مشاهدة النسخة كاملة : 50 زهرة من حقل النصح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
50 زهرة في حال النصح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
أختي المسلمة أخي المسلم هذه خمسين نصية أنصح بها نفسي أولا ثم أنتم وفقنا الله واياكم لتطبيقها باذنه تعالى :
1 -احذروا الثرثرة وكثرة الكلام , قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ) .
واعلموا أن هناك من يحصي كلامكم ويعده
عليكم : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ) . وليكن كلامكم مختصرا وافيا بالغرض الذي من أجله تتحدثون .
2 - اقرئوا القرآن الكريم , واحرصوا أن يكون لكم ورد يومي منه , وحاولوا أن تحفظوا منه قدر ما تستطيعون , لتنالوا الأجر العظيم يوم القيامة . وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي " صلى الله عيه وسلم " قال : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلتك عندآخر آية تقرؤها )
3 - ليس جميلا أن تتحدثوا بكل ما سمعتم , فان في هذا مجالا للوقوع في الكذب . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي " صلى الله عليه وسلم " قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) .
3 - اياكم والتباهي ( الافتخار ) بما ليس عندكم لأجل التكثير والارتفاع في أعين الناس , فعن عائشة رضي الله عنه أن امرأة قالت : يا رسول الله , أقول ان زوجي أعطاني ما لم يعطي ؟ قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) .
5 - ان لذكر الله تأثيرا عظيما في حياة المسلم الروحية والنفسية والجسمية والاجتماعية , فاحرصوا أن تذكروا الله في كل حين على أي حالة كنتم, فقد مدح الله عباده المخلصين بقوله : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )
يتبع باذن الله تعالى .....
Nader 3:16
24-10-2008, 03:21 PM
موضوع جميل و مفيد اختي مايا.
الى الامام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل مع النصائح باذن الله تعالى :
6 - اذا اردتم الحديث فاياكم والتعاظم والتفاصح في الكلام , فهي صفة بغيضة الى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " حيث يقول : ( وان أبغضكم الىََ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون ) .
7 - ليكن لكم أسوة برسول الله " صلى الله عليه وسلم " من اطالة الصمت وطول الفكر , وعدم إكثار الضحك والاستغراق فيه : فعن سماك قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله " صلى الله عليه وسلم "؟ قال : نعم , فكان طويل الصمت , قليل الضحك , وكان أصحابه يذكرون الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم ) .
8 - إياكم ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الإستخفاف بها , وليكن حسن الاستماع أدبا لكم , والرد بالتي هي أحسن شعاراً لشخصكم .
9 - أحذروا كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين : كمن يتلعثم من كلامه أو عنده شيء من التأتأة , قال تعالى : ( ياأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ) .
10 - إذا سمعت القرآن الكريم فاقطعوا الحديث أياً كان موضوعه , تأدبا مع كلام الله , وامتثالا لأمره وحيث يقول : ( واذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم تُرحمون ) .
يتبع باذن الله تعالى غدا ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخ نادر على مرورك الكريم .
lina k
24-10-2008, 06:07 PM
موضوع جميل يا مايا...متل ما عوّدتينا
سلام
яiиda
24-10-2008, 07:06 PM
شكرا" اخت مايا على الموضوع المفيد......
سلام:)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخت لينا وأخت ريندا على مروركم الكريم :) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
11 - اجتهدوا على وزن الكلمة في نفسكم قبل ان يقذفها لسانكم ,واحرصوا أن تكون الكلمة صالحة طيبة في سبيل الخير , بعيدة عن الشر وما يوصل الى سخط الله , فالكلمة مسؤلية عظيمة , فكم من كلمة أدخلت صاحبها الجنة , وكم من كلمة هوت بصاحبها في قعر جهنم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي " صلى الله عليه وسلم " قال ( ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات , وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في جهنم )
12 - استعملوا لسانكم - وهو النعمة العظيمة من الله عليك - في الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , والدعوة الى الخير , قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ) .
