تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة فقهية أصولية: التعريف بالشافعية ومؤلفاتهم



أبو حسن
16-06-2009, 10:31 PM
التعريف بالشافعية ومؤلفاتهم
فارس العزاوي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد:

فهذه خلاصة موجزة عن مذهب الشافعية حاولنا من خلالها الوقوف على أهم مقاصده من حيث تاريخ نشأته وتطوره، وأبرز أعلامه ومؤلفاتهم، مع التركيز على بعض التنبيهات التي تخص طالب المذهب، وكان من أسباب وضعها عزوف كثير من طلبة العلم عن المطولات في بابها مع أهميتها وضرورتها، ومن المهم في هذا السياق أن ننبه على أمرين:

الأول: دراسة المذهب إنما هو وسيلة وليست غاية، الغرض منها التدرج في فهم مسائل الفروع، وكيفية استفادة الأحكام من الأدلة التفصيلية من خلال المناهج التي وضعها العلماء.

الثاني: جواز التقليد إذا كان مشروعاً، والتقليد هو قبول قول الغير من غير حجة[1]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " والذي عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز في الجملة، والتقليد جائز في الجملة "[2]، وإنما وجه الجواز فيه أن العامي غير قادر على الاجتهاد، قال الرازي في محصوله:" يجوز للعامي أن يقلد المجتهد في فروع الشرع "[3]، علماً أن العامي يراد به معنيان: الأول: أنه غير المجتهد، وقد نص العلماء على أنه يكون ملتزماً بمذهب من المذاهب المعتبرة من غير تعصب.والثاني: أنه من غير المهتمين بالعلم وطلبه، فيكون مذهبه مذهب من يفتيه[4].

وأما التقليد الممنوع فهو المذموم، ويمكن حصره في الآتي:
- ما قامت الأدلة على خلافه.
- تقليد إمام بعينه دون سواه بحيث تقبل جميع أقواله وإن خالفت الحق.
- تقليد القادر على الاستنباط والاجتهاد والنظر، فلا يجوز للمجتهد أن يقلد غيره، وهو مذهب جمهور العلماء، وهذا أصل استثنى منه بعض الأئمة جواز تقليد المجتهد لغيره إذا خاف المجتهد فوات الحادثة ولا يسعه الوقت للاجتهاد، وهو مذهب عبد الوهاب بن نصر من المالكية، وأحمد بن سريج من الشافعية[5].

التعريف بالمذهب:

المذهب يطلق ويراد به معنيان:

الأول: المنهج الفقهي الذي سلكه فقيه مجتهد أدى به إلى اختيار جملة من الأحكام.

الثاني: مجموعة من آراء المجتهد في الأحكام الشرعية استنبطها من أدلتها التفصيلية، والقواعد والأصول التي بنيت عليها.

وهو بهذا المعنى يطلق على القواعد الأصولية التي تعتبر منهجاً للاستنباط واستخراج المسائل الفرعية، وينطلق عليه أيضاً ما تم استنباطه من فروع فقهية.

وقد اعتاد المتأخرون وضع بعض المداخل التي تسهل لطلاب المذاهب دراستها، وذلك ببيان أهم الكتب المؤلفة فيها، واصطلاحاتها، والأدوار التي مرت بها، مع الأخذ بنظر الاعتبار أهمية وقوف الطلاب على الراجح في كل مذهب؛ لئلا ينسب قول للمذهب ليس معتمداً فيه، قال النووي: " لا يجوز لمن كانت فتواه نقلاً لمذهب إمام إذا اعتمد الكتب أن يعتمد إلا على كتاب موثوق بصحته، وبأنه مذهب ذلك الإمام "[6]، ويبدوفي نظر الباحثأن أكثر المذاهب اهتماماً بهذا المسلك هم الشافعية والحنابلة دون أن تغفلها ولا شك بقية المذاهب، إلا أن الباحث لم يقف على كتب تخصصية في هذا الباب لدى متأخري الحنفية والمالكية، إلا أن الدكتور علي جمعة ذكر من كتب الأحناف التي اهتمت بهذا الباب النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير لعبد الحي اللكنوي، وحسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي لمحمد بن زاهد الكوثري. وذكر من كتب المالكية كشف النقاب الحاجب عن مصطلح ابن الحاجب لابن فرحون، ومقدمة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف لكتاب الأكليل شرح مختصر خليل، وهي كما ترى ليست كتباً متخصصة في المداخل.

وأما كتب الحنابلة، فمنها: كتاب المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل لعبد القادر بن بدران، وكتاب أصول مذهب الإمام أحمد للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وكتاب المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب للدكتور بكر عبد الله أبو زيد، وهذا الكتاب يعتبر أفضل ما سطر من كتب المداخل ومصطلحات المذاهب؛ إذ فيه تفصيل لكل ما يتعلق بمذهب الحنابلة، وقد وفق المؤلفرحمه الله تعالى في بيان مقاصد مذهب الحنابلة بما يشفي ويكفي طالب المذهب، وهو دليل على عظيم همته وقوة عزيمته في التأليف والتصنيف، وليس هذا غريباً، فمصنