقول‏:‏ إن المائة سنة ليست شرطا فلقد يأتي من يجدد بشكل متلاحق‏,‏ وقد يأتي أكثر من مجدد في زمان واحد‏.‏

قد يتفق جميع العلماء و المفكرين على ضرورة التجديد في الدين ، و لكن هناك اختلاف واسع بينهم حول فهم مضمون هذا التجديد .

فالتجديد في الدين ، على ما عرفه مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي في القاهرة عام 2001 هو :

" إعمال العقل والفكر فى مشكلات الحياة المعاصرة التى أوجدتها المتغيرات التى حدثت فى العالم لاستنباط الأحكام المناسبة لها من أدلتها الشرعية "
يعرف تاريخ الفقه الإسلامى بصفة خاصة تيارين متقابلين في مجال التجديد في الاسلام ، يميل أولهما إلى المحافظة الشديدة،.. ويعتصم هذا الفريق بالنصوص القرآنية والنبوية لا يكاد يعدوها.. و هم ما يطلق عليهم " أهل الحديث ".. أما التيار الآخر فإنه يجعل للعقل دوراً بارزاً إلى جانب دور النصوص..وهؤلاء هم الذين يطلق المؤرخون عليهم وصف "مدرسة أهل الرأي ".
إلا أن الاختلاف بين المدرستين بقي اختلافاً فقهياً أدى إلى غنى في الفقه و القواعد و الأصول و بقيت المدرستان معتبرتان و شكلتا معالم المذاهب الأربعة التي يأخذ بها و يتبعها غالبية المسلمين في العالم .
أما العصر الحالي فإن التجديد فيه أخذ بعداً مغايراً في الاختلاف عما سبقه ، فالاختلاف حالياً قائم بين مدرستين متباينتين : الاولى تستمد رؤيتها من العقل الغربي بمناهجه و قواعده و تعمل على إسقاط المبادئ الاسلامية على تلك المناهج لبلورة اسلام حديث تدعي أنه يتوافق مع العقل و الحداثة ، و الثانية تتمسك بثوابت و أصول الدين و قواعده و مناهجه و مبادئه و أخلاقياته باعتبارها أصولاً ثابتة و تعمل على تبيان حقيقة هذه المبادئ التي اختلط فهمها على كثير من الناس ، و مؤكدة أن هذه القواعد قادرة على التعامل مع كل المستجدات و هو أمر لا يتنافى مع العقل المنضبط بضوابط قواعد أصول الفقه و الدين .
إن الاسلام لا ينكر التجديد بل يدعو اليه بصريح الحديث الآنف ذكره ، و لكن الاسلام وضع قواعد منزلة من عند رب العالمين فهي تسمو فوق عقل البشر و المطلوب من المسلم أن يعمل عقله ضمن هذه القواعد فيستنبط منها ما يتوافق معها و مع محيطه


من هنا نحن نفهم التجديد أنه تجديد للدين ، لحقيقة الدين كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، أن نحافظ على أصالته و ربانيته ، و أن تكون نظرتنا الى المحيط و الواقع و التجديد انطلاقاً من مبادئه و قواعده و أخلاقياته . أو اليست القواعد التي استنبطها الفقاء من كتاب الله و سنة رسوله كانت حافزاً لنهضة الأمة و تشكيل عقلها ؟ أو اليست المبادئ و الأخلاق التي بثها الإسلام في نفوس أبنائه هي التي صنعت حضارة عمرت أكثر من أي حضارة أخرى ؟ .

يقول (الشيخ البوطي) : " فتجديد الدين مشروع ومأمور به. وهى واحدة من المهام التى يجند الله لها العلماء الربانيين، بعد أن ختمت الرسالات ببعثة خاتم الرسل والأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.. أما التبديل فتضييع للأمانة. وخيانة للعهد، وافتئات على الله عز وجل، ومن ثم فهو تورط فى محرّم. وتعرض للطرد من رحمة الله وغفرانه".

ويوضح الدكتور البوطي مفهومه للتجديد الاسلامي فيقول : " والتجديد مسلّط عليه أى على الدين ذاته، لا على مبادئه وأحكامه..وإنما يتمثل عمل من يبعثهم الله لتجديد الدين. إذن فى حمل الناس على تجديد بيعتهم لله، وعلى العود إلى الانضباط بهديه وأحكامه، بعد طول تفلت وشرود.. وعلى إصلاح ما تصدع من صرحه، وتمتين ما هوى من دعائمه، وسدّ ما تفتح من ثغرات فى مفاهيمه، وترك أحكام المستجدات من الحوادث والمصالح والأعراف، على كليات القواعد الفقهية. والمبادئ الأصولية وقواعد تفسير النصوص، دون أىّ عبث بها، ودون أى استجرار لها إلى ما تتطلبه الرغائب والأهواء، وحظوظ النفس ومغانم الدنيا".

