مشاهدة النسخة كاملة : كتاب بيل ونبيل للكاتب نبيل فهد المعجل
hadid
09-05-2009, 02:05 PM
سأضع الحلقات الأولى والثانية والثالثة من الكتاب ... وعقبال ما نشتري الكتاب بس طبعاً لح حط مقدمة عن الكتاب ... قد يرى الجميع أن المشاركة طويلة إلاً أني والله لم أشعر بطولها عند قراءتها لأسلوبها السلس والساخر ... أرجو لكم وقتاً ممتعاً
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/159/159325.gif
طبعاً بيل هو بيل غايتس ونبيل هو الكاتب نفسو نبيل المعجل
الناشر:
بيل ونبيل كتاب جديد للكاتب السعودي نبيل فهد المعجل وتكمن أهمية هذا الكتاب بمضمونه الجديد والمبتكر ويحمل تجربة خيالية كتبت بطريقة فنية حرفية ساخرة وبأسلوب سهل الهضم. من الصعب أن تتمالك نفسك عند قراءة الكثير من المواقف التي تدفعك للدخول في وصلات من الضحك. "بيل و نبيل" خليط جميل من الدراما والكوميديا.. مواقف مضحكة مبكية يصنعها خيال المؤلف عن صداقته مع بيل غيتس مؤسس وصاحب شركة مايكروسوفت أكبر إمبراطورية برمجيات في العالم يرافق بها القارئ في جولات جميلة تارة في مدينته الدمام وتارة يذهب إليه في زيارة خاصة في أميركا وأخرى وهما يتحدثان على الهاتف وانتهاءً بقضاءهما إجازة راحة واستجمام. أيضا يتضمن الكتاب حكايات أخرى تسخر من الواقع الاجتماعي والديني والسياسي في الوطن العربي فيتطرق الى الرومانسية الزوجية وذكرياته الجريئة وهو يسردها بكل سخرية عندما كان طالباً في المرحلة المتوسطة. يتضمن الكتاب أيضاً إنتقاداً لاذعاً للعديد من الممارسات الاجتماعية واستخدام الدين ذريعة للتفوق والسيطرة وتسويق مفاهيم بالية أكل عليها الدهر وشرب.
كتب مقدمة الكتاب الأستاذان اللامعان الإعلامي السعودي تركي الدخيل والكاتب الساخر جعفر عباس. بعض ما قاله تركي عن الكتاب: "هذا الكتاب الساخر (نبيل)، ليس للاسترخاء، فقط، بل هو للرخاء الفكري واللفظي، فاستمتعوا بنبيل... الأكثر وفاء، وسخرية!". أما الكاتب جعفر عباس فينصح القراء بأن لا يشتروا هذا الكتاب.. ويسرد لهم الأسباب منها عدم وفاء الكاتب بنسبة مئوية من عائدات مبيعات الكتاب، ويعترف-على مضض-بأنه لفت انتباهه بكتاباته التي تنم عن ذكاء وقوة ملاحظة وروح مرحة. ويمضي يقول أن أهم إضافة لنبيل المعجل في مجال الكتابة والنشر، هي أنه وكدارس متخصص في تقنية المعلومات، رفض استجداء الفرصة من الصحافة المكتوبة، وجعل من شبكة الانترنت منبراً يتواصل عبره مع القراء حتى صار "شيخ طريقة"، وله مريدون ومريدات.. وقد كتب عنه مقالاً في جريدة "اليوم" السعودية، يقول فيه إنه سيأتي اليوم الذي تهرول فيه الصحف السعودية إلى نبيل المعجل، وحينها سيصبح اسمه "نبيل المدلل"، ومن حقه أن يتدلل،.. فهو كاتب متمكن لأنه قارئ متمكن. نبيل كاتب ساخر مطبوع وموهوب، وفي تقديري، فالكتابة الساخرة هبة ورزق من عند الله، وليس صنعة تكتسب بالممارسة والمران.. المهم أن نبيل رفض استجداء الفرص من الصحف الورقية فكان أول كاتب ينال جماهيرية واسعة بالتواصل مع القراء عبر الانترنت.
hadid
09-05-2009, 02:06 PM
<mainbody xmlns="">زميلي بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى أثرياء العالم وأحد رواد تقنية المعلومات له عندي معزة (بتشديد الزاي) والسبب تشابه اسمينا فبيل ونبيل لا يفرق بينهما سوى حرف نون النسوة ويمكن القول بأن الفروقات بيننا شبه معدومة فأعمارنا متقاربة وكلانا درس تقنية المعلومات وإن كان زميلي بيل لم يكمل دراسته الجامعية فهذه تحسب لي نقاطا في الأفضلية!!!</mainbody>
قرأت خبراً قبل عدة أيام عن زيارة زميلي بيل كمتحدث رسمي لمنتدى التنافسية الدولي الأول بالسعودية في 8 نوفمبر 2006 وأيضا للإطلاع على التطور الكبير في مجال إستخدامات تقنية المعلومات!!! إستغربت بأن الزيارة لن تتجاوز 10 ساعات وهي بالمناسبة من أطول الزيارات التي يقوم بها بيل جيتس. سرعان ما ذهب إستغرابي أدراج الرياح عندما علمت بأن المكتب الخاص لزميلي بيل هو الذي وضع برنامج الزيارة ولا أزيد!!
سبب لي قراءة هذا الخبر العديد من الكوابيس الليلية ورجوت الله بعد إستيقاظي بعدم حدوثها على أرض الواقع. حلمت بأن المكتب الخاص لزميلى إتصل بي موضحا بأنه سيأتي قبل موعد وصوله بيوم واحد ولا يريد أن يعلم المنظمون بالأمر حتى لا يفسد جدول الأعمال وطلب مني أن أستقبله بالمطار. ماهذه الورطة؟ الرجل هنا في زيارة عمل والإطلاع على التطور التكنولوجي الكبير هنا ولا بد من الظهور بشكل يعكس عكس الواقع!!!
توكلت على الله وذهبت الى المطار وانتظرته في المكان المخصص للإنتظار. وامتد الإنتظار الى ثلاث ساعات والزميل لم يظهر بعد. وعلمت بان سبب التأخير هو الحبر الخاص بختومات الجوازات منتهي. وجميع من بصالة الوصول بانتظار فرج وصول المؤنة من المركز الرئيسي. حمدت الله أن تعطل الحاسب الآلي الدوري والمزمن لم يأخذ دورته أثناء وصول بيل والا لأخذ فكرة وافية عن التطور الكبير من أول دقيقة. خرج زميلي بيل من باب المطار وهو متعب قليلا من طول الإنتظار وقلت له "مشي حالك يا بيل" فمشى حاله!!
أبدى رغبته بمرافقتي في برنامجي اليومي المعتاد، قائلا انا كلي شوق لمعرفة الحياة اليومية للسعوديين"، إنتابتني قشعريرة وحاولت ثنيه عن مطلبه مذكرا إياه بفوائد الجلوس في الفندق ولكنه كان مثل زميله عنيدا بعناد سبعين ثورا. كان في برنامجي لهذا اليوم مراجعة بعض الدوائر الحكومية وشراء بعض لوازم الكمبيوتر وزيارة خاطفة لدولة البحرين عن طريق جسر الملك فهد وغيرها من الإمور الضرورية.
ركب معي واسترعى إنتباهه الى أن قيادة السيارة هنا تختلف عن الولايات المتحدة وألمانيا حيث أنك تجد في أميركا إشارات للسرعة القصوى في جميع الشوارع بينما لا تجدها في الطرق السريعة في ألمانيا ولا تجدها هنا مطلقا!! فقلت له "مشي حالي يا بيل" فمشى حاله!!!
وصلنا سالمين الى احدى الدوائر الحكومية وسألني بيل عن السبب في تسميتها بالدوائر فقلت له إصبر وستعرف بعد قليل. بعد عدة ساعات من اللف ومراجعة جميع أقسام الدائرة الحكومية واخذ توقيع من هذا وتكرار طلبي الى العشرات من الموظفين فقد خرجت من هذه المعمعة بنصف منتهي من المعاملة وعندها سألت بيل إن كان عرف الآن لماذا سميت بالدوائر ولم يجب، فرأسه الدائر كان جوابا كافيا!! فقلت له "مشي حالك يا بيل" فمشى حاله!!
ذهبنا مباشرة الى إحدى أسواق الكمبيوتر. وتذمر من الباعة الذي يبيعون منتجات مقلدة من شركته ماكيروسوفت برخص التراب وتوعهدهم برفع دعوى قضائية عليهم وبالسجن وطلب مني أسم الجهة المعنية لتقديم الشكوى وقلت له "الجهات المختصة، مشي حالك يا بيل" فمش حاله!!
وفي طريقنا استرعى إنتباهه عدة بنايات قديمة فهو مثل غيره من الغربيين يتسمرون أمام كل شئ قديم ظنا منهم أنها إحدى الآثار القديمة. وأصابه الذهول عندما علم بأن هذه الآثار ماهي إلا مكاتب لإحدى الجمعيات الخيرية وبجانبها مدرسة إبتدائية للبنين!!! رق قلب زميلي بيل لحالهم وطلب مني تزويده بمعلومات عن الجمعية والمدرسة وأرقام حساباتهم في البنك والشئ المفرح والملفت للنظر أنه لم يزر السعودية إلا بعدما حول نشاطه للأعمال الخيرية. فقلت له "مشي حالك يابيل" فمشى حاله!!
أراد بيل أن يتصفح الإنترنت. فذهبنا الى احدى مقاهي الإنترنت وبعد جهد جهيد ظهرت صفحة البريد الخاصة به ولكن عندما أراد تصفح بعض المواقع الاخرى ظهرت له الصفحة المفضلة لحراس الفضيلة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا (لاحظوا علوم وتكنولوجيا) "إن تصفح هذه الصفحة غير مسموح به" وقلت له "مشي حالك" فمشى حاله!!
ونحن في طريقنا الى دولة البحرين عن طريق جسر الملك فهد قمت بشرح منظومة دول الخليج والتقارب الديني والسياسي والإجتماعي بين الشعوب وليتني لم أفعل فقد شاهد بأم عينيه في هذا الجسر كتل إسمنتية وبشرية من جمارك وجوازات ونقاط تفتيش تناقض كل ماشرحته له هذا بخلاف خلل بسيط في الحاسب الألي أضطررنا بسببه الانتظار أقل من 3 ساعات ولله الحمد. بعد كل هذه المعاناة سألني عن سبب ذهابي للبحرين فأخبرته بأنني ذاهب لشراء بعض الكتب والإسترخاء قليلا في إحدى المقاهي التي لا يمر عليها بعض المتطفلين (ما غيرهم) ويخلقوا جوا من الرعب الإجتماعي. أبدى بيل إستغرابه من غباء زميله الذي يقود كل هذه المسافة الى بلد مجاور لإقتناء بعض الكتب فطلبت منه أن يمشى حاله ...... فمشى حاله!!
بعد نهاية هذا اليوم أردت من زميلي بيل أن يخبرني عن مرئياته بما شاهده فقال لي "مشي حالك يا نبيل" فقلت له "بمشى حالي .... منذ عقود!!!"
* وللإفادة فقد تبرع زميلي بيل جيتس عام 2005 بثلث ثروته للأعمال الخيرية.
hadid
09-05-2009, 02:09 PM
<mainbody xmlns="">هذه مكالمة هاتفية بيني وبين صديقي بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت.</mainbody>
نبيل : ألو ....بيل:مرحبا. مين؟
نبيل: يخرب بيتك يا بيل....؟ أنا نبيل!بيل: أهلا وسهلا. أسعدتني مكالمتك (يبدو أنه استعجل في الحكم)
نبيل: كيف الحال؟بيل: الحمد لله. كيف يمكنني مساعدتك يا نبيل؟
نبيل: أيش أخبارك؟بيل: قلت لك ...كل شيء على ما يرام.
نبيل: كيف حال أم العيال ليندا؟ أرجو أن تكون بخير؟بيل: تسلم عليك
نبيل: والأولاد جون و جينيفر؟ كيف دراستهم؟ متفوقين؟ (عاد هذا سؤال بالله عليكم؟)بيل: أحوالهم تسرك. أي خدمة يا نبيل؟
نبيل: وفيبي الصغيرة. هل بدأت بالنطق؟ بيل: إيه يا نبيــــــــل
نبيل: يا حليلها!!بيل: إنا لله وإنا إليه راجعون ( بصراحة لم يقلها. أنا دحشتها دحشا)
نبيل: شخبار اللي قدامك؟ (لا أعرف معنى هذا السؤال. أسمعه من الناس وأردده)بيل: بخير
نبيل: واللي وراك؟بيل: أيضا بخير. هات ما عندك ( يبدو عليه الملل و لم أتأكد بعد)
نبيل: كيف الجو؟ عندكم غيم؟ بيل: Oh, my God (قالها بصوت خافت!!)
نبيل: والله غيمت عندنا قبل يوم الأمس وخرجنا إلى البر واستمتعنا كثير! بيل: that’s really nice
نبيل: كيف سهم مايكروسوفت؟ هل عليه خبر أو توصية؟بيل: ..................(طلب مني كتمان الخبر)
نبيل: إيش أخباركم بعد؟بيل: ماذا تقصد؟
نبيل: أخباركم يا بيل؟ يبدو أنك كبرت وأصبحت لا تجمِّع!!بيل: قبل قليل سألتني عن أخبارنا وقلت لك أن الجميع بخير!
نبيل: وما المشكلة؟ أريد التأكد يا بو جون!بيل: ...... (صمَت لمدة خمس ثواني. يبدو أنه عطس)
نبيل: أجل، تقول لي العيال بخير؟بيل: بخير!
نبيل: كيف حال الشايب (الوالد)؟ يمشي من غير عصا؟بيل: نعم. من غير عصا!
نبيل: والعجوز نظرها زين؟بيل: مـــاشي حـــالها
نبيل: لماذا التأفف يا بو جون؟بيل: أبدا، ولكن يبدو إنك فاضي على غير عادتك (لولا كلمة "غير" لظننت أنه يسخر مني!!)
نبيل: أبدا، أردت الاطمئنان عليكم فقط؟بيل: اسمح لي يا نبيل .. سأذهب بعد قليل إلى إجتماع هام!! (بيل لا يكذب إلا عندما يشعر بالضجر)
نبيل: وهل هناك اجتماعات يوم الأحد؟!! (يعاني بيل من مشكلة تنظيم الوقت حيث يضيع وقته ووقت الآخرين في أمور تافهة يضطر بعدها للعمل أيام العطل. سأحاول مساعدته)بيل: ......... (صمَت مرة أخرى لمدة خمس عشرة ثانية. معقولة كل هذا عطاس؟!!)
نبيل: الو .. ألو .. بيل .. يا بو جون... ألو... وين رحت يا بيل؟!
انفصل الخط!!
وصلتني بعدها بلحظات رسالة من شركة الاتصالات تقول "لقد تم فصل الهاتف الجوال لتخطي حدك الائتماني. نرجو السداد".
عاودت الاتصال بــبيل من هاتف إحدى بناتي ووجدت هاتفه مغلقا. أحسنت الظن به فربما وصل إلى منطقة خارج التغطية!! قمت بعدها بالاتصال بهاتف زوجته ليندا ولحسن الحظ أنه لا يزال مفتوحا!
ولاختصار المساحة، من الممكن أن تعيد القراءة من بداية المقال لمعرفة تفاصيل مكالمتي مع أم جون!!
hadid
09-05-2009, 02:22 PM
ذكر لي الصديق بيل غيتس أنه اتفق مع ابنته الصغيرة جينيفر على تحديد 45 دقيقة في اليوم لاستخدام الإنترنت بغرض التسلية حتى لا تنصرف عن تأدية واجباتها المدرسية. استفسرت منه وهو المشغول لآخره في إدارة شركة مايكروسوفت إن كان يملك الوقت اللازم لمراقبتها حتى يضمن تنفيذها هذا الاتفاق. ذكر بأنه ليس بحاجة لمراقبتها حيث استخدم معها لغة الحوار (سبق وأن سمعت عن هذه اللغة من قبل)
<o></o>
<o></o>
يقول بيل أنهما تحاورا وتناقشا وتجادلا و في غضون دقائق معدودة اتفقا. أخذتني الغيرة مأخذا عظيما وقلت لنفسي " بيل وابنته ليسا أفضل مني ومن أبنائي"... وبالفعل .. أصدرت قرارا شبيها ولكن صاحبه بعض الأحداث التي سأحاول إيجازها.
<o></o>
<o></o>
كان قراري في البداية متحضرا إلا ربعاً حيث استخدمت لغة الحوار المذكورة أعلاه ولكن من طرف واحد خشية على "أمن وأمان" عائلتي حيث أن فتح عدة جبهات للحوار خطر مبين عليها! قمت بترديد كل كلمة قالها بيل لابنته على أبنائي وحددت لهم من ساعتين إلى ثلاثة على أكثر تقدير ... ولكن ... نظرا لحداثة "الحوار" في بيتنا لم يصمد هذا الاتفاق طويلا.
<o></o>
<o></o>
اتجهت إلى حلول أخرى ظنا مني أنني الوحيد الذي يعرف مسالكها جيدا حيث قمت بإنشاء شيفرة على جهاز الكمبيوتر ولا الجن الأزرق يستطيع فك رموزها ومع ذلك استعانوا بجن من نوع آخر يسمى "الهاكر" و استطاع أن يفك الشيفرة تفكيكا. عندما بدأ صبري بالنفاذ أخذت بالمثل القائل "آخر العلاج هو الكي" وبالفعل قمت، مع ابتسامة نصر لم أستطع كبحها، بفصل جهاز اللاسلكي المتصل بشبكة الإنترنت. هنا تفتقت قريحة أبنائي و فطنوا بعد 13 سنة منذ انتقالنا إلى منزلنا أن هناك جار يجب أن يتواصلوا معه تيمنا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه" وبالفعل قاموا بالدخول إلى الإنترنت عن طريق اللاسلكي الخاص بهذا الجار المسكين ومن يومها عرفوا فائدة أن يكون لديهم جار و يرثون منه ... و في حياته أيضا!
<o></o>
<o></o>
شكوت مشكلتي لزميلي بيل الذي طلب مني زيارته للإطلاع عن قرب على تجربته مع ابنته وأيضا لأرد زيارته الميمونة التي قام بها لمدينتي الدمام قبل أشهر قليلة.
<o></o>
<o></o>
بعد رحلة طويلة وصلت لمقر إقامته في ضاحية ريدمونت القريبة من مدينة سياتل الأميركية ولم أعر انتباها للفخامة الإلكترونية التي تميز بها قصره حيث كنت متحفزا (وربما متمنيا) فشل حواره مع ابنته وبالتالي رؤية كمبيوتر ابنته تحت رقابة شديدة من أناس وأجهزة مراقبة تساعد والدها على ضبط فلتان هذه الابنة العاق. خاب ظني عندما شاهدت الكمبيوتر في غرفتها ومن دون رقابة تذكر والأدهى من ذلك أن البنت لم تكن تستخدمه ومع ذلك قلت لبيل "ابنتك ماكرة. عندما شعرت بقدومك قامت بالبعد عن كمبيوترها". لا أريد أن اصف لك كيف نظر إلي بيل بعد سماعه لظنوني، التي تربيت عليها منذ صغري، وكأن حال لسانه يقول إن بعض الظن إثم!
<o></o>
<o></o>
انشغل بيل بمكالمة هاتفية تساوي عشرات الملايين من الدولارات و ربما تزيد أهمية على ضيفه وقمت باستغلال الموقف وهمست في أذن جينيفر "بيني وبينك وأعدك بأن لا أخبر والدك، ألم تتجاوزي يوما ما الوقت المحدد لك؟" استنكرت البنت همسي حيث أن ثقافة الهمس لم تمر عليها من قبل و أجابت بالنفي و بصوت عال أحرجني أمام مضيفي. هنا استدرك بيل خطورة ما يحصل في بيته وأنهى المكالمة ضاربا عرض الحائط ملايين من الدولارات كان من الممكن أن يجنيها ولكنه فطن أن الاهتمام والالتصاق بضيفه أهم من هذه الملايين مما زادني، وبكل بجاحة، زهوا!
<o></o>
<o></o>
لم أستسلم. قمت بتحذيره مرة أخرى من أن إجابة ابنته تذكرني بإجابة ماكرة لإحدى بناتي. رد قائلا "لا خوف عليها. لنمض في نزهة حول المنزل ولكي تطمئن سأزودك بشاشة خاصة متصلة بجهاز خاص وضع لمراقبة سور القصر من تسلل المجرمين وسنوجه إحدى الكاميرات على غرفتها لتراقبها"
<o></o>
<o></o>
أمضيت أسبوعا كاملا في ضيافة الصديق بيل و ذهني مشغولا بأكمله في الإمساك ببنت بيل أثناء الجرم المشهود ولكن دون فائدة!
<o>:p></o>:p>
إنتهت زيارتي لبيل وأنا على يقين بأن أبنائي ومن قبلهم والدهم بحاجة إلى ثقافة أولية وأساسية تبدأ بمعرفة أهمية الحوار الثنائي ومنافعه والإبتعاد عن الحوار الأحادي الجانب و ثقافة الهمس و الشك والريبة في التعامل. وحتى لا أبدو قاسيا وتفهم عزيزي القارئ بأنني ألصق الفشل على مجتمعنا والنجاح عليهم في كل شيء أقول أنهم مثل كل الشعوب لهم تجاربهم الفاشلة أيضا ولكن الفارق العظيم بيننا وبينهم أنهم يتحاورون ويتناقشون ويستثمرون نجاحاتهم ويراجعون أخطائهم ويصححونها أما نحن فلم نبدأ بالحوار ناهيك أن يكون حوارا ثنائيا أو ثلاثيا!
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir