نور
28-01-2009, 02:19 PM
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD vAlign=top align=right><TABLE class=authorBox cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><TBODY><TR><TD style="PADDING-BOTTOM: 7px; PADDING-TOP: 7px" align=right>مني سليم
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD height=6></TD></TR><TR><TD dir=rtl vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><TBODY><TR><TD>http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1233033845537&ssbinary=true </TD></TR><TR><TD class=imageCaption>صواريخ حماس.. مزقت أقنعة الزيف</TD></TR></TBODY></TABLE>مرت الأيام العشرون للحرب.. كنت محملة بوفرة من النوايا المؤصدة، أتذكر أحلاما ليلية و"نهارا خارجيا" قضيته بين السنترال الدولي وصالات الوصول بمطار القاهرة.. وعندما حضرت من كنت بانتظارها قلت: لو تعلمين كم يوما مر خلال العشرين يوما الماضية! ضحكت واتهمتني بهواية جمع الكلمات الغربية، ولكني كنت أعرف أنها تفهم كم هو طويل ليل المديون المدان وكنت بدوري أنتظر حديثها حول سؤال واجهته كثيرا خلال رحلتها وهو: لِم لمْ تفتحوا المعبر بصدوركم حتى الآن؟ وجاء ليل جديد، أغمضت عيني على صورة طفل فقد مقلتيه.. وأخذت أستعيد كل ما مر بنا، ففور خلع قناع الهدنة الزائفة فاحت رائحة الغدر الصهيوني المعتادة وأطلت صلابة الأرواح التي لا ترتجف.. تقف في انتظار مصيرها ثم.. بدأت المحرقة.
ورغم هذا كنت ضمن جمع نعلم أن ما جاءوا من أجله يتحطم بمجرد نجاح فصائل المقاومة بالبقاء.. وأن سوادا كثيرا سيحط فوق الرؤوس ومن بعده تظهر المعادلة الأبدية، وهي مزيد من القتل والوحشية يؤدي لمزيد من المقاومة.. ومزيد من الحصار يخلق الابتكار لا الانتظار.. وأن قتل المدنيين صنيعة ساذجة شروطها القلوب البائسة والقوة الباطشة.
صيرورة
جمع ليس بالقليل.. رغم كل ما يلاقيه.. يؤمن بشيء مما سبق، ولكني لم أذهب هذه المرة وآخذ مكاني بالصف، لم أرفع صوتي بأي شيء.. لا خذوني معكم ولا اتركوني لهمي.. صمتُ.. وعقابا لنفسي رفضت البكاء.. وخرجت مني أطياف عدة، فـصرت.. رضيعا دون منطق يخجله البلل.. وفتاة صغيرة بأغنية مهزومة تأمرها جدتها أن تحمل عنها غطاء رأسها الأبيض وتعلقه على مدخل أقدارنا.
صرت عرافة أطلت على ما لا يحق لها فسلبت حق تغييره، فالحق يبدد ـ إن لم تخطب قضيته ـ والأمل يخلق من الإصرار لا من انعدام الحيلة والتواطؤ وانتحار العزة وملامسة الدمار.
صرت أشياء مبعثرة وحادة.. صرت شباكا مغلقا بزجاج أصابه السرطان فلن يرى من يحتمي خلفه من حرارة الشمس ولن يتنفس الهواء.. صرت علبة "كانز" فارغة سحقتها كل السيارات، لم لا؟ وقد فاتتها قديماً كل الطرق الصحيحة، وتركت نفسها لسماسرة الشوارع والاتفاقيات.
كنت وكانت السماء محملة بالأمل ولكن هاجسا داخلي يخبرني.. هي لا تبتسم لك ولسوف ترميك بحجارة من سجيل فقفي مكانك وانتظري.. أنت من قوم يعشقون المهانة والموت البطيء.. من قوم يرون في الأفق لعنة تشجب ما مر قبلها في ثمود وعاد.. من قوم أكلت العواصف كل أحلامهم وتركتهم حتى دون ملابس للحداد.
كنت في الحلم حافية اللقبين.. الكرامة والغضب.. وكان هناك وحش يجرني من شعري.. هو الهوان.. يفتح عيني على آخرهما فتتجرعان مشاهد الدم والحريق وحين أفقت وجدت مقلتين صغيرتين في يدي.
معبر
صرت.. معبرا لا يعتبر.. وصدرا لا يجتاح ولا يرتاح.. لا يغفر ولا يغفر عجزه له ..صرت كل ذلك رغم أني -كغيري- في يوم سحيق وقفت.. أنتظر القمر.
صرت -وخوفي أن أبقى- أحمل كل الأوساخ فوق رأسي رغم أني.. والحق قسمي.. لا أملك خطوطا حمراء ولا أعرف توجهات المرحلة.. لم تطأ قدماي يوما شرم الشيخ .. ولم أتخيل أن يأتي يوم أتخلى فيه عن تل الربيع وحيفا والناصرة...
وها أنا ذا أفترش مع سبعين مليونا.. الطريق.. الرمال من تحتنا تزداد عمقا.. والظلام دامس داخل المغارة.. شعورنا مبعثرة وقد اعتدنا الأصوات العالية .. غريق أو بريء.. لا يهم.. فبالنهاية صمت.. ولخبز الذل أن يتقدم.. فيمضغ أوصال الحضارة.
سبعون مليونا.. ممددون في شوارع الليل عرايا، نسمع أن خارج الكهف أناس يحمدون الله على كل شهيد.. ونحمده نحن كل لحظة على ميتة المرارة المجانية.. فهل سمع بنا أحد؟
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD height=6></TD></TR><TR><TD dir=rtl vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><TBODY><TR><TD>http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1233033845537&ssbinary=true </TD></TR><TR><TD class=imageCaption>صواريخ حماس.. مزقت أقنعة الزيف</TD></TR></TBODY></TABLE>مرت الأيام العشرون للحرب.. كنت محملة بوفرة من النوايا المؤصدة، أتذكر أحلاما ليلية و"نهارا خارجيا" قضيته بين السنترال الدولي وصالات الوصول بمطار القاهرة.. وعندما حضرت من كنت بانتظارها قلت: لو تعلمين كم يوما مر خلال العشرين يوما الماضية! ضحكت واتهمتني بهواية جمع الكلمات الغربية، ولكني كنت أعرف أنها تفهم كم هو طويل ليل المديون المدان وكنت بدوري أنتظر حديثها حول سؤال واجهته كثيرا خلال رحلتها وهو: لِم لمْ تفتحوا المعبر بصدوركم حتى الآن؟ وجاء ليل جديد، أغمضت عيني على صورة طفل فقد مقلتيه.. وأخذت أستعيد كل ما مر بنا، ففور خلع قناع الهدنة الزائفة فاحت رائحة الغدر الصهيوني المعتادة وأطلت صلابة الأرواح التي لا ترتجف.. تقف في انتظار مصيرها ثم.. بدأت المحرقة.
ورغم هذا كنت ضمن جمع نعلم أن ما جاءوا من أجله يتحطم بمجرد نجاح فصائل المقاومة بالبقاء.. وأن سوادا كثيرا سيحط فوق الرؤوس ومن بعده تظهر المعادلة الأبدية، وهي مزيد من القتل والوحشية يؤدي لمزيد من المقاومة.. ومزيد من الحصار يخلق الابتكار لا الانتظار.. وأن قتل المدنيين صنيعة ساذجة شروطها القلوب البائسة والقوة الباطشة.
صيرورة
جمع ليس بالقليل.. رغم كل ما يلاقيه.. يؤمن بشيء مما سبق، ولكني لم أذهب هذه المرة وآخذ مكاني بالصف، لم أرفع صوتي بأي شيء.. لا خذوني معكم ولا اتركوني لهمي.. صمتُ.. وعقابا لنفسي رفضت البكاء.. وخرجت مني أطياف عدة، فـصرت.. رضيعا دون منطق يخجله البلل.. وفتاة صغيرة بأغنية مهزومة تأمرها جدتها أن تحمل عنها غطاء رأسها الأبيض وتعلقه على مدخل أقدارنا.
صرت عرافة أطلت على ما لا يحق لها فسلبت حق تغييره، فالحق يبدد ـ إن لم تخطب قضيته ـ والأمل يخلق من الإصرار لا من انعدام الحيلة والتواطؤ وانتحار العزة وملامسة الدمار.
صرت أشياء مبعثرة وحادة.. صرت شباكا مغلقا بزجاج أصابه السرطان فلن يرى من يحتمي خلفه من حرارة الشمس ولن يتنفس الهواء.. صرت علبة "كانز" فارغة سحقتها كل السيارات، لم لا؟ وقد فاتتها قديماً كل الطرق الصحيحة، وتركت نفسها لسماسرة الشوارع والاتفاقيات.
كنت وكانت السماء محملة بالأمل ولكن هاجسا داخلي يخبرني.. هي لا تبتسم لك ولسوف ترميك بحجارة من سجيل فقفي مكانك وانتظري.. أنت من قوم يعشقون المهانة والموت البطيء.. من قوم يرون في الأفق لعنة تشجب ما مر قبلها في ثمود وعاد.. من قوم أكلت العواصف كل أحلامهم وتركتهم حتى دون ملابس للحداد.
كنت في الحلم حافية اللقبين.. الكرامة والغضب.. وكان هناك وحش يجرني من شعري.. هو الهوان.. يفتح عيني على آخرهما فتتجرعان مشاهد الدم والحريق وحين أفقت وجدت مقلتين صغيرتين في يدي.
معبر
صرت.. معبرا لا يعتبر.. وصدرا لا يجتاح ولا يرتاح.. لا يغفر ولا يغفر عجزه له ..صرت كل ذلك رغم أني -كغيري- في يوم سحيق وقفت.. أنتظر القمر.
صرت -وخوفي أن أبقى- أحمل كل الأوساخ فوق رأسي رغم أني.. والحق قسمي.. لا أملك خطوطا حمراء ولا أعرف توجهات المرحلة.. لم تطأ قدماي يوما شرم الشيخ .. ولم أتخيل أن يأتي يوم أتخلى فيه عن تل الربيع وحيفا والناصرة...
وها أنا ذا أفترش مع سبعين مليونا.. الطريق.. الرمال من تحتنا تزداد عمقا.. والظلام دامس داخل المغارة.. شعورنا مبعثرة وقد اعتدنا الأصوات العالية .. غريق أو بريء.. لا يهم.. فبالنهاية صمت.. ولخبز الذل أن يتقدم.. فيمضغ أوصال الحضارة.
سبعون مليونا.. ممددون في شوارع الليل عرايا، نسمع أن خارج الكهف أناس يحمدون الله على كل شهيد.. ونحمده نحن كل لحظة على ميتة المرارة المجانية.. فهل سمع بنا أحد؟
</TD></TR></TBODY></TABLE>