نور
28-01-2009, 02:38 PM
نجلاء محفوظ (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232976506740&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout#***1)
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1233123823081&ssbinary=true
أطفال غزة على أنقاض مدارسهم يتعلمون
استمعت بحب وباحترام بالغين لمخاوف الأمهات حول تأثير مذابح غزة على أولادهن..
هتفت إحداهن: كيف أحمي ابني من التأثر؟
وسألتها: وكيف تحمينه من الأمراض المعدية؟ ردت: أعطيه الأمصال.
فأخبرتها أن الأمصال تتكون من جزء من المرض نعطيه الطفل ليكتسب المناعة من المرض مع جرعات تنشيطية لتدعيم المناعة.
ولنتذكر ما قاله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز: "نحن نقتل أطفال فلسطين، ونعرف كيف نحمي أطفالنا". فلنوظف "خوف" الأبناء من الحرب ليكون لهم وليس عليهم.
فالأم الذكية وحدها تثق أنها (مطالبة) بتكوين شخصية قوية لأطفالها -من الجنسين- لأن البديل هو الفشل والتعاسة، فدورها يتجاوز توفير المأكل والرعاية الصحية، فهذا ما نقدمه للحيوانات الأليفة، وليس لأولادنا وسط عالم يثبت أنه لا مجال للحياة إلا للأقوياء.
ولنرفض (وباستماتة) أن يكون أولادنا قطعا من البسكويت (الهش) القابل للتحطيم، فالحياة تسحق الضعفاء، والأقوياء وحدهم هم الذين يستطيعون التعامل بذكاء مع ضربات الحياة وإن كانت قاسية، ليتعلموا منها ويكتسبوا الخبرات ليزدادوا نضجا وقوة، وليحموا أنفسهم من الأمراض النفسية والانكسارات.
فقد أخبرتني أم أن طفلتها تبكي للإحساس بالذنب؛ لأنها تستخدم الماء الساخن، وتأكل جيدا، وأطفال فلسطين تتهدم بيوتهم ويعيشون في العراء في البرد بدون غذاء، وأخرى صرحت بأن ابنها سألها: كيف نقنع الفلسطينيين بالتوقف عن المقاومة لينقذوا أنفسهم من الدمار؟
ضرورة شرح الحقائق
فلنسارع بإفهام أولادنا حقيقة الصراع الدموي على أرض فلسطين منذ أكثر من ستين عاما، فنخبرهم أن اليهود حصلوا على وعد من المحتل الإنجليزي بإقامة وطن لهم في فلسطين، دون أي وجه حق، وأن الفلسطينيين صمدوا وتعرضوا لمذابح كثيرة منذ ذلك الوقت، وأن آباءنا وأجدادنا قصروا في مساندتهم لعدم وصول الأخبار إليهم في الوقت المناسب، وأن أرض فلسطين مقدسة، ففيها المسجد الأقصى الذي أسرى إليه نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، وأنه لا يجب التفريط فيها لا دينيا ولا وطنيا، وأن المعركة (طويلة) وأننا سننتصر؛ لأن هذا وعد الخالق لنا، وأننا نصدق وعد ربنا، وأن الحياة هي رحلة علينا ونحن نستمتع بكل ما فيها من مباهج أن نتذكر أننا في اختبارات متواصلة ما بين الخير والشر، وأننا يجب أن نتمسك بالخير دائما، وألا نستسلم للشر مهما بدا قويا؛ لأن الحق هو الذي سينتصر في النهاية.
وكما نواجه بامتحانات صعبة في الدراسة تحتاج بذل مجهود أكبر في الاستعداد فإن حرب فلسطين تحتاج منا ومن الفلسطينيين ذلك.
ولنتحدث عن أهلنا في فلسطين بالإعجاب والفخر ببطولاتهم ونطرد الإشفاق، وأنهم بدءوا المقاومة بالحجارة التي أفزعت العدو وتطوروا إلى صنع صواريخ محلية، فهم الامتداد الرائع لبطولات المسلمين الأوائل في نشر ديننا الذي نفخر به، لتحريمه الظلم ولمطالبته بالرحمة حتى في قتل الحشرات الضارة، فأعداؤنا على الباطل وسيخسرون في الدنيا، وفي الآخرة أيضا، ولنطلعهم على ضعف أعدائنا وأصابتهم بالهلع برغم أن الحرب لم تصبهم بأضرار جسيمة.
ونفخر بالصمود المذهل لأهلنا في فلسطين؛ لأنهم على حق، والحق بغير قوة (عجز)، ونخبرهم بالطفلة التي بُترت ساقيها وظهرت في الفضائيات وهي مبتسمة وتقول إنها ستهتم بالتفوق لتصبح صحفية لتطلع العالم على الحقائق.
ونحدثهم عن قصص الصمود الأسطوري بإعجاب بالغ بغزة ومساحتها الصغيرة أمام كل هذا الهجوم الوحشي برا وبحرا وجوا وكم بشع من القنابل لعدة أسابيع، بينما عجزت عدة دول على الصمود سنة 67 أمام إسرائيل، وأن سبب هذا الصمود الأسطوري يكمن في قوة العقيدة، وحسن الاستعداد، فلم يستسلموا فرغم الحصار البشع ابتكروا وسائل بديلة لإدخال الأسلحة قبل الأغذية من خلال صنع أنفاق بذلوا خلالها الكثير من الجهد، ولكنهم حصدوا الثمار وقت الاحتياج إليه، وقيامهم بالصلاة بجوار المساجد التي هدمت، وأمام جنود الاحتلال الذين منعوهم من الصلاة في المسجد الأقصى حيث صلوا أمام الجنود وتحدوهم بدون أسلحة.
وليتعلم صغارنا ألا يستسلموا لأي ضغوط، وأن يسارعوا بتنمية قواهم وإن بدت صغيرة عندئذ.
اعرف عدوك
ونذكرهم بما فعله العدو الصهيوني عندما حارب لبنان في 1982 بحجة إعادة المقاومة الفلسطينية عدة كيلومترات، وعندما لم يجد مقاومة التهم لبنان كله، حتى استعادته المقاومة اللبنانية واستطاعت هزيمة الصهاينة بل طردوا جنودهم عام 2000، وكيف وقف شارون أمام لبنان عام 82، وأمسك ببيضة وحطمها، وقال سأحطم المقاومة الفلسطينية هكذا، وهو الآن ملقى في غيبوبة كاملة منذ سنوات، بينما المقاومة الفلسطينية تحقق الانتصارات.
وأكاد أسمع من تقول: ولكن هذا حديث بالسياسة، وهو أمر يختص به الرجال، وأرد بكل الحب والاحترام: ولماذا نحرم أنفسنا من (متعة) الوعي بما يحدث من حولنا؟ وكيف (يهون) من قوة المعرفة؟
بينما أبناء الصهاينة (يرضعون) كراهية كل ما هو عربي ومسلم، ويشحذون أنصارهم في الغرب تحت شعار: ادفع دولارا لتقتل عربيا، وأن المغول والصليبيين عندما استباحوا الأراضي العربية والمسلمة لم يتوقفوا، وأن الصهاينة أبشع منهم جميعا.
وأتوقف عند سيدة قالت بأسى حقيقي: إنني (أتعاطف) بشدة مع أهلي في غزة، ولكنني أحمد ربي على ما أتمتع به من استقرار في وطني.
وأرد بأن اللبنانيين رددوا نفس الكلام قبل اجتياح لبنان من قبل الصهاينة وتبدلت آراؤهم تماما بعد العدوان واستباحة لبنان، فهل من الحكمة انتظار أن يأتي العدو لالتهامنا تلو الآخر، أم نسارع بالإعداد النفسي لأولادنا.
ولنستمع إليهم ولا نصادر على اعتراضاتهم مثل: ولماذا لا تتدخل الحكومات والجيوش؟
ولنسألهم: هل لو قامت المدرسة بإلغاء كل الرحلات خلال العام الدراسي، هل ستمتنعون عن التنزه، وسيسارعون بالنفي، ولنرد عليهم، وهذا ما يجب أن نفعله كشعوب وأفراد.. وستنضم إلينا الحكومات ولو بعد حين.
وحتى يحدث ذلك فلابد من استخدام أسلحتنا، فليخصص كل طفل جزءا من مصروفه لمساندة فلسطين، ولنخبره بأن هذا المال سيترجم إلى طلقات رصاص تصيب الأعداء حتى يشعر بالجدوى مع المقاطعة لبضائع من يساندون الصهاينة.
وليكتب الصغار في المنتديات الأجنبية ليعرفوا بعدالة قضايانا وفي المنتديات العربية من آن لآخر لتوعية الآخرين، ولنعلم أولادنا التعامل بإيجابية مع ما يؤلمهم أو ما يكرهونه.
بإمكانهم نشر الصور المؤلمة على اليوتيوب والفيس بوك، ويتحدثون عن القضية مع أصدقائهم أيضا ويرفضون أحاديث الهزائم والتخاذل.
ونخبرهم بأن ديننا يحذرنا من اليهود، وبقتلهم الأنبياء، وأننا سننتصر في النهاية عليهم، وأن اهتمامهم بمذاكرتهم وتفوقهم والتغذية الجيدة وممارسة التمرينات الرياضية من ضمن (أسلحتهم) والتي يجب عدم التفريط بها.
وأؤكد لكل أم تخشى على أولادها من الحديث في السياسة، بأن من يهتمون بالسياسة يتمتعون بأفق أوسع يساعدهم على المزيد من النجاح الدراسي، بل يحمون أنفسهم من الحب المبكر، فضلا عن زيارة المواقع الإباحية، وبالطبع لن ينخرطوا في أي تجارب جسدية شاذة أو مع الجنس الآخر، وهو ما كثر بصورة مخيفة لتزايد الفراغ في حياة أولادنا، وللأوقات الطويلة التي يقضونها على الإنترنت، ومن الذكاء توجيههم لما يفيدهم.
لنقم أمهات وأبناء بضبط الذاكرة في التليفون المحمول لتذكرنا شهريا ليس بدفع المال لإخواننا، ولكن بتذكرهم أيضا ومتابعة أحوالهم.
تبسيط القضية
ولنتذكر نحن وأولادنا الحديث الشريف: تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وأننا جميعا أمهات وأبناء نستطيع إجبار أعدائنا على احترامنا والتخلي عن مناصرة الصهاينة، إذا بدأنا المقاطعة بجدية، ولنثق بأن شراءنا أي منتج من بلد يناصر أعداءنا يتحول إلى ذخيرة يقتل بها أولادنا ونساءنا، ولا نشارك في تمويل مشاهد الأشلاء والدمار بشرائنا لهذه المنتجات حتى لا نخسر دينيا، فعلماء الدين طالبوا بالمقاطعة الاقتصادية لأننا (نمول) أعداءنا ليأتوا (إلينا) ولو بعد حين.
ونحكي لأطفالنا أن الكفار حاصروا رسولنا وأصحابه ثلاث سنوات، وأننا إذا واجهنا صعوبة للمطالبة بحقوقنا –أيا كانت- فلا يجب الاستسلام لأنه سيؤذينا أكثر.
ولنتدبر المظاهرات النسائية في بلاد تبعد عن فلسطين مثل اليمن وموريتانيا وأخرى لأطفال في أنحاء العالم، بل إن في بعض بلدان الغرب حرص الأجانب على مشاركة أولادهم في المظاهرات؛ لأنهم يدركون أهمية الوعي السياسي في تكوين شخصيات أولادهم، ولنقف عند قول كاتبة صهيونية: لابد أن يخاف العرب والمسلمون منا، وكاتب صهيوني كتب: إننا نحبهم (أي العرب والمسلمين) هكذا وهم أشلاء.
ليشاهد أولادنا قادة المقاومة: هنية، ورمضان شلح، ومشعل، وهم يتحدثون بعزة والمظاهرات العربية والإسلامية والأجنبية المناصرة لإخواننا وليسمعوا معنا المحللين (المحترمين)..
ولنحدثهم عن الصمود، وعندما تأتي المشاهدة المروعة في الأخبار نقوم بتغيير القناة ونخبرهم بأن هذا الأمر (مؤقت) فهو مرحلة في الجهاد، وأننا على يقين بانتصارهم، وأنهم شعبا ومقاومة أبطال، وليسوا ضحايا وأن ما يحدث هو مرحلة مهمة وليس نهاية للكفاح.
إن من الطبيعي أن يتألم الفلسطينيون من المذابح، لكنه تألم من يأخذ الدواء وإن كان مرا أو مؤلما حتى الحقن لضرورته لإزالة المرض، وأننا إذا لم نتعاط الدواء فسينتشر المرض ويقضي على الحياة؛ لذا فإن ألم المقاومة ضروري لإنقاذ الشعب كله.. وعلينا احترام هذا الألم وتعلم ألا نتجاهل ما يؤذينا حتى لو كانت (المواجهة) مؤلمة (مؤقتا) فإن تجاهلنا سيقضي علينا.
تشويه المعلومات
وأرفض ما قالته أم لأولادها عن مذابح غزة.. شاهدوا ما يحدث حتى تسعدوا بما لديكم، فهذه الأم تشوه المعلومات في أذهان أولادها وتجعلهم يربطون بين التنازل عن الحقوق وبين السعادة وسيخسرون بالتأكيد في كل مجالات الحياة.
ولنخبر أولادنا أن أهل فلسطين لم يتركوا أراضيهم في الماضي كما يقال كذبا، بل تخلى عنهم الجميع، كما يحدث حاليا، وأنهم متمسكون بأرضهم، بل شاهدنا الكثيرين ومنهم النساء يعودون لغزة برغم المذابح ويقولون: نعيش ونموت على أرضنا، واستعدادهم لمقابلة العدو، وأنهم لا يريدون غذاء أو معونات وإنما يصرون على العيش أحرارا أو الموت شهداء، وأن المذابح ليست حربا بين جيشين بل قتل وحشي من قوة غاشمة واستبسال أسطوري لأبطال يوقنون أنهم سينتصرون ولو بعد حين.
وأن الأعداء خططوا سنوات طويلة لقيام دولتهم وأن علينا الوعي بأن المعركة طويلة وألا نهزم أنفسنا بالاستسلام ولنجعل أولادنا يتحدون كل الصعاب في حياتهم ولا ينكسرون أمامها أبدا.
ولنخبرهم بمقولة أينشتاين أن العالم مليء بالأشرار ليس لأنهم أقوياء، ولكن لأن الأخيار لا يبذلون الجهد الكافي.
وفي التاريخ لم يكن هناك تكافؤ في القوى بين المحتل والمقاوم، ولكن النصر كان دوما للمقاومة.
ولا بد أن نحمي أولادنا من الاهتمام الزائد بالأمور الصغيرة حتى تصبح كل شيء في حياتهم بأن تكون لديهم اهتمامات دينية ووطنية مما يفيدهم كثيرا..
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1233123823081&ssbinary=true
أطفال غزة على أنقاض مدارسهم يتعلمون
استمعت بحب وباحترام بالغين لمخاوف الأمهات حول تأثير مذابح غزة على أولادهن..
هتفت إحداهن: كيف أحمي ابني من التأثر؟
وسألتها: وكيف تحمينه من الأمراض المعدية؟ ردت: أعطيه الأمصال.
فأخبرتها أن الأمصال تتكون من جزء من المرض نعطيه الطفل ليكتسب المناعة من المرض مع جرعات تنشيطية لتدعيم المناعة.
ولنتذكر ما قاله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز: "نحن نقتل أطفال فلسطين، ونعرف كيف نحمي أطفالنا". فلنوظف "خوف" الأبناء من الحرب ليكون لهم وليس عليهم.
فالأم الذكية وحدها تثق أنها (مطالبة) بتكوين شخصية قوية لأطفالها -من الجنسين- لأن البديل هو الفشل والتعاسة، فدورها يتجاوز توفير المأكل والرعاية الصحية، فهذا ما نقدمه للحيوانات الأليفة، وليس لأولادنا وسط عالم يثبت أنه لا مجال للحياة إلا للأقوياء.
ولنرفض (وباستماتة) أن يكون أولادنا قطعا من البسكويت (الهش) القابل للتحطيم، فالحياة تسحق الضعفاء، والأقوياء وحدهم هم الذين يستطيعون التعامل بذكاء مع ضربات الحياة وإن كانت قاسية، ليتعلموا منها ويكتسبوا الخبرات ليزدادوا نضجا وقوة، وليحموا أنفسهم من الأمراض النفسية والانكسارات.
فقد أخبرتني أم أن طفلتها تبكي للإحساس بالذنب؛ لأنها تستخدم الماء الساخن، وتأكل جيدا، وأطفال فلسطين تتهدم بيوتهم ويعيشون في العراء في البرد بدون غذاء، وأخرى صرحت بأن ابنها سألها: كيف نقنع الفلسطينيين بالتوقف عن المقاومة لينقذوا أنفسهم من الدمار؟
ضرورة شرح الحقائق
فلنسارع بإفهام أولادنا حقيقة الصراع الدموي على أرض فلسطين منذ أكثر من ستين عاما، فنخبرهم أن اليهود حصلوا على وعد من المحتل الإنجليزي بإقامة وطن لهم في فلسطين، دون أي وجه حق، وأن الفلسطينيين صمدوا وتعرضوا لمذابح كثيرة منذ ذلك الوقت، وأن آباءنا وأجدادنا قصروا في مساندتهم لعدم وصول الأخبار إليهم في الوقت المناسب، وأن أرض فلسطين مقدسة، ففيها المسجد الأقصى الذي أسرى إليه نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، وأنه لا يجب التفريط فيها لا دينيا ولا وطنيا، وأن المعركة (طويلة) وأننا سننتصر؛ لأن هذا وعد الخالق لنا، وأننا نصدق وعد ربنا، وأن الحياة هي رحلة علينا ونحن نستمتع بكل ما فيها من مباهج أن نتذكر أننا في اختبارات متواصلة ما بين الخير والشر، وأننا يجب أن نتمسك بالخير دائما، وألا نستسلم للشر مهما بدا قويا؛ لأن الحق هو الذي سينتصر في النهاية.
وكما نواجه بامتحانات صعبة في الدراسة تحتاج بذل مجهود أكبر في الاستعداد فإن حرب فلسطين تحتاج منا ومن الفلسطينيين ذلك.
ولنتحدث عن أهلنا في فلسطين بالإعجاب والفخر ببطولاتهم ونطرد الإشفاق، وأنهم بدءوا المقاومة بالحجارة التي أفزعت العدو وتطوروا إلى صنع صواريخ محلية، فهم الامتداد الرائع لبطولات المسلمين الأوائل في نشر ديننا الذي نفخر به، لتحريمه الظلم ولمطالبته بالرحمة حتى في قتل الحشرات الضارة، فأعداؤنا على الباطل وسيخسرون في الدنيا، وفي الآخرة أيضا، ولنطلعهم على ضعف أعدائنا وأصابتهم بالهلع برغم أن الحرب لم تصبهم بأضرار جسيمة.
ونفخر بالصمود المذهل لأهلنا في فلسطين؛ لأنهم على حق، والحق بغير قوة (عجز)، ونخبرهم بالطفلة التي بُترت ساقيها وظهرت في الفضائيات وهي مبتسمة وتقول إنها ستهتم بالتفوق لتصبح صحفية لتطلع العالم على الحقائق.
ونحدثهم عن قصص الصمود الأسطوري بإعجاب بالغ بغزة ومساحتها الصغيرة أمام كل هذا الهجوم الوحشي برا وبحرا وجوا وكم بشع من القنابل لعدة أسابيع، بينما عجزت عدة دول على الصمود سنة 67 أمام إسرائيل، وأن سبب هذا الصمود الأسطوري يكمن في قوة العقيدة، وحسن الاستعداد، فلم يستسلموا فرغم الحصار البشع ابتكروا وسائل بديلة لإدخال الأسلحة قبل الأغذية من خلال صنع أنفاق بذلوا خلالها الكثير من الجهد، ولكنهم حصدوا الثمار وقت الاحتياج إليه، وقيامهم بالصلاة بجوار المساجد التي هدمت، وأمام جنود الاحتلال الذين منعوهم من الصلاة في المسجد الأقصى حيث صلوا أمام الجنود وتحدوهم بدون أسلحة.
وليتعلم صغارنا ألا يستسلموا لأي ضغوط، وأن يسارعوا بتنمية قواهم وإن بدت صغيرة عندئذ.
اعرف عدوك
ونذكرهم بما فعله العدو الصهيوني عندما حارب لبنان في 1982 بحجة إعادة المقاومة الفلسطينية عدة كيلومترات، وعندما لم يجد مقاومة التهم لبنان كله، حتى استعادته المقاومة اللبنانية واستطاعت هزيمة الصهاينة بل طردوا جنودهم عام 2000، وكيف وقف شارون أمام لبنان عام 82، وأمسك ببيضة وحطمها، وقال سأحطم المقاومة الفلسطينية هكذا، وهو الآن ملقى في غيبوبة كاملة منذ سنوات، بينما المقاومة الفلسطينية تحقق الانتصارات.
وأكاد أسمع من تقول: ولكن هذا حديث بالسياسة، وهو أمر يختص به الرجال، وأرد بكل الحب والاحترام: ولماذا نحرم أنفسنا من (متعة) الوعي بما يحدث من حولنا؟ وكيف (يهون) من قوة المعرفة؟
بينما أبناء الصهاينة (يرضعون) كراهية كل ما هو عربي ومسلم، ويشحذون أنصارهم في الغرب تحت شعار: ادفع دولارا لتقتل عربيا، وأن المغول والصليبيين عندما استباحوا الأراضي العربية والمسلمة لم يتوقفوا، وأن الصهاينة أبشع منهم جميعا.
وأتوقف عند سيدة قالت بأسى حقيقي: إنني (أتعاطف) بشدة مع أهلي في غزة، ولكنني أحمد ربي على ما أتمتع به من استقرار في وطني.
وأرد بأن اللبنانيين رددوا نفس الكلام قبل اجتياح لبنان من قبل الصهاينة وتبدلت آراؤهم تماما بعد العدوان واستباحة لبنان، فهل من الحكمة انتظار أن يأتي العدو لالتهامنا تلو الآخر، أم نسارع بالإعداد النفسي لأولادنا.
ولنستمع إليهم ولا نصادر على اعتراضاتهم مثل: ولماذا لا تتدخل الحكومات والجيوش؟
ولنسألهم: هل لو قامت المدرسة بإلغاء كل الرحلات خلال العام الدراسي، هل ستمتنعون عن التنزه، وسيسارعون بالنفي، ولنرد عليهم، وهذا ما يجب أن نفعله كشعوب وأفراد.. وستنضم إلينا الحكومات ولو بعد حين.
وحتى يحدث ذلك فلابد من استخدام أسلحتنا، فليخصص كل طفل جزءا من مصروفه لمساندة فلسطين، ولنخبره بأن هذا المال سيترجم إلى طلقات رصاص تصيب الأعداء حتى يشعر بالجدوى مع المقاطعة لبضائع من يساندون الصهاينة.
وليكتب الصغار في المنتديات الأجنبية ليعرفوا بعدالة قضايانا وفي المنتديات العربية من آن لآخر لتوعية الآخرين، ولنعلم أولادنا التعامل بإيجابية مع ما يؤلمهم أو ما يكرهونه.
بإمكانهم نشر الصور المؤلمة على اليوتيوب والفيس بوك، ويتحدثون عن القضية مع أصدقائهم أيضا ويرفضون أحاديث الهزائم والتخاذل.
ونخبرهم بأن ديننا يحذرنا من اليهود، وبقتلهم الأنبياء، وأننا سننتصر في النهاية عليهم، وأن اهتمامهم بمذاكرتهم وتفوقهم والتغذية الجيدة وممارسة التمرينات الرياضية من ضمن (أسلحتهم) والتي يجب عدم التفريط بها.
وأؤكد لكل أم تخشى على أولادها من الحديث في السياسة، بأن من يهتمون بالسياسة يتمتعون بأفق أوسع يساعدهم على المزيد من النجاح الدراسي، بل يحمون أنفسهم من الحب المبكر، فضلا عن زيارة المواقع الإباحية، وبالطبع لن ينخرطوا في أي تجارب جسدية شاذة أو مع الجنس الآخر، وهو ما كثر بصورة مخيفة لتزايد الفراغ في حياة أولادنا، وللأوقات الطويلة التي يقضونها على الإنترنت، ومن الذكاء توجيههم لما يفيدهم.
لنقم أمهات وأبناء بضبط الذاكرة في التليفون المحمول لتذكرنا شهريا ليس بدفع المال لإخواننا، ولكن بتذكرهم أيضا ومتابعة أحوالهم.
تبسيط القضية
ولنتذكر نحن وأولادنا الحديث الشريف: تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وأننا جميعا أمهات وأبناء نستطيع إجبار أعدائنا على احترامنا والتخلي عن مناصرة الصهاينة، إذا بدأنا المقاطعة بجدية، ولنثق بأن شراءنا أي منتج من بلد يناصر أعداءنا يتحول إلى ذخيرة يقتل بها أولادنا ونساءنا، ولا نشارك في تمويل مشاهد الأشلاء والدمار بشرائنا لهذه المنتجات حتى لا نخسر دينيا، فعلماء الدين طالبوا بالمقاطعة الاقتصادية لأننا (نمول) أعداءنا ليأتوا (إلينا) ولو بعد حين.
ونحكي لأطفالنا أن الكفار حاصروا رسولنا وأصحابه ثلاث سنوات، وأننا إذا واجهنا صعوبة للمطالبة بحقوقنا –أيا كانت- فلا يجب الاستسلام لأنه سيؤذينا أكثر.
ولنتدبر المظاهرات النسائية في بلاد تبعد عن فلسطين مثل اليمن وموريتانيا وأخرى لأطفال في أنحاء العالم، بل إن في بعض بلدان الغرب حرص الأجانب على مشاركة أولادهم في المظاهرات؛ لأنهم يدركون أهمية الوعي السياسي في تكوين شخصيات أولادهم، ولنقف عند قول كاتبة صهيونية: لابد أن يخاف العرب والمسلمون منا، وكاتب صهيوني كتب: إننا نحبهم (أي العرب والمسلمين) هكذا وهم أشلاء.
ليشاهد أولادنا قادة المقاومة: هنية، ورمضان شلح، ومشعل، وهم يتحدثون بعزة والمظاهرات العربية والإسلامية والأجنبية المناصرة لإخواننا وليسمعوا معنا المحللين (المحترمين)..
ولنحدثهم عن الصمود، وعندما تأتي المشاهدة المروعة في الأخبار نقوم بتغيير القناة ونخبرهم بأن هذا الأمر (مؤقت) فهو مرحلة في الجهاد، وأننا على يقين بانتصارهم، وأنهم شعبا ومقاومة أبطال، وليسوا ضحايا وأن ما يحدث هو مرحلة مهمة وليس نهاية للكفاح.
إن من الطبيعي أن يتألم الفلسطينيون من المذابح، لكنه تألم من يأخذ الدواء وإن كان مرا أو مؤلما حتى الحقن لضرورته لإزالة المرض، وأننا إذا لم نتعاط الدواء فسينتشر المرض ويقضي على الحياة؛ لذا فإن ألم المقاومة ضروري لإنقاذ الشعب كله.. وعلينا احترام هذا الألم وتعلم ألا نتجاهل ما يؤذينا حتى لو كانت (المواجهة) مؤلمة (مؤقتا) فإن تجاهلنا سيقضي علينا.
تشويه المعلومات
وأرفض ما قالته أم لأولادها عن مذابح غزة.. شاهدوا ما يحدث حتى تسعدوا بما لديكم، فهذه الأم تشوه المعلومات في أذهان أولادها وتجعلهم يربطون بين التنازل عن الحقوق وبين السعادة وسيخسرون بالتأكيد في كل مجالات الحياة.
ولنخبر أولادنا أن أهل فلسطين لم يتركوا أراضيهم في الماضي كما يقال كذبا، بل تخلى عنهم الجميع، كما يحدث حاليا، وأنهم متمسكون بأرضهم، بل شاهدنا الكثيرين ومنهم النساء يعودون لغزة برغم المذابح ويقولون: نعيش ونموت على أرضنا، واستعدادهم لمقابلة العدو، وأنهم لا يريدون غذاء أو معونات وإنما يصرون على العيش أحرارا أو الموت شهداء، وأن المذابح ليست حربا بين جيشين بل قتل وحشي من قوة غاشمة واستبسال أسطوري لأبطال يوقنون أنهم سينتصرون ولو بعد حين.
وأن الأعداء خططوا سنوات طويلة لقيام دولتهم وأن علينا الوعي بأن المعركة طويلة وألا نهزم أنفسنا بالاستسلام ولنجعل أولادنا يتحدون كل الصعاب في حياتهم ولا ينكسرون أمامها أبدا.
ولنخبرهم بمقولة أينشتاين أن العالم مليء بالأشرار ليس لأنهم أقوياء، ولكن لأن الأخيار لا يبذلون الجهد الكافي.
وفي التاريخ لم يكن هناك تكافؤ في القوى بين المحتل والمقاوم، ولكن النصر كان دوما للمقاومة.
ولا بد أن نحمي أولادنا من الاهتمام الزائد بالأمور الصغيرة حتى تصبح كل شيء في حياتهم بأن تكون لديهم اهتمامات دينية ووطنية مما يفيدهم كثيرا..