وسيم أحمد الفلو
02-11-2008, 04:18 AM
سيلفانا بشير
بي بي سي، بيروت
قصة صيادي الاسماك في لبنان مع النفيخة تشبه لعبة القط والفار، لكن النفيخة ليست آلة موسيقية بل هي سمكة تحارب صيادي الاسماك الذين يقولون انها تعيث فسادا في شباكهم باسنانها القاطعة ما يزيد من الاعباء على كاهلهم.
القضية ليست في ان هذه السمكة غير صالحة للأكل فقط بل انها تسمم من يتناولها طعاما كما يقول الصيادون في ميناء مدينة صيدا في جنوب لبنان ... وهي تأكل الاسماك الصغيرة وتقطع باسنانها الحادة شباك الصيادين.
ولذا فالغضب منها كبير كما يظهر في تقاسيم وجه الحاج محمود شعبان الذي مضى عليه ثمانية وستون عاما في ممارسة مهنة الصيد.
يحاول الحاج محمود رتق شباكه والى جانبه سمكة نفيخة كبيرة كانت عالقة في تلك الشباك وهي كبيرة الحجم وذات اسنان قاطعة اشبة بالانياب.
ويقول بنوع من الحسرة :" البحر كان اكثر عطاء فيما مضى لكن وبعد ظهور النفيخة خلال السنوات الاخيرة ازدادت تكاليف الصيد لشراء شباك جديدة واستبدال الشباك التالفة بفعل اسماك النفيخة التي تهاجم ايضا الاسمالك الصغيرة وتفترسها وبالتالي تحرمنا بعضا من مصدر عيشنا".
ما يعانيه صيادو الأسماك في مدينة صيدا وجدنا مثيله لدى الصيادين في ميناء مدينة صور... هنا تنهمك ايدي هؤلاء الصيادين بإعادة حياكة شباك الصيد ويقولون إنهم اطلقوا على هذا النوع من السمك اسم النفيخة لأنها تنتفخ كالبالون في الماء عندما يقترب منها اي جسم غريب وعندما تريد افتراس طريدتها ...
نصعد الى احد قوارب الصيادين لمشاهدة بعض انواع النفيخة اثناء صيدها، وبعدما قطعنا مسافة قصيرة صرنا على مقربة من بعض الشباك المزروعة في البحر، وهنا قام احمد وهو يمتهن صيد الاسماك منذ عشرين عاما بانتزاع سمكة نفيخة كبيرة الحجم الى جانب مثيلات لها اصغر حجما ثم قال :" ان هناك انواعا جديدة من النفيخة بدأت بالظهور خلال السنوات الاخيرة وهي اكبر حجما وهي تتوزع على ستة انواع باشكال متقاربة وهي اخذة بالتكاثر بشكل كبير وهو ما يظهر في الاعداد المتزايدة التي يحصدها الصياديون يوميا من هذا النوع من الاسماك ".
ولا يتورع احمد عن الامساك بالنفيخة بيده دون خوف من سمها لانه يعلم كما بقية الصيادين ان انتقال السم - المنتشر تحت جلدها لجهة الراس وداخل الاحشاء- لا يتم الا عبر اكل تلك السمكة وتحللها في دم الانسان ...
ولذا فان وزارة الصحة اللبنانية تحظر بيع او تناول اسماك النفيخة التي دخلت المياه اللبنانية قادمة من البحر الأحمر والمحيط الهندي وهناك خوف من تزايد انتشار النفيخة في البحر المتوسط ما يهدد الثروة السمكية .
ويوضح الدكتور اسعد خوري:مدير الوقاية الصحية في وزارة الصحة ل بي بي سي :"ان السم الذي تحمله هذه الاسماك يسمى تيترادوتوكسين Tetaradotoxine. وتبدأ عوارض التسمم بالظهور بعد مرور ما بين اربع ساعات وعشرين ساعة وذلك باحساس بنوع من الشلل التصاعدي الذي يطال الفم وعضلات الوجه مصحوبا باستفراغ واسهال يؤدي الى ضعف في عضلات الاطراف السفلى وبقية الجسم لاحقا ".
وقد يؤدي ذلك الى الوفاة اذا ما ادى التسمم الى توقف عضلات التنفس وضرب الجهاز العصبي وهو ما اصاب فتاة عمرها ست سنوات في صيدا قبل عامين ".
ويوضح الدكتور اسعد خوري ان العلاج ينبغي ان لا يتاخر وهو محصور في اجراء غسيل متكرر للدم Veins Haemodialysis وتعويض السوائل التي خسرها الجسم جراء عوارض الاسهال والاستفراغ ".
لكن يعرف عن اليابان انها من اكثر الدول احترافا في طهي وتناول هذا النوع من الاسماك.
ويعزو الدكتور خوري السبب الى وجود تراخيص مخصصة لصيادين محترفين في اليابان لديهم الخبرة في كيفية تنقيتها من السم بعد ازالة جلودها واحشائها والاكتفاء فقط بتناول لحمها الموجود بين الجلد والاحشاء وهذا امر متعذر التطبيق حاليا في لبنان بسبب عدم كفاية المعلومات الضرورية لذلك .
