تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأرض!!!



الزاهر
25-05-2007, 02:58 AM
الأرض هيأها الله سبحانه وتعالى لتكون مكاناً صالحاً لعيش البشر، تراها أحياناً تهتز وتثور وتتصدع، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية هناك المشاكل التي صنعها الإنسان وهو يسعى لإيجاد حلول لها.
حين تخرج الأرض أعمق أسرارها تكتسي الجبال السوداء باللون الأحمر، إحداها جبل "سيرينيجرو" في نيكاراجوا، رعاة البقر هؤلاء مذهولون من مشهد نوافير الحمم الملتهبة، بينما تبدأ آلات القياس في معهد "مانجوا" لعلوم الزلازل بالعمل.
في العاشرة صباحاً لاحظ عالم الزلازل المناوب هزة أرضية قوية، وبعد اثنتي عشرة ساعة تقريباً بدأ الانفجار البركاني.
يعمل ستراوك منذ عشر سنوات في "نيكاراجوا" لتشخيص النشاط البركاني في جبال النار التي تبعد سبعين كيلو متراً إلى الشمال من العاصمة "مانجوا".
هناك ستة من هذه البراكين نشطة وهذا لا يعني أنه هناك انفجارات حقيقية تجري حالياً، وكلمة نشطة تعني أنه كان هناك نشاط بركاني خلال السنوات الألف الأخيرة، كان عام 1995 العام الذي شهد أكثر الانفجارات التهاباً في "سيرينيجرو"، ستراوك كان شاهد عيان عندما بدأت فوهة البركان بقذف شظايا متوهجة من الحمم لعدة كيلو مترات، إنه منظر طبيعي مدهش..!!
من جهة أخرى المدينة المائية الأكثر شهرة في العالم مهددة بكارثة ارتفاع مستوى الماء بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وقد تصبح قريباً جزءاً من التاريخ، تشهد البندقية نحو مائة فيضان سنوياً، واستمرارها لا يهدد أساسات المدينة وأثارها فحسب بل يعيق الحياة اليومية.
العواصف ليست مشكلة للبندقية فقط بسبب الفيضان فالسيل القوي يجرف الرواسب التي تشكل قاعدة البحيرة أيضاً، فقدت البندقية بهذه الطريقة نحو أربعين بالمائة من مساحتها أثناء القرن الماضي.
كمقياس حماية ضد الانفتاح على البحر أعيدت أحزمة شواطئ البحيرة الرملية، ولحماية المدينة من الفيضانات في المستقبل تستخدم السلطات التكنولوجيا العصرية، سدود هائلة قابلة للسحب عند المداخل الثلاثة للحزام الساحلي، يفترض فيها أن تغلق البحيرة عند اللزوم.
عندما يكون المد طبيعياً تخفض السدود إلى ما دون سطح الماء، وتبقى مخفية كي تتمكن السفن من دخول الميناء، وعندما يرتفع مستوى البحر بنسبة تزيد عن المتر ترفع الجدران الضخمة الصلبة أنفسها خارج المياه وتغلق مداخل البحيرة.
يحتوي الحاجز على عشرين عنصر سد تقريباً، عندما تُغطس تمتلئ هذه العناصر بالماء وتستقر في القاع، وعندما يتم تشغيل السد يجبر الهواء المضغوط الماء على الخروج، وترفع الجدران أنفسها ويثار إلى إدخال الماء ثانية بعد المد.
يمكن للحواجز أن تمنع الأمواج بشكل فعال أكثر، وتحتاج إلى قوة أقل لمقاومة المد من جدار ثابت، أن ترى البندقية دون أن تبتل قدميك خدمة لطيفة للسياح، أما بالنسبة للمدينة فهي الطريقة الوحيدة للعيش، وعودة إلى البراكين، تنشق الأرض وتلفظ نارها، مشهد مدهش وخطير.
كان علماء البراكين قد طلبوا إخلاءً شاملاً للمنطقة المحيطة بسيرينيجرو قبل الانفجار بسبب الآثار التي شاهدها ستراوك وسيرينا إياها.

[/URL]
ستراوك:
هنا يمكننا أن نراها بشكل أوضح، إن الحركة التي حصلت هنا هائلة، ولقد انشقت الأرض قليلاً وبعد ذلك انخسفت، إنه دافئ، في ليلة الاثنين سُجلت مائة واثنتان وخمسون هزة مما أخاف سكان قرية "بلاسين ذا" الصغيرة فتركوا قريتهم وغادروها بسرعة، وأصبحوا مشردين، يتطاير الرماد البركاني من فوهتين صغيرتين نشيطتين على جبل سيرينيجرو يتفحص العلماء في مانجوا حرارة الفوهة الداخلية من مسافة آمنة بواسطة الليزر، يظهر الميزان سبعمائة درجة مئوية، وعلماء البراكين قلقون من هذه النتيجة، وإذا استمرت الحرارة في التصاعد يمكن أن ينفجر الجبل.



