الموقف الشرعي من مسجد يدعي البعض أن من بناه ينتسب إلى العلمانية

[أبو حسن]

السؤال:
شيخنا الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

طالعني في الفترة الأخيرة فئة لا بأس بها من الشباب "الملتزم" في القلمون ممن اتخذ موقفا من أحد مساجد القلمون لا يصلي فيه ولا يحضر أي درس أو محاضرة أو عزاء يقام فيه ويدعو لمذهبه كل من يعرف، لا نصلي فيه لأن من أقامه يحمل الفكر العلماني - فكأنما هو مسجد ضرار - ، لا نشارك في دورات القرآن لأن من أقامها علماني الفكر ... وهكذا.

فما هو الموقف السليم من هكذا أمر ؟

جزاكم الله كل خير


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأخ الكريم السائل عن موقف بعض الشباب من مسجد يدعي البعض أن من بناه ينتسب إلى العلمانية.

قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)) (الجن 18)

والمعروف عن العلمانية أنها تدعو لفصل الدين عن الدولة، , وأن العلماني يحارب الشرع ويعمل على طمسه من الواقع، ولقد سمعنا من هؤلاء من يطالب بمنع تدريس الشريعة في المدارس والجامعات وكذلك بحجب شهادة الدكتوراه عن حملة العلم الشرعي (كالبغدادي والصراف) في الكويت. وترى شعاراتهم فيها الحقد على الإسلام وأهله.

فكيف تساوي هؤلاء بمن يبني المساجد ويحضر المشايخ من مصر ليعملوا ويعظوا طوال العام. وقد أخبرنا من هو قريب منه أنه مقيم للصلاة ويصلي الفجر حاضرا مع الجماعة كما أنه يؤدي الزكاة ويساعد المحتاجين ويقدم الدواء للمرضى ويعين ذا الحاجة فهل هذه أخلاق العلمانيين؟؟!!

علينا ألا نتعجل في اتهام الناس وان نتبين الحق قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)) (الحجرات 6)

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله) (كشف الخفاء للعجلوني قال له طرق تقوي بعضها بعضا).

عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله تعالى يقول (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة) (رواه الترمذي وأحمد وصححه الحاكم في المستدرك.)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المفتي الشيخ الدكتور أحمد عبيد حفظه الله

[وسيم أحمد الفلو]

بارك الله بالشيخ على الجواب

للأسف لماذا نظن أنفسنا دائماً حكاماً على الناس ولماذا لا يكون دورنا فاعلاً من خلال التبيان العملي لشمولية الإسلام وتعاليمه لكافة جوانب الحياة، بدل أن نكون سلبيين ونتهم غيرنا بالعلمانية والشكلية، ونحن لا نقدم في الغالب الصورة البديلة للإسلام الذي يشمل كافة نواحي الحياة.

أعتقد أن على الإخوة الذين يتكلمون بهذا الأمر أن يكونوا على دراية تامة أن الناس عندما تتوجه للمساجد فإن ذلك بداية الطريق للوقوف في وجه العلمانية لأن سماع القرآن هو نقيض العلمانية ولا بد أنه سوف يؤثر في قلوب الناس لكي يشتمل الإسلام على كافة نواحي حياتهم من خلال التطبيق اليومي وليس من خلال الكلام التنظيري.

وعذراً على تطفلي