المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محبوبك السابق "خبرة عميقة".. فلا تتجاهليها



نور
22-04-2009, 12:24 PM
الإسم : روبا
العنوان : محبوبك السابق.. "خبرة عميقة"فلا تتجاهليها
الموضوع : الطريق إلى الزواج, اختيار شريك الحياة

المشكلة :

السلام عليكم..

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، الوسطى بين أخواتي، بصراحة لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي فأنا ولدت لأب وأم لا يتفاهمون أبدا، وعلى طول في خناقات، بصراحة لأسباب تافهة أو غير تافهة، ولكن مشاكل يتملكها العناد والأنانية والعصبية، مما شكلت لي مشاكل أنا وإخوتي في صغرنا، وحتى بعدما كبرنا كان أبي بالنسبة لنا مثل الغول.. إذا دخل البيت فإذا لم يكن كل شيء مثل ما يريد فإنه لا يتملك نفسه من العصبية ويبدأ في الشتائم والضرب.

إلى الآن وأنا في مثل هذا العمر إذا سمعت أي أحد يدخل من الباب وأسمع صوت المفاتيح فإني أموت من الرعب، هذا بالإضافة إلى المشاكل النفسية من مقارنات بيني وبين إخوتي، فأنت السمراء وأنت البشعة وأنت الضعيفة وأنت... وأنت.....
وهذا مازال يؤثر في نفسيا بعض الشيء، مما يدفعني دائما إلى البكاء حينما أفكر في هذه المواضيع.
كبرت ودخلت كلية من كليات القمة ولله الحمد، وحققت نجاحا والحمد لله، ولكن أود أن أقول ما سبب دخولي للكلية؛ فأنا كنت الضعيفة دراسيا بين إخوتي، وبما أن أبي كان دائما ولازال في المقارنات من الأشطر، ومن الأفصح، ومن..، ومن...
هذا غير العائلة الرائعة التي أعيش فيها والتي تبدأ بالمقارنات دون أي اهتمام بشعور الإنسان، مما جعلني أصر أن أتحدى والدي وأن أريه أنني أقدر على أن أدخل هذه الكلية، وأن أحقق أعلى المراتب، ولله الحمد بفضل الله ثم إصراري على الدراسة وحبي للعلم.
حصلت ما شاء الله على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف مما جعلني أفخر بنفسي على ما أنجزت..
ولكن مشكلتي أنني في آخر سنة لي في الكلية باح لي أحد الزملاء المشهود لهم بالأخلاق والعلم بأنه معجب بي ويريد أن يتزوجني، ولكن عندما باح لأهله رفضوا الفكرة لأسباب مادية وأفكار جاهلية بأن أمه هي التي تريد أن تختار له العروسة.
ومع أني أشهد أنه أفضل إنسان تعرفت عليه في حياتي فقد أعطاني ما كنت أحتاج إليه من دعم وحب والحمد لله على كل حال فقد قررنا الانفصال بعد سنتين لأن أهله رافضين للموضوع.
والآن أنا أواجه مشكلة أني لا أعرف من سيخطبني؟ أو هل سأحب خطيبي؟ وهل سيكون مثل أبي ومعاملته لأمي؟ وأنا بالطبع لا أريد هذا.. هل سيكون خلوقا ومؤدبا وسيحبني مثل ما أحبني حبيبي؟.
لا أعرف.. أنا خائفة من المستقبل، مع إيماني الشديد بالله فإنني خائفة أن يكون زوجي غير متفهم مثل أبي، أو أن يضربني، ماذا أفعل مع أن فرص خطبتي قليلة مثل ما قلت سابقا، فالناس كانوا دائما ولا يزالون يخطبون أختي الصغرى لأنها أجمل مني، ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري..
أنا أعرف أن الموضوع له صلة بالثقة بالنفس، فأنا بعد أن وجدت حبيبي أحسست بأني أفضل فتاة في العالم، ولم أهتم بما سبق أن قاله لي الناس، ولم أعد أهتم، ولكن بعد أن تركته أحس بأني خائفة وضعيفة، لقد مللت من البكاء ومللت من الخوف ولا أجد عندي غير الدعاء.. ولكن أرشدوني ماذا أفعل؟

اسم الخبير : أميرة بدران

الحل :

ما أحمق أن يتصور الإنسان أن النجاة في تحقيق أمر واحد، أو في يد شخص واحد، وحين يضيع يذهب كل شيء سُدى! فمحبوبك السابق كان مجرد "خبرة عميقة" تعلمت فيها ومنها الكثير من دروس الحياة والمشاعر والنفس، التي لو حشدنا لها حشود المستشارين لإقناعك بها ما اقتنعت!.

فلقد اكتشفت؛ أنك تستطيعين أن تنسي أو تتناسي مشكلاتك المزمنة، وتكفّي عن اللعب بلُعبة لم أتلقَ الحنان والاهتمام الكافي وأنا صغيرة حتى بلغت الثالثة والعشرين "نضوج"، وأنك قادرة على أن تتخطي أحاديث الأهل والبشر عن الجمال "ثقة بالنفس"، وأنك تمتلكين ما يجعل رجلا يهواك ويتمنى أن تكوني أنت دون غيرك شريكة له في الحياة، بل ويأتمنك على أبنائه "حُسن اختيار".
- وكذلك أهله فهم رفضوا لظروف أو معتقدات لا أكثر، فهل يجوز حين تتفقان على الفراق كحل واحد مطروح "واقعية وأخلاق رفيعة" أن تعودي لنقطة الصفر؟! وكأنك لم تتعلمي شيئا؟!.
يا حبيبتي.. هذا نكوص غير مقبول ولا منطقي في حق شخصية مثل شخصيتك القوية التي تحدت الظروف والضغط النفسي المستمر؛ فتفوقت في دراسة جادة وصعبة، والتي قررت (رغم الاحتياج) أن تفترق عن الحبيب رضا لله سبحانه واحتراما لنفسها، ولا أنكر أن وجود الحب وجود "ضروري"، ووجود له رونق وجاذبية ودافعية، ولكن حين لا يكون متاحا بالشكل الذي نرضى عنه فلا يجوز أن نظل أسرى أو عبيدا لذكراه ونمحو ما سواه.
ولديك مغالطة أخرى وهي أن كل الرجال سيكونون مثل أبيك، ألم يكسر محبوبك هذا المفهوم الخاطئ؟ فلتفكري فيما قلته ولتظني بالله خيرا وتكملي مشوار حياتك الواعد وستجدين عجبا في الأيام المقبلة فلا تيأسي، ويبقى أن أترك لك عدة معانٍ هامة:
* لم يأخذ أحد بعد جائزة نوبل في التربية وطرق التعامل مع الأبناء، فقد يقسو الآباء "ظاهريا" متصورين أنهم بذلك يحمون أبناءهم مما يتصورونه (خطأ) يؤذيهم، ووارد جدا أن يكون والدك قد "أحب" فكرة المقارنة (رغم بشاعتها) لأنه تصورها دافعا لك لمزيد من التقدم وتحقيق المستقبل الباهر، فحاولي أن تتحلي بماهرتين؛ أولهما: مهارة "التسامح"، وثانيهما مهارة "التعامل الأمثل مع المتاح".
* الحب هو من سيبحث عنك وليس العكس، فلا تشغلي بالك كثيرا بغيب تنتظرينه؛ فتحملي هموما يُتوقع حدوثها؛ فنحن أبناء اليوم نجتهد فيه ونحياها بما يرضي الله سبحانه عنا وبما يرضي أنفسنا عنا وسيأتي الغد حتما جميلا نظرا لما أقوم به اليوم.
*تعلمي أن تستمتعي بمشاعر حب مختلفة عن الحب بين الرجل والمرأة حتى يأتي وقته، فنحن نظلم قلوبنا حين نعلمها حبا واحدا فقط، ونحرمها من حب الله وحب الحياة وحب الأشياء وحب الجمال وحب العطاء للمحتاجين، ورغم أنها مشاعر تختلف ولكنها حب، ويمكنها أن تجعلك "صامدة"و"راضية" حتى يأتي زوجك المنتظر في التوقيت المناسب وبالظروف المناسبة.
* ما دمت تقدرين العلم وتحبينه فسأترك لك نتيجة دراستين هامتين: أثبتت الدراسات أن 86% من القلق نشعر به فقط بسبب سوء إدراكنا، 39% من قلقنا لا يتحقق، 12% منه يتوقف على ثبات الظروف، 2% فقط هو الذي يتحقق.
وكذلك أثبتت الدراسات أن كل 10 فتيات يقفن أمام المرآة ثمانية منهم غير راضيات عن شكلهن! وأن ملكات الجمال لا يتعدين 5% فقط من النساء على أساس إدخال وجود متغير أو اثنين أو ثلاثة (كحجم الأرداف ومساحة دوران منطقة الصدر.. إلخ) وإذا دخل متغير جديد تصل النسبة لأقل من 0000.1%، إذن الجمال الكامل صار دربا من الخيال.