عادة لا تكون أنهار الحمم الخطر الرئيسي، فهي لا تشكل بالضرورة خطراً على حياة الناس، ولكن الأشياء تختلف مع الظاهرة التي لا يمكن لأحد تجنبها بالقرب من البركان، وهي تُدعى بالانهيارات المتوهجة، إنها عبارة عن غازات حارة مختلطة الرماد البركاني الذي يُطلق من حافة فوهة البركان أو من جانبه، وتنزلق على المنحدر بسرعة عالية جداً ولعدة مئات من الكيلو مترات في الساعة وإذا أصابت أحداً ستحرقه.
النار قوة طبيعية لا يُستهان بها من صنع الله تعالى ينتشغل الدكتور "ستيفن شوتز" من جامعة جايسون الألمانية في البحث عن جهاز إنذار حريق يمكنه أن يكشف الدخان من على مسافة ثمانين كيلو متراً، وسره هو الخنفسا.
عضو التحسس الواضح في خنفساتنا هو قرون الاستشعار لديها، والتي يمكنها أن تميز الروائح المنبعثة من الحطب المشتعل، علاوة على ذلك لديها أعضاء تمكنها من تمييز الانبعاثات ما دون الحمراء لحرارة الغابة المشتعلة، ومن مسافة بعيدة جداً.
خنفساء الجوهرة تضع بيضها في الحطب المحروق، حيث يكون في أمان من الأعداء، وهكذا خطر في بال شوتز فكرة استعمال الخنفساء ككاشف نار بيولوجي، توصل قرون الاستشعار بمجسات ويصدر باعث الرائحة كمية صغيرة من غازات الاحتراق إلى قرون الاستشعار، وتبين آلة القياس ردة الفعل.
ستيفن شوتز:
في الحقيقة إن هذا الإجراء لا يؤذي الخنفساء، في أقصى الحالات ستكون متعبة قليلاً بعد المهمة ولكن ليس ضعيفة.



العلماء يطورون أنظمة إبداعية أخرى لكشف النار، يعمل كيميائيو "أولاف كازي فيتر
وكريستوف بورجهارد" على أنف اليكتروني للمستقبل، يمكنه كالخنفساء أن يشتم رائحة غازات الاحتراق يشبه الكاشف الشكل المخروطي.
لقد صُمم بطريقة يستطيع المجس من ناحية أن يحمي نفسه من التخريب المتعمد ومن الظروف المناخية، ومن جهة أخرى لا يبقى في الغابة وقتاً طويلاً، تُرسل المعلومات التي جمعتها المجسات إلى هذا إلى هذا الصندوق الذي يحتوي أيضاً على مزود الطاقة وآلة الإرسال.
يستخدم المكتشف الجديد لنار الغابات الاليكترونات الذكية، إن العمل الحقيقي يكون من قبل مجس غاز في داخل المخروط، إنه يعمل كمصنع كيميائي صغير.
يتكون هذا المجس من طبقة سيراميك، فيها غشاء يحول أول أكسيد الكربون وهو الغاز الذي يُطلق نتيجة الاحتراق، يحوله إلى معلومات كهربائية.
حالما يتصاعد الدخان من الأرض يحدث تفاعل كيمائي في المخروط الالكتروني وبعد قليل يرسل المخروط نتائج القياسات يفترض في أحد الأيام أن تتلاقى بيانات قياس كل المجسات في محطة تحكم لاسلكية، برامج ذكية كالشبكة العصبية يمكنها أن تحدد ما إذا نشب حريق في الغابة من خلال تدفق المعلومات يمكن للشبكة العصبية أن تتعرف أيضاً على منتجي الدخان غير المؤذيين كالسيارات.
في هذه الحالة تعرض الشاشة شيئاً كالأنبوب، نعتقد بأن المجسات ستتقدم بمنتصف السنة المقبلة، مما يعني إمكانية إجراء اختبارات ميدانية أكثر شمولية في المناطق المشجرة والمهددة دائماً بالحرائق، مجسات تنبهنا من الكوارث قبل حدوثها، وتساعدنا على إنقاذ الأرواح بإذن الله تعالى.
تعلم الناس حول جبل سيرينيجرو كيف يتأقلمون مع الوضع، فالمزارعون لا يريدون أن يوقفوا الحصاد رغم احتمال حدوث انفجار كبير قريباً، فقط أبعدوا عائلاتهم، وبعد يومين هدأ البركان وحالما انحصرت الانفجارات سارع السياح إلى البركان وبدأ المرشدون بسرد القصص البطولية.
ستراوك يمقت هذا النوع من السياحة البركانية.