13- التعلم أمر محمود , عن الشفاء بنت عبد الله قالت :دخل علينا النبي " صلى الله عليه وسلم " وأنا عند حفصة , فقال لي : ( ألا تعلمين هذه - يعني حفصة - رقية النملة كما علمتيها الكتابة )
14 - ليس المراد من التعلم نيل الشهادات وبلوغ الرتب والحصول على الوظيفة والعمل , بل معرفة أمور الدين , وادراك أحكامه , واجادة قراءة القرآن الكريم , حتى نعبد ربنا على بصيرة .
15- ابتعدوا كال الابتعاد عن السخرية والاستهزاء بغير المتعلمين من اخوانكم , ومن الترفع على من هو دونكم فى التعليم , وليكن التواضع وخفض الجناح يزداد بارتقائكم في سلم التعليم , والا علمكم وبال عليكم , عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يقول : ( من طلب العلمك ليجاري به العلماء , أو لمارى به السفهاء , ويصرف به وجوه الناس اليه أدخله النار ) .
16- نزهوا سمعكم عن سماع الأغاني والموسيقى والكلام الفاحش .
17- احذروا - حفظكم الله - من حضور مجالس االسوء والاختلاط بأهلها , وسارعوا الى مجالس الفضيلة والخير .
18- اذا جلستم مجلسا وحدكم أو مع بعض أخواتكم فليكن ذكر الله دائما على ألسنتكم حتى ترجعوا بالخير وتحظوا به , قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ( من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى كانت عليه من الله وترة , ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله وترة ) ( أي حسرة وندامة يوم القيامة )
واذا اردتم أن تقوموا من المجلس فلا تنسوا أن تقولوا : ( سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا اله الا أنت , أستغفرك وأتوب اليك )حتى يغفر الله لكم ما كان من لغط في ذلك المجلس .
19- طهروا مجلسكم من الغيبة والنميمة , امتثالا لأمر الله وخوفا من عقابه , فانها من الصفات المرذولة والأخلاق الممقوتة , قال تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) ,
20- اذا بدر من احد الحاضرين كلمة نابية أو خطأ , فإن من واجبكم النصح له بعد الانصراف من المجلس بكلام لطيف وأسلوب طيب .
Nader 3:16
27-10-2008, 05:56 PM
14 - ليس المراد من التعلم نيل الشهادات وبلوغ الرتب والحصول على الوظيفة والعمل , بل معرفة أمور الدين , وادراك أحكامه , واجادة قراءة القرآن الكريم , حتى نعبد ربنا على بصيرة .....
هذه النقطة تحتاج الى شوية شوية مناقشة. شو رأيكم؟؟؟
و شكراً على متابعة الموضوع.
الى الامام. موضوع مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخ نادر على متابعتك لقراءتك الموضوع
هذه النقطة تحتاج الى شوية شوية مناقشة. شو رأيكم؟؟؟
تفضل وناقش ما تريد .
Nader 3:16
28-10-2008, 12:44 AM
السلام عليكم.
انا برأيي ان الانسان حين يتعلم علم ولو دنيوي و ينال الشهادات لمجرد تأمين العمل الذي يقيه ذل السؤال. و الذي يبعده عن ما حرم الله من سرقة او ربا فهذا العلم يؤجر عليه.
هذا العمل الذي سيساعده على تأمين المال للزواج و بناء اسرة يربيها تربية اسلامية ,اليس عملاً مهم.
يتعلم ليرفع رأس المسلمين. و يباهي الخلائق ان هذا ديني الذي يدفعني لأتعلم هذا العلم كي افيد امتي الاسلامية .
ولا بد من اضافة انّ العلم الدنوي ممكن ان يطلعنا على بعض الاعجاز الموجود بالقرآن و السنة.
ولكن لا بد من طلب العلم الشرعي و التزود منه لعبادة المولى عز و جل, ولكن ان احصر العلم بالعلم الشرعي فأنا لا اوافق على هذه النقطة.
و السلام عليكم.
