المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَن هم سببُ انتشار ظاهرة الإرهاب؟



وسيم أحمد الفلو
20-12-2008, 06:19 AM
الامان الثقافي - عبد الله شمس الدين


بدّ من التوقف عند تصريح أحد الزعماء العرب مؤخراً لدى استقباله المهنئين بعيد الأضحى المبارك، حيث ربط بين ما يحدث اليوم في العالم من حالات إرهابية واعتداءات على الآمنين، والمتطرّفين الذين يتسترون بالدِين، والدِين منهم براء، كما قال!

لكنه نسي أو تناسى أن الظلم الاجتماعي وقمع الحريات وانتشار البطالة والتضييق على الناس في تحركاتهم وأعمالهم وعدم إفساح المجال لهم ليشاركوا في خيرات بلادهم... كل ذلك يؤدي الى نشوء حالات التطرّف والغلوّ في تصرفات هؤلاء الشباب.. دون أن ننسى الظلم السياسي في بلدانهم أساساً وفي منظومة دول العالم كافة، حيث التسلّط وحكم الحزب الواحد أو الأسرة الحاكمة أو النظام الأحادي هو المسيطر، فلا يرضى أو يقبل بوجود الرأي الآخر!

من هنا تبدأ الملاحقات والمراقبة للأشخاص في شتى أحوال حياتهم الخاصة والعامة، مِمّا يضطرّ هم للتخفي أو للتمويه ولافتعال أعمالٍ معادية للمجتمع الذي يعيشون فيه وللدولة التي ينتمون اليها، بل قد يصل بهم الأمر للتعاون مع زملاء لهم في المبدأ والفكر والعقيدة خارج بلدانهم لينفذوا حالات اعتداء بشكل جماعي على نطاق العالم!

أما عن ظلم النظام العالمي الأحادي المتمثّل بهيمنة الولايات المتحدة الأميركية ومَن يدور في فلكها وما تسبّبت به من قتلٍ وتشريد وتدمير وإفقار وتجويع في مناطق كثيرة من العالم، خصوصاً في بلاد العرب والمسلمين، دون أن نغفل عمّا تعرّض ويتعرّض له أهلنا وإخوتنا في فلسطين وغزة على وجه الخصوص بسبب الحصار اليهودي وتغافل الإخوة الأشقاء حولهم، بلْ والمشاركة في حصارهم.. كل ذلك أليس سبباً لنقمة شعوب هذه الأرض في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان وكشمير وغيرها كثير، فيقوم الشباب هناك بالعمليات الانتقامية من هؤلاء المحتلين الغزاة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا! فهل نقول عنهم إنهم متطرفون وإرهابيون وأصوليون؟ وإنهم يستغلون الدين ويتسترون به للوصول الى أهدافهم! أليس من حق كل إنسان عربي أو غير عربي، مسلمٍ أو غير مسلم أن يدافع عن نفسه وأرضه وبيته وماله؟ أم تراه عليه الرضوخ والاستسلام بل والترحيب بكل محتلٍ لأرضه أو قامعٍ لحريته أو قاطعٍ لرزقه أومدنّسٍ لمقدساته؟! أهكذا علّمنا الإسلام أم العروبة أم الشهامة يا أصحاب الفخامة والجلالة؟!

فقليلاً من الحِكمة والعدل في الحُكم على ظواهر الأمور ورمي الاتهامات على الناس، دون أن نبرّر قتلَ الأبرياء بلا هوادة حباً بالقتل أو الانتقام، كما قال تعالى: {ولا تزرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى}.. ولكن أيضاً دون أن ننسى أسبابَ الظلم والغُبن التي يحياها الناس والشباب خصوصاً في أوطانهم، والسياسات المتّبعة من أنظمة الحكم فيها للسيطرة والنفوذ ونهب خيراتِ البلاد وإرغام العباد.. كل ذلك باسم مصلحة الدولة والسِلم الأهلي والتعاون الأمني مع الدول المجاورة أو الصديقة أو الأمم المتحدة!

فهل يا ترى نقيس الوقائعَ بالميزان الصحيح وننظر بعين العدل والإنصاف، ولا نلقي بالاتهامات ظلماً وعدواناً حباً وكرامةً لأولي الأمر والنهي في النظام العالمي الجديد؟