تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فساد الأولاد .. مسؤولية الأهل أم المجتمع؟!



abou 5asan
07-04-2009, 12:53 AM
- كيف يمكنني تربية أولادي على أسس ومبادىء سليمة في مجتمع أصبح أقل ما يقال عنه أنه مليء بالمغالطات والمفاسد؟
- هل يوجد حل لهذه المعضلة أم أنه أصبح من الصعب إنجاب أولاد صالحين؟
أسئلة تقلق كل من يفكر ببناء أسرة صالحة ولكن بالرغم من القلق والخوف يبقى هناك ما يبعث الأمل في نفوسنا وهو أن الأمة ما زالت بخير رغم كل ما يحيط بنا من تضليل وتشويه.
لذا يجب المرور بحلقة متواصلة من الخطوات الصحيحه من أجل الوصول إلى النتائج الإيجابية في بناء الأسرة وتربية الأولاد.. وذلك يبدأ باختيار الزوجة الصالحة ‏ ‏( قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين ‏ ‏تربت يداك "رواه الترمذي") ‏والتي كان أساس تربيتها قائماً على الدين والأخلاق والحياء وليس على التبرج والتعلق بقشور دنيوية زائفة. فالزوجة هي أم المستقبل والأمل المنشود في تربية واعدة وكما قال الشاعر: "الأم مدرسة إذا أعددتها، أعددت شعباً طيب الأعراق".
وكذلك بالنسبة للفتاة عليها عندما يتقدم إليها شاب للزواج فمن الواجب أن تسأل أولاً عن دينه وخلقه وليس عن ماله وسيارته (قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ‏ ‏عريض "رواه الترمذي"‏) فالرجل المؤمن الخلوق مع المرأة الصالحة هما النواة السليمة لبناء أسرة مبنية على المبادىء والقيم الصحيحة.
أما بعد الزواج والإنجاب فيبدأ الاهتمام بمسألة أخرى و هي تعامل الأهل مع أولادهم بالطريقة المناسبة لكل مرحلة من مراحل عمرهم فيتم إرشادهم إلى ما يفيدهم ، ونهيهم عن الأفعال الخاطئة بطريقة تتلاءم مع عمرهم وفهمهم.
أما المرحلة التي بعدها فهي مهمة جداً لأنها تتعلق بتكوين شخصية الطفل ويجب متابعته بدقة في هذه المرحلة واعتماد الوسطيه معه. أي لا نعزله عن المجتمع ونمنعه من اللعب مع رفاقه، ولا نتركه لهواه يلعب مع من يشاء وكيف يشاء. بل نختار له نوعية الرفاق الذين سيختلط بهم ونتابعه، وهنا يبدأ أسلوب أخر من الإرشاد والنهي و التوجيه من خلال الترغيب و الترهيب .
أما المرحلة الأخطر فهي مرحلة البلوغ ، ففي هذه المرحلة يقع الكثير من الأهل بأخطاء فادحة تؤدي بأولادهم إلى نتائج لا تحمد عقباها.
فالكثير من الأهل يعتقدون أنه في هذه المرحلة إذا قاموا بتأمين كل مستلزمات الولد يكونوا قد أتموا واجبهم تجاهه. فتجد الأب يعمل من الصباح حتى المساء من أجل تأمين لقمة العيش وأقساط المدرسة ومتطلبات
أولاده من أجمل الملابس والأحذية والكومبيوتر و...
أما الأم فتقوم باكراً من أجل تحضير الأولاد للذهاب إلى المدرسة ، فتساعدهم على إرتداء ملابسهم وتجهّز لهم بعض السندويشات وغيرها من الترتيبات الصباحية الروتينية. .وعندما يعودون في المساء إلى البيت تكون قد حضرّت لهم أشهى الأطعمة وبعد تناول الغذاء تطلب منهم أن يكتبوا فروضهم ويحفظوا دروسهم ثم مشاهدة التلفازحتى يحين وقت العشاء والنوم وهكذا...
وهنا يبرز السؤال؟
متى تجلس أو تجلسين مع ابنك أو ابنتك؟ من يسمع لهم ويوجههم في هذه المرحلة الحساسة والتحوليّة من عمرهم؟ إلى من يستمعون؟ وبنصائح وتوجيهات من يعملون؟!
فإذا تركتموهم لرفاق السوء والإنترنت والتلفار (ذاهبة للدرس عند رفيقتي! وذاهب للنوم عند رفيقي لندرس سوياً!) فاعلموا أنكم أنتم من ضيعتموهم وستسألون عنهم أمام الله.
وأما إذا فرّغتم بعض الوقت للجلوس معهم ومحادثتهم "كأصدقاء" ، فهذا سيولّد الثقة، وسيبوحون لكم بما يحدث معهم، والمشاكل التي تواجههم ، فتقومون بدوركم بتوجيههم ونصحهم ولكن بالحكمة حتى تبقى هذه الثقة موجودة بينكم فتقومون بمتابعة أولادكم عن قرب وليس قرباً جغرافياً فقط ولكن قلباً وقالباً.
وأختم كلامي بنصيحة لجميع الأهل بتربية أولادهم على طاعة الله منذ الصبا وحثهم على الصلاة والصوم وتلاوة القرآن ، فمن يربي أولاده على طاعة الله فينشأون على "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا..." فيحفظونكم عند الكبر كما حفظتموهم عند الصغر وهم يعلمون أن هذا هو واجبهم وفيه مرضاة ربهم.
أما إن ربيتموهم على غير ذلك فالأمثلة كثيرة والنتائج أمامكم واضحة.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " داعبوهم سبع و اضربوهم سبع وصاحبوهم سبع.... "