المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياواقفاً / د. عبد الرحمن العشماوي



نور
13-10-2008, 03:02 PM
مالي أراك تقلبُ النظرا *** وكأن عينك لا ترى أثرا ؟
و كأن قلبك لايحس بما *** يجري ولا يستشعر الخطرا
و كأن ما في الكونِ من عبرٍ *** ومن المواعظ واجهت حجرا
مالي أراك عقدتَ ألويةً *** للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟
أو ما ترى شمس الضحى وإذا *** جن الظلام، أما ترى القمرا ؟
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت ***أوما ترى النبع الذي انحدرا ؟
يا هارباً من ثوب فطرته ***أوما ترى الأشواك والحفرا ؟
أو ما ترى نار الظلال رمت ***لهباً إليك وأرسلت شررا؟
مالي أراك كريشة علقت ***ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟
تصغي لقول المصلحين وإن ***فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا
إن أحسن الناس اقتديت بهم ***وإذا أساؤا تتبع الأثرا
أتظل بين الناس إمعةً يسري ***بك الطوفان حيث سرى؟
عجباً أما لك منهج وسط *** كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟
يا ساكنا في دار غفلته *** متوارياً وتعاتب القدرا
أنسيت أن الأرض حين ترى *** الجفاف تراقب المطرا ؟
أنسيت أن الغصن يسلبه *** فصل الخريف جماله النضرا
مالي أراك مذبذباً قلقا *** حيران يشكو طرفك السهرا ؟
هذا قطار العمر ، ما وقفتْ ****عرباته يوماً ولا انتظرا
فإلى متى تبقى بلا هدفٍ *** اسماً كأنك تجهل السفرا ؟
هبت رياح المرجفين على ***إسلامنا ، فلتحسن النظرا
أو ليس للقرآن جلجلة في ***قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق ***رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!
خسر الجزوع وإن سعى سعياً ***نحو المراد ، وفاز من صبرا
الأرض كل الأرض ترقبنا *** وتقول : هذا بابي انكسرا
لم تسلك الدرب الصحيح فهل *** ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ *** وأخطأ تاب واعتذرا
هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ *** فبها تسامى المجد وازدهرا
رفعت لواء الحق منذ هوت *** أصنامها وضلالها اندحرا
هي واحة الدنيا فكم نشرت *** ظلاً على من حج واعتمرا
فافخر بها إن المحب إذا *** صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا
دع عنك من ماتت مشاعره *** وفؤاده في حقده انصهرا
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً *** نحو التراب ويترك الثمرا ؟
فإلى متى أبقى تدنسني *** مدنية ، وجدانها كفرا ؟
ولديكم الاسلام ينقذني *** مما أعاني يدفع الخطرا
الأرض تدعونا انتركها *** ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟
يا واقفاً والركب منطلقٌ *** أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟
أو ما ترى في العصر عولمةٌ *** جلبت إليك بنفعها الضررا
ولديك مفتاح الصعود بها *** إن لم تكن ممن بها انبهرا
عد يا أخي فالبحرُ ذو صََفٍ *** كم مركبٍ في موجه انغمرا
كن واضحاً كالشمس صافية *** بيضاء يجلو نورها البصرا