المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين المصطلحات و المفاهيم



صَقْر
04-06-2009, 03:12 AM
بين المصطلحات و المفاهيم



هي خاطرة جالت في اكناف افكاري ... احببت ان اعرضها عليكم في هذا المنتدى الكريم عسى ان ألقى النقد البناء و التوجيه و النصح منكم و اتمنى من القارئ الكريم ان يراعي العلامات و النقاط في قراءته فهيا فصلات نفس الفكرة و التفكير



شرخ يفرق كل يوم بين علاقة كانت بالأمس وطيدة .... كانت بالأمس علاقة بديهية ..... بين ما يقال و ما يرمي إليه القائل .... كان لتعبيرنا عن حالة معينة إستخدام مرادفها اللغوي .... نعبر عنها بسلاسة .... يفهمها من امامنا ... بل ربما يتخيل الموقف كأنما حدث معه ... كأنما يستذكره ....يتذوقه ...كأن لو رمى احدهم اسم أكلة تعجبك ....كيف تتخيل تطعمها في فمك !....
هل كانت رؤية أوضح ؟؟... فهم و إدراك أعمق ؟.... ثقافة أوسع ؟.... دراية ؟....
لست أرى في ما سبق سوى ما أراه فينا .... سوى ما ارنا توصلنا إله من تهرب ... إلقاء اللوم .... إنسلاخ ....من واقعنا !
فنون كثيرة إكتسبنها ... ربما نفرح بتميزنا بها .... أتْقَنها ... عِشناها ...
أتقنا الهروب من واقعنا .... حتى صار بإمكاننا ان نهرب بتفكيرنا الداخلي من تفكيرنا الضميري .... هربنا من اي مواجة تغير داخلنا .... هربنا حتى من العبارات و الشعارات... و ربما تصل ببعضنا الى ان يهرب من أحاديث و آيات .... تحت شعار " لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم "....
حالة من الحساسية الفكرية المفرطة من كلمات كانت في سابق شعار دعوتنا ... منهجنا ...فكرنا ....
أغلقنا أسماعنا عنها .... دُسناها .... و صرخنا ...كي لا نسمع أنينها .... صرخنا : عفنا هذا الزمن! ... عفناه! ...عفنا الى اين نُقاد ...صرخنا ...و لكن لم نرى اننا من يقود نفسه .....
صرخنا ... في محاولة يائسة الى نهوض ...نهوض كنهوض أبتر القدم ... أعور العين ...يريد مشاركة في ماراتون !

بعد ان كان على العالم لينهض ...ان يتكئ على ما بنيناه من قيم و مبادئ و فكر ... بعد ان كان لكلمة منا صدى جاوز ما بين الأفق و الأفق ... بعد ان كُنا الطبيب ...بعد ...
اصبحنا في كل يوم نمثل إحتضارنا اما مرآة نتفرج على انفسنا ....


....
...
..
.



ربما لم نعد نريد ان نُعيد مجدنا ... او حتى مجداً من امجادنا ...بعد ان كان المجد هو قطرة صغيرة من قطرات بحر من بحور فعلنا ...
محاولة يائسية الى الهروب ...إلقاء اللوم على الواقع ...

سُكْر ... تُقية ... كذب ... غش ... خداع ... لماذا الإستغراب ؟ ...

لم تعد لأي من قيمنا و افكارنا أثر في حياتنا ... لم يعد لأخلاقيتنا ظهور في معاملتنا ، التى فتح اجدادنا بها بلاد ... و اهتدى على ايديهم عباد !
ما أسكر كثيره فقليله حرام ...في قياس غير شرعي ....في قياس بعيداً عن القواعد الفقهية ... في قياس لغوي لا اكثر ...

تفننا في انواع السكر ... فالسكر التوقيت ...و سكر اللهو ...و غيره من انواع السكر ...كان لنا شرف ! ...نعم.. شرف إكتشافها ... و تطويرها ... الحمد لله ...
سكر ...ابتركناه لنهرب بعقولنا من ما نعيش فيه ...صور كثيرة ، جعلناها منفذ للهروب ، جلسات شبابية سهرات و سمر و لهو ... مَلئت وقتنا ...ننظر في نهارنا ... تلقاه بين " ترويقة" و " غدا " و " عشا" مع الشباب ... في مكان هنا او هناك ... سَمَرٌ على نكت نعيدها في الجلسة الواحدة اكثر من مرة ...إضاعة للوقت ... طيش .... و لهو ... لست أذكر ما اقول لألقي اللوم على غيري ... كلنا مشتركون في ضياعنا ، كلنا مشتركون في ما وصلنا إليه ...
ضُعنا او أضعنا انفسنا ...او حاولنا اضاعة انفسنا ... حاولنا الهروب بضياعنا ... كالطفلة تخبء رأسها بين يديها خجلاً و حياء ... اصبح للمصطلحات مفاهيم نضعها حسب المواقف ....اصبح للمفاهيم مصطلاحات نضعها ايضاً حسب المواقف ...
نكفر اصحاب التقية و المتعة ... و نسينا اننا نعيش مع انفسنا قبل المقربين منا في تقية متواصلة ... نظن "تبيض الوجه" و اخفاء بعض الحق ...دعوة ... و تأليف قلوب ...

تعودنا ... على حوارات فارغة من الفهم و الفكر ....مليئة بالتحاكم الى الخلفيات ... نحكم على اي فكرة يلقيها الشخص من خلال ما سمعنا عنه في " زواءيء" ...
لم نصل الى هنا بخطأ أرتكبه شخص في زاوية من زوايا بلدتنا او غيرها ! ... وصلنا الى هذا بتراكم الأخطاء... بقلة المراجعات ... بتهاوننا ... ب "لا مبالاتنا"... بخوفنا من التغير ! ... ب...ب... لن نَجْلس كغيرنا نُعَدِد و نَنْدب ... فالطريق هيا طريق الموقف الجاد و السعي للتَغَير قبل التَغْير ... فيها مصادق قوله تعالى : " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..."

الزاهر
04-06-2009, 08:16 AM
أول شي ... لو إنك كاتبو بالأزرق كنت فكرت حالي أنا اللي كاتبو يا زلمة :) ... بتستخدم نفس طريقتي بكل تفاصيلها !!! :)

تاني شي ... لم يظهر على الموضوع بعد ملامح غير ملامح التشخيص وقليل قليل من ملامح مسببات ... وهو حتى الآن ينطبق عليه ... من قال هلك الناس ، فهو أهلكُهم أو أهلكَهم وإذا بدك التنين مع بعضهم !

رح جي بنفس الفكرة من نظرة من مكان آخر ... حيث لي صديق (عدد 2) ... كان فاعلا في العمل الإجتماعي الدعوي المنظم ... خلال الفترة التي كانت فيها الجماعة الإسلامية قوية وتمارس دورها الأساسي وبعيدة عن السياسة والآخر كان في جماعة عباد الرحمن .... والآن الإثنين في القلمون ... والإثنين لا يشاركون الشباب الذين هم موضوع الحديث لقاءاتهم على الطعام والكلام لسبب واحد .... "نحنا ما كنا نأعد جلسة إلا كنا نطلع بمشروع أو نكون خلصنا تخطيط لشي مفيد ... فإذا ما بدنا نطلع بشي ونضيع وئتنا ما في داعي نجتمع" ... لذلك ندعوا هؤلاء - ونحن منهم - إلى استغلال هذه الإجتماعات في ما هو مفيد ولو على الصعيد الشخصي ... (أنا من وئت صار معي محمول عطول بنزلو بشتغل عليه :) ... مناكل شوية مسبات بس ما بيهم !!! ) ...

ثقافة الكلام بغير عمل انتشرت في الفترة الفائتة بشكل وبائي وواسع بحيث لم يعد من السهل تداركها ... وسبب ذلك تفكك العمل الإسلامي في البلدة وعندما سنحت الفرصة لإعادة الوضع كما يجب دخل القادرون على ذلك المعركة الإنتخابية وتركوا الساحة للصائدين في الماء العكر أصحاب اللون الأزرق وأصحاب القطاع الديني ولم يبق من القادرين على تدارك الأمر إلا فئة قليلة تعيد بناء نفسها من جديد !!! وإعادة ثقافة العمل يحتاج وقت كبير ...

تخيل حادث سيارة ... الحادث يحدث خلال 4 ثواني وينتهي ... لكن آثاره تحتاج أحيانا لأشهر كي تنتهي ... وهنا الأمر ذاته ... وخاصة إذا لم يتوفر لك دواء كاف أو طبيب يعالج !!!

والأمر بعد الحادث عادة يتطلب مستشفى ... فيها أطباء من عدة اختصاصات ... لهم تجربة واسعة في الطب وعندهم العلم الكافي .... عملهم منظم في ما بينهم .. كل له دوره في هذه المؤسسة الطبية الكبيرة .... كذلك المجتمع ... مجتمعنا المريض .... هو بحاجة لمستشفى لما في هذا المجتمع من أمراض متعددة ومتنوعة ... مستشفى منظم فيه الأطباء المختصون في كل الإختصاصات ... لكن داء المجتمع هو جاهليته ... ودوائه هداية الدعوة الإسلامية ... هذه المستشفى مطالبة بالمحافظة على دورها ... وأن لا تدخل في أعمال ومشاريع جانبية تمنعها من تأدية دورها الأساسي !!! ... أرادت أن يشارك طاقمها في سباق رياضي ...يجب أن لا يكون ذلك على حساب صحة المرضى والعناية بهم !!! (ما هيك يا أخ أبو خليل ؟)

هذه الظاهرة البئيسة ... أما علاجها بدو شوية (أو كتير) حك راس ... خلونا نشوف شعنا وشعندكم ... خطوات عملية للضغط ثم التأثير على "إدارة المستشفى" لتفيء من غفلتها !!! - على حد زعمنا

صَقْر
04-06-2009, 03:02 PM
بارك الله بك يا زاهر ...
ما كَتبْتَه تعقيباً على خاطرتي هوا ما اردت الوصول اليه ، رغم اني لم اتوقع مشاركات في الموضوع على هذا النحو بس توقعت بضع كلمات في المشاركة الواحدة لا تعدو كونها شكراً او ما شابه ... فأشكرك على هذا التوجيه الحواري للخاطرة و هذا ما اردته

صدقت فيه تشخيص من زاوية معينة ... حاولت الإبتعاد عن المسببات ...
رأي من رأيك في كل ما كتبت ، فلم اعرف بما اعلق او ازيد
بارك الله بكم مرة ثانية ...

حُسَينْ ... !
04-06-2009, 04:46 PM
ما شاء الله ...
بداية موفقة اخي بهذه الخاطرة الرائعة ! عجبتني ...
بس وقت شارك زاهر ، عطي الموضوع بعد سببي و ملامح مسببية ! :)
خيو صقر اهلاً و سهلاً فيك ... و اذا هيكا البداية ، ف ما تحرمنا من مشركاتك !

الزاهر
04-06-2009, 05:02 PM
هلا خيو ... حاسك بتعرفني عالقريب ؟؟
وبيني وبينك ... لا تتشكرني كتير ها ... بتنغر نفسي :) !!


بتمنى من الأخ حميطون صاحب عبارة "مدري ليش الشباب بيكون عندهم وضوح بالأهداف على عكس الكبار" (بتصرف) يشاركنا الموضوع كونو لعلمي من رأينا بهالأمر كذلك الدكتور وسيم ...

وصلنا لأصة طرق ضغط عملية من قبل الشباب للضغط عإدارة المستشفى لحتى ما تفوت بمشاريع تمنعها من تأدية دورها الأساسي !!! - ولا رأيكم لسا ما وصلنا لهون ؟

وبالعادة بس نوصل لهون بيموت الموضوع ... لأن ما حدى مستعد يحك راسو !!! ... كذلك يا ريت من الي بيتابعو وآرائهم نيرة ما يضلو متابعين وبس ... لأن بيضرو أكتر ما بيفيدو ... شاركونا آرائكم !!!! ... أحسن ما نبلش نسمي ها !!! :)

هادي شقرة
04-06-2009, 08:10 PM
يعني يا شباب الحمدلله ايش ما صار بلالمون بدلو الشعب ا لالموني فاي امان ولكن احيانا هذا الايمان ينزل الى اسفل القلب و يغطى بالشهوات و الامور الدنيوية يعني مثل ان ناتي بكوب من الشاي و نضع فيه ثلاث معالق سكر ولا نحرك الشاي سنجد السكر في اسفل الكوب ولا نصتطيع تذوقه فيجب ان يحرك الايمان عند الناس حتى يملاء قلوبهم وبكل الطرق نشاطات رياضية و رحلات و مخيمات و محاضرات ....و و و

أبو حسن
04-06-2009, 10:51 PM
باختصار، الإشكالية المطروحة هي على مستويين: المستوى الفردي والمستوى الجماعي...

أما على المستوى الفردي، فالشاب الملتزم غير معذور أبدا في أن يعيش ازدواجية أو انفصاما في الشخصية والسلوك... وأي خلل على هذا المستوى، مرده إهمال الشاب الملتزم تربية نفسه وتعهّدها...

من ثم فإن الخلل على المستوى الفردي يؤدي حتما للخلل على المستوى الجماعي...

لكن الواقع الذي نعيشه، يطرح إشكالية أخرى على المستوى الجماعي... فسابقا، وبغض النظر عن مدى التزام الفرد بخط الحركة الإسلامية (سواء الجماعة أو العباد أو غيرهم...) كانت هذه الجماعة تشكل غطاء لحركة هذا الأخ... يسمح له بالتحرك بمرونة بما يتوافق مع قناعاته ولا يتعارض أو يتناقض مع الخطوط العريضة للحركة/الغطاء... أما اليوم فإن أي تحرك هو بلا غطاء... مما يجعل من العمل/التخطيط الجماعي أمرا ليس بالهين... فيفضل بعض الشباب اختيار العزلة واجتناب النشاطات... إضافة إلى عوامل أخرى مهمة... وهي أن معظم هؤلاء الشباب صاروا آباء وأصحاب عائلات ومهن تستهلك وقتهم... وإدارة الوقت ليست بالأمر الهين واليسير...