بي بي سي، بيروت
قصة صيادي الاسماك في لبنان مع النفيخة تشبه لعبة القط والفار، لكن النفيخة ليست آلة موسيقية بل هي سمكة تحارب صيادي الاسماك الذين يقولون انها تعيث فسادا في شباكهم باسنانها القاطعة ما يزيد من الاعباء على كاهلهم.
القضية ليست في ان هذه السمكة غير صالحة للأكل فقط بل انها تسمم من يتناولها طعاما كما يقول الصيادون في ميناء مدينة صيدا في جنوب لبنان ... وهي تأكل الاسماك الصغيرة وتقطع باسنانها الحادة شباك الصيادين.
ولذا فالغضب منها كبير كما يظهر في تقاسيم وجه الحاج محمود شعبان الذي مضى عليه ثمانية وستون عاما في ممارسة مهنة الصيد.
يحاول الحاج محمود رتق شباكه والى جانبه سمكة نفيخة كبيرة كانت عالقة في تلك الشباك وهي كبيرة الحجم وذات اسنان قاطعة اشبة بالانياب.
ويقول بنوع من الحسرة :" البحر كان اكثر عطاء فيما مضى لكن وبعد ظهور النفيخة خلال السنوات الاخيرة ازدادت تكاليف الصيد لشراء شباك جديدة واستبدال الشباك التالفة بفعل اسماك النفيخة التي تهاجم ايضا الاسمالك الصغيرة وتفترسها وبالتالي تحرمنا بعضا من مصدر عيشنا".
ما يعانيه صيادو الأسماك في مدينة صيدا وجدنا مثيله لدى الصيادين في ميناء مدينة صور... هنا تنهمك ايدي هؤلاء الصيادين بإعادة حياكة شباك الصيد ويقولون إنهم اطلقوا على هذا النوع من السمك اسم النفيخة لأنها تنتفخ كالبالون في الماء عندما يقترب منها اي جسم غريب وعندما تريد افتراس طريدتها ...
نصعد الى احد قوارب الصيادين لمشاهدة بعض انواع النفيخة اثناء صيدها، وبعدما قطعنا مسافة قصيرة صرنا على مقربة من بعض الشباك المزروعة في البحر، وهنا قام احمد وهو يمتهن صيد الاسماك منذ عشرين عاما بانتزاع سمكة نفيخة كبيرة الحجم الى جانب مثيلات لها اصغر حجما ثم قال :" ان هناك انواعا جديدة من النفيخة بدأت بالظهور خلال السنوات الاخيرة وهي اكبر حجما وهي تتوزع على ستة انواع باشكال متقاربة وهي اخذة بالتكاثر بشكل كبير وهو ما يظهر في الاعداد المتزايدة التي يحصدها الصياديون يوميا من هذا النوع من الاسماك ".
ولا يتورع احمد عن الامساك بالنفيخة بيده دون خوف من سمها لانه يعلم كما بقية الصيادين ان انتقال السم - المنتشر تحت جلدها لجهة الراس وداخل الاحشاء- لا يتم الا عبر اكل تلك السمكة وتحللها في دم الانسان ...
ولذا فان وزارة الصحة اللبنانية تحظر بيع او تناول اسماك النفيخة التي دخلت المياه اللبنانية قادمة من البحر الأحمر والمحيط الهندي وهناك خوف من تزايد انتشار النفيخة في البحر المتوسط ما يهدد الثروة السمكية .
ويوضح الدكتور اسعد خوري:مدير الوقاية الصحية في وزارة الصحة ل بي بي سي :"ان السم الذي تحمله هذه الاسماك يسمى تيترادوتوكسين Tetaradotoxine. وتبدأ عوارض التسمم بالظهور بعد مرور ما بين اربع ساعات وعشرين ساعة وذلك باحساس بنوع من الشلل التصاعدي الذي يطال الفم وعضلات الوجه مصحوبا باستفراغ واسهال يؤدي الى ضعف في عضلات الاطراف السفلى وبقية الجسم لاحقا ".
وقد يؤدي ذلك الى الوفاة اذا ما ادى التسمم الى توقف عضلات التنفس وضرب الجهاز العصبي وهو ما اصاب فتاة عمرها ست سنوات في صيدا قبل عامين ".
ويوضح الدكتور اسعد خوري ان العلاج ينبغي ان لا يتاخر وهو محصور في اجراء غسيل متكرر للدم Veins Haemodialysis وتعويض السوائل التي خسرها الجسم جراء عوارض الاسهال والاستفراغ ".
لكن يعرف عن اليابان انها من اكثر الدول احترافا في طهي وتناول هذا النوع من الاسماك.
ويعزو الدكتور خوري السبب الى وجود تراخيص مخصصة لصيادين محترفين في اليابان لديهم الخبرة في كيفية تنقيتها من السم بعد ازالة جلودها واحشائها والاكتفاء فقط بتناول لحمها الموجود بين الجلد والاحشاء وهذا امر متعذر التطبيق حاليا في لبنان بسبب عدم كفاية المعلومات الضرورية لذلك .