الزاهر
04-06-2009, 06:28 PM
اليوم أنهيت قراءة كتاب "حق الوالدين على الأبناء وحق الأبناء على الوالدين - يوسف علي بديوي - دار ابن كثير" في التاكسي وللأسف ما بقيلي صفحات إقرأها أنا وراجع عالضيعة :) ... ضجرنا بالرجعة !!
ولفت انتباهي قسم جميل ضمن باب "حق الأبناء على الأبوين" وهو من الآداب التي على الأبوين تعليمها للأولاد ... ويمكن اعتباره داخل في الحوار (أو الجدل إذا بدكم) الذي حصل في موضوع "نكت (http://forum.qalamoun.com/showthread.php?t=9412)" ... وأنقل من الكتاب :
"المِزاح: هو المطايبة في الكلام، والانبساط مع الغير من غير أذى. وهو مندوب إليه بين الإخوان والأصدقاء والخلان بما لا أذى فيه ولا ضرر ولا قذف ولا غيبة ولا شين في عِرض ودين، ولا استخفاف بأحد منهم؛ لما فيه من ترويح القلوب من عناء الجِد ووعثاء العمل، والاستئناس.
والإنهماك فيه يسقط الحشمة، ويقلل الهيبة، والفحش فيه يورث الضغينة، ويحرك الأحقاد الكمينة؛ لأنه يجر حينئذ إلى ترك التحرز والاحتياط من الهجر.
ولا بأس به لمن قصد حسن العشرة، والتواضع للإخوان، والانبساط معهم، ودفع الحشمة بينهم من غير استهتار أو إخلال بمروءة أو نحوه.
وللمزاح آداب ينبغي على الوالدين والمربي توجيه الولد إلى اتباعها والتخلق بها، ومن ذلك:
اجتناب الكذب في المزاح : قال صلى الله عليه وسلم :"ويل للذي يحدث فيكذب ليُضحك به القوم، ويل له، ويل له".*
قال المناوي :"كرر "ويل له" إيذانا بشدة هلكته، وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة، كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء : إبراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القبح."
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة، والمراء وإن كان صادقا"**
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح، لكن بحق، فعن أبي هريرة قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا - أي تمازحنا - قال : "إني لا أقول إلا حقا"***
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله، فقال:"أنا حاملك على ولد ناقة" قال : يا رسول الله! وما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"وهل تلد الإبل إلا النوق؟****
وأتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله! ادع الله أن يُدخلني الجنة، فقال :" يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز"، فولّت وهي تبكي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، قال الله تعالى : إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ [ الواقعة : 35 - 37]" *****
عدم الأذى في المزاح : قال صلى الله عليه وسلم :"لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها". ‘
وعن عبد الله بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلما"‘‘
عدم الإفراط في المزاح : أصل المزاح مذموم، ومنهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم :"لا تمارِ أخاك ولا تمازحه".‘‘‘
والمزاح المنهي عنه هو الإفراط فيه، أو المداومة عليه، لأن المداومة فيها إشغال باللعب والهزل، ولأن الإفراط فيه يورث كثرة الضحك، وكثرة الضحك تميت القلب، وتورث الضغينة في بعض الأحوال، وتسقط المهابة والوقار.
ومن الغلط أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليها، قال عمر: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف فيه، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه، قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه." - انتهى.
__________
* رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم.
** رواه أحمد والطبراني.
*** رواه الترمذي وأحمد والبخاري في "الأدب المفرد".
**** رواه الترمذي وأبو داود والبخاري في "الأدب المفرد".
***** رواه الترمذي.
‘رواه أبو داود والترمذي.
‘‘رواه أبو داود والترمذي.
‘‘‘ رواه الترمذي.
ولفت انتباهي قسم جميل ضمن باب "حق الأبناء على الأبوين" وهو من الآداب التي على الأبوين تعليمها للأولاد ... ويمكن اعتباره داخل في الحوار (أو الجدل إذا بدكم) الذي حصل في موضوع "نكت (http://forum.qalamoun.com/showthread.php?t=9412)" ... وأنقل من الكتاب :
"المِزاح: هو المطايبة في الكلام، والانبساط مع الغير من غير أذى. وهو مندوب إليه بين الإخوان والأصدقاء والخلان بما لا أذى فيه ولا ضرر ولا قذف ولا غيبة ولا شين في عِرض ودين، ولا استخفاف بأحد منهم؛ لما فيه من ترويح القلوب من عناء الجِد ووعثاء العمل، والاستئناس.
والإنهماك فيه يسقط الحشمة، ويقلل الهيبة، والفحش فيه يورث الضغينة، ويحرك الأحقاد الكمينة؛ لأنه يجر حينئذ إلى ترك التحرز والاحتياط من الهجر.
ولا بأس به لمن قصد حسن العشرة، والتواضع للإخوان، والانبساط معهم، ودفع الحشمة بينهم من غير استهتار أو إخلال بمروءة أو نحوه.
وللمزاح آداب ينبغي على الوالدين والمربي توجيه الولد إلى اتباعها والتخلق بها، ومن ذلك:
اجتناب الكذب في المزاح : قال صلى الله عليه وسلم :"ويل للذي يحدث فيكذب ليُضحك به القوم، ويل له، ويل له".*
قال المناوي :"كرر "ويل له" إيذانا بشدة هلكته، وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة، كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء : إبراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القبح."
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة، والمراء وإن كان صادقا"**
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح، لكن بحق، فعن أبي هريرة قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا - أي تمازحنا - قال : "إني لا أقول إلا حقا"***
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله، فقال:"أنا حاملك على ولد ناقة" قال : يا رسول الله! وما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"وهل تلد الإبل إلا النوق؟****
وأتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله! ادع الله أن يُدخلني الجنة، فقال :" يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز"، فولّت وهي تبكي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، قال الله تعالى : إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ [ الواقعة : 35 - 37]" *****
عدم الأذى في المزاح : قال صلى الله عليه وسلم :"لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها". ‘
وعن عبد الله بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلما"‘‘
عدم الإفراط في المزاح : أصل المزاح مذموم، ومنهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم :"لا تمارِ أخاك ولا تمازحه".‘‘‘
والمزاح المنهي عنه هو الإفراط فيه، أو المداومة عليه، لأن المداومة فيها إشغال باللعب والهزل، ولأن الإفراط فيه يورث كثرة الضحك، وكثرة الضحك تميت القلب، وتورث الضغينة في بعض الأحوال، وتسقط المهابة والوقار.
ومن الغلط أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليها، قال عمر: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف فيه، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه، قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه." - انتهى.
__________
* رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم.
** رواه أحمد والطبراني.
*** رواه الترمذي وأحمد والبخاري في "الأدب المفرد".
**** رواه الترمذي وأبو داود والبخاري في "الأدب المفرد".
***** رواه الترمذي.
‘رواه أبو داود والترمذي.
‘‘رواه أبو داود والترمذي.
‘‘‘ رواه الترمذي.