زمردة
27-05-2009, 10:24 PM
تمهيد
********
حينما تكون الكلمات عصارة تحليل للمجريات و تمحيص للظواهر....
حينما تكون الكلمات نتاج تراكم تجارب و تتابع أحداث....
حينما تكون الكلمات بنيّات تفكّر و إنعكاسات تأمّل...
حينما تكون الكلمات تجسيداً دقيقاً لأفكار باتت ثوابت تضرب جوانب الرأس تكاد تفجّره, تبعثر أشلاءه....
حينما تكون الكلمات تصويراً صادقاً لمسلّمات تثقل القلب, تكاد تخرجه من بين الضلوع....
حينها...
حينها تكون الكلمات جديرة بالتمعّن و التأمّل....
***********************************
لكم دنياكم.... و لي دنياي.....
كعادتها التي درجت عليها , كانت تسرح في حقول أفكارها,تقلّبها بين حلو و مرّ, ترتبها بين مهمّ و أهمّ, توازن بين إفراط و تفريط....
هكذا أحالها الإسلام شخصاً آخر...
أحالها فيلسوفةً دائمة التفكّر والتأمّل....
أحالها عالمة لا تتوقف عند ظواهر الأمور, بل تسعى دوماً الى الأصول و المسببات....
ومن بين بحار الأفكار تلك, لاحت لها موجة عكّرت صفاء تأملها, فجعلت منها-بفلسفتها-موضوعاً جديداً للتأمل....
أطلّت عليها موجة تحمل معاني الجهل و الكبر...
ومن خلف تلك المعاني كانت تومض صورٌ لأناس حُرموا رؤية الحياة بمنظار الإسلام....
فانسابت الكلمات كالصواعق تضرب تلك الموجة, تبعثر معانيها و تدمّر رموزها....
فكانت هذي الخواطر.......
أنتم هناك....
تتخبطون وسط مناهج جاهلية واهية وضعها الرويبضة من أسياد المال و أرباب السلطة, فسلبوكم -باسمكم-حريتكم فعطّلوا أسماعكم و أبصاركم و أفئدتكم, أشغلوكم بالتوافه من الأمور وكذبوا عليكم المرة تلو المرّة , هم يكذبون, و تعلمون أنّّهم يكذبون, و يعلمون أنّكم تعلمون أنّهم يكذبون ثمّ بعد ذلك يكذبون, ثمّ أنتم تصفّقون و ترقصون, و بأسمائهم تهتفون....
وأنا هنا....
منهجي وضعه خالقي,فهو-وهو وحده- من يحقّ له أن يشرّع لي, أنا هنا, حرّ من قيود البشر و من أغلال الإستعباد,أرفض الكذب و التسلّط, أنا هنا أسمو بعقلي إلى عظيم الأمور,أسمو بنفسي و روحي إلى قمّة الحرّية ,حيث لله قمّة العبودية....
أنتم هناك....
تطغيكم المناصب تكاد تعميكم, فتتسلطون بها على رقاب البشر و أرزاقهم , تبنون من همومهم و أحزانهم عروش سعادتكم الزائفة.....
وأنا هنا.....
لا تزيدني مناصبي إلاّ تواضعاً لربّي ,فلولاه و لولا فضله و نعمه, لما كنت,ولا كانت المناصب و المراكز,أستعملها في مرضاته و خدمة عباده....
أنتم هناك....
تأكلون و تشربون كما تأكل الأنعام و تشرب, فلا حمدٌ ولا شكرٌ و لا تأمّل, انتم هناك ترفلون في نعم الله ثمّ تنكرون فضله و إحسانه , خيره اليكم نازل, و شرّكم اليه صاعد...
وأنا هنا.....
أتحسس في كل لحظة نعم ربّي, و عظيم آلاءه وواسع رحمته, أنا هنا لا تحجبني النعم عن المنعم , و كلّما تراءت لي نعمه, تزايد له شكري و حمدي.....
أنتم هناك....
حيث العلوم و المعارف علامات و نقاط, نجاح و رسوب, تفيهق و تكبّر, قوانين جافّة جامدة لا روح فيها ولا حياة.....
وأنا هنا....
أتخذ من علومي و معارفي محاريب و صوامع أتقرّب بها الى خالقي, فيها أزداد يوماً بعد يوم ثقة بحكمته و قدرته و رحمته و علمه و عدله, فيها أستكشف دقّة خلقه و بديع صنيعه, فأزداد له إخباتاً و تواضعاً و شكراً....
أنتم هناك....
لم تدركوا حقيقة الحبّ ولا تعرفون معناه, أنتم هناك حيث الحبّ تنتجه الأموال و المراكز, فيولد ميتاً, و يحيا كلاماً فارغاً تلوكه الألسن و تتقاذفه الشفاه دون أن تلامسه القلوب, أنتم هناك حيث إذا امتُحِن الحبّ رسب, و اذا طلب فقد, أنتم هناك حيث ينسيكم الحبُ واهب الحبِ فتتجاوزون حدوده و تعاليمه....
وأنا هنا...
حيث الحبّ نتاجٌ لإعمال أدوات العلم من سمع و بصر و فؤاد, حيث الحبّ عقل و قلب متوازيان, حيث الحب تختزنه القلوب تنوء به من غير بوح ولا تأفف, حيث الحبّ دين و خلق و عمل و تفكير و اتّزان, حيث الحبّ مواقف و تصرّفات, حيث يولد الحبّ عبداً لله لا يتعدى حدود ربّه,يولد مفعماً بالحياة, مالكاً لمقوّماتها, توّاقاً إلى البذل و العطاء....
انتم هناك.....
حيث للدموع وللبسَمات مواعيد و مناسبات, و أساليب و "بروفات", حيث الدموع والبسَمات فلوس تشترون بها المواقف و المصالح, أنتم هناك, حيث البسمة بسمة مخادع, و الدمعة دمعة تمساح....
وأنا هنا....
تبسّمي صدقة, و بكائي قربَة, أنا هنا حيث يبتسم القلب أو يبكي قبل أن يترجم الوجه مشاعر القلب, أنا هنا, حيث البسمة بسمة محبّ, و الدمعة دمعة مكلوم....
أنتم هناك.....
تتعلقون بالأوهام و الظنون, فلا تثبّت ولا تفكّر ,أهواؤكم موازينكم,فما وافقها قبلتموه و ان كان باطلا,و ما عارضها نبذتموه و لو كان منزّلاً , أنتم هناك حيث تباع المواقف و الكلمات و تشترى,أنتم هناك....حيث اللاحقيقة...
وأنا هنا...
الحكمة ضالّتي و التدقيق مهنتي, أنا هنا أتحرّى الحق و أبحث عن الحقيقة, أستخرجها من الرسائل ,أطاردها في الظلال و المعالم, أستوحيها من الركائز, و أتلمسها في الفوائد, و قبل هذا و خلاله و بعده, بين يديّ كتاب ربّي وصحيح حديث نبيّه...
أنتم هناك...
حيث التوقّف عند الذات, حيث ال"أنا" تحكم المواقف و التصرّفات, حيث لمشاعر الآخرين و آلامهم أدنى اعتبار, حيث البخل و الشحّ و الأنانية......
وأنا هنا...
حيث لله و لدعوته و لعباده عليّ حقوق, حيث السماحة و الأخوّة و الإيثار, حيث"يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة", حيث "أنفقوا ممّا رزقناكم"....
أنتم هناك....
تحيون كالسجناء بين الجدران المزخرفة , تتخبط همومكم بجدرانكم لا تجد لها مهرباً, فترتدّ عليكم قاسيةً عنيفةً مدمّرة.....
وأنا هنا....
بين جبال ربيّ ووديانه, أبثّ إليه همومي بين أشجاره, أبعثرها فوق أمواج بحاره, أشكوها له كل يوم مع الأذكار عند طلوع أو مغيب شمسه ,أنساها عند شدو أطياره, عند هدوء أسحاره.....
أنتم هناك...
حيث يُنسى الموت فلا يُذكر, فإذا ذكر كان ككابوس بشع يقضّ مضاجعكم, و يؤرّق أحلامكم, أنتم هناك حيث تجهلون ما بعد الموت أو تتجاهلونه فيبدو لكم الموت كرحلة مخيفة نحو المجهول المظلم, نحو تصوّرات طائشة ترسمها أفكاركم المتعجرفة المشوشة.....
وأنا هنا....
حيث "أكثروا من ذكر هادم اللّذات", حيث الموت نقلة من مرحلة الدنيا الى مرحلة البرزخ, تماماً كنقلة الجنين من بطن أمّه الى مرحلة الدنيا, ثمّ كنقلة الأموات من مرحلة البرزخ الى مرحلة الخلود, أنا هنا حيث الحياة طويلة ممتدة لا تنتهي بالرحيل عن الدنيا, فإذا خشيت الموت فخوفاً من أعمالي لا من الموت عينه, و ان أمنته فطمعاً برحمة ربّي ولطفه....
أنتم هناك....
حيث الجهل و الكبر و الكفر....
وأنا هنا...
حيث العلم و التواضع و الشكر....
أنتم هناك....
في عالم الأقنعة....
وأنا هنا....
في عالم الحقائق.....
أنتم هناك....
في دنيا الجاهلية.....
و أنا هنا.....
********أنا هنا....
*************أنا هنا.....
في سموّ الإســـــــــــــــلام........
********
حينما تكون الكلمات عصارة تحليل للمجريات و تمحيص للظواهر....
حينما تكون الكلمات نتاج تراكم تجارب و تتابع أحداث....
حينما تكون الكلمات بنيّات تفكّر و إنعكاسات تأمّل...
حينما تكون الكلمات تجسيداً دقيقاً لأفكار باتت ثوابت تضرب جوانب الرأس تكاد تفجّره, تبعثر أشلاءه....
حينما تكون الكلمات تصويراً صادقاً لمسلّمات تثقل القلب, تكاد تخرجه من بين الضلوع....
حينها...
حينها تكون الكلمات جديرة بالتمعّن و التأمّل....
***********************************
لكم دنياكم.... و لي دنياي.....
كعادتها التي درجت عليها , كانت تسرح في حقول أفكارها,تقلّبها بين حلو و مرّ, ترتبها بين مهمّ و أهمّ, توازن بين إفراط و تفريط....
هكذا أحالها الإسلام شخصاً آخر...
أحالها فيلسوفةً دائمة التفكّر والتأمّل....
أحالها عالمة لا تتوقف عند ظواهر الأمور, بل تسعى دوماً الى الأصول و المسببات....
ومن بين بحار الأفكار تلك, لاحت لها موجة عكّرت صفاء تأملها, فجعلت منها-بفلسفتها-موضوعاً جديداً للتأمل....
أطلّت عليها موجة تحمل معاني الجهل و الكبر...
ومن خلف تلك المعاني كانت تومض صورٌ لأناس حُرموا رؤية الحياة بمنظار الإسلام....
فانسابت الكلمات كالصواعق تضرب تلك الموجة, تبعثر معانيها و تدمّر رموزها....
فكانت هذي الخواطر.......
أنتم هناك....
تتخبطون وسط مناهج جاهلية واهية وضعها الرويبضة من أسياد المال و أرباب السلطة, فسلبوكم -باسمكم-حريتكم فعطّلوا أسماعكم و أبصاركم و أفئدتكم, أشغلوكم بالتوافه من الأمور وكذبوا عليكم المرة تلو المرّة , هم يكذبون, و تعلمون أنّّهم يكذبون, و يعلمون أنّكم تعلمون أنّهم يكذبون ثمّ بعد ذلك يكذبون, ثمّ أنتم تصفّقون و ترقصون, و بأسمائهم تهتفون....
وأنا هنا....
منهجي وضعه خالقي,فهو-وهو وحده- من يحقّ له أن يشرّع لي, أنا هنا, حرّ من قيود البشر و من أغلال الإستعباد,أرفض الكذب و التسلّط, أنا هنا أسمو بعقلي إلى عظيم الأمور,أسمو بنفسي و روحي إلى قمّة الحرّية ,حيث لله قمّة العبودية....
أنتم هناك....
تطغيكم المناصب تكاد تعميكم, فتتسلطون بها على رقاب البشر و أرزاقهم , تبنون من همومهم و أحزانهم عروش سعادتكم الزائفة.....
وأنا هنا.....
لا تزيدني مناصبي إلاّ تواضعاً لربّي ,فلولاه و لولا فضله و نعمه, لما كنت,ولا كانت المناصب و المراكز,أستعملها في مرضاته و خدمة عباده....
أنتم هناك....
تأكلون و تشربون كما تأكل الأنعام و تشرب, فلا حمدٌ ولا شكرٌ و لا تأمّل, انتم هناك ترفلون في نعم الله ثمّ تنكرون فضله و إحسانه , خيره اليكم نازل, و شرّكم اليه صاعد...
وأنا هنا.....
أتحسس في كل لحظة نعم ربّي, و عظيم آلاءه وواسع رحمته, أنا هنا لا تحجبني النعم عن المنعم , و كلّما تراءت لي نعمه, تزايد له شكري و حمدي.....
أنتم هناك....
حيث العلوم و المعارف علامات و نقاط, نجاح و رسوب, تفيهق و تكبّر, قوانين جافّة جامدة لا روح فيها ولا حياة.....
وأنا هنا....
أتخذ من علومي و معارفي محاريب و صوامع أتقرّب بها الى خالقي, فيها أزداد يوماً بعد يوم ثقة بحكمته و قدرته و رحمته و علمه و عدله, فيها أستكشف دقّة خلقه و بديع صنيعه, فأزداد له إخباتاً و تواضعاً و شكراً....
أنتم هناك....
لم تدركوا حقيقة الحبّ ولا تعرفون معناه, أنتم هناك حيث الحبّ تنتجه الأموال و المراكز, فيولد ميتاً, و يحيا كلاماً فارغاً تلوكه الألسن و تتقاذفه الشفاه دون أن تلامسه القلوب, أنتم هناك حيث إذا امتُحِن الحبّ رسب, و اذا طلب فقد, أنتم هناك حيث ينسيكم الحبُ واهب الحبِ فتتجاوزون حدوده و تعاليمه....
وأنا هنا...
حيث الحبّ نتاجٌ لإعمال أدوات العلم من سمع و بصر و فؤاد, حيث الحبّ عقل و قلب متوازيان, حيث الحب تختزنه القلوب تنوء به من غير بوح ولا تأفف, حيث الحبّ دين و خلق و عمل و تفكير و اتّزان, حيث الحبّ مواقف و تصرّفات, حيث يولد الحبّ عبداً لله لا يتعدى حدود ربّه,يولد مفعماً بالحياة, مالكاً لمقوّماتها, توّاقاً إلى البذل و العطاء....
انتم هناك.....
حيث للدموع وللبسَمات مواعيد و مناسبات, و أساليب و "بروفات", حيث الدموع والبسَمات فلوس تشترون بها المواقف و المصالح, أنتم هناك, حيث البسمة بسمة مخادع, و الدمعة دمعة تمساح....
وأنا هنا....
تبسّمي صدقة, و بكائي قربَة, أنا هنا حيث يبتسم القلب أو يبكي قبل أن يترجم الوجه مشاعر القلب, أنا هنا, حيث البسمة بسمة محبّ, و الدمعة دمعة مكلوم....
أنتم هناك.....
تتعلقون بالأوهام و الظنون, فلا تثبّت ولا تفكّر ,أهواؤكم موازينكم,فما وافقها قبلتموه و ان كان باطلا,و ما عارضها نبذتموه و لو كان منزّلاً , أنتم هناك حيث تباع المواقف و الكلمات و تشترى,أنتم هناك....حيث اللاحقيقة...
وأنا هنا...
الحكمة ضالّتي و التدقيق مهنتي, أنا هنا أتحرّى الحق و أبحث عن الحقيقة, أستخرجها من الرسائل ,أطاردها في الظلال و المعالم, أستوحيها من الركائز, و أتلمسها في الفوائد, و قبل هذا و خلاله و بعده, بين يديّ كتاب ربّي وصحيح حديث نبيّه...
أنتم هناك...
حيث التوقّف عند الذات, حيث ال"أنا" تحكم المواقف و التصرّفات, حيث لمشاعر الآخرين و آلامهم أدنى اعتبار, حيث البخل و الشحّ و الأنانية......
وأنا هنا...
حيث لله و لدعوته و لعباده عليّ حقوق, حيث السماحة و الأخوّة و الإيثار, حيث"يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة", حيث "أنفقوا ممّا رزقناكم"....
أنتم هناك....
تحيون كالسجناء بين الجدران المزخرفة , تتخبط همومكم بجدرانكم لا تجد لها مهرباً, فترتدّ عليكم قاسيةً عنيفةً مدمّرة.....
وأنا هنا....
بين جبال ربيّ ووديانه, أبثّ إليه همومي بين أشجاره, أبعثرها فوق أمواج بحاره, أشكوها له كل يوم مع الأذكار عند طلوع أو مغيب شمسه ,أنساها عند شدو أطياره, عند هدوء أسحاره.....
أنتم هناك...
حيث يُنسى الموت فلا يُذكر, فإذا ذكر كان ككابوس بشع يقضّ مضاجعكم, و يؤرّق أحلامكم, أنتم هناك حيث تجهلون ما بعد الموت أو تتجاهلونه فيبدو لكم الموت كرحلة مخيفة نحو المجهول المظلم, نحو تصوّرات طائشة ترسمها أفكاركم المتعجرفة المشوشة.....
وأنا هنا....
حيث "أكثروا من ذكر هادم اللّذات", حيث الموت نقلة من مرحلة الدنيا الى مرحلة البرزخ, تماماً كنقلة الجنين من بطن أمّه الى مرحلة الدنيا, ثمّ كنقلة الأموات من مرحلة البرزخ الى مرحلة الخلود, أنا هنا حيث الحياة طويلة ممتدة لا تنتهي بالرحيل عن الدنيا, فإذا خشيت الموت فخوفاً من أعمالي لا من الموت عينه, و ان أمنته فطمعاً برحمة ربّي ولطفه....
أنتم هناك....
حيث الجهل و الكبر و الكفر....
وأنا هنا...
حيث العلم و التواضع و الشكر....
أنتم هناك....
في عالم الأقنعة....
وأنا هنا....
في عالم الحقائق.....
أنتم هناك....
في دنيا الجاهلية.....
و أنا هنا.....
********أنا هنا....
*************أنا هنا.....
في سموّ الإســـــــــــــــلام........