تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صراع لينوكس وويندوز.. قمة جبل الجليد



الزاهر
23-04-2009, 07:26 AM
صراع لينوكس وويندوز.. قمة جبل الجليد * (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1182774642911&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout#*)
فداء ياسر الجندي (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1182774642911&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout#***1)


http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1137941839734&ssbinary=true

المفاضلة بين نظامي ويندوز ولينوكس ليست مجرد مفاضلة بين نظامين أو برنامجين أو شركتين، (أو فريقي كرة!)، بل بين مفهومين وسياستين ومنهجين، وما الصراع بين ويندوز ولينوكس إلا قمة جبل الجليد التي تخفي تحتها أكثر بكثير مما تبديه، فالقضية أكبر بكثير من قضية نظامين أو برنامجين، القضية هي مقارنة بين مفهوم التبعية والهيمنة لشركة تجارية، والحرية المطلقة في التطوير والتحديث، وبين الجمود والتحول إلى مستهلك للتقنية، والدخول في عصر المعلوماتية من أوسع أبوابه والمشاركة في تطويره، وبين استثمار الأموال الطائلة في شراء برمجيات جاهزة مغلقة لا نعلم ما بداخلها، والحصول مجانًا على برمجيات مفتوحة المصدر، يستطيع أي مبرمج أن يسبر غورها ويعلم ما فيها ويطوعها لحاجة بلادنا.




عرض وطلب
ولنضرب على ذلك مثالاً يوضحه، إن الفرق بين البرمجيات مفتوحة المصدر والبرمجيات المغلقة (ولا أقول بين ويندوز ولينوكس فقط) هو كالفرق بين العرضين التاليين:
العرض الأول: من شركة صناعة للسيارات، تبيعنا السيارات جاهزة مع دليل الاستخدام، وتقوم هي بصيانتها بمعرفة مهندسيها، وتقبض منا ثمن كل سيارة وكل قطعة تبديل نشتريها منها. ولها هي وحدها الحق في تعديل التصميمات والنماذج الجديدة، وفي تحديث السيارات حسب ما تراه، ولا يمكن لنا أن نطلع على الأسرار الهندسية أو المخططات التنفيذية التي اتبعها مهندسوها للوصول إلى تصميم وتصنيع السيارة، وتستطيع أن تتوقف عن إنتاج قطع التبديل متى شاءت؛ للترويج للموديلات الجديدة -كما سبق وفعلت مايكروسوفت قد توقفت عن دعم بعض الإصدارات القديمة من ويندوز- فلهذه الشركة الحق في أن تتوقف عن إنتاج أي طراز متى شاءت لتطرح طرازًا جديدًا، وقد يكون الفرق بين القديم والجديد في الشكل فقط، أو بزيادة رفراف هنا أو تغيير خط هناك، المهم أن تدفع المستخدم لشراء الطراز الجديد، وللشعور بأن ما يستخدمه طراز قديم.



العرض الثاني: فهو من جهة -ولا أقول شركة- تعرض علينا السيارات مجانًا، ولا تكتفي بذلك، بل تعطينا مع السيارات المجانية جميع المخططات التنفيذية والأسرار الهندسية، والمذكرات الحسابية من الألف إلى الياء، وتمنحنا حرية إنشاء مصانع تصنيع سيارات مماثلة في بلادنا دون الحاجة إلى ترخيص، بل ولا تمانع في أن نقوم بوضع التصاميم والمخططات والحسابات بين أيدي مهندسينا ليدرسوها ويسبروا أسرارها، ويدرسوا طريقة عملها، ثم يقوموا بعد ذلك، بتعديل تصميماتها حسب الطلب، وحسب ما يناسب احتياجات بلادنا، فيطوروها ويضيفوا إليها، ويطوعوها تمامًا لاحتياجاتهم، بل ويستطيعون أن يستفيدوا من خبرة غيرهم في هذا المجال؛ وذلك لأن الجهة التي أعطتهم التصميم والأسرار أعطتها لغيرهم أيضًا، فطوعها كل حسب حاجته، وأصبحت بمثابة إرث إنساني مشترك، يتعاون الجميع على تطويره وتبادل الخبرات حوله، فإن استعصى أمر يتعلق بها على مهندسينا، قاموا بطرحه على كل من لديه التصاميم والمخططات حول العالم، وما أكثرهم، وتعاون الجميع على إيجاد الحلول، بل قد يكون غيرنا قد سبق إلى هذه الحلول فنستفيد منها، وقد نسبق غيرنا إليها فنفيدهم بها، بالإضافة إلى أن ما سنحصله من علم حول هذا الأمر، يصلح لأن يكون أساسًا تعليميًّا لشبابنا ولطلاب جامعاتنا؛ ليتعلموا ثم يطوروا ويبدعوا.




مفتوحة أم مغلقة
الأمر إذن ليس لينوكس وويندوز، الأمر هو الفرق بين مفهوم البرمجيات ذات المصادر المغلقة التي تمثلها الحالة الأولى، والبرمجيات ذات المصادر المفتوحة التي تمثلها الحالة الثانية.
الحالة الأولى تريدأن تحول شعوب العالم إلى مستخدمين فقط، لا دور لهم في التطوير والتحديث، وعليهم أنيقنعوا بما تقدمه لهم الشركة المصنعة كما هو، وهي في النهاية شركة تجارية، تعتمدمقاييس التطوير عندها على الجدوى الاقتصادية، وليس فقط على مدى حاجة المستخدم لهذاالتطوير، وهذا حقها الشرعي والطبيعي الذي لا نلومها عليه، ولا ننازعها فيه، ولكنهلا يكفي لتلبية حاجة جميع المستخدمين.
أما الحالة الثانية فتجعل الناس شركاء في التطوير والتحديث لا مجرد مستهلكين ومستخدمين، وإن احتاجت جهة أو بلد إلى نسخة بمواصفات خاصة مثلاً، تستطيع أن تقوم بذلك بنفسها دون استجدائه من الشركة المصنعة؛ ولذلك فوائد لا تحصى على البلاد من الناحية الاقتصادية والعلمية والثقافية بل والسيادية، ولتبسيط هذا المفهوم نقول: إن الذي يستطيع أن ينتج ما يحتاجه من برامج، كالذي يزرع ما يحتاجه من طعام، والاعتماد على البرمجيات المغلقة عثرة في سبيل تطوير البرمجيات، بينما الاعتماد على المصادر المفتوحة يساعد بشكل كبير على دفع عجلة صناعة البرمجيات في بلادنا.
ولكل من يقول أن نظام مايكروسوفت أسهل للمبتدئين، وأضمن من حيث توفر الدعم من شركة كبرى، وأكثر توافقًا مع العتاد، والبرامج التي يدعمها أكثر من تلك التي يدعمها لينوكس، نجيبهم: من قال هذا؟... وللحديث بقية.
***
مهندس مدني وكاتب مهتم بالشأن العلمي والتقني.

*نقلا بتصرف عن مجلة بي سي مجازين النسخة العربية، عدد أبريل 2007







نقلا عن موقع "إسلام أونلاين.نت"