في المشاركة الرابعة خطأ في الآية, أرجو أن تصححيه أختي مايا:
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿الأعراف: ٢٠٤﴾
أبو حسن
28-10-2008, 11:33 AM
بيان أن العلم الدنيوي مكمّل للعلم الشرعي ومطالب به المسلمون
قال الإمام الشافعي رحمه الله كما في سير أعلام النبلاء وتاريخ دمشق:
العلم علمان علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث.
وجاء عنه أيضاً قوله كما في سير أعلام النبلاء:
لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
قال حرملة:
كان الشافعي رحمه الله يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ويقول: ضيعوا ثلث العلم ووكلوه إلى اليهود والنصارى.
وقال رحمه الله كما في حلية الأولياء:
العلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان.
وقال: شيئان أغفلهما الناس: النظر في الطب والعناية بالنجوم.
وقال رحمه الله كما في تاريخ دمشق:
لا تسكنن بلداً لا يكونن فيه عالم ينبئك عن دينك ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك.
قال الإمام القرافي رحمه الله تعالى في كتابه الذخيرة:
وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك.
فلم أر في عيوب الناس عيبا * كنقص القادرين على التمام
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان) عند تفسير قوله تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) كلاما نفيسا أنقله لكم مختصرا له لطوله:
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم: هديه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين. فما خيله أعداء الدين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام: من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام باطل لا أَساس له، والقرآن الكريم يدعو إلَى التقدم في جميع الميادين التي لها أهمية في دنيا أو دين. ولكن ذلك التقدم في حدود الدين، والتحلي بآدابه الكريمة، وتعاليمه السماوية. قال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)، وقال: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً...).
فقوله: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ) يدل على الاستعداد لمكافحة العدو، وقوله: (وَاعْمَلُواْ صَالِحاً) يدل على أن ذلك الاستعداد لمكافحة العدو في حدود الدين الحنيف. وداود من أنبياء (سورة الأنعام) المذكورين فيها في قوله تعالى: (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ)، وقد قال تعالى مخاطباً لنبينا (صلى الله عليه وسلم) وعليهم بعد أن ذكرهم: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ).
فدل ذلك على أنا مخاطبون بما تضمنته الآية مما أمر به داود. فعلينا أن نستعد لكفاح العدو مع التمسك بديننا، وانظر قوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) فهو أمر جازم بإعداد كل ما في الاستطاعة من قوة ولو بلغت القوة من التطور ما بلغت. فهو أمر جازم بمسايرة التطور في الأمور الدنيوية، وعدم الجمود على الحالات الأول إذا طرأ تطور جديد. ولكن كل ذلك مع التمسك بالدين.
فالكفار خيّلوا لضعاف العقول أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين، والسمت الحسن والأخلاق الكريمة تباين مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والوجود، والنفي والإثبات. فخيلوا لهم أن التقدم والتمسك بالدين متباينان تباين مقابلة، بحيث يستحيل اجتماعهما. فكان من نتائج ذلك انحلالهم من الدين رغبة في التقدم. فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
وأطاعوهم في ذلك لسذاجتهم وجهلهم وعمى بصائرهم، فهم ما تقولوا على الدين الإسلامي ورموه بما هو منه بريء إلا لينفروا منه ضعاف العقول ممن ينتمي للإسلام ليمكنهم الاستيلاء عليهم، لأنهم لو عرفوا الدِّين حقاً واتبعوه لفعلوا بهم ما فعل أسلافهم بأسلافهم، فالدين هو هو، وصلته بالله هي هي، ولكن المنتسبين إليه في جل أقطار الدنيا تنكروا له، ونظروا إليه بعين المقت والازدراء. فجعلهم الله أرقاء للكفرة الفجرة. ولو راجعوا دينهم لرجع لهم عزهم ومجدهم، وقادوا جميع أهل الأرض. وهذا مما لا شك فيه (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ، وَلَكِن لِّيَبْلُواْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ).
