أبو محمد القلموني
08-01-2009, 04:00 PM
قلت لصديقي في تبرم وضيق : أترى العلماء يقومون بواجبهم المناط بهم والذي أخذ عليهم فيه العهد و الميثاق؟
فقال لي متهكما يعلو وجهه الاسى و الألم: وما هو واجب العلماء اليوم؟!
ركزت بصري في الرائي وجعلت ألتقط أحرف الجواب و مفرداته من مشاهد الفخار و الإباء التي تعرضها المحطات تباعا .ثم قلت في محاولة مني للإجابة على هذا السؤال الكبير :
واجب العلماء اليوم هو واجبهم في كل وقت لا يعذرون بتركه و التكاسل فيه طرفة عين. إنه تحرير الناس من شهواتهم و خرافاتهم و من الطواغيت من دون الله. إنه أن يتصدوا للأمة المرة بعد المرة ليعلنوا لها حقائق الإسلام التحريرية الكبرى ، و أن يعلموها و يرشدوها كيف تخوض معارك التحرير مع الشهوة و الوهم و الطاغوت!
و غزة الآن تقوم بدورها نيابة عن العلماء بل العلم اليوم يتفجر أنهارا حمراء تكتسح الأرض المقدسة و تفيض منها على بلاد الشام كلها و بلاد الجزيرة و جميع بقاع المسلمين . وكل من يرتوي اليوم من أنهار غزة يأخذ حظه الوافر من العلم الحقيقي المحرر.
فأهل العلم مطالبون في هذه اللحظات العسيرة أن يقولوا كلمة الحق لأطفال غزة :
أنتم اليوم خير منا ! لأنكم أحرار ! لأنكم ترفضون الذلة لغير الله ، ترفضون الخضوع للمتألهين بالباطل . تضربون بعرض الحائط إملاءات المسحورين بعرض الدنيا الزائل . تستخفون بسفسطة من أعماه الدرهم و الدينار فأنكر كل واقع يخرج عنهما!
لأنكم تقولون لا إله إلا الله بكل العشق الذي تختزنه دماؤكم الزكية العابقة المتضوعة بعبير التوحيد الخالد الآسر !
واها لكلمات التوحيد السامية التي تتلفظون بها هناك بكل معانيها و كل مراميها و كل أبعادها ؛ فلا تتوقفون في معنى واحد منها و لا تتكتمون على مقصد من مقاصدها الثرة المتدفقة !
ما أعذب تحديكم لأمية و لأحفاد ابن سلول بكلمة : أحد أحد ! تصرخون بها في وجوههم المظلمة و أنتم ترزحون تحت نير الصواريخ و القنابل و حصار الطواغيت لكم!
أما الذين يظنون بغزة ظن السوء فيتوهمون صراخها عويلا و يأسا فإنما يسمعون بآذان صم و يبصرون بأعين عمي و يعقلون بقلوب غلفها الذل و الهوان . غزة أيها الحمقى تبكي شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم .فلا يزال يرن في سمعها أذان بلال الذي أبكى الصحب حنينا إلى من حررهم و أطلقهم من أسر الظلمات و العبودية!
غزة هاشم اليوم تبكي امتنانا للمعلم الأول الذي طال شوقها إليه ، فهاهي الآن تعجل في الرحيل دون أن تودع أحدا لتقول لنا بلسان الحال و المقال: بخ بخ بخ إن اللحظات القصيرة زمان طويل إذا حالت بيننا و بين حامل لواء الحرية حبيبنا و سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم!
فهنيئا لك لقاء سيد ولد آدم ، هنيئا لك ذلك الإجتماع المبارك العظيم الذي لا تبادل كنوز الدنيا كلها مجتمعة بلحظة من لحظاته الثمينة !
بوركت يا غزة و بورك توحيدك النابض بالحياة و الحرية . وهيا اهزئي بالأصنام المرذولة و بالرؤوس المتعفنة سخفا ، الطائفة حولها بحقارها وصفقها !
ومن أراد منا أن يكون غزاويا بامتياز فليكسر كل قيوده دفعة واحدة و ليلق بها في وجه سدنة الآلهة المزيفة . ليمح كل الخرافات و كل الوهم الذي ينسجه عناكب هبل في الأذهان . وليبادر إلى التطهر من تلك العناكب السوداء المظلمة التي تعمي عليه طريق الحرية ، ليقع فريسة سائغة لأوهام مضللة خادعة تفترس فطرته بنهم الوحوش الضارية!
من أراد أن يكون غزاويا فليعلن براءته من كل زيف و من كل باطل و من كل تزيين ومن كل خداع !
من أراد أن يكون غزاويا فليسقط كل حقيقة تعاند الحرية لتبقى هي وحدها المطلق الذي يسعى إليه.
من اراد أن يكون غزاويا فليناضل عمائما علاها الهوان فاهترأت بطول المكث تحت وابله المتنجس المقزز!
فالشكر كل الشكر لغزة ! نشكرها من الأعماق على هذا الدرس العقائدي الأصيل المتألق الذي أعاد إلينا بعضا من المفاهيم الإبراهيمية الحنيفية التي أراد منا الكثيرون أن ننساها ، و نغسلها من أذهاننا ، بحكمة مموهة مضللة لا تتوفر على كل المعطيات التي تكتنف سر وجودنا في هذه الدنيا الزائلة الفانية .
هذا الفصل هو بألف درس ! بألف مختصر ، بألف نظم ، بألف شرح ، و بألف حاشية !
من أراد أن يحفظ شيئا يستفيد منه فليدم النظر إلى صفحة من صفحات غزة! فإن بيتا واحدا ، من قصيدتها الموزونة بعروض الدم الأحمر القاني ، يعلق بذهنه يغنيه ولا بد عن المطولات و حواشيها !
من رام أن يزكي نفسه بفهم صحيح و ضوابط متينة فليستق الفهم من مواقع أقدام المرابطين هناك في غزة التعقل و التعلق بالله الأعلى و الأجل!
سلام من القلب إلى غزة الأبية ، إلى غزة الموحدة الشامخة . و عذرا إذ نكتب لك سلامنا بمداد الحبر لا الدم !
والله أكبر و لله الحمد
فقال لي متهكما يعلو وجهه الاسى و الألم: وما هو واجب العلماء اليوم؟!
ركزت بصري في الرائي وجعلت ألتقط أحرف الجواب و مفرداته من مشاهد الفخار و الإباء التي تعرضها المحطات تباعا .ثم قلت في محاولة مني للإجابة على هذا السؤال الكبير :
واجب العلماء اليوم هو واجبهم في كل وقت لا يعذرون بتركه و التكاسل فيه طرفة عين. إنه تحرير الناس من شهواتهم و خرافاتهم و من الطواغيت من دون الله. إنه أن يتصدوا للأمة المرة بعد المرة ليعلنوا لها حقائق الإسلام التحريرية الكبرى ، و أن يعلموها و يرشدوها كيف تخوض معارك التحرير مع الشهوة و الوهم و الطاغوت!
و غزة الآن تقوم بدورها نيابة عن العلماء بل العلم اليوم يتفجر أنهارا حمراء تكتسح الأرض المقدسة و تفيض منها على بلاد الشام كلها و بلاد الجزيرة و جميع بقاع المسلمين . وكل من يرتوي اليوم من أنهار غزة يأخذ حظه الوافر من العلم الحقيقي المحرر.
فأهل العلم مطالبون في هذه اللحظات العسيرة أن يقولوا كلمة الحق لأطفال غزة :
أنتم اليوم خير منا ! لأنكم أحرار ! لأنكم ترفضون الذلة لغير الله ، ترفضون الخضوع للمتألهين بالباطل . تضربون بعرض الحائط إملاءات المسحورين بعرض الدنيا الزائل . تستخفون بسفسطة من أعماه الدرهم و الدينار فأنكر كل واقع يخرج عنهما!
لأنكم تقولون لا إله إلا الله بكل العشق الذي تختزنه دماؤكم الزكية العابقة المتضوعة بعبير التوحيد الخالد الآسر !
واها لكلمات التوحيد السامية التي تتلفظون بها هناك بكل معانيها و كل مراميها و كل أبعادها ؛ فلا تتوقفون في معنى واحد منها و لا تتكتمون على مقصد من مقاصدها الثرة المتدفقة !
ما أعذب تحديكم لأمية و لأحفاد ابن سلول بكلمة : أحد أحد ! تصرخون بها في وجوههم المظلمة و أنتم ترزحون تحت نير الصواريخ و القنابل و حصار الطواغيت لكم!
أما الذين يظنون بغزة ظن السوء فيتوهمون صراخها عويلا و يأسا فإنما يسمعون بآذان صم و يبصرون بأعين عمي و يعقلون بقلوب غلفها الذل و الهوان . غزة أيها الحمقى تبكي شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم .فلا يزال يرن في سمعها أذان بلال الذي أبكى الصحب حنينا إلى من حررهم و أطلقهم من أسر الظلمات و العبودية!
غزة هاشم اليوم تبكي امتنانا للمعلم الأول الذي طال شوقها إليه ، فهاهي الآن تعجل في الرحيل دون أن تودع أحدا لتقول لنا بلسان الحال و المقال: بخ بخ بخ إن اللحظات القصيرة زمان طويل إذا حالت بيننا و بين حامل لواء الحرية حبيبنا و سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم!
فهنيئا لك لقاء سيد ولد آدم ، هنيئا لك ذلك الإجتماع المبارك العظيم الذي لا تبادل كنوز الدنيا كلها مجتمعة بلحظة من لحظاته الثمينة !
بوركت يا غزة و بورك توحيدك النابض بالحياة و الحرية . وهيا اهزئي بالأصنام المرذولة و بالرؤوس المتعفنة سخفا ، الطائفة حولها بحقارها وصفقها !
ومن أراد منا أن يكون غزاويا بامتياز فليكسر كل قيوده دفعة واحدة و ليلق بها في وجه سدنة الآلهة المزيفة . ليمح كل الخرافات و كل الوهم الذي ينسجه عناكب هبل في الأذهان . وليبادر إلى التطهر من تلك العناكب السوداء المظلمة التي تعمي عليه طريق الحرية ، ليقع فريسة سائغة لأوهام مضللة خادعة تفترس فطرته بنهم الوحوش الضارية!
من أراد أن يكون غزاويا فليعلن براءته من كل زيف و من كل باطل و من كل تزيين ومن كل خداع !
من أراد أن يكون غزاويا فليسقط كل حقيقة تعاند الحرية لتبقى هي وحدها المطلق الذي يسعى إليه.
من اراد أن يكون غزاويا فليناضل عمائما علاها الهوان فاهترأت بطول المكث تحت وابله المتنجس المقزز!
فالشكر كل الشكر لغزة ! نشكرها من الأعماق على هذا الدرس العقائدي الأصيل المتألق الذي أعاد إلينا بعضا من المفاهيم الإبراهيمية الحنيفية التي أراد منا الكثيرون أن ننساها ، و نغسلها من أذهاننا ، بحكمة مموهة مضللة لا تتوفر على كل المعطيات التي تكتنف سر وجودنا في هذه الدنيا الزائلة الفانية .
هذا الفصل هو بألف درس ! بألف مختصر ، بألف نظم ، بألف شرح ، و بألف حاشية !
من أراد أن يحفظ شيئا يستفيد منه فليدم النظر إلى صفحة من صفحات غزة! فإن بيتا واحدا ، من قصيدتها الموزونة بعروض الدم الأحمر القاني ، يعلق بذهنه يغنيه ولا بد عن المطولات و حواشيها !
من رام أن يزكي نفسه بفهم صحيح و ضوابط متينة فليستق الفهم من مواقع أقدام المرابطين هناك في غزة التعقل و التعلق بالله الأعلى و الأجل!
سلام من القلب إلى غزة الأبية ، إلى غزة الموحدة الشامخة . و عذرا إذ نكتب لك سلامنا بمداد الحبر لا الدم !
والله أكبر و لله الحمد