تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح كفاية الأخيار في المسجد البحري



أبو محمد القلموني
04-12-2008, 07:39 PM
الشيخ الفاضل الدكتور محمود مصطفى عبود هرموش يشرح حاليا كتاب ( كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار ) لتقي الدين الحصني في مسجد الشيخ رشيد رضا ، المعروف بالمسجد البحري ، و الواقع في بلدة القلمون من أعمال طرابلس الشام.

وهذا الكتاب هو شرح على ( متن الغاية و التقريب ) في المذهب الشافعي لأبي شجاع .

و تقي الدين الحصني هو أبو بكر محمد بن الحسيني الحصني الشافعي المتوفى سنة 829 هجرية. له شرح على أربعين الإمام النووي . و شرح كتاب التنبيه للإمام أبي إسحاق الشيرازي في خمس مجلدات. وله كذلك شرح على المنهاج للنووي في خمس مجلدات . فأما شرح التنبيه فلا يزال مخطوطا . و أما شرحه على المنهاج فثمة من بدأ بالعمل على تحقيقه بحسب ما علمت. فيسر الله إتمامه و طباعته عن قريب.

وكان تقي الدين الحصني معاصرا لشيخ الإسلام ابن تيمية إلا أنه كان يحط عليه و يهاجمه بشدة بل كفره! و له كتاب يرد فيه على شيخ الإسلام أسماه : ( دفع شبه من شبه و تمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد ) وهو مطبوع بتحقيق الكوثري.

فرد عليه الإمام العلامة يوسف بن حسن ابن عبدالهادي رحمه الله في كتاب اسمه : ( الصارم المغني في الرد على الحصني ) و جاء في معجم مصنفات الحنابلة بإسم : الصارم المغني. وهو بحسب إطلاعي غير مطبوع و لا أعلم إن كان مخطوطه موجودا!

و رد عليه كذلك ابن ناصر الدين في كتابه الجميل (الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) و هو مطبوع بتحقيق زهير الشاويش.

و قال السخاوي الشافعي في ترجمة المصنف تقي الدين الحصني في الضوء اللامع :


" وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه" اهـ

وفي ترجمة إبراهيم بن محمد بن خليل البرهان أبو الوفاء الطرابلسي الأصل ، طرابلس الشام ، الحلبي المولد والدار ، الشافعي ، سبط ابن العجمي ، ينقل السخاوي في الضوء اللامع ما جرى بين سبط ابن العجمي و بين تقي الدين الحصني لما اجتمعا في حلب فأنب الأول الثاني على وقوعه في شيخ الإسلام ابن تيمية :

(
ولما دخل التقي الحصني حلب بلغني أنه لم يتوجه لزيارته لكونه كان ينكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الهيئة المبتدعة وعلى المتقشفين ولا يعدو حال الناس ذلك فتحامي قصده فما وسع الشيخ إلا المجيء إليه فوجده نائماً بالمدرسة الشرقية فجلس حتى انتبه ثم سلم عليه فقال له لعلك التقي الحصني فقال أنا أبو بكر ثم سأله عن شيوخه فسماهم له فقال له إن شيوخك الذين سميتهم هم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فما بالك تحط أنت عليه فما وسعه إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه
)


وكتابه (كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار ) هو أحد الشروح المهمة على متن الغاية الشهير ، و الذي كثر الشارحون له واستفاضوا.
فمن الشروح :
- شرح لابن دقيق العيد أسماه (تحفة اللبيب في شرح التقريب) . وهو مطبوع بتحقيق صبري بن سلامة شاهين.
- الإقناع للشربيني وهو مطبوع مع حاشية البجيرمي عليه.
- فتح القريب المجيب لابن قاسم الغزي. وهو مطبوع

ويتميز شرح كفاية الأخيار بأنه اعتنى بإيراد الأدلة على المسائل . وله فيه كذلك انتقادات جيدة على الصوفية.



ثم إنه لما كان الشيء بالشيء يذكر فقد أحببت أن أسرد أشهر متون و مصنفات المذهب الشافعي عسى أن ينتفع بها أحدهم هنا فأظفر منه بدعوة صالحة في ظهر الغيب.

فأقول مستعينا بالله متوكلا عليه:

أما المتون المشهورة ، غير متن الغاية و التقريب الذي تقدم ذكره ، فمنها مثلا:

- ( تحرير تنقيح اللباب ) والمشهور بمتن التحرير للشيخ زكريا الانصاري . و أخبر أحدهم أن بعض المدارس كانت تحفظه لطلاب الثانوية بعد أن يتموا متن الغاية في الإبتدائي . و قد شرحه الشيخ زكريا الأانصاري في كتاب أسماه: (تحفة الطلاب شرح تحرير تنقيح اللباب ). وعلى التحفة حاشية الشرقاوي وهي مطبوعة و مشهورة.

وهذا المتن أي ( تحرير تتنقيح اللباب ) هو إختصار على (تنقيح اللباب ) لولي الدين أبي زرعة العراقي المتوفى سنة 826 هجرية.
وأما ( تنقيح اللباب ) فهو إختصار على ( اللباب ) لأبي الحسن أحمد بن محمد بن المحاملي المتوفى سنة 415 هجرية . وهو، أي اللباب ، مطبوع.

- متن الزبد وهي منظومة للإمام أحمد بن حسين بن رسلان الشافعي المتوفي عام 844 هجرية. و أصل هذه المنظومة كتاب الزبد لشيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الشافعي المتوفي عام 738 هجرية. وعلى هذه المنظومة شروح:
( فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان ) للشهاب الرملي المتوفي سنة 957هجرية
( مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد )لأحمد الفوشني المتوفي سنة 978هجرية
( فتح المنان شرح زبد ابن رسلان ) لمحمد الحبيشي المتوفي سنة 1249هجرية
( قرة العين ) لزين الدين بن عبد العزيز المليباري المتوفي سنة 990 هجرية.
و طبعت دار المنهاج بجدة شرحاً نفيساً على نظم الزبد ألا وهو كتاب (إفادة السادة العمد بتقرير معاني نظم الزبد) للإمام محمد بن أحمد عبدالباري الأهدل (المتوفي سنة 1298 هـ) رحمه الله تعالى، وهو صاحب كتاب ( الكواكب الدرية شرح المتممة الأجرومية ).

و أختم هذا المقال بذكر شيء من مصنفات السادة الشافعية عليهم رحمة الله جميعا.
فأما إمام المذهب و الذي إليه ينسب فقد صنف كتبا عدة :

- الأم و هو أشهر من ان يعرف به.
- الرسالة و قد طبعت بتحقيق أحمد شاكر
- الرد على محمد بن الحسن
- جماع العلم
- اختلاف الحديث

والثلاثة الأخيرة و أعني ( الرد على محمد بن الحسن ) و ( جماع العلم ) و ( اختلاف الحديث ) قام بتحقيقها الدكتور الحسون في رسالته التي تخرج بها . و قد طبعتها دار قتيبة مجموعة مضمومة .

و اختصر الأم المزني تلميذ الشافعي المعروف. فحظي من الإهتمام به و تقديمه و التعرض له شرحا و اختصارا الشيء الكثير مما تقر به العين و تنشرح له النفس . حتى كان أبو زرعة الدمشقي يعطي مائة درهم لمن يحفظ هذا المختصر . و هو مطبوع مشهور.
ثم كان مختصره فاتحة لسلسلة من الشروح و المختصرات أصبحت تعرف بسلسلة المزني. وهذا بعض ما أعرفه عنها أضعه بين أيديكم مختصرا موجزا:

- فعلي مختصر المزني صنف الامام الماوردي كتابه الجليل ( الحاوي ) وهو كتاب نفيس دقيق عظيم القدر.وهو مطبوع بتحقيق عادل عبدالموجود.

- ( مختصر المعتصر ) لأبي محمد الجويني الذي هو مختصر من مختصر المزني.

- ( الخلاصة ) للغزالي وهو مختصر من كتاب ( مختصر المعتصر ) بخلاف ما يتوهمه البعض من أن الخلاصة هي اختصار على ( الوجيز ) له . و يأتي ذكر كتاب ( الوجيز ) بعد قليل.

- ( نهاية المطلب في دراية المذهب) للجويني و هو شرح على مختصر المزني. طبعته دار المنهاج للنشر والتوزيع في جدة ، بتحقيق الدكتور عبدالعظيم الديب المتخصص في حياة وفقه إمام الحرمين ، ويقع في 21 مجلداً . ولعله يكون الآن أكبر كتاب مطبوع في الفقه الشافعي. و قال ابن النجار عن نهاية المطلب : ( إنه يشتمل على أربعين مجلدا ). وقال ابن حجر الهيتمي : ( إستفاض بين الأصحاب و أئمة المذهب قولهم : منذ صنف الإمام نهاية المطلب لم يشتغل الناس إلا بكلام الإمام ) .


- اختصر الغزالي ( نهاية المطلب في دراية المذهب ) في كتابه ( البسيط )

- ثم اختصر ( البسيط ) في كتابه ( الوسيط )

- و اختصر ( الوسيط ) في ( الوجيز ).

- ثم جاء الرافعي رحمه الله فاختصر (الوجيز) في كتاب أسماه : ( المحرر ). لكن بعض الباحثين يقول: (وهناك خطأ شائع وهو كون المحرر للرافعي مختصرا من الوجيز للغزالي كما هو موجود في أغلب كتب المتأخرين . و سببه عدم الإطلاع على المحرر. و الحقيقة أن المحرر ليس مختصرا من كتاب بعينه كما قال ابن حجر في التحفة . و إن أدنى مقارنة بين المحرر و الوجيز توضح ذلك . والله اعلم. )
غير أنني قرأت لابن حجر الهيتمي وهو من متأخري الشافعية ما يشبه أن يكون المحرر إختصارا للوجيز. أنظر تعليق القرضاوي على كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب للجويني بتحقيق الأستاذ عبد العظيم محمود الديب ص:36 . فإنه ينقل عنه من ( ذيل تحرير المقال ) ما نصه : ( لأن تلميذه الغزالي اختصر النهاية المذكورة في مختصر مطول حافل ، وسماه البسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوسيط . واختصره في أقل منه و سماه الوجيز . فجاء الرافعي فشرح الوجيز شرحا مختصرا ثم شرحا مبسوطا ) يقصد كتاب فتح العزيز الذي يأتي ذكره. فهذه المسألة تحتاج إلى مزيد بحث و دراسة.
- ثم إن النووي رحمه الله اختصر ( المحرر ) في كتابه الشهير (منهاج الطالبين )
- فجاء ابن حجر الهيتمي فشرح ( منهاج الطالبين ) في كتابه الشهير ( تحفة المحتاج )
- و شرحه الرملي الذي يعرف ب(الشافعي الصغير) في كتابه ( نهاية المحتاج )
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) صنف ابن الملقن كتابه ( عجالة المحتاج ) وهو مطبوع.
- وعلى كتاب ( منهاج الطالبين ) شرح لجلال الدين المحلي أسماه ( كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين ). و عليه حاشيتان مشهورتان ( قليوبي وعميرة ) وقد طبعتا طبعات كثيرة .
- و على (تحفة المحتاج ) و (نهاية المحتاج) حواش كثيرة منها : حاشية الرشيد المغربي وحاشة الشيخ الشبراملسي ، بضم الميم و اللام على (نهاية المحتاج) . و حاشية العبادي و عبد الحميد الشرواني على ( تحفة المحتاج )

- ثم صنف الشيخ زكريا الانصاري ( منهج الطلاب في اختصار منهاج الطالبين ). وعليه حاشية مشهورة للعجيلي أسماها : ( حاشية الجمل على منهج الطلاب )

- نعود إلى الإمام الرافعي رحمه الله وكتابه الثاني على وجيز الغزالي والذي أسماه ( فتح العزيز شرح الوجيز ) . وهو غير كتابه الأول : ( المحرر ) الذي تقدم ذكره.

- اختصر القزويني فتح العزيز في (الحاوي الصغير)

- واختصر ابن المقرئ اليمني الحاوي الصغير في (الإرشاد)

- ونظم ابن الوردي الحاوي الصغير في (البهجة) . فشرحها شيخ الإسلام زكريا الأنصاري بشرحين هامين. وشرح ابن حجر الهيتمي الإرشاد بشرحين هما من أهم كتب المتأخرين .

- أما النووي فقد اختصر ( فتح العزيز شرح الوجيز ) في كتابه الشهير ( روضة الطالبين ) وعليه شروح وحواش كثيرة .


هذا و لا ننسى كتاب المهذب للشيرازي وهو مطبوع في ثلاث مجلدات .و صنف عليه النووي مصنفه الشهير الجامع الموسوم ب: (المجموع). ولكنه توفى قبل أن يتمه حيث وصل الى أول البيوع .ثم أكمل بعضه السبكي فتوفى قبل أن يتمه . ثم أتمه جماعة من بعدهما.

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا و يرزقنا العمل به و أن يوفقنا لحمل دعوة الأنبياء الخالدة.
اللهم اجمعنا بالمعلم الأول حبيب القلوب و قرة العيون محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم. و الحمد لله أولا و آخرا.

محمد أحمد الفلو
04-12-2008, 11:02 PM
دخت ...............




يا ريتنا بالقلمون لنحضر ... ويا ريت الشباب بيسجلوا الدروس وبيحطولنا ياهن عالمنتدى

وسيم أحمد الفلو
04-12-2008, 11:28 PM
هيدا الأخ أبو محمد فايتلي فوتات مني فاهم شو خصو فيا

الزاهر
05-12-2008, 08:45 AM
دخت ...............




يا ريتنا بالقلمون لنحضر ... ويا ريت الشباب بيسجلوا الدروس وبيحطولنا ياهن عالمنتدى


معي تسجيل تاني درس والمفروض يكون الشيخ وسيم عم يسجل الدروس ... بس صرلي فترة ما متابع منشان الامتحانات ... فعطونا شوية وئت لنشوف كنو التسجيل تابع أو كان في امكانية وداعي ينحط عالمنتدى.


مع العلم إنو سمعت من كذا شخص إنو مو مين ما كان ولو كان عندو اطلاع شوية آدر يفهم ويحصر المعلومات اللي عم تنحكا !!!

أبو حسن
05-12-2008, 11:09 AM
بارك الله بكم أخونا أبو محمد على هذه الفوائد ولي عودة إن شاء الله مع بعض الإضافات على ما ذكرتم...

أخي وسيم، الذي لا أفهمه هو تعليقك !!!...

فما هي هذه "الفوتات" التي لا تفهمها ؟؟؟

هل تعلم الفقه الشافعي في بلدة طالما "افتخر" أهلها بالإنتساب للمذهب الشافعي أمر غير مفهوم وغير مبرر ؟؟؟

ثم يا زاهر... الموضوع أبسط بكثير مما ذكرت... ولا أظن أنه يوجد في "كفاية الأخيار" أمورا معقدة اللهم إلا في أبواب المعاملات كالبيوع... فهذه الأبواب ليست ألغازا وإنما بحاجة إلى تركيز فقط ليتعود الطالب على اصطلاحاتها...

فالفقه إنما وضع عونا للناس في عباداتهم ومعاملاتهم (وإن كان أبو محمد لا يحب هذا التقسيم) فكيف يستعصي على أفهامهم ؟؟؟

أبو حسن
05-12-2008, 11:34 AM
ومن أئمة المذهب الذين لهم يد جليلة في نشره وفي الدفاع عن عقيدة السلف، الإمام الجليل ابن أبي الخير العمراني رحمه الله.

قال ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية في ترجمة الامام العمراني :

يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن يحيى، أبو الخير العمراني اليماني، صاحب البيان. ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة. تفقه على جماعات منهم زيد اليفاعي. كان شيخ الشافعية في بلاد اليمن، وكان إماماً، زاهداً ورعاً عالماً، خيراً، مشهور الاسم، بعيد الصيت، عارفاً بالفقه وأصوله والكلام والنحو، من أعرف أهل الأرض بتصانيف الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في الفقه والأصول والخلاف. يحفظ المهذب عن ظهر قلب. وقيل: إنه كان يقرأه في كل ليلة واحدة، وكان ورده في كل ليلة أكثر من مائة ركعة بسبع من القرآن العظيم رجل إليه الطلبة من البلاد. قال النووي في التنقيح: إنه يحكي طريقة العراقيين، وفي بعض الأماكن ينقل الطريقتين، توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
ومن تصانيفه: البيان في نحو عشرة مجلدات، واصطلاحه أن يعبر بالمسألة عما في المهذب وبالفرع عما زاد عليه. وكتاب الزوائد له جزءان، جمع فيه فروعاً زائدة على المهذب من كتب معدودة. وكتاب السؤال عما في المهذب من الإشكال وهو مختصر. والفتاوى مختصر أيضاً، وغرائب الوسيط، ومختصر الإحياء. وله في علم الكلام كتاب الانتصار في الرد على القدرية. وابتدأ تصنيف الزوائد في سنة سبع عشرة فمكث فيها أربع سنين إلا قليلاً. وكان ذلك منه بإشارة شيخه زيد اليفاعي. وابتدأ تصنيف البيان سنة ثمان وعشرين وفرغ منه في سنة ثلاث وثلاثين. نقل الرافعي عنه في أول النجاسات أنه حكى وجهاً أن النبيذ طاهر، ثم في الوضوء، ثم في الاستنجاء، ثم في نواقض الوضوء، ثم في الحيض، ثم كرر النقل عنه.
إ.هـ.

و قال اليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة 558 هـ :

انتقل الإمام أبو زكريا يحيى بن أبي الخير بن سالم العمراني اليمني الشافعي المذكور إلى ذي السفال تغيباً عن الشرور، وتوفي في السنة التي تليها - رحمه الله تعالى - مبطوناً شهيداً، وما ترك فريضة في مرضه، فأقام ليلتين ينازع ويسأل عن أوقات الصلاة وذكر إلياوي أنه كان ورده في كل ليلة سبع القران، يقرأه في صلاته، وربما قال في مائة ركعة.وكان من جملة تصانيفه:كتاب الانتصار في الرد على القدرية الأشرار، وكتابه المشهور بغرائب الوسيط، ومختصر من إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام واشتهر من تصانيفه المذكورات كتاب البيان، وانتفع به وشاع فضله في البلدان ,وعد من الكتب الستة المشهورة المفيدة المبسوطة في الفقه المشكورة - بل الله تعالى برحمته ثراه , وشكر سعيه، وجعل الجنة مأواه - وفيه يقول الشاعر:


لله شيخ من بني عمران * قد شاد قصر العلم بالأركان
يحيى لقد أحيى الشريعة هادياً * بزوائد وغرائب وبيان
هو درة اليمن الذي ما مثله * من أول في عصرنا أو ثاني
إ.هـ.

قال الشيخ احمد بن حسن المعلم في كتابه (القبورية في اليمن) عند ذكر ائمة اليمن من الشافعية المنافحين عن عقيدة السلف الصالح:

وفي القرن الخامس أيضاً كانت مدرسة الإمام زيد بن عبدالله اليفاعي ، وهي مدرسة عظيمة جليلة، يدرس فيها فنون مختلفة، ومن أعظمها علوم العقيدة على مذهب السلف الصالح والفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، وكان أصحابه فوق ثلاثمائة متفقه في غالب الأيام، حتى لقد خشي منه ومن أتباعه وأتباع شيخه أبي بكر بن جعفر المحابي أمير الجند من قبل الصليحي، فعمل الحيلة للإيقاع بين الشيخين وأتباعهما؛ مما اضطر الشيخ زيد للرحيل إلى مكة تجنباً للفتنة .

وعاصره وكان على نفس المنهج الإمام زيد بن الحسن الفايشي ، غير أن الأول كان بالجند والثاني بالجعامي من أعمال إب، وتوفي سنة (528هـ) وقيل (527هـ) رحمه الله وفي مدرستيهما كان يدرس علم التوحيد على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم وعنهما وعن غيرهما من العلماء أخذ الإمام يحيى بن أبي الخير ذلك المذهب.

والإمام ابن أبي الخير هو رأس أهل السنة في اليمن في القرن السادس، فقد تبناه ودافع عنه وكافح وألّف وناظر وخرّج الطلاب عليه،وقد عني بالرد على المعتزلة حين وفودهم إلى اليمن يمثلهم القاضي جعفر بن عبد السلام المعتزلي فألّف كتابه "الانتصار في الرد على القدرية الأشرار"، ثم ظهرت الأشاعرة فأضاف رحمه الله إلى ما ذكره في الانتصار من مسائل القدرية مذهب الأشعرية والرد عليهم، قال ابن سَمُرة: (فأجحف فيه على الأشعرية وقطع حلوقهم وأفحمهم خصوصاً بذلك من يقول [مــــا أنزل الله عـــلى بشــــــر من شيء].
ففرح الفقهاء بكتابه "الانتصار" وانتسخوه ودانوا به واعتقدوه)

وقال ابن سمرة قبل ذلك:

(وكان الإمام يحيى قد سمع في مدرستي الشيخين الإمامين زيد بن حسن الفايشي وزيد اليفاعي " كتاب التبصرة " في علم الكلام وأصول الدين تصنيف أبي الفتوح على مذهب السلف الصالح، وهما ينقلانه جميعاً عن الشيخ أبي نصر البندنيجي مصنف " المعتمد " في الخلاف، فإنهما صحباه جميعاً في مكة، وعن الإمام يحيى أخذ مشايخنا " التبصرة " في أصول الدين ورويناها عنهم وكان -رحمه الله - يُسمعها في مدرسته، ويعلمها من طلبها، فناظر الشريف العثماني وهو أشعري، ونصر مذهب الحنابلة أهل السنة) .

وقد ملأ أطراف اليمن أصحاب وتلاميذ الإمام يحيى بن أبي الخير، ونشروا ما أخذوا عنه في كل مكان حلّوا فيه، ومن أشهر من خلفه في ذلك الطريق الفقيه مسعود بن علي بن مسعود العنسي ،وقد كان شديد الغيرة على ذلك المذهب، حتى أنه عندما أظهر طاهر بن يحيى بن أبي الخير القول بمذهب الأشاعرة بعد موت أبيه، غضب لذلك، وقام فيه قياماً حسناً، وألّف في الرد عليه، قال الجندي وهو يتكلم على انحراف طاهر ونقض توبته التي أعلنها في حياة أبيه أثناء ترجمته لسيف السنة البر يهي: (ولذلك أجمع الفقهاء على هجره والإنكار عليه مشافهةً ومراسلة ومكاتبةً، وكان من أعظمهم في ذلك القاضي مسعود، ولهذا في الرد عليه كتاب كبير وأخباره يطول ذكرها) ، وبهذا تعرف غيرة هذا الفقيه على مذهب أهل السنة، وليس وحده ولكن أجمع جميع الفقهاء الحضارين في ذلك الوقت على ما أبدى على طاهر بن يحيى بن أبي الخير من الإنكار والهجر، ثم تسلمت الراية مدرسة أخرى هي مدرسة الإمام سيف السنة أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله البر يهي السكسكي.

قال الجندي: (وله كتب عدة في الأصول، يرد بها على المعتزلة والأشعرية، وكان كبير القدر، شهير الذكر، صاحب كرامات عديدة، وكتب مفيدة)
إ.هـ.

وقد طبع كتابه (البيان في مذهب الإمام الشافعي) في 14 مجلد وصدر عن دار المنهاج

أبو محمد القلموني
05-12-2008, 05:35 PM
جزاك الله خيرا أخي أبا الحسن على هذه الفائدة المتعلقة بسفر المهذب للشيرازي. فالإمام الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني إنما اشتهر بكتابه البيان الذي شرح فيه مهذب الشيرازي. يقول النووي: ( صاحب البيان كان يحفظ المهذب و يقوم به ليله و شرحه بالبيان ) أي بكتابه الذي أسماه البيان.
و لا أدل على أهمية هذا الكتاب من قول الزبيدي رحمه الله في فضله : ( إنه لما دخل به إلى بغداد جعل في أطباق من ذهب و طيف به مرفوعا ) !

وقد استغرق الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني ست سنوات في تأليفه.وكتابه يعد شرحا كاملا للمهذب.

ومن شراح المهذب أيضا بالإضافة إلى البيان و مجموع النووي جمع غفير ، منهم على سبيل المثال لا الحصر :

- محمد بن أحمد بن بطال الركبي في : ( النظم المستعذب في شرح غريب المهذب ) وهو مطبوع مع المهذب بتحقيق زكريا عميرات.

- السراج البلقيني في ( النبوغ في تكملة المجموع )

- جلال الدين السيوطي في ( الكافي في زوائد المهذب على الوافي )


وممن شرح غريبه الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي علي الشافعي في ( اللفظ المستغرب في شواهد المهذب ) .
وكذا الإمام صائن الدين عبد العزيز بن عبد الكريم الجيلي المتوفي سنة 629 هجرية . و له ( الموضح ) على التنبيه. و تقدم أن التنبيه هو من تصنيف الشيرازي.

وصنف ابن الملقن كتابا خرج فيه أحاديث المهذب أسماه : ( المحرر المذهب في تخريج أحاديث المهذب )

و قد نقل عن ( البيان ) في الترجيح بين الأقوال الشيخان ، و أعني الرافعي في شرح الوجيز و النووي في( المجموع ) و( الروضة ) . و كفى بهذا دليلا واضحا على فضله و أهميته الكبيرة كمرجع فقهي أساسي في المذهب.

أبو حسن
05-12-2008, 10:08 PM
ويتميز شرح كفاية الأخيار بأنه اعتنى بإيراد الأدلة على المسائل . وله فيه كذلك انتقادات جيدة على الصوفية.


(منقول للفائدة)

أمثلة من انتقاداته على الصوفية:

1-

قال الشيخ (أبو شجاع ) : [ومن دخل والإمام يخطب-الجمعة- ] يقتضي أن الحاضر لا يفتتح صلاة ... والذي ذكره النووي –في شرح المهذب-أنه حرام ونقل الإجماع على ذلك ...

قلت(الحصني) : هذه مسألة حسنة نفيسة قل من يعرفها على وجهها فينبغي الإعتناء بها ولا يغتر بفعل ضعفاء الطلبة وجهلة المتصوفة لإن الشيطان يتلاعب بصوفية زماننا كتلاعب الصبيان بالكرة , وأكثرهم صدهم عن العلم مشقة الطلب فاستدرجهم الشيطان .

قال السيد الجليل أبو بكر الشبلي : إن في الطاعة من الآفات ما يغنيكم من أن تطلبوا المعاصي في غيرها .

وقال السيد الجليل ضرار بن عمرو :إن قوما تركوا العلم ومجالسة العالماء واتخذوا محاريب وصلوا وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه ؛ خالفوا فهلكوا .. والذي لا إله غيره ما عمل عامل على جهل إلا كان مايفسد أكثر مما يصلح .

وهذه زيادة خارجة عن الفن الذي نحن فيه , فمن أراد من هذه المادة فعليه بكتاب (سير السالك في أسنا المسالك) والله أعلم .
إ.هـ

2-

قال رحمه الله في شرح كتاب الزكاة عند بيانه للأصناف الذين تصرف لهم الزكاة :

قلت: قد كثر الجهل بين الناس لا سيما في التجار الذين قد شغفوا بتحصيل هذه المزبلة للتلذذ بأكل الطيب ولبس الناعم، والتمتع بالنساء الحسان السراري إلى غير ذلك، وبقي لهم بكثرة مالهم عظمة في قلوب الأرذال من المتصوفة الذين قد اشتهر عنهم أنهم من أهل الصلاح المنقطعين لعبادة ربهم قد اتخذ كل منهم زاوية أو مكاناً يظهر فيه نوعاً من الذكر، وقد لف عليهم من له زي القوم وربما انتمى أحدهم إلى أحد رجال القوم كالأحمدية والقادرية، وقد كذبوا في الانتماء، فهؤلاء لا يستحقون شيئاً من الزكوات، ولا يحل دفع الزكاة لهم، ومن دفعها إليهم لم يقع الموقع وهي باقية في ذمته، وأما بقية الطوائف وهم كثيرون كالقلندرية والحيدرية فهم أيضاً على اختلاف فرقهم فيهم الحلولية والملحدة،وهم أكفر من اليهود والنصارى فمن دفع إليهم شيئاً من الزكو ات أو من التطوعات فهو عاص بذلك، ثم يلحقه بذلك من الله العقوبة إن شاء، ويجب على كل من يقدر على الإنكار أن ينكر عليهم، وإثمهم متعلق بالحكام الذين جعلهم الله تعالى في مناصبهم لإظهار الحق. وقمع الباطل وإماتة ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمانته والله أعلم.
إ.هـ.

3-

ومما قال رحمه الله :

قلت: ومن المصائب العظيمة ما يصنعه الظلمة من تقليد الظالم وأخذ الأموال بالباطل، ثم يصنعون بذلك شيئاً من الأطعمة يتصدقون به فيتعدى شؤمهم إلى الفقراء، وأعظم من ذلك مصيبة تردد فقهاء السوء وصوفية الرجس إلى أسمطة هؤلاء الظلمة، ثم يقولون هو يشترى في الذمة ...

ولا يعلم هؤلاء الحمقى أن في ذلك إغراء على تعاطي المحرمات، ويتضمن مجالسة الفسقة وهي حرام على وجه المؤانسة بلا خلاف، وقد عدها جمع من العلماء من الكبائر، ونسبه القاضي عياض إلى المحققين، وهم على إرتكاب ذلك لا ينهون عن منكر , وذلك سبب إرسال المصائب على الأمم , بل سبب هلاكهم ولعنهم على لسان الأنبياء، وقد نص على ذلك القرآن العظيم، ولهذا تتمة مهمة في كتابنا "قمع النفوس"
إ.هـ.

أبو حسن
05-12-2008, 11:03 PM
و رد عليه كذلك ابن ناصر الدين في كتابه الجميل (الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) و هو مطبوع بتحقيق زهير الشاويش.


ولعل من المفيد هنا إيراد تقريظ كتاب (الرد الوافر)، هذا التقريظ الذي كتبه ابن حجر "الشافعي" رحمه الله وقال فيه:

الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى .

وقفتُ على هذا التأليف النافع ، والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع ، فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه ، وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرَّفه ، وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس ، وتلقيبه بـ " شيخ الإسلام " في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ، ويستمر غداً كما كان بالأمس ، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره ، أو تجنب الإنصاف ، فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره ، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا ، وحصائد ألسنتنا بمنِّه وفضله ، ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبَّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في " تاريخه " : أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين ، وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدّاً شهدها مئات ألوف ، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد أو أضعاف ذلك : لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته ، وأيضاً فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد ، وكان أمير بغداد وخليفة ذلك الوقت إذا ذاك في غاية المحبة له والتعظيم ، بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلد حين مات غائباً ، وكان أكثر مَن بالبلد مِن الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوساً بالقلعة ، ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف عليه إلا ثلاثة أنفس ، تأخروا خشية على أنفسهم من العامة .

ومع حضور هذا الجمع العظيم : فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته ، لا بجمع سلطان ، ولا غيره ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنتم شهداء الله في الأرض ) - رواه البخاري ومسلم - .

ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً ، بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع ، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ، وبدمشق ، ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ، ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة ، حتى حبس بالقاهرة ، ثم بالإسكندرية ، ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه ، وكثرة ورعه ، وزهده ، ووصفه بالسخاء ، والشجاعة ، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام ، والدعوة إلى الله تعالى في السر والعلانية ، فكيف لا يُنكر على مَن أطلق " أنه كافر " ، بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام : الكفر ، وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك ؛ فإنه شيخ في الإسلام بلا ريب ، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ، ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً ، وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم ، والتبري منه ، ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب ، فالذي أصاب فيه - وهو الأكثر - يستفاد منه ، ويترحم عليه بسببه ، والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه ، بل هو معذور ؛ لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه ، حتى كان أشد المتعصبين عليه ، والقائمين في إيصال الشر إليه ، وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني ، يشهد له بذلك ، وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل ، الذي لم يثبت لمناظرته غيره .

ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض ، والحلولية ، والاتحادية ، وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة ، وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر ، فيا قرة أعينهم إذا سمعوا بكفره ، ويا سرورهم إذا رأوا من يكفر من لا يكفره ، فالواجب على من تلبّس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشتهرة ، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل ، فيفرد من ذلك ما يُنكر ، فيحذِّر منه على قصد النصح ، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك ، كدأب غيره من العلماء ، ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف : لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته ، فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم ، والتميز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم ، فضلاً عن الحنابلة ، فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر ، أو على من سمَّاه " شيخ الإسلام " : لا يلتفت إليه ، ولا يعوَّل في هذا المقام عليه ، بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ، ويذعن للصواب ، والله يقول الحق ، وهو يهدي السبيل ، وحسبنا الله ، ونعم الوكيل .

صفة خطه أدام الله بقاءه.

قاله ، وكتبه : أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي ، عفا الله عنه ، وذلك في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأول ، عام خمسة وثلاثين وثمانمائة ، حامداً لله ، ومصليّاً على رسوله محمد ، وآله ومسلماً .

الزاهر
06-02-2009, 01:28 AM
وها هي صورتان التقطتا الثلاثاء الماضي


http://pic.qalamoun.com/albums/userpics/10004/normal_Tue-Dars-2-209-2.jpghttp://pic.qalamoun.com/albums/userpics/10004/normal_Tue-Dars-2-209-1.jpg



تجدون الصور بالحجم الكامل في نادي الصور

رفعت بعض الحلقات على النت لكن للاستخدام الخاص
من يريدها فليراسلني على الخاص
للأسف لم يتوفر من يسجل منذ البداية أو يتابع التسجيل