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان) عند تفسير قوله تعالى (أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً) كلاما جميلا مكملا لما قبله أنقله لكم مختصرا له لطوله:
اعلم أن الدليل التاريخي العظيم يوضح غاية الإيضاح موقف المسلمين الطبيعي من الحضارة الغربية. وبذلك الإيضاح التام يتميز النافع من الضار، والحسن من القبيح، والحق من الباطل. وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار:
أما النافع منها فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني.
وأما الضار منها فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السماوات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني أخذها كلها وضارها ونافعها.
الثالث أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع أخذ نافعها وترك ضارها.
فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: (وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ).
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى * حتَّى يراق على جوانبهِ الدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة: أخذها؛ لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع القيم الروحية والمثل العليا للإنسانية، أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا: (آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)، (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ).
والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز. فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان (صلى الله عليه وسلم) يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم (صلى الله عليه وسلم) بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر:
فوارس لم يغالوا في رضاع * فتتبوا في أكفهم السيوف
فأخبرته (صلى الله عليه وسلم) فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ (صلى الله عليه وسلم) منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
وقد انتفع (صلى الله عليه وسلم) بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة. والمؤسفا أن أغلبهم يعكسون القضية، فيأخذون منها الانحطاط الخلقي، والانسلاخ من الدين، والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي. فخسروا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
وما أحسن الدين والدنيا إذا جتمعا * وأَقبح الكفر والإفلاس بالرجل
وقد عرف في تاريخ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أنهم كانوا يسعون في التقدم في جميع الميادين مع المحافظة على طاعة خالق السماوات والأرض جل وعلا.
21- احرصوا على اقتناء الكتب المختارة المفيدة لتجعلوا منها مكتبة منزلية , يستفيد منها جميع أفراد الأسرة ..
22- احذروا أن تضيعوا وقتكم في قراءة الأشياء غير المفيدة وابتعدوا كل الابتعاد عن قراءة الأشياء الضارة كالمجلات الساقطة , والروايات الهابطة التى يحاول كتابها نشر الرزيلة واشاعة الفساد .
23- من المفيد أن تكون المكتبة منوعة تلبي جميع الاحتياجات , وتعالج شتى الموضوعات , فالمسلم والمسلمة بحاجة الى معرفة أحكام دينهما وأمور عقيدتهما , والاطلاع على أخبار العالم الاسلامي والتعرف على مشكلات المسلمين , وادراك الوسائل التي تعينهما على تربية أنفسهما وأسرتهما , والنظر في سير السلف الصالح وأخذ العظة والعبرة .
24- اذا عجبكم كتاب مفيد فحرى بكم أن تٌعرفوا اخوانكم المسلمون عليه , وتحثوهم على قراءته .
25- القراءة أمر مهم وضروري , فحاولوا اغتنام الفرص واستغلال الأوقات للتزود بالعلم والمعرفة .
26- انتم بحاجة الى الدعاء ومفتقرين الى الله تعالى فارفعوا أكف الضراعة اليه دائما طالبين منه العفو والعافية والتوفيق في الدنيا والآخرة , ترجعون بالخير منه سبحانه وتعالى , قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم " ( إن ربكم حييٌ كريم يستحي من عبده أن يرفع اليه يديه فيردهما صفرا ) .
27- تقربوا الى الله تعالى بالفرائض والنوافل وأنواع القربات , تنالوا الأجر العظيم , وترتقوا الى الدرجات الرفيعة , وتكونوا من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ,و يستجيب الله دعاءهم , ويذهب همومهم , يملأ بالسكينة قلوبهم , قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , وما تقرب الى عبدى بشيء أحب الى مما افترضته عليه , ولا يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى احبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التى يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) .
28- اذا رأيتم أحد متمسك بدينه , مستجيب لأمر ربه , معتز بعقيدته فأشعروه بالحب واتخذوه خليلا , فالحب في الله منزلة عاليه , قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ( قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطه النبيون والشهداء )
يتبع باذن الله تعالى.........
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir