المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم الثاني والثلاثون: ثم لم نزل سايرين حتى وصلنا القلمون - وثيقة تعود لعام 1693 م



أبو حسن
18-10-2008, 10:36 AM
الحقيقة والمجاز
في الرحلة إلى
بلاد الشام ومصر والحجاز

الشيخ عبدالغني النابلسي (ت 1143 هـ)


http://www.qalamoun.com/Forum/attachment.php?attachmentid=1308&stc=1&d=1224310403


الوثيقة بخط حفيد صاحب الرحلة، وقد وصل الشيخ النابلسي إلى القلمون يوم الأحد الثالث من صفر عام 1105 هـ الموافق 4 أكتوبر 1693 مـ.

وسأكتب النص لمن لم يستطع قراءته، وما بين قوسين هو من كلامي:

ثم لم نزل سايرين إلى أن وصلنا إلى القلمون، بفتح القاف وفتح اللام وبعضهم يسكنها (أي اللام) فنزلنا هناك نحن وجميع الإخوان، وبتنا (أي قضينا الليل) معهم على أشرف حالة من السرور والأمان، ثم لما أصبحنا في اليوم الثالث والثلاثين وهو يوم الإثنين الرابع من صفر ودعنا الإخوان من أهل البلاد، إخوان المروءة والوداد، وكان الوزبر المكرم علي باشا رحمه الله تعالى أرسل معنا جماعة يوصلونا إلى قلعة جبيل...


وفي الوثيقة فائدة أخرى مهمة جدا عن القلمون ظهرت لي أذكرها لاحقا إن شاء الله، يستنبطها من كلمات النص القليلة كل من علم طريقة الشيخ التي اتبعها في رحلته... فهل من مشمّر؟

الزاهر
18-10-2008, 11:44 AM
بس لو تعطينا تعريف للشيخ هيك بسطرين وما له وما عليه :)

ثم أحنا ناطرينكم عالزاوية

أبو حسن
18-10-2008, 11:58 AM
نبذة سريعة:

هو جدّ (مش اللزم، يعني من أجداده) الدكتور محمد راتب النابلسي

كان من أكابر رجال التصوّف في زمنه، وكان فقيها عالما، أديبا شاعرا، مؤلفاته تزيد على المائة والخمسين مؤلفا...

ومعظم القصائد التي ينشدها الصوفيون اليوم في بلاد الشام هي من نظمه وبعضها من ألحانه

بالإمكان الإطلاع على الكثير من قصائده هنا:

www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=263&start=0

أبو حسن
18-10-2008, 08:55 PM
مختصر ترجمة الشيخ عبد الغني النابلسي

من كتاب (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر)


الشيخ عبد الغني بن إسمعيل بن عبد الغني بن إسمعيل بن أحمد بن إبراهيم المعروف كأسلافه بالنابلسي الحنفي الدمشقي النقشبندي القادري صاحب المصنفات التي اشتهرت شرقاً وغرباً وتداولها الناس عجماً وعرباً.

ولد بدمشق رضي الله عنه في خامس ذي الحجة سنة خمسين وألف، وشغله والده بقراءة القرآن ثم بطلب العلم. وتوفي والده في سنة اثنين وستين وألف فنشأ يتيماً موفقاً واشتغل بقراءة العلم. وابتدأ في قراءة الدروس وإلقائها والتصنيف لما بلغ عشرين عاماً. وشرع في إلقاء الدروس بالجامع الأموي في عدة فنون وبعد العصر في الجامع الصغير ثم الأربعين النووية ثم الاذكار النووية وغيرها.

وصدر له في أول أمره أحوال غريبة وأطوار عجيبة، واستقام في داره الكائنة بقرب الجامع الأموي في سوق العنبرانيين مدة سبع سنوات لم يخرج منها، وأسدل شعره ولم يقلم أظفاره، وبقي في حالة عجيبة وصارت تعتريه السودا في أوقاته، وصارت الحساد تتكلم فيه بكلام لا يليق به من أنه يترك الصلوات الخمس وإنه يهجو الناس بشعره، وهو رضي الله عنه بريء من ذلك. وقامت عليه أهالي دمشق وصدر منهم في حقه الأفعال الغير المرضية، حتى إنه هجاهم وتكلم بما فعلوه معه، ولم يزل حتى أظهره الله للوجود وأشرقت به الأيام ورفل في حلل الاقبال والسعود وبادرت الناس للتملي باجتلاء بركاته والترجي لصالح دعواته ووردت عليه أفواج الواردين وصار كهف الحاضرين والوافدين واستجير من سائر الأقطار والبلاد وعمت نفحاته وعلومه الأنام والعباد.

وارتحل أولاً إلى دار الخلافة في سنة خمس وسبعين وألف فاستقام بها قليلاً. وفي سنة مائة بعد الألف ذهب إلى زيارة البقاع وجبل لبنان. ثم في سنة إحدى ومائة بعد الألف ذهب إلى زيارة القدس والخليل. ثم في سنة خمس ومائة ذهب إلى مصر ومن ثمة إلى الحجاز وهي رحلته الكبرى. وفي سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ذهب إلى طرابلس الشام نحو أربعين يوماً وصنف فيها رحلة صغيرة ولم تشتهر.

وانتقل من دمشق من دار أسلافه إلى صالحيتها في ابتداء سنة تسع عشرة ومائة وألف إلى دارهم المعروفة بهم الآن إلى أن مات بها، وتآليفه ومصنفاته كثيرة وكلها حسنة متداولة مفيدة ونظمه لا يحصى لكثرته. وكان عالماً مالكاً أزمة البراعة واليراعة فقيهاً متبحراً يدري الفقه ويقرره والتفسير ويحرره غواصاً على المسائل خبيراً بكيفية الاستدلال والدلائل ذا طبع منقاد وبديهة مطواعه.

مرض رضي الله عنه في السادس عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، وانتقل بالوفاة عصر يوم الأحد الرابع والعشرين من الشهر المذكور، وجهز يوم الأثنين الخامس والعشرين من الشهر، وصُلّي عليه في داره ودفن بالقبة التي أنشأها في أواخر سنة ست وعشرين ومائة وألف.

محمد أحمد الفلو
18-10-2008, 09:26 PM
أنا في شغله ما فهمتا ... وهي قول الكاتب ، ثم لما أصبحنا في اليوم الثالث والثلاثين
هو اليوم الثالث والثلاثين من ايش ؟؟

Warrior
18-10-2008, 09:57 PM
أنا في شغله ما فهمتا ... وهي قول الكاتب ، ثم لما أصبحنا في اليوم الثالث والثلاثين
هو اليوم الثالث والثلاثين من ايش ؟؟


اكيد عدد الايام يلي كان قاطعها من الرحلة ، والله اعلم .

أبو حسن
18-10-2008, 11:27 PM
أخي حميطون، جواب الأخ المُحارب صحيح...

شو ما طلع معكم شو هي الفائدة التي أشرت لها ؟

سأعطيكم إشارتين لها:

- الإشارة الأولى: أنها غير موجودة في كلام الشيخ النابلسي عن القلمون المنقول آنفا، وإنما استنبطها من خلال عدم ذكر الشيخ لها... أي أنها (فائدة سكوتية) كما يقول علماء الأصول...

- الإشارة الثانية: أنها فائدة سلفية !

شوفولكم شي إستاذ أو دكتور تاريخ في القلمون... ممكن يفيدكم...

أبو حسن
25-10-2008, 11:20 AM
بعد مرور أسبوع... يبدو أن لا أحد عنده الجواب...

يقول الشيخ النابلسي في مقدمة رحلته:


http://www.qalamoun.com/Forum/attachment.php?attachmentid=1334&stc=1&d=1224917657

لقد كنت فيما تقدّم من الزمان، مع جملة من الأصحاب والإخوان، أتمنى الإستيعاب في زيارة الصالحين من الأحياء والأموات، والتبرك بنفحات مجالسهم وهاتيك الحضرات، ويكون ختم ذلك بالحج الشريف، وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك البلد المنيف...

فالهدف الأساس من رحلة الشيخ هو زيارة قبور "الصالحين" والتنبيه عليها في رحلته، وهذا دأبه في رحلته حتى أنه يمرّ بالقبر المجهول على الطريق، فيقول: لعله من قبور الصالحين، فيقرأ عليه الفاتحة ويدعو الله عنده...

ولقد أدركنا كبار السنّ في القلمون وحكوا لنا أن الأرض التي أقيمت عليها مدرسة البنات الرسمية كانت فيما مضى مقبرة مدفون فيها بعض الأولياء والصالحين، وكان بعض أهالي قريتنا يزورونهم ويوقدون على قبورهم الشموع ويعلقون عليها الخرق...

فجريا على عادة الشيخ النابلسي في رحلته، لو أن هذه القبور كانت، حين زيارته، على مثل هيئتها حين أدركها أجدادنا لزارها وذكرها في رحلته، خصوصا أنه بات ليلة في القلمون، أي أنه لم يمرّ بها مرور الكرام...

فيُستفاد مما مضى أن بدعة التبرك بقبور الأولياء والصالحين في القلمون لم تكن موجودة أو مشهورة حينها، بل لعلهم لم يكونوا يعتقدون أصلا بوجود أولياء في هذه القبور... والله تعالى أعلم...

الزاهر
25-10-2008, 02:54 PM
صحح لي إن أخطأت ...

أذكر أنه في نقل لكم من مجلة المنار وفي معرض الكلام للشيخ رشيد عن العادات السائدة ذكر أمورا من هذه في أهل القلمون في وقتها وأنه عمل جاهدا على محاربتها في حينه ...

أبو حسن
25-10-2008, 06:37 PM
صحيح أخي زاهر،

لكن تذكر أن زيارة الشيخ النابلسي للقلمون كانت أواخر القرن السابع عشر بينما كلام الشيخ رشيد يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر...