نور
29-01-2009, 02:18 PM
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD dir=rtl style="PADDING-BOTTOM: 6pt" vAlign=top>
</TD></TR><TR><TD vAlign=top align=right><TABLE class=authorBox cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><TBODY><TR><TD style="PADDING-BOTTOM: 7px; PADDING-TOP: 7px" align=right>نجلاء محفوظ (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232171667869&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout#***1)
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD height=6></TD></TR><TR><TD dir=rtl vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><TBODY><TR><TD>http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1232519235391&ssbinary=true </TD></TR><TR><TD class=imageCaption>عكا.. سلمها واليها للصليبيين دون قتال</TD></TR></TBODY></TABLE>أبدأ بالانحناء أمامكم فد أثبتم لي أن من أنجب لم يمت، وأن التلاميذ كثيرا ما يتفوقون على أساتذتهم، وأعترف أنني مجرد طفل يحبو أمام إنجازاتكم غير المسبوقة.. وأستثني بالطبع القلة القليلة من الشرفاء، ولكنني لا أجردهم من المشاركة الضمنية معكم، فالصمت يحمل إما قدرا من الرضا أو إشارات للاستسلام.. وأسخر من ادعاء بعضهم ترك كل الساحات لكم لتعربدوا فيها بدعوى تعففهم أو تساميهم وتزيينهم لانسحابهم.. وأتبرأ بالطبع من الندرة التي صمدت وعبرت بصدق ووعي وقوة عن نبض شعوبها؛ التي امتلكت اليقظة والتنبه إلى الخطر البالغ على كل العرب والمسلمين، وقد أسعدني ندرتهم وتخافت أصواتهم وسط تزايد صراخ وهيمنة وضجيج أحفادي المخلصين والذين لم أتوقع أعدادهم الكثيرة..
تخريب العقل!!
أعترف بأنكم تفوقتم عليّ؛ فكل ما فعلته أنني سلمت عكا للصليبيين، وكنت أعلم أهميتها بالطبع في إلحاق الهزيمة بالمسلمين، ولكني تركت باقي عناصر النصر ولم أقترب منها.. أما أنتم فقمتم -وتقومون- بما هو أخطر وأدهى على المستوى القريب بل والبعيد أيضا..
لقد بذلتم أقصى ما يمكنكم لتخريب أهم أسلحة النصر وهو العقل العربي، وصرف أمة اقرأ عن القراءة، وألقيتم بها إما إلى التشبث المريض بالتراث القديم ومخاصمة الحاضر خوفا من مجاراتكم في الانسلاخ من الهوية العربية والإسلامية، أو الاندفاع نحو أحضان الغرب الملبدة (بالألغام) لتنتهك اعتزازهم بانتماءاتهم الوطنية والدينية وليتحول كل واحد منهم إلى (مسخ) يسهل عليه التفريط في كل شيء ليحظى بقبول (السيد) الغربي به.
ولم تكتفوا بذلك ولكنكم –ولمهارتكم في خيانة شعوبكم- تسابقتم باللهاث المتلاحق للتحاور مع من يتباعدون عن شعوبكم في الدين واللغة والتاريخ والمصالح الدنيوية؛ "لإظهار"التسامح الديني للمسلمين، عسى أن (يقبلوا) بكتابة أسمائكم في مواكب المتحضرين، وتنافستم في تنفيذ مخططات أعداء شعوبكم المتربصين بهم دائما وأبدا.. فتجاهلتم -مع سابق الإصرار والترصد- السياسة الاستعمارية "فرق تسد" وما نشرته معظم الصحف الأمريكية لخريطة الشرق الأوسط الجديد وقد (تمزق) بعد (تفتيت) الوطن العربي لدويلات صغيرة ومتناثرة وفقا للعرق وللمذاهب الدينية.
التمهيد للإذلال!
وبينما تضاعف دول أوروبا من تكاتفها واتحادها وتعاونها الاقتصادي والسياسي لتأخذ نصيبا أكبر من (كعكة) المصالح في العالم وتتجاهل حروبها الدامية السابقة.. سارعتم بتنفيذ المخطط لتمزيق العرب والمسلمين تمهيدا لإخضاعهم وإذلالهم.
وتمكنتم بجدارة غير مسبوقة من احتلال معظم المنابر الثقافية والإعلامية في الوطن العربي –في سنوات قليلة- وتسابقتم إلى طمس كل ما يمكن طمسه من ملامح الهوية العربية والإسلامية، وجعلتم (أقصر) الأبواب وأسرعها بل وأضمنها أيضا الاجتراء على الثوابت الدينية والاجتماعية بدعوى تحطيم التابوهات.. ولم تدخلوا المقاومة والعيش بعزة وكرامة -بالطبع- بين التابوهات التي يتحدث عنها هؤلاء حتى لا يفكرون في تحطيمها بالحديث عنها.
وشجعتم الزاحفين والمنبطحين نحو الترجمة للغات الأجنبية وما يمثل ذلك لهم من مغريات مادية هائلة فضلا عن (التنعم) بالسفر لدول العالم والإقامة (المجانية) في أفخر الفنادق والمنتجعات والشهرة واحتلال الصدارة في المشاهد الثقافية المتهرئة والمزيفة والتي تئن لندرة من يحترمونها..
وأنشأتم (سماسرة) للترجمة في شتى أنحاء العالم العربي، وهم (شرذمة) من مديري أعمال لأدباء لا يعرفهم أحد.. يقومون بتسويق ما يطلق عليه إبداعاتهم للترجمة باللغات المختلفة ليقدموا للغرب ما يريده منهم، من إظهار تخلف العالم العربي، والتمادي في كشف سوءات الأوطان بل وعوراتها، ولا يوجد وطن بلا سوءات.. ويتاجرون بذلك، ويتسابقون بالطعن في كل ما هو عربي وإسلامي للفوز بأكبر مغانم الترجمة.
سرقة الروح!
أكرر إعجابي بتفوقكم؛ فقد قدمتم للغرب الساعي –في معظمه- لتبرير استعماره واستغلاله لثروات العرب والمسلمين وانتهاكه لحقوقهم وإهداره لإنسانيتهم، بأنهم متخلفون ولا يستطيعون إدارة شئونهم ويكفي تعطشهم الدائم للأمور الحسية وتعاملهم مع النساء على أنهن جوارٍ كما تظهرهم هذه الكتابات التي تتعمد تجاهل كيف ينظر الكثيرون في الغرب إلى المرأة، التي يرخص لها للعمل بالدعارة، ويستخدم جسدها العاري في الإعلان عن العديد من المنتجات، وفي الفضائيات والمواقع الإباحية، ويباح الإجهاض لها لتتشجع على المزيد من امتهان الجسد بمنحه لأي عابر سبيل..
وتنافستم –رجالا ونساءً- فيما أطلقتم عليه كتابة الجسد لإثارة القراء وسرقة أرواحهم وإلقائها في هاوية الاستسلام للشهوات، والمبالغة في الكتابات المتجاوزة للتقاليد، والتدرج في ذلك والدفاع المستميت عنها، حتى أسرف أحدهم في تصوير مراودة امرأة له عن نفسه بكل التفاصيل الـ.......، وآخر يتغزل في الملابس الداخلية التي تقوم جارته بنشرها على حبل الغسيل..
وكاتبة تكتب عن مشاعرها عند مراقبة اللقاء الزوجي بين جيرانها، وتتحدث عن حرمانها البشع، وتطور الأمر حتى كتبت إحداهن عن علاقة جمعتها بأحد الحيوانات..
وأتوقف بالتحية (الخاصة) لما طالبت به بعض من أطلقن على أنفسهن "مبدعات" بضرورة إفساح المجال للحديث بحرية تامة عن السحاق والشذوذ الجنسي وإقامة الندوات لذلك دون إصدار أحكام سيئة على من يختارونهما..
تغريب واجتراء!
وأبدي انبهاري بما يسمى بالمؤتمرات الثقافية الدولية والمحلية؛ ولنبدأ بالأولى فالوجوه نفسها تتكرر في معظم العواصم العربية، حيث تتبادلون الدعوات للإقامة في أفخم الفنادق وتعاطي المقابل المادي والتنزه والتحدث في المؤتمرات والفضائيات وكل منكم يحمل سيفه (الخشبي) وكلماته الرنانة الطنانة واللافت للنظر أنكم –ولعبقريتكم وتفوقكم عليّ- تمنحون كل من يتعمد الإغراق في التغريب والاجتراء على الثوابت والغموض الجزء الأكبر من الكعكة في المؤتمرات..
وقمتم بتشتيت انتباه شعوبكم عن خطط النيل منهم والفتك بهم حضاريا ووطنيا بإيجاد أعداء بديلة ومتوهمة عن العدو الصهيوني، لإحداث المزيد والمزيد من الفرقة بين الجسد العربي، ولإشاعة الفتن بكل أنواعها وتحريض العرب ضد بعضهم، ليتقاتلوا فكريا ومذهبيا..
فتارة يتم شحن العقل العربي مذهبيا ضد المقاومة اللبنانية، ومرات تجاه حماس والتهكم عليها بأنها إمارة حماسستان، والنيل منها بكل الطرق، بل ونشر الأكاذيب والافتراءات ومنها أنها ألقت بمعارض لها من منظمة فتح من الطوابق العليا لإحدى البنايات، وقد ظهر قيادي من منظمة فتح على فضائية وأعلن كذب هذا الادعاء وأن فتح هم الذين ألقوا بهذا الرجل الملتحي توهما منهم أنه من حماس لوجود اللحية، وكانت المفارقة أنه من فتح..
مارستم يا أحفادي أقصى أنواع الترهيب من كل ما هو إسلامي بصفة عامة وحماس خاصة، ونشرتم الكثير من الأكاذيب حول أن المقاومة تهدف إلى الانفراد بالسلطة، وأشعتم الكثير من الأدخنة للتعتيم على حقيقة أن الشعب الفلسطيني كافة هو الذي اختار حماس للحكم، بانتخابات ديمقراطية وحرة، ندم عليها الجميع فلم يتوقعوا تجدد اختيار الشعب الفلسطيني للمقاومة بعد الاستنزاف المادي والمعنوي له طيلة أكثر من ستين عاما وبعد نشر أكاذيب السلام المزعوم..
نجحتم يا أحفادي في نشر الأكاذيب حول المقاومة وحصرها في التيارات الإسلامية وتحميلها مسئولية قيام إسرائيل بمذابح غزة، رغم انضمام الفصائل الأخرى معهم، ومنها القومية والعلمانية لوعيهم بالأخطار (الإستراتيجية) الفادحة للجميع باختلاف أديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية وبأن صمتهم عن مذابح غزة، سيساهم في ذبح كل العرب والمسلمين والإبقاء على القليل منهم تنفيذا لوصية مناحم بيجن قائد العمليات الإرهابية عام 48، ورئيس الكيان الصهيوني الأسبق، عندما قال: لا نريد ذبح العرب جميعا؛ فلابد من الإبقاء على بعضهم ليقوموا بخدمتنا وبالعمل في الأعمال الدنيا التي (لا نقبل) القيام بها..
تفتيت وإجهاض!!
أحييكم يا أحفادي لسخريتكم الدائمة من كل ما هو عربي وإسلامي تفتيتا للقوى وإجهاضا لأي مخططات للنهوض بالأمة العربية والإسلامية، ومنعا لأية حوارات مع من يتقاسمون معا المصير الواحد..
أحييكم لأنكم أول مثقفين في الكون منذ بدايته تمكنوا من الكذب والبهتان تمكنا تحسدون عليه؛ فقد حملتم المقاومة الخسائر المدنية في مذابح غزة بدلا من تحميلها –كما يفترض- للاحتلال الذي تسبب في وجود المقاومة، فالمقاومة لم (تخترع) الصهاينة لكي (تستمتع) بالحروب ويتقدم قادتها للاستشهاد..
لقد أثبتم الحاجة المتزايدة لكل مجمعات اللغة للانعقاد ليس في العالم العربي فقط، ولكن في جميع أنحاء العالم لوضع كلمات جديدة لوصف إنجازاتكم غير المسبوقة، فكل ما أنجزته اللغات عبر الكون يعجز عن إيفائكم حقوقكم وأبرزتم ضرورة صنع مفردات جديدة لتحديكم لكل كلمات التواطؤ والخيانة وبيع الأوطان و.. و..
من حقكم الفخر بذلك والتلذذ به والاجتماع لتشربوا الأنخاب من دماء أطفال ونساء غزة لتتضاعف قدراتكم على المزيد والمزيد من التصدي لأي أفكار قد (تراود) البعض من المثقفين العرب، بشأن (ما يسمى) بالعزة والكرامة، ولإخراس من يتغنى بما قال أبو قاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة*** فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ***ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ***تبخر في جوها واندثر..
ورددوا قصيدة: متى نعلن وفاة العرب
وأوصيكم بالمسارعة بسرقة انتصار حماس والمقاومة والسخرية من قدراتهم (وتزيين) الاستسلام بالحكمة والتعامل الواقعي مع موازيين القوى في العالم.
فإني أرى أحفاد صلاح الدين يلوحون في الأفق (القريب) وأحذركم بأن هناك صحوة ما في العالمين العربي والإسلامي وعليكم المسارعة (بوأدها) قبل أن تقتلعكم من جذوركم أنتم ومن تعملون وفقا لأجنداتهم الفكرية والسياسية والذين سيسارعون بالتخلي عنكم كما يفعلون دائما.
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR><TR><TD vAlign=top align=right><TABLE class=authorBox cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><TBODY><TR><TD style="PADDING-BOTTOM: 7px; PADDING-TOP: 7px" align=right>نجلاء محفوظ (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232171667869&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout#***1)
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD height=6></TD></TR><TR><TD dir=rtl vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><TBODY><TR><TD>http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1232519235391&ssbinary=true </TD></TR><TR><TD class=imageCaption>عكا.. سلمها واليها للصليبيين دون قتال</TD></TR></TBODY></TABLE>أبدأ بالانحناء أمامكم فد أثبتم لي أن من أنجب لم يمت، وأن التلاميذ كثيرا ما يتفوقون على أساتذتهم، وأعترف أنني مجرد طفل يحبو أمام إنجازاتكم غير المسبوقة.. وأستثني بالطبع القلة القليلة من الشرفاء، ولكنني لا أجردهم من المشاركة الضمنية معكم، فالصمت يحمل إما قدرا من الرضا أو إشارات للاستسلام.. وأسخر من ادعاء بعضهم ترك كل الساحات لكم لتعربدوا فيها بدعوى تعففهم أو تساميهم وتزيينهم لانسحابهم.. وأتبرأ بالطبع من الندرة التي صمدت وعبرت بصدق ووعي وقوة عن نبض شعوبها؛ التي امتلكت اليقظة والتنبه إلى الخطر البالغ على كل العرب والمسلمين، وقد أسعدني ندرتهم وتخافت أصواتهم وسط تزايد صراخ وهيمنة وضجيج أحفادي المخلصين والذين لم أتوقع أعدادهم الكثيرة..
تخريب العقل!!
أعترف بأنكم تفوقتم عليّ؛ فكل ما فعلته أنني سلمت عكا للصليبيين، وكنت أعلم أهميتها بالطبع في إلحاق الهزيمة بالمسلمين، ولكني تركت باقي عناصر النصر ولم أقترب منها.. أما أنتم فقمتم -وتقومون- بما هو أخطر وأدهى على المستوى القريب بل والبعيد أيضا..
لقد بذلتم أقصى ما يمكنكم لتخريب أهم أسلحة النصر وهو العقل العربي، وصرف أمة اقرأ عن القراءة، وألقيتم بها إما إلى التشبث المريض بالتراث القديم ومخاصمة الحاضر خوفا من مجاراتكم في الانسلاخ من الهوية العربية والإسلامية، أو الاندفاع نحو أحضان الغرب الملبدة (بالألغام) لتنتهك اعتزازهم بانتماءاتهم الوطنية والدينية وليتحول كل واحد منهم إلى (مسخ) يسهل عليه التفريط في كل شيء ليحظى بقبول (السيد) الغربي به.
ولم تكتفوا بذلك ولكنكم –ولمهارتكم في خيانة شعوبكم- تسابقتم باللهاث المتلاحق للتحاور مع من يتباعدون عن شعوبكم في الدين واللغة والتاريخ والمصالح الدنيوية؛ "لإظهار"التسامح الديني للمسلمين، عسى أن (يقبلوا) بكتابة أسمائكم في مواكب المتحضرين، وتنافستم في تنفيذ مخططات أعداء شعوبكم المتربصين بهم دائما وأبدا.. فتجاهلتم -مع سابق الإصرار والترصد- السياسة الاستعمارية "فرق تسد" وما نشرته معظم الصحف الأمريكية لخريطة الشرق الأوسط الجديد وقد (تمزق) بعد (تفتيت) الوطن العربي لدويلات صغيرة ومتناثرة وفقا للعرق وللمذاهب الدينية.
التمهيد للإذلال!
وبينما تضاعف دول أوروبا من تكاتفها واتحادها وتعاونها الاقتصادي والسياسي لتأخذ نصيبا أكبر من (كعكة) المصالح في العالم وتتجاهل حروبها الدامية السابقة.. سارعتم بتنفيذ المخطط لتمزيق العرب والمسلمين تمهيدا لإخضاعهم وإذلالهم.
وتمكنتم بجدارة غير مسبوقة من احتلال معظم المنابر الثقافية والإعلامية في الوطن العربي –في سنوات قليلة- وتسابقتم إلى طمس كل ما يمكن طمسه من ملامح الهوية العربية والإسلامية، وجعلتم (أقصر) الأبواب وأسرعها بل وأضمنها أيضا الاجتراء على الثوابت الدينية والاجتماعية بدعوى تحطيم التابوهات.. ولم تدخلوا المقاومة والعيش بعزة وكرامة -بالطبع- بين التابوهات التي يتحدث عنها هؤلاء حتى لا يفكرون في تحطيمها بالحديث عنها.
وشجعتم الزاحفين والمنبطحين نحو الترجمة للغات الأجنبية وما يمثل ذلك لهم من مغريات مادية هائلة فضلا عن (التنعم) بالسفر لدول العالم والإقامة (المجانية) في أفخر الفنادق والمنتجعات والشهرة واحتلال الصدارة في المشاهد الثقافية المتهرئة والمزيفة والتي تئن لندرة من يحترمونها..
وأنشأتم (سماسرة) للترجمة في شتى أنحاء العالم العربي، وهم (شرذمة) من مديري أعمال لأدباء لا يعرفهم أحد.. يقومون بتسويق ما يطلق عليه إبداعاتهم للترجمة باللغات المختلفة ليقدموا للغرب ما يريده منهم، من إظهار تخلف العالم العربي، والتمادي في كشف سوءات الأوطان بل وعوراتها، ولا يوجد وطن بلا سوءات.. ويتاجرون بذلك، ويتسابقون بالطعن في كل ما هو عربي وإسلامي للفوز بأكبر مغانم الترجمة.
سرقة الروح!
أكرر إعجابي بتفوقكم؛ فقد قدمتم للغرب الساعي –في معظمه- لتبرير استعماره واستغلاله لثروات العرب والمسلمين وانتهاكه لحقوقهم وإهداره لإنسانيتهم، بأنهم متخلفون ولا يستطيعون إدارة شئونهم ويكفي تعطشهم الدائم للأمور الحسية وتعاملهم مع النساء على أنهن جوارٍ كما تظهرهم هذه الكتابات التي تتعمد تجاهل كيف ينظر الكثيرون في الغرب إلى المرأة، التي يرخص لها للعمل بالدعارة، ويستخدم جسدها العاري في الإعلان عن العديد من المنتجات، وفي الفضائيات والمواقع الإباحية، ويباح الإجهاض لها لتتشجع على المزيد من امتهان الجسد بمنحه لأي عابر سبيل..
وتنافستم –رجالا ونساءً- فيما أطلقتم عليه كتابة الجسد لإثارة القراء وسرقة أرواحهم وإلقائها في هاوية الاستسلام للشهوات، والمبالغة في الكتابات المتجاوزة للتقاليد، والتدرج في ذلك والدفاع المستميت عنها، حتى أسرف أحدهم في تصوير مراودة امرأة له عن نفسه بكل التفاصيل الـ.......، وآخر يتغزل في الملابس الداخلية التي تقوم جارته بنشرها على حبل الغسيل..
وكاتبة تكتب عن مشاعرها عند مراقبة اللقاء الزوجي بين جيرانها، وتتحدث عن حرمانها البشع، وتطور الأمر حتى كتبت إحداهن عن علاقة جمعتها بأحد الحيوانات..
وأتوقف بالتحية (الخاصة) لما طالبت به بعض من أطلقن على أنفسهن "مبدعات" بضرورة إفساح المجال للحديث بحرية تامة عن السحاق والشذوذ الجنسي وإقامة الندوات لذلك دون إصدار أحكام سيئة على من يختارونهما..
تغريب واجتراء!
وأبدي انبهاري بما يسمى بالمؤتمرات الثقافية الدولية والمحلية؛ ولنبدأ بالأولى فالوجوه نفسها تتكرر في معظم العواصم العربية، حيث تتبادلون الدعوات للإقامة في أفخم الفنادق وتعاطي المقابل المادي والتنزه والتحدث في المؤتمرات والفضائيات وكل منكم يحمل سيفه (الخشبي) وكلماته الرنانة الطنانة واللافت للنظر أنكم –ولعبقريتكم وتفوقكم عليّ- تمنحون كل من يتعمد الإغراق في التغريب والاجتراء على الثوابت والغموض الجزء الأكبر من الكعكة في المؤتمرات..
وقمتم بتشتيت انتباه شعوبكم عن خطط النيل منهم والفتك بهم حضاريا ووطنيا بإيجاد أعداء بديلة ومتوهمة عن العدو الصهيوني، لإحداث المزيد والمزيد من الفرقة بين الجسد العربي، ولإشاعة الفتن بكل أنواعها وتحريض العرب ضد بعضهم، ليتقاتلوا فكريا ومذهبيا..
فتارة يتم شحن العقل العربي مذهبيا ضد المقاومة اللبنانية، ومرات تجاه حماس والتهكم عليها بأنها إمارة حماسستان، والنيل منها بكل الطرق، بل ونشر الأكاذيب والافتراءات ومنها أنها ألقت بمعارض لها من منظمة فتح من الطوابق العليا لإحدى البنايات، وقد ظهر قيادي من منظمة فتح على فضائية وأعلن كذب هذا الادعاء وأن فتح هم الذين ألقوا بهذا الرجل الملتحي توهما منهم أنه من حماس لوجود اللحية، وكانت المفارقة أنه من فتح..
مارستم يا أحفادي أقصى أنواع الترهيب من كل ما هو إسلامي بصفة عامة وحماس خاصة، ونشرتم الكثير من الأكاذيب حول أن المقاومة تهدف إلى الانفراد بالسلطة، وأشعتم الكثير من الأدخنة للتعتيم على حقيقة أن الشعب الفلسطيني كافة هو الذي اختار حماس للحكم، بانتخابات ديمقراطية وحرة، ندم عليها الجميع فلم يتوقعوا تجدد اختيار الشعب الفلسطيني للمقاومة بعد الاستنزاف المادي والمعنوي له طيلة أكثر من ستين عاما وبعد نشر أكاذيب السلام المزعوم..
نجحتم يا أحفادي في نشر الأكاذيب حول المقاومة وحصرها في التيارات الإسلامية وتحميلها مسئولية قيام إسرائيل بمذابح غزة، رغم انضمام الفصائل الأخرى معهم، ومنها القومية والعلمانية لوعيهم بالأخطار (الإستراتيجية) الفادحة للجميع باختلاف أديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية وبأن صمتهم عن مذابح غزة، سيساهم في ذبح كل العرب والمسلمين والإبقاء على القليل منهم تنفيذا لوصية مناحم بيجن قائد العمليات الإرهابية عام 48، ورئيس الكيان الصهيوني الأسبق، عندما قال: لا نريد ذبح العرب جميعا؛ فلابد من الإبقاء على بعضهم ليقوموا بخدمتنا وبالعمل في الأعمال الدنيا التي (لا نقبل) القيام بها..
تفتيت وإجهاض!!
أحييكم يا أحفادي لسخريتكم الدائمة من كل ما هو عربي وإسلامي تفتيتا للقوى وإجهاضا لأي مخططات للنهوض بالأمة العربية والإسلامية، ومنعا لأية حوارات مع من يتقاسمون معا المصير الواحد..
أحييكم لأنكم أول مثقفين في الكون منذ بدايته تمكنوا من الكذب والبهتان تمكنا تحسدون عليه؛ فقد حملتم المقاومة الخسائر المدنية في مذابح غزة بدلا من تحميلها –كما يفترض- للاحتلال الذي تسبب في وجود المقاومة، فالمقاومة لم (تخترع) الصهاينة لكي (تستمتع) بالحروب ويتقدم قادتها للاستشهاد..
لقد أثبتم الحاجة المتزايدة لكل مجمعات اللغة للانعقاد ليس في العالم العربي فقط، ولكن في جميع أنحاء العالم لوضع كلمات جديدة لوصف إنجازاتكم غير المسبوقة، فكل ما أنجزته اللغات عبر الكون يعجز عن إيفائكم حقوقكم وأبرزتم ضرورة صنع مفردات جديدة لتحديكم لكل كلمات التواطؤ والخيانة وبيع الأوطان و.. و..
من حقكم الفخر بذلك والتلذذ به والاجتماع لتشربوا الأنخاب من دماء أطفال ونساء غزة لتتضاعف قدراتكم على المزيد والمزيد من التصدي لأي أفكار قد (تراود) البعض من المثقفين العرب، بشأن (ما يسمى) بالعزة والكرامة، ولإخراس من يتغنى بما قال أبو قاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة*** فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ***ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ***تبخر في جوها واندثر..
ورددوا قصيدة: متى نعلن وفاة العرب
وأوصيكم بالمسارعة بسرقة انتصار حماس والمقاومة والسخرية من قدراتهم (وتزيين) الاستسلام بالحكمة والتعامل الواقعي مع موازيين القوى في العالم.
فإني أرى أحفاد صلاح الدين يلوحون في الأفق (القريب) وأحذركم بأن هناك صحوة ما في العالمين العربي والإسلامي وعليكم المسارعة (بوأدها) قبل أن تقتلعكم من جذوركم أنتم ومن تعملون وفقا لأجنداتهم الفكرية والسياسية والذين سيسارعون بالتخلي عنكم كما يفعلون دائما.
</TD></TR></TBODY></TABLE>