تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابن الثامنة يخاف ويتلعثم.. 25 خطوة لعلاجه



نور
22-04-2009, 12:56 PM
الإسم : أبو أمين- المغرب
العنوان : ابن الثامنة يخاف ويتلعثم.. 25 خطوة لعلاجه
الموضوع : مفاتيح تربوية, أخطاء المربين الشائعة

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الغني والمفيد جدا جعل الله فوائده في ميزان حسناتكم وبعد:

لي طفل يبلغ الآن 8 سنوات يعاني من عدة اضطرابات نفسية على رأسها الخوف الشديد الذي لا أستطيع وصفه لكم فهو لا يمكن أن يبقى وحيدا في غرفته حتى في وضح النهار، بل وحتى داخل الغرفة فلابد أن يكون ملتصقا بشخص ما أنا أو أمه، ودائما يحتاج إلى من يرافقه للمرحاض أو لقضاء أي شيء.
زيادة على ذلك يعاني من التلعثم الذي يشتد عليه في بعض الفترات حتى يعجز عن الكلام تقريبا، وفي فترات أخرى يخف إلى درجة لا تكاد تحس به. بالإضافة إلى أنه يعاني من التبول اللاإرادي الليلي، وهو ينام إلى جانبنا في الغرفة، وبالضبط على السرير؛ حيث يستحيل أن ينام بعيدا.
بالنسبة لدراسته يتمتع بذكاء جيد، ويحصل على نتائج حسنة، رغم أنه يتكاسل في إنجاز واجباته المنزلية، وعلاقته مع زملائه يطبعها غالبا الخوف منهم والاستسلام التام لرغباتهم، كما أنه يتمتع بشخصية ضعيفة وخجولة جدا، ولا يتجرأ على الجلوس مع الناس أو حتى اللعب مع أقرانه، وفي غالب الأوقات يضع إصبعه في فمه.
وللإشارة فإن له أخا أصغر يغار منه جدا جدا، ويعلن صراحة كراهيته له ويتمرد على الدراسة بحجة أن أخاه الأصغر ليست له واجبات، ويضربه ضربا شديدا كلما سنحت له الفرصة.
أنا حائر من أمري ومتوتر جدا لهذه المشاكل، أرجوكم أرشدوني إلى الحلول، أتمنى أن أكون قد وفقت في تشخيص الوضع، وأعتذر إن كنت أطلت عليكم، وفي انتظار جوابكم، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

اسم الخبير : فريق الاستشارات التربوية

الحل :
يقول د.شحاتة محروس، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان:
بداية تحياتنا لك، ودعاؤنا أن يحفظكم الله وأبناءكم من كل سوء.
كنا نود منك يا أبا أمين أنت وكل من يريد أن يستوضح حل مشكلة أن يلقي الضوء سريعا على تاريخ المشكلة، فهل ما يحدث لابنك محمد أمر جديد عليه، أم إن توقيته كان مصاحبا لولادة أخيه الأصغر، أم إنه موجود قبل أن يولد أخاه.
وعلى كل حال فأنت أشرت إلى سبب مهم –وقد يكون الأهم– بالنسبة لهذه المشكلات حينما قلت:
"له أخ أصغر يغار منه كثيرا جدا، ويعلن صراحة كراهيته له، ويتمرد على الدراسة بحجة أن أخاه الأصغر ليست له واجبات، ويضربه ضربا شديدا كلما سنحت له الفرصة" فمن الواضح أن التداعيات المتتالية التي حدثت لمحمد سببها وجود الصغير الذي لم تذكر أنت أي معلومات عنه.
ويوضح سياق المشكلات التي تسردها عن محمد أنه يشعر بعدم الأمان، والشعور بعدم الأمان بالنسبة لطفل عمره ثماني سنوات شعور مزعج حقا له، ويتأتي هذا الشعور عندما يدرك الطفل ما يهدد ذاته أو مكانته في الأسرة، وهذا بدوره يؤدي إلى المشكلات التي ذكرتها.
وتتلخص المشكلات التي تسأل عنها في: الخوف الشديد - التلعثم الذي يشتد عليه في بعض الفترات - التبول اللاإرادي الليلي – الخوف من زملائه - وضع أصبعه في فمه - التمرد على الدراسة.
وفى مثل هذه الحالة لا يصح أن نفكر في حل تلك المشكلات فرادى، إنما يتم البحث عن السبب الرئيسي الذي يحكم هذا التسلسل، أو يؤدي إليه، وهو افتقاد محمد للحب والتقبل والأمان.
وافتقاد الطفل لواحد من هذا الثلاثي يؤدي إلى مشكلات كثيرة، فما بالك إذا افتقد الطفل هذا الثلاثي كله كما في حالة محمد؟
بدون شك فإن تداعيات المشكلات التي ستظهر عنده تجعل المراقب له يظن أن المشكلات تتوالى عليه دونما سبب، وبالتالي فإني أوصيك –أخي الحبيب– بأن تبدأ برنامجا علاجيا لمحمد مدته ثلاثة أشهر، تمارس معه بعض الممارسات التي تؤدي إلى شعور الطفل بالحب والتقبل والأمان.

