أبو محمد القلموني
04-12-2008, 07:39 PM
الشيخ الفاضل الدكتور محمود مصطفى عبود هرموش يشرح حاليا كتاب ( كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار ) لتقي الدين الحصني في مسجد الشيخ رشيد رضا ، المعروف بالمسجد البحري ، و الواقع في بلدة القلمون من أعمال طرابلس الشام.
وهذا الكتاب هو شرح على ( متن الغاية و التقريب ) في المذهب الشافعي لأبي شجاع .
و تقي الدين الحصني هو أبو بكر محمد بن الحسيني الحصني الشافعي المتوفى سنة 829 هجرية. له شرح على أربعين الإمام النووي . و شرح كتاب التنبيه للإمام أبي إسحاق الشيرازي في خمس مجلدات. وله كذلك شرح على المنهاج للنووي في خمس مجلدات . فأما شرح التنبيه فلا يزال مخطوطا . و أما شرحه على المنهاج فثمة من بدأ بالعمل على تحقيقه بحسب ما علمت. فيسر الله إتمامه و طباعته عن قريب.
وكان تقي الدين الحصني معاصرا لشيخ الإسلام ابن تيمية إلا أنه كان يحط عليه و يهاجمه بشدة بل كفره! و له كتاب يرد فيه على شيخ الإسلام أسماه : ( دفع شبه من شبه و تمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد ) وهو مطبوع بتحقيق الكوثري.
فرد عليه الإمام العلامة يوسف بن حسن ابن عبدالهادي رحمه الله في كتاب اسمه : ( الصارم المغني في الرد على الحصني ) و جاء في معجم مصنفات الحنابلة بإسم : الصارم المغني. وهو بحسب إطلاعي غير مطبوع و لا أعلم إن كان مخطوطه موجودا!
و رد عليه كذلك ابن ناصر الدين في كتابه الجميل (الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) و هو مطبوع بتحقيق زهير الشاويش.
و قال السخاوي الشافعي في ترجمة المصنف تقي الدين الحصني في الضوء اللامع :
" وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه" اهـ
وفي ترجمة إبراهيم بن محمد بن خليل البرهان أبو الوفاء الطرابلسي الأصل ، طرابلس الشام ، الحلبي المولد والدار ، الشافعي ، سبط ابن العجمي ، ينقل السخاوي في الضوء اللامع ما جرى بين سبط ابن العجمي و بين تقي الدين الحصني لما اجتمعا في حلب فأنب الأول الثاني على وقوعه في شيخ الإسلام ابن تيمية :
(
ولما دخل التقي الحصني حلب بلغني أنه لم يتوجه لزيارته لكونه كان ينكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الهيئة المبتدعة وعلى المتقشفين ولا يعدو حال الناس ذلك فتحامي قصده فما وسع الشيخ إلا المجيء إليه فوجده نائماً بالمدرسة الشرقية فجلس حتى انتبه ثم سلم عليه فقال له لعلك التقي الحصني فقال أنا أبو بكر ثم سأله عن شيوخه فسماهم له فقال له إن شيوخك الذين سميتهم هم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فما بالك تحط أنت عليه فما وسعه إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه
)
وكتابه (كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار ) هو أحد الشروح المهمة على متن الغاية الشهير ، و الذي كثر الشارحون له واستفاضوا.
فمن الشروح :
- شرح لابن دقيق العيد أسماه (تحفة اللبيب في شرح التقريب) . وهو مطبوع بتحقيق صبري بن سلامة شاهين.
- الإقناع للشربيني وهو مطبوع مع حاشية البجيرمي عليه.
- فتح القريب المجيب لابن قاسم الغزي. وهو مطبوع
ويتميز شرح كفاية الأخيار بأنه اعتنى بإيراد الأدلة على المسائل . وله فيه كذلك انتقادات جيدة على الصوفية.
ثم إنه لما كان الشيء بالشيء يذكر فقد أحببت أن أسرد أشهر متون و مصنفات المذهب الشافعي عسى أن ينتفع بها أحدهم هنا فأظفر منه بدعوة صالحة في ظهر الغيب.
فأقول مستعينا بالله متوكلا عليه:
أما المتون المشهورة ، غير متن الغاية و التقريب الذي تقدم ذكره ، فمنها مثلا:
- ( تحرير تنقيح اللباب ) والمشهور بمتن التحرير للشيخ زكريا الانصاري . و أخبر أحدهم أن بعض المدارس كانت تحفظه لطلاب الثانوية بعد أن يتموا متن الغاية في الإبتدائي . و قد شرحه الشيخ زكريا الأانصاري في كتاب أسماه: (تحفة الطلاب شرح تحرير تنقيح اللباب ). وعلى التحفة حاشية الشرقاوي وهي مطبوعة و مشهورة.
وهذا المتن أي ( تحرير تتنقيح اللباب ) هو إختصار على (تنقيح اللباب ) لولي الدين أبي زرعة العراقي المتوفى سنة 826 هجرية.
وأما ( تنقيح اللباب ) فهو إختصار على ( اللباب ) لأبي الحسن أحمد بن محمد بن المحاملي المتوفى سنة 415 هجرية . وهو، أي اللباب ، مطبوع.
- متن الزبد وهي منظومة للإمام أحمد بن حسين بن رسلان الشافعي المتوفي عام 844 هجرية. و أصل هذه المنظومة كتاب الزبد لشيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الشافعي المتوفي عام 738 هجرية. وعلى هذه المنظومة شروح:
( فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان ) للشهاب الرملي المتوفي سنة 957هجرية
( مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد )لأحمد الفوشني المتوفي سنة 978هجرية
( فتح المنان شرح زبد ابن رسلان ) لمحمد الحبيشي المتوفي سنة 1249هجرية
( قرة العين ) لزين الدين بن عبد العزيز المليباري المتوفي سنة 990 هجرية.
و طبعت دار المنهاج بجدة شرحاً نفيساً على نظم الزبد ألا وهو كتاب (إفادة السادة العمد بتقرير معاني نظم الزبد) للإمام محمد بن أحمد عبدالباري الأهدل (المتوفي سنة 1298 هـ) رحمه الله تعالى، وهو صاحب كتاب ( الكواكب الدرية شرح المتممة الأجرومية ).
و أختم هذا المقال بذكر شيء من مصنفات السادة الشافعية عليهم رحمة الله جميعا.
فأما إمام المذهب و الذي إليه ينسب فقد صنف كتبا عدة :
- الأم و هو أشهر من ان يعرف به.
- الرسالة و قد طبعت بتحقيق أحمد شاكر
- الرد على محمد بن الحسن
- جماع العلم
- اختلاف الحديث
والثلاثة الأخيرة و أعني ( الرد على محمد بن الحسن ) و ( جماع العلم ) و ( اختلاف الحديث ) قام بتحقيقها الدكتور الحسون في رسالته التي تخرج بها . و قد طبعتها دار قتيبة مجموعة مضمومة .
و اختصر الأم المزني تلميذ الشافعي المعروف. فحظي من الإهتمام به و تقديمه و التعرض له شرحا و اختصارا الشيء الكثير مما تقر به العين و تنشرح له النفس . حتى كان أبو زرعة الدمشقي يعطي مائة درهم لمن يحفظ هذا المختصر . و هو مطبوع مشهور.
ثم كان مختصره فاتحة لسلسلة من الشروح و المختصرات أصبحت تعرف بسلسلة المزني. وهذا بعض ما أعرفه عنها أضعه بين أيديكم مختصرا موجزا:
- فعلي مختصر المزني صنف الامام الماوردي كتابه الجليل ( الحاوي ) وهو كتاب نفيس دقيق عظيم القدر.وهو مطبوع بتحقيق عادل عبدالموجود.
- ( مختصر المعتصر ) لأبي محمد الجويني الذي هو مختصر من مختصر المزني.
- ( الخلاصة ) للغزالي وهو مختصر من كتاب ( مختصر المعتصر ) بخلاف ما يتوهمه البعض من أن الخلاصة هي اختصار على ( الوجيز ) له . و يأتي ذكر كتاب ( الوجيز ) بعد قليل.
- ( نهاية المطلب في دراية المذهب) للجويني و هو شرح على مختصر المزني. طبعته دار المنهاج للنشر والتوزيع في جدة ، بتحقيق الدكتور عبدالعظيم الديب المتخصص في حياة وفقه إمام الحرمين ، ويقع في 21 مجلداً . ولعله يكون الآن أكبر كتاب مطبوع في الفقه الشافعي. و قال ابن النجار عن نهاية المطلب : ( إنه يشتمل على أربعين مجلدا ). وقال ابن حجر الهيتمي : ( إستفاض بين الأصحاب و أئمة المذهب قولهم : منذ صنف الإمام نهاية المطلب لم يشتغل الناس إلا بكلام الإمام ) .
- اختصر الغزالي ( نهاية المطلب في دراية المذهب ) في كتابه ( البسيط )
- ثم اختصر ( البسيط ) في كتابه ( الوسيط )
- و اختصر ( الوسيط ) في ( الوجيز ).
- ثم جاء الرافعي رحمه الله فاختصر (الوجيز) في كتاب أسماه : ( المحرر ). لكن بعض الباحثين يقول: (وهناك خطأ شائع وهو كون المحرر للرافعي مختصرا من الوجيز للغزالي كما هو موجود في أغلب كتب المتأخرين . و سببه عدم الإطلاع على المحرر. و الحقيقة أن المحرر ليس مختصرا من كتاب بعينه كما قال ابن حجر في التحفة . و إن أدنى مقارنة بين المحرر و الوجيز توضح ذلك . والله اعلم. )
غير أنني قرأت لابن حجر الهيتمي وهو من متأخري الشافعية ما يشبه أن يكون المحرر إختصارا للوجيز. أنظر تعليق القرضاوي على كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب للجويني بتحقيق الأستاذ عبد العظيم محمود الديب ص:36 . فإنه ينقل عنه من ( ذيل تحرير المقال ) ما نصه : ( لأن تلميذه الغزالي اختصر النهاية المذكورة في مختصر مطول حافل ، وسماه البسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوجيز . فجاء الرافعي فشرح الوجيز شرحا مختصرا ثم شرحا مبسوطا ) يقصد كتاب فتح العزيز الذي يأتي ذكره. فهذه المسألة تحتاج إلى مزيد بحث و دراسة.
- ثم إن النووي رحمه الله اختصر ( المحرر ) في كتابه الشهير (منهاج الطالبين )
- فجاء ابن حجر الهيتمي فشرح ( منهاج الطالبين ) في كتابه الشهير ( تحفة المحتاج )
- و شرحه الرملي الذي يعرف ب(الشافعي الصغير) في كتابه ( نهاية المحتاج )
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) صنف ابن الملقن كتابه ( عجالة المحتاج ) وهو مطبوع.
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) شرح لجلال الدين المحلي أسماه ( كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين ). و عليه حاشيتان مشهورتان ( قليوبي وعميرة ) وقد طبعتا طبعات كثيرة .
- و على (تحفة المحتاج ) و (نهاية المحتاج) حواش كثيرة منها : حاشية الرشيد المغربي وحاشة الشيخ الشبراملسي ، بضم الميم و اللام على (نهاية المحتاج) . و حاشية العبادي و عبد الحميد الشرواني على ( تحفة المحتاج )
- ثم صنف الشيخ زكريا الانصاري ( منهج الطلاب في اختصار منهاج الطالبين ). وعليه حاشية مشهورة للعجيلي أسماها : ( حاشية الجمل على منهج الطلاب )
- نعود إلى الإمام الرافعي رحمه الله وكتابه الثاني على وجيز الغزالي والذي أسماه ( فتح العزيز شرح الوجيز ) . وهو غير كتابه الأول : ( المحرر ) الذي تقدم ذكره.
- اختصر القزويني فتح العزيز في (الحاوي الصغير)
- واختصر ابن المقرئ اليمني الحاوي الصغير في (الإرشاد)
- ونظم ابن الوردي الحاوي الصغير في (البهجة) . فشرحها شيخ الإسلام زكريا الأنصاري بشرحين هامين. وشرح ابن حجر الهيتمي الإرشاد بشرحين هما من أهم كتب المتأخرين .
- أما النووي فقد اختصر ( فتح العزيز شرح الوجيز ) في كتابه الشهير ( روضة الطالبين ) وعليه شروح وحواش كثيرة .
هذا و لا ننسى كتاب المهذب للشيرازي وهو مطبوع في ثلاث مجلدات .و صنف عليه النووي مصنفه الشهير الجامع الموسوم ب: (المجموع). ولكنه توفى قبل أن يتمه حيث وصل الى أول البيوع .ثم أكمل بعضه السبكي فتوفى قبل أن يتمه . ثم أتمه جماعة من بعدهما.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا و يرزقنا العمل به و أن يوفقنا لحمل دعوة الأنبياء الخالدة.
اللهم اجمعنا بالمعلم الأول حبيب القلوب و قرة العيون محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم. و الحمد لله أولا و آخرا.
وهذا الكتاب هو شرح على ( متن الغاية و التقريب ) في المذهب الشافعي لأبي شجاع .
و تقي الدين الحصني هو أبو بكر محمد بن الحسيني الحصني الشافعي المتوفى سنة 829 هجرية. له شرح على أربعين الإمام النووي . و شرح كتاب التنبيه للإمام أبي إسحاق الشيرازي في خمس مجلدات. وله كذلك شرح على المنهاج للنووي في خمس مجلدات . فأما شرح التنبيه فلا يزال مخطوطا . و أما شرحه على المنهاج فثمة من بدأ بالعمل على تحقيقه بحسب ما علمت. فيسر الله إتمامه و طباعته عن قريب.
وكان تقي الدين الحصني معاصرا لشيخ الإسلام ابن تيمية إلا أنه كان يحط عليه و يهاجمه بشدة بل كفره! و له كتاب يرد فيه على شيخ الإسلام أسماه : ( دفع شبه من شبه و تمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد ) وهو مطبوع بتحقيق الكوثري.
فرد عليه الإمام العلامة يوسف بن حسن ابن عبدالهادي رحمه الله في كتاب اسمه : ( الصارم المغني في الرد على الحصني ) و جاء في معجم مصنفات الحنابلة بإسم : الصارم المغني. وهو بحسب إطلاعي غير مطبوع و لا أعلم إن كان مخطوطه موجودا!
و رد عليه كذلك ابن ناصر الدين في كتابه الجميل (الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) و هو مطبوع بتحقيق زهير الشاويش.
و قال السخاوي الشافعي في ترجمة المصنف تقي الدين الحصني في الضوء اللامع :
" وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه" اهـ
وفي ترجمة إبراهيم بن محمد بن خليل البرهان أبو الوفاء الطرابلسي الأصل ، طرابلس الشام ، الحلبي المولد والدار ، الشافعي ، سبط ابن العجمي ، ينقل السخاوي في الضوء اللامع ما جرى بين سبط ابن العجمي و بين تقي الدين الحصني لما اجتمعا في حلب فأنب الأول الثاني على وقوعه في شيخ الإسلام ابن تيمية :
(
ولما دخل التقي الحصني حلب بلغني أنه لم يتوجه لزيارته لكونه كان ينكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الهيئة المبتدعة وعلى المتقشفين ولا يعدو حال الناس ذلك فتحامي قصده فما وسع الشيخ إلا المجيء إليه فوجده نائماً بالمدرسة الشرقية فجلس حتى انتبه ثم سلم عليه فقال له لعلك التقي الحصني فقال أنا أبو بكر ثم سأله عن شيوخه فسماهم له فقال له إن شيوخك الذين سميتهم هم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فما بالك تحط أنت عليه فما وسعه إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه
)
وكتابه (كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار ) هو أحد الشروح المهمة على متن الغاية الشهير ، و الذي كثر الشارحون له واستفاضوا.
فمن الشروح :
- شرح لابن دقيق العيد أسماه (تحفة اللبيب في شرح التقريب) . وهو مطبوع بتحقيق صبري بن سلامة شاهين.
- الإقناع للشربيني وهو مطبوع مع حاشية البجيرمي عليه.
- فتح القريب المجيب لابن قاسم الغزي. وهو مطبوع
ويتميز شرح كفاية الأخيار بأنه اعتنى بإيراد الأدلة على المسائل . وله فيه كذلك انتقادات جيدة على الصوفية.
ثم إنه لما كان الشيء بالشيء يذكر فقد أحببت أن أسرد أشهر متون و مصنفات المذهب الشافعي عسى أن ينتفع بها أحدهم هنا فأظفر منه بدعوة صالحة في ظهر الغيب.
فأقول مستعينا بالله متوكلا عليه:
أما المتون المشهورة ، غير متن الغاية و التقريب الذي تقدم ذكره ، فمنها مثلا:
- ( تحرير تنقيح اللباب ) والمشهور بمتن التحرير للشيخ زكريا الانصاري . و أخبر أحدهم أن بعض المدارس كانت تحفظه لطلاب الثانوية بعد أن يتموا متن الغاية في الإبتدائي . و قد شرحه الشيخ زكريا الأانصاري في كتاب أسماه: (تحفة الطلاب شرح تحرير تنقيح اللباب ). وعلى التحفة حاشية الشرقاوي وهي مطبوعة و مشهورة.
وهذا المتن أي ( تحرير تتنقيح اللباب ) هو إختصار على (تنقيح اللباب ) لولي الدين أبي زرعة العراقي المتوفى سنة 826 هجرية.
وأما ( تنقيح اللباب ) فهو إختصار على ( اللباب ) لأبي الحسن أحمد بن محمد بن المحاملي المتوفى سنة 415 هجرية . وهو، أي اللباب ، مطبوع.
- متن الزبد وهي منظومة للإمام أحمد بن حسين بن رسلان الشافعي المتوفي عام 844 هجرية. و أصل هذه المنظومة كتاب الزبد لشيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الشافعي المتوفي عام 738 هجرية. وعلى هذه المنظومة شروح:
( فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان ) للشهاب الرملي المتوفي سنة 957هجرية
( مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد )لأحمد الفوشني المتوفي سنة 978هجرية
( فتح المنان شرح زبد ابن رسلان ) لمحمد الحبيشي المتوفي سنة 1249هجرية
( قرة العين ) لزين الدين بن عبد العزيز المليباري المتوفي سنة 990 هجرية.
و طبعت دار المنهاج بجدة شرحاً نفيساً على نظم الزبد ألا وهو كتاب (إفادة السادة العمد بتقرير معاني نظم الزبد) للإمام محمد بن أحمد عبدالباري الأهدل (المتوفي سنة 1298 هـ) رحمه الله تعالى، وهو صاحب كتاب ( الكواكب الدرية شرح المتممة الأجرومية ).
و أختم هذا المقال بذكر شيء من مصنفات السادة الشافعية عليهم رحمة الله جميعا.
فأما إمام المذهب و الذي إليه ينسب فقد صنف كتبا عدة :
- الأم و هو أشهر من ان يعرف به.
- الرسالة و قد طبعت بتحقيق أحمد شاكر
- الرد على محمد بن الحسن
- جماع العلم
- اختلاف الحديث
والثلاثة الأخيرة و أعني ( الرد على محمد بن الحسن ) و ( جماع العلم ) و ( اختلاف الحديث ) قام بتحقيقها الدكتور الحسون في رسالته التي تخرج بها . و قد طبعتها دار قتيبة مجموعة مضمومة .
و اختصر الأم المزني تلميذ الشافعي المعروف. فحظي من الإهتمام به و تقديمه و التعرض له شرحا و اختصارا الشيء الكثير مما تقر به العين و تنشرح له النفس . حتى كان أبو زرعة الدمشقي يعطي مائة درهم لمن يحفظ هذا المختصر . و هو مطبوع مشهور.
ثم كان مختصره فاتحة لسلسلة من الشروح و المختصرات أصبحت تعرف بسلسلة المزني. وهذا بعض ما أعرفه عنها أضعه بين أيديكم مختصرا موجزا:
- فعلي مختصر المزني صنف الامام الماوردي كتابه الجليل ( الحاوي ) وهو كتاب نفيس دقيق عظيم القدر.وهو مطبوع بتحقيق عادل عبدالموجود.
- ( مختصر المعتصر ) لأبي محمد الجويني الذي هو مختصر من مختصر المزني.
- ( الخلاصة ) للغزالي وهو مختصر من كتاب ( مختصر المعتصر ) بخلاف ما يتوهمه البعض من أن الخلاصة هي اختصار على ( الوجيز ) له . و يأتي ذكر كتاب ( الوجيز ) بعد قليل.
- ( نهاية المطلب في دراية المذهب) للجويني و هو شرح على مختصر المزني. طبعته دار المنهاج للنشر والتوزيع في جدة ، بتحقيق الدكتور عبدالعظيم الديب المتخصص في حياة وفقه إمام الحرمين ، ويقع في 21 مجلداً . ولعله يكون الآن أكبر كتاب مطبوع في الفقه الشافعي. و قال ابن النجار عن نهاية المطلب : ( إنه يشتمل على أربعين مجلدا ). وقال ابن حجر الهيتمي : ( إستفاض بين الأصحاب و أئمة المذهب قولهم : منذ صنف الإمام نهاية المطلب لم يشتغل الناس إلا بكلام الإمام ) .
- اختصر الغزالي ( نهاية المطلب في دراية المذهب ) في كتابه ( البسيط )
- ثم اختصر ( البسيط ) في كتابه ( الوسيط )
- و اختصر ( الوسيط ) في ( الوجيز ).
- ثم جاء الرافعي رحمه الله فاختصر (الوجيز) في كتاب أسماه : ( المحرر ). لكن بعض الباحثين يقول: (وهناك خطأ شائع وهو كون المحرر للرافعي مختصرا من الوجيز للغزالي كما هو موجود في أغلب كتب المتأخرين . و سببه عدم الإطلاع على المحرر. و الحقيقة أن المحرر ليس مختصرا من كتاب بعينه كما قال ابن حجر في التحفة . و إن أدنى مقارنة بين المحرر و الوجيز توضح ذلك . والله اعلم. )
غير أنني قرأت لابن حجر الهيتمي وهو من متأخري الشافعية ما يشبه أن يكون المحرر إختصارا للوجيز. أنظر تعليق القرضاوي على كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب للجويني بتحقيق الأستاذ عبد العظيم محمود الديب ص:36 . فإنه ينقل عنه من ( ذيل تحرير المقال ) ما نصه : ( لأن تلميذه الغزالي اختصر النهاية المذكورة في مختصر مطول حافل ، وسماه البسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوجيز . فجاء الرافعي فشرح الوجيز شرحا مختصرا ثم شرحا مبسوطا ) يقصد كتاب فتح العزيز الذي يأتي ذكره. فهذه المسألة تحتاج إلى مزيد بحث و دراسة.
- ثم إن النووي رحمه الله اختصر ( المحرر ) في كتابه الشهير (منهاج الطالبين )
- فجاء ابن حجر الهيتمي فشرح ( منهاج الطالبين ) في كتابه الشهير ( تحفة المحتاج )
- و شرحه الرملي الذي يعرف ب(الشافعي الصغير) في كتابه ( نهاية المحتاج )
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) صنف ابن الملقن كتابه ( عجالة المحتاج ) وهو مطبوع.
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) شرح لجلال الدين المحلي أسماه ( كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين ). و عليه حاشيتان مشهورتان ( قليوبي وعميرة ) وقد طبعتا طبعات كثيرة .
- و على (تحفة المحتاج ) و (نهاية المحتاج) حواش كثيرة منها : حاشية الرشيد المغربي وحاشة الشيخ الشبراملسي ، بضم الميم و اللام على (نهاية المحتاج) . و حاشية العبادي و عبد الحميد الشرواني على ( تحفة المحتاج )
- ثم صنف الشيخ زكريا الانصاري ( منهج الطلاب في اختصار منهاج الطالبين ). وعليه حاشية مشهورة للعجيلي أسماها : ( حاشية الجمل على منهج الطلاب )
- نعود إلى الإمام الرافعي رحمه الله وكتابه الثاني على وجيز الغزالي والذي أسماه ( فتح العزيز شرح الوجيز ) . وهو غير كتابه الأول : ( المحرر ) الذي تقدم ذكره.
- اختصر القزويني فتح العزيز في (الحاوي الصغير)
- واختصر ابن المقرئ اليمني الحاوي الصغير في (الإرشاد)
- ونظم ابن الوردي الحاوي الصغير في (البهجة) . فشرحها شيخ الإسلام زكريا الأنصاري بشرحين هامين. وشرح ابن حجر الهيتمي الإرشاد بشرحين هما من أهم كتب المتأخرين .
- أما النووي فقد اختصر ( فتح العزيز شرح الوجيز ) في كتابه الشهير ( روضة الطالبين ) وعليه شروح وحواش كثيرة .
هذا و لا ننسى كتاب المهذب للشيرازي وهو مطبوع في ثلاث مجلدات .و صنف عليه النووي مصنفه الشهير الجامع الموسوم ب: (المجموع). ولكنه توفى قبل أن يتمه حيث وصل الى أول البيوع .ثم أكمل بعضه السبكي فتوفى قبل أن يتمه . ثم أتمه جماعة من بعدهما.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا و يرزقنا العمل به و أن يوفقنا لحمل دعوة الأنبياء الخالدة.
اللهم اجمعنا بالمعلم الأول حبيب القلوب و قرة العيون محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم. و الحمد لله أولا و آخرا.