تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القراصنة "حلم فتيات الصومال"



نور
22-10-2008, 10:45 AM
القراصنة الجدد.. حلم فتيات صوماليات
عبد الرحمن يوسف
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1221557001613&ssbinary=true
القراصنة جمعوا ملايين الدولارات (أرشيف)

مقديشو – قبل نحو ثمان سنوات بدأت أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال بخطف سفينة أجنبية، وما إن حصل منفذوها على الفدية المطلوبة حتى هجروا البحر، لكن بعدهم ظهر قراصنة جدد يتخذون من القرصنة مهنة دائمة. وبهذا التحول ظهرت فئة من الصوماليين حققت ثروات طائلة؛ وهو ما انعكس على أوضاعهم المعيشية، حتى صار الكثير من الفتيات الصوماليات يحلمن بالزواج من قرصان يستطيع بسهولة أن يتحمل تبعات غلاء المعيشة.
ففي عام 2001 تمكن صيادون محليون في سواحل "بونت لاند" شمال شرقي الصومال، من خطف أول سفينة صيد أجنبية، وتسلموا مقابل إطلاق سراحها فدية مالية بلغت 500 ألف دولار.
وعقب العملية أنشأ منفذوها فندقين ضخمين وسط مدينة جروي، عاصمة بونت لاند، ليتركوا ورءاهم مهنة الصيد والقرصنة.
تلك العملية الناجحة أغرت صيادين آخرين لخوض البحر بحثا عن سفينة أجنبية تبحر قبالة الصومال، وبالفعل تم آنذاك خطف العديد من السفن، وجنى الصيادون أموالا طائلة مقابل إطلاق سراحها.
وبرغم الأموال الكثيرة التي يجنيها القراصنة فإن إنفاقهم غالبا لا يتجاوز شراء المنازل والسيارات الفاخرة وتعاطي القات (مخدر).
ويسكن القراصنة الأحياء الراقية في مدينتي "جروي" و"غالكعيو" بولاية "بونت لاند"، الأمر الذي جعل حلم كثير من الفتيات الزواج من قرصان.
وفي مدينة "حرطيري" وسط الصومال لا يختلف القراصنة عن زملائهم في شمال شرق البلاد من حيث جوانب الإنفاق.

غلاء عارم
وتشهد المدن والقرى التي يتمركز فيها القراصنة غلاء شديدا؛ بسبب تدفق آلاف الدولارات إليها من عمليات القرصنة.
وعن هذا يقول أحد السكان: "ارتفعت أسعار البضائع بسبب شراء القراصنة لها بأضعاف سعرها مقابل دفع الثمن آجلا بعد حصولهم على الفدية".
وبحسب شهود عيان في منطقة حرطيري، فإن "عشرات الشبان، بينهم أمراء حرب، وصلوا المدينة من المناطق الأخرى بما فيها مقديشو من أجل الانضمام للقراصنة".
وفي ظل الإقبال على أعمال القرصنة بدأ العشرات من أبناء المدينة يسألون علماء الدين حول مشروعية اختطاف السفن.
ومع أن أحد أبرز العلماء في تلك المنطقة حرم التعامل مع القراصنة، فضلا عن الانضمام إليهم، فإن كثيرا من الشباب غير مقتنع بهذه الفتوى، بعد بروز أصوات تصف السفن الأجنبية بالحربية.

هدف مشترك
وبرغم الانتماءات القبلية المختلفة للقراصنة فإن العلاقة بينهم قوية، حيث أذاب هدفهم المشترك تلك الاعتبارات.
وينتمي بعض القراصنة لقبيلة مجيرتين شمال شرقي الصومال، وهي قبيلة الرئيس عبد الله يوسف، بينما ينتمي البعض لقبيلة الهوية وسط وجنوبي البلاد، ونشبت بين القبيلتين في السابق حروب كثيرة.
ويتم احتجاز كل السفن المختطفة في مناطق القبيلتين مثل "أيل" و"غرعدي" في "بونت لاند" أو منطقتي "حرطيري "و"وهبيو" الخاضعتين لقبيلة الهوية.
ومن الأمور المتفق عليها بين القراصنة عدم إشاعة الفوضى برا، وعدم الاعتداء على الرهائن ولا الاستيلاء على ممتلكاتهم، وفي حال خالف أحدهم هذه التعاليم يدفع غرامة كبيرة من نصيبه في الفدية المقبلة.

دفاعا عن الرزق
وتعود جذور أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية إلى بداية القرن الحالي، وبدأت بشكل بدائي؛ إذ أدى توافد سفن الصيد الأجنبية على مياه الصومال الإقليمية إلى حرمان الصيادين المحليين من مصدر رزقهم، بعد أن طاردت هذه السفن قواربهم الصغيرة.
وبعد تكرار هذه المطاردات شكلت مجموعات من الصيادين الصوماليين ميليشيات مسلحة لمهاجمة هذه السفن التي كان بعضها مسلحا أيضا.
وعادة ما كانت تنتهي هذه الحوادث بتسويات يتم بعدها إطلاق سراح السفن، مقابل تعويضات للصيادين.
ودعم السكان المحليون، وعلى رأسهم شيوخ العشائر، تلك العمليات؛ باعتبار أن هذه السفن الأجنبية تنهب ثروات بلد يموت أطفاله جوعا.
وبمرور الوقت تحول الصيادون إلى قراصنة لا يسعون إلى الانتقام من سفن الصيد الأجنبية فحسب، وإنما يبحثون عن جني الثروات من أي سفينة عابرة.
وساعد في تزايد نشاطهم، الذي شمل اختطاف عشرات السفن خلال السنوات الماضية، عدم وجود سلطة مركزية في الصومال منذ عام 1991.

القراصنة والمحاكم
ومع سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية على معظم الأراضي الصومالية صيف عام 2006 حاول وقف عمليات القرصنة لتأمين مسارات السفن التجارية.
وبالفعل نجحت المحاكم بالتعاون مع أبناء المدن الساحلية في القضاء على القراصنة بالمدن التي خضعت لها، كما اختفى القراصنة في مناطق إقليم "بلاد بونت" شمال الصومال بعد اقتراب قوات المحاكم من سواحلها.
لكن بعد انهيار نظام المحاكم أواخر 2006 وأوائل العام التالي، على يد القوات الحكومية والإثيوبية، عاود القراصنة نشاطهم، بل وطورا قواربهم وأجهزة اتصالاتهم مما مكنهم من اختطاف السفن في مياه بعيدة عن السواحل الصومالية تقترب أحيانا من قناة السويس.