وفيما يلي بعض المقترحات التي تساعدك في ذلك:
1. إظهار الحب والتقبل له في جميع أنشطته وحالاته، ويتضمن ذلك احتضانه وتقبيله، والتربيت عليه، ومسك يده بحنان بالغ، والمسح على شعره.
2. التعليقات الطيبة على أفكاره، وتصرفاته، والمدح شبه المستمر له، خصوصا أمام الآخرين.
3. توجيه اهتمام خاص به، وإطالة النظر إليه وهو يلعب أحيانا، والإعجاب به وبما يفعل، ولفت انتباهه للكبار وهم يتفرجون عليه ويعجبون به.
4. الكلام معه عن حب الكبار له، وإعطائه أمثلة من أفعال الكبار الذين نكون قد اتفقنا معهم سلفا على أن يقولوا كلاما كله إعجاب وحب له، فإذا حضر وهم موجودون فإنهم يثنون عليه ثناء جميلا، ويحتضنوه بحنان.
5. مناقشة سبب خوفه من التواجد منفردا في غرفته، دون أن نجبره على أن يبقى وحده داخلها، إنما نبين له أن الغرفة لا يزيد عليها شيء، ولا ينقص منها شيء إذا مكثت فيها وحدك، فأنت تخاف فقط عندما تفكر في الخوف.
6. نطلب منه أن يدخل الغرفة سريعا ليجلب لنا شيئا مهما لا يستغرق إحضاره أكثر من ثوان معدودات، ونتكلم معه أثناء ذهابه وإيابه حتى نشتت انتباهه بعيدا عن التفكير في الخوف، ثم نحكي للآخرين أنه دخل الغرفة وحده اليوم؛ لأنه لم يفكر أنه خائف من وجوده منفردا بها، كما أنه يستطيع أن يدخلها مرة أخرى ليحضر لنا شيئا آخر، ويتداول المستمعون الثناء عليه وعلى شجاعته.

7. يحكي له الأب حكايته وهو صغير، فقد كان يخاف أحيانا، ولكنه عندما فكر جيدا أدرك أنه لابد أن يشجع نفسه ويدخل الأماكن، أو يواجه الأشياء التي كان يخاف منها، وقد ساعده أبوه حينما كان يريد أن يتغلب على خوفه أو يواجهه.
8. حينما يتواجد في مكان واحد هو وأخوه لابد من الاهتمام به أكثر من أخيه خلال مدة العلاج المحددة، وإذا اهتم أحد الحضور بأخيه دونه لابد أن يلفت الأب أو الأم نظره إلى الاهتمام بالكبير دون الصغير حتى لا تتفاقم المشكلة عنده، ويكره أخاه أكثر.
9. التقليل ما أمكن من الضغوط التي يتعرض لها، وتجنب مضايقته، أو تعرضه لشد الأعصاب، والامتناع عن عقابه إلا بعد تنبيهه ثلاث مرات إلى الخطأ، وأنه سوف يعاقب في المرة القادمة، ويكون العقاب رمزيا، وليس حادا أو عنيفا، فمن الممكن الاكتفاء بتأنيبه بشكل خفيف -يسبقه التعبير عن حبهم له- على الأمور التي كان يضرب عليها.

10. لا يضغط عليه أحد حينما يتلعثم، ويطلب منه سرعة الكلام، ولينتظره حتى ينهي كلامه، ولا يساعده ويقول له الكلمات التي يتلعثم فيها، ولا ينظر إليه أحد بشفقة، ولا يتكلم عنه أحد بشكل يضايقه، وليحتضنه أبوه أو أمه أثناء التلعثم وليهدئ من روعه، ويطلب منه استكمال الموضوع في وقت لاحق.

11. يتجنب الأب والأم الشكوى منه للآخرين في حضوره، وتجنب الكلام السلبي عنه بكل أشكاله، واستبداله بكلام إيجابي ومدح وتقدير له، وإذا كان لابد أن نشرح لأحد حالته فليكن ذلك في عدم حضوره.
12. تجنب مقارنته بأخيه تماما، ولا بأحد غيره، فالطفل يقارن بنفسه هو في أوقاته المختلفة تقدما وتأخرا، أما مقارنة الأطفال بعضهم ببعض فضررها أكبر من نفعها، إن كان لها نفع أصلا.
13. اصرف نظرا الآن خلال هذه المدة عن تكاسله في دراسته، وارض منه بالحد الأدنى الذي يجعله يمر من الامتحان الأخير بأمان، وليس من الضروري أن يكون متفوقا هذا العام.
14. إن كان التبول اللاإرادي قديما عنده، ولم يستجد عليه فاذهب به إلى طبيب حتى يتأكد من سلامة الجهاز البولي من أي التهابات، ويتأكد من سلامة المثانة، ومناسبة حجمها، وقوة العضلات العاصرة، وخلو هذا الجهاز من أي أمراض.

15. ساعدوه في أن يمتنع عن شرب الماء أو العصائر أو السوائل أو أكل الفاكهة المملوءة بالسوائل كالبطيخ والموالح قبل النوم بساعة واحدة على الأقل، ومن المؤكد أنكما تدخلانه الحمام قبل النوم مباشرة، ثم بعد النوم بساعة ثم بعدها بساعتين، حتى لو كان غير منتبه، المهم أنه يستطيع أن يفرغ مثانته في الحمام.
16. جهزا له ملابس نظيفة، وضعوها في مكان يعرفه، فإذا قام من النوم وهو مبتل فإنه يستطيع أن يغير ملابسه دون أن يتعرض للحرج من أحد، خصوصا أخيه الصغير، ولا يصح أن يضايقه أحد أو يعيره بهذا الموضوع.

17. هو الآن يفهم المناقشة، ويفهم الكلام في أي موضوعات، فإذا تناقشنا معه في أن وضع الأصبع في الفم خطأ فإنه يدرك ذلك، ونتفق معه على ضرورة التخلص من هذه العادة السيئة، وذلك حتى لا يسخر منه زملاؤه، ثم نتفق معه على الأسلوب الذي نذكره به حينما ينسى ويضع أصبعه في فمه، ونتفق معه على عدم الغضب ممن يذكره، ما دام أنه يذكره بالشكل المتفق عليه.
18. حينما يضع أصبعه في فمه فقط نذكّره بالطريقة التي اتفقنا عليها معه، فنسحب يده فقط بطريقة بسيطة، وقد نحول الأمر إلى شيء من المزاح، فإذا كان يضع أصبعه وقت النوم فلنتفق معه على لف أصابعه في شاش طبي مثلا حتى إذا وضعها في فمه تذكر أن ذلك خطأ.

19. نتكلم أمامه بشكل غير طيب على الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، ونلمح على أخيه الصغير، وأن من يذهبون إلى المدرسة هم الأطفال المجتهدون، والذين سيتعلمون جيدا، ويصبحون علماء مشهورين في المستقبل.

20. لا نضغط عليه في عمل الواجبات المدرسية؛ حتى لا يكون ثمة مزيد من الفجوة النفسية التي تخص الدراسة.

21. لا يترك وحده مع أخيه الصغير حتى لا يضره، وإذا ترك فترة قصيرة معه ولم يضربه نمدحه ونثني على شهامته، وأنه أصبح رجلا، ونذكره كثيرا بأن أخاه يحبه، وإذا كان أخوه يستطيع الكلام نملي عليه كلاما جميلا ليقوله لأخيه الكبير، ونعطي لأخيه الصغير هدايا أحيانا أو نقودا، ونطلب منه أن يعطيها للكبير، ونوحي للكبير أن أخاك هو الذي طلب أن نحضر لك تلك الهدية، أو نعطيك هذا المبلغ من النقود.
22. إذا تزامن وجوده مع وجود الصغير فليكن الاهتمام به أولى من الاهتمام بالصغير، وإذا فعل الصغير شيئا لا يفعله الكبير من قبيل التبول في ملابسه، أو الحبو، أو اللثغة في الكلام، أو أي تصرف آخر من تصرفات الصغار التي تعجب الكبار فلا يصح الضحك منه، حتى لا يفهم الكبير –خطأ- أن سر الاهتمام بالصغير هو تلك التصرفات التي يمارسها، فيحدث للكبير نكوص، ويرجع لممارسة تلك العادات الطفولية.

23. يدربه الأب على كيفية المطالبة بحقه إذا أخذه منه أحد، ويدفعه لأن يتجرأ ويشكو للمشرفين أو المدرسين في المدرسة من الزميل الذي يضايقه، وكيفية استرجاع ماله إذا خطفه منه أحد زملائه، ولا يتدخل الوالدان لحل مشكلة بينه وبين زميل له.
24. سوف تحل مشكلة شخصيته الضعيفة مع زملائه، واستسلامه لهم تلقائيا إذا استرد مكانته الضائعة في الأسرة، وإذا شعر بمكانته الكبيرة في القلوب، وإذا نجح الأبوان في إقناعه بحبهما الشديد له، وتقبلهما له كما هو، وأنه ابنهما الأول والحبيب.

25. تذكر أولا وأخيرا أن هذه الاقتراحات للحل تقوم كلها على الاتفاق مع الآخرين، وأنها تنبني كلها على محاولة الوصول إلى أن يدرك الحب والتقبل والأمان من جهة الأبوين والكبار بصفة عامة.

موقع إسلام أون لاين