[URL="http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=12164&lang=#top"] (http://www.majddoc.com/main.aspx?function=Item&id=12164&lang=#top)
ستراوك:
هذه واحدة من شظايا الحمم التي قُذفت من فوهة البركان، إنها موجودة هنا منذ فترة، وقد فقدت لونها القاتم الأصلي، يمكن لكتلة مثل هذه أن تسقط على الناس من ارتفاع مائتي متر، وهذا ليس ساراً جداً، لقد سقطت كتل بهذا الحجم عند منحدر سيرينيجرو قبل بضعة أيام.
كيف نحمي أنفسنا من الفيضانات أو الانهيارات الجليدية أو العواصف؟ كان يمكن لاختراعه أن يكون سبباً في إنقاذ العديد من الأرواح بإذن الله تعالى، طور الألماني "الدريتش فانلا" من ألمانيا بزة النجاة للمسافرين على متن الباخرة، إنها خفيفة وسهلة الارتداء لونها أحمر فاقع، والمطلوب منها منع الصدمة المميتة عند القفز في الماء البارد، أكثر من ساعة مضت عليه في مياه حرارتها ست درجات.
الدريتش فانلا:
أنت لا تشعر ببرودة الماء وأنت ترتدي بذلة العزل هذه، إنه كالقفز في ماء دافئ، إنه شعور لطيف.



مع أن السترة لا تبقي من يرتديها جافاً تماماً غير أن حرارة الجسم تدفئ الماء المتسرب إلى الداخل يمكن أن تضاعف أربع مرات الوقت الذي يمكن أن يعيشه المرء بعد قفزة في الماء البارد.
يختبر البزة مسافر على متن باخرة في الدنمارك، كان ارتدائها سهلاً، وهي مريحة جداً، إنها دافئة بالفعل، اعتقد أنه من الأفضل أن ترتديها عندما تقفز في الماء، ما يزال عشرات الأشخاص يموتون سنوياً بفعل الانهيارات الجليدية في الألب الأوروبي، أغلب الضحايا يختنقون تحت الثلج لأنه لا يجدهم أحد في الوقت المناسب.
يختبر المعهد السويسري كيس الانهيار الثلجي الهوائي ويعرض الفيزيائي "مارتن كيرن" آخر إصدار لهذه الأداة، يتم وصل خرطوشة نيتروجين في الحقيبة الخلفية إلى مقبض ينفخ الكيس الهوائي في حالة الطوارئ.



أزيد حجمي بنفخ البالونين، مما يعني إنني في حالة الانهيار الثلجي الذي يتضمن العديد من ق
قطع الثلج أصبح قطعة ثلجية كبيرة، ويمكنني هكذا أن أبقى على السطح.
بسبب كيس الهواء يمكن لضحية الانهيار الثلجي أن تطفو على السطح بدل الاختناق تحت كتل الثلج، يريد الباحثون السويسريون أن يتأكدوا من خلال التطبيق العملي من مدى صمود أكياس هواء الانهيارات الثلجية.
قاموا بربط نماذج من أكياس الهواء إلى دمىً، هذه الأكياس الهوائية لديها بالون واحد فقط، لكي يبقي الدمى على سطح انهيار ثلجي، أما تصميم كيس الهواء الجديد فقد صُمم بطريقة رياضية وله بالونان في الحقيبة الخلفية.
تجيء الطائرات المروحية بنماذج الاختبار إلى منحدر يشبه منحدر الانهيار الثلجي، ويقوم طيار الطائرة المروحية بافتعال انهيار، يبدأ الانهيار وتختفي في بادئ الأمر الدمى الثلاث تحت الثلج ولوقت قصير، لكن تصبح البالونات مرئية على السطح إلى أن يتوقف الانهيار، وهكذا أصبح لدى الناس المجهزين بأكياس هوائية فرصة جيدة للبقاء على سطح انهيار ثلجي بإذن الله.
في مانجوا تطلق مرسمة الزلازل الإنذار الأحمر يجب إخلاء المنطقة، وبعد ساعات فقط يثور بركان على بعد عشرة كيلو مترات عن سيرينيجرو، كانت تلك توقعات علمية فالمستقبل لا يعلمه إلا الله، وما وصل إليه هؤلاء العلماء ما هو إلا بفضل الله وتوفيق منه سبحانه وتعالى.