أبو خليل
25-10-2008, 04:01 AM
يسهب الدكتور البوطي في شرح الفرق بين تجديد الدين و تجديد أحكامه فبعتبر أن أحكام الدين جديدة دائما و لا تحتاج الى تجديد فيقول :" وهذا ما يوضح سبب تسلّط التجديد. فى نص الحديث، على الدين الذى هو الدينونة كما عرفنا، لا على أمر الدين الذى هو مبادئه وأحكامه، كما يرويه بعض الناس. وهو خطاً فى كل من الرواية والدراية معاً.. خطأ فى الرواية، لأن الروايات كلها جاءت بلفظ من" يجدد لها دينها" تجديد أمر الدين لا معنى له إلا تجديد أحكامه ومبادئه. وهى تظل جديدة مهما تقادم عليها العهد. فلا معنى إذن لتجديدها إلا التبديل الذى يحلم به دعاة الحداثة، وهو ما قد نهى وحذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولكن فلنعلم أن هذا التجديد الذى أناطه الله بالنخبة الصالحة من علماء هذه الأمة لا يمكن أن يستقيم على نهج سوىّ يرضى الله عز وجل، وأن يكون مصداقاً للتجديد الذى عناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا إن كان القائمون به ربانيين فى مواقعهم وفى منطلقاتهم، لا يقيمون لدنيا الناس كلها وزناً أمام الهدف الأقدس الذى يتمثل فى بلوغ مرضاة الله وحده، لا تصدهم عن التوجه إليه جنود الأهواء والمطامع، مهما تكاثرت وتسربت إليهم من هنا وهناك.. ينهضون بواجبهم القدسى هذا، ولسان حال كل منهم يناجى الله قائلاَ: وعجلت إليك رب لترضى. إذا أكرم الله الأمة بهذه النخبة من العلماء، فسوف يكون تجديد الدين هو الحصن الذى يقيه من أطماع النيل منه والعبث به، ولسوف يكونون هم المعنيون بشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأعظم بها من شهادة " ( الاسلام بين التجديد المطلوب و التبديل المرفوض ) .

أبو حسن
25-10-2008, 10:06 AM
التجديد في الإسلام

http://albayan-magazine.com/monthly-books/tjded/tjded.zip

• الفصل الأول

• حديث المجدد

• تمهيد

• حديث المجدد وأقوال العلماء فيه

• ألفاظ أخرى للحديث

• بعض المعاني المستخرجة من الحديث

1 ـ إن هذا المبعوث لم يعد همه نفسه فحسب

2 ـ ما المراد ببعث المجدد على رأس المائة؛ أهو ولادته أم تجديده؟

3 ـ المقصود بـ «رأس كل مائة سنة»

4 ـ المقصود بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن يجدد» أفرد أم مجموعة؟

• امتناع أن يكون المجدد من غير أهل السنة

• معنى التجديد

ـ ليس من التجديد

ـ مجالات التجديد

أولاً: التجديد في مجال العقيدة

ثانياً: التجديد في مجال النظر والاستدلال

ثالثاً: التجديد في السلوك الفردي والاجتماعي

رابعاً: فضح المناهج والاتجاهات والأوضاع والمبادئ والسبل المخالفة للإسلام

• شروط المجدد

أ ـ التجديد مهمة الفرقة الناجية

ب ـ لا بد من العلم الشرعي الصحيح

ج ـ أن المجدد صاحب إرادة فاعلة وثابة

• الفصل الثاني

• تاريخ الحركة التجديدية

• إلمامة تاريخية بالحركة التجديدية

• الحركة التجديدية الأولى

ـ الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز

ـ الإمام الشافعي

ـ الإمام أحمد بن حنبل

ـ التجديد الجماعي

ـ صحوة الجهاد

ـ ما قبل الإفاقة

ـ التجديد الجهادي عند نور الدين محمود

ـ التجديد الجهادي عند صلاح الدين

ـ شيخ الإسلام ابن تيمية

• الحركة التجديدية الحديثة

ـ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Nader 3:16
25-10-2008, 03:13 PM
شكراً لك اخ ابو خليل على مشاركتك و كذلك ابوحسن ..انا حملت الكتاب...و ان شاء الله سأقراه بأقرب وقت.
بعد ان افهم بدقة مشاركات ابو خليل.

جزاكم الله خيراً.