المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المطلوب «قبضايات» أتقياء!



أبو عبد العزيز
05-12-2008, 12:49 PM
نظرة، فزجرة، فتلاسن، فشتيمة، فتدافع، فتعارك، فمعركة. هذه هي «خريطة طريق» المشادات والإشكالات التي يشهدها الشارع اللبناني. وعلى الرغم من تعدد المراحل قبل الوصول إلى «المعركة»، إلا أن المراحل كلها قد لا تستغرق أكثر من ثوانٍ معدودة، قبل أن يدرك كل طرف في المشادّة أن «المشكل سيتطور»، فيطلق نداء استغاثة يطلب فيه دعماً بشرياً عبر استقدام آخرين للوقوف إلى جانبه في المعركة المنتظرة، ودعماً لوجستياً هو عبارة عن أسلحة شوارعية تبدأ بالعصي والجنازير، مروراً بالسكاكين، وصولاً إلى المسدسات والأسلحة الأوتوماتيكية حسب الدعم السياسي والأمني الذي يحظى به هذا الطرف أو ذاك، لتبدأ بعد ذلك المعركة بين الطرفين، التي تشكل الفرصة الوحيدة كي يحرز كل طرف نصره المؤزّر على الآخر، قبل وصول القوى الأمنية التي سرعان ما تمسك بزمام الأمور وتُلزم الطرفين باتباع سياستها الثابتة القائمة على «تبويس اللحى» لأن «الوضع ما بيحمل نزول إلى الشارع» كما قال أحد ضباط الجيش اللبناني قبل أيام.
مناسبة الحديث الشوارعي هذا هو الإشكال الذي شهدته منطقة عائشة بكار بين عناصر من حركة أمل وآخرين من الجماعة الإسلامية أمام مركز الأخيرة. لم يكن الإشكال الأول الذي يقع بين الجانبين، لكنه الأكثر خطورة وتطوراً. لست في وارد الحديث عما حصل ولا الأسباب التي أدت إليه، بل أردت الانطلاق منه لطرح سؤال عن مدى حاجة كل طرف من أطراف الساحة اللبنانية إلى مجموعة من «الفتوات» أو القبضايات» أو مهما كانت التسمية ليشكلوا حماية له، ورادعاً للآخرين من الاعتداء عليه. وما دام أن معظم الأطراف على الساحة اللبنانية - لا سيما الذين شاركوا في فصول الحرب الأهلية - يملكون قاعدة من هؤلاء، فإن المقصود هو مدى حاجة الساحة الإسلامية إلى أمثال هؤلاء. وكي لا يثير الأمر حساسية لدى البعض فإنني سأختار مصطلح «قبضايات» بدل أي تعبير آخر.
ففي كل مرة يقتنع المواطن في لبنان أن الدولة بسطت هيبتها، وأن الأجهزة الأمنية أمسكت بزمام الأمور، تطلع علينا أحداث ومواقف تشير إلى عكس ذلك. وما الاعتداء الذي تعرض له أحد الصحفيين في منطقة الحمراء أثناء قيامه بعمله المهني قبل أيام إلا دليل على ذلك. فقد اقتصر دور القوى الأمنية على الحؤول دون انفلات الشارع، بعد أن يكون «اللي ضرب ضرب، واللي هرب هرب»، عوض ضرب الجهة المعتدية وردعها ومحاسبتها.
في إشكال الجماعة - أمل، كان ضابط الجيش يصيح بالمتجمهرين محاولاً تهدئتهم «ياجماعة، أليس لكم ثقة بالجيش اللبناني… اتركونا نأخذ لكم حقكم». ضابط الجيش كان يفترض جواباً بديهياً من السامعين على سؤاله، وهو أن الثقة بالجيش مؤكدة، بينما جميع من سمع سؤاله ضحك في نفسه، وقفزت إلى عينيه صورة أحداث السابع من أيار الماضي، يوم انتشر المسلحون في أحياء بيروت، ونصبوا الحواجز، واعتدوا على الناس والممتلكات، وأهانوا الكرامات، وكل ذلك كان على مرأى ومسمع من عناصر الجيش، دون أن يحرك الأخير ساكناً، حتى إن البعض لم يتمالك نفسه ووجّه إلى المؤسسة العسكرية اتهامات علنية بالتواطؤ مع المعتدين والتنسيق معهم.
عودة إلى «القبضايات»، فالاقتراح الذي أتقدم به هو انتقاء وإعداد مجموعة من الشبان، الأتقياء الأنقياء الذين يملكون بنية نفسية وجسدية تؤهّلهم ليكونوا «قبضايات»، وأن يخضع هؤلاء لدورات شرعية، وتزكية روحية، وتمارين جسدية، ودروس في القانون اللبناني والوطنية، واختبارات في السمع والطاعة والانضباط، وتجهيزهم بالحد الأدنى المطلوب ليحوزوا لقب «قبضايات». وسيقتصر دور هؤلاء على الصمود في وجه المعتدين والرد عليهم عند الحاجة، بانتظار وصول القوى الأمنية، وعدم إدارة الخد الأيمن لتلقي الصفعة التي وُجّهت للأيسر. ليس المطلوب الكمية بل النوعية (انسجاماً مع مقولة بيار الجميل (الابن) الذي حلّت قبل أيام الذكرى السنوية لاغتياله)، فما زلت أذكر أحداث الجامعة العربية في 23/12/2006 التي شكلت باكورة استعراض عضلات «قبضايات» المعارضة، يومها كان مئات الشبان من جهة الطريق الجديدة ينتشرون في شوارع الحي، يدورون في حلقة مفرغة، يبحثون عن خصمهم، يحملون ما تقع عليه أيديهم من حجارة وعصي، وكلما صاح أحدهم أنه شاهد مسلحاً أو قناصاً يركض الجميع في الاتجاه الذي أشار إليه ويتركون الساحات والمداخل الأخرى ممراً متاحاً لمن أراد الدخول.
ولعلّ أسوأ ما سمعته هو إبداء البعض ندمهم بعد أحداث أيار الماضي على المواقف التي اتُّخذت خلال معارك نهر البارد، والتضامن مع الجيش اللبناني في مواجهة تنظيم فتح الإسلام، حيث اعتبر البعض أن مسلحي فتح الإسلام هم «القبضايات» المناسبون لمواجهة «المرجلات» التي شهدتها بيروت يومذاك.


أوّاب إبراهيم






http://al-aman.com/subpage.asp?sectionid=34











رأين قيم للكاتب ...

نحن بأمس الحاجة إليه في هذه ظروف ...

وفي كل ظرف .........................................


وفي كل بلد .................................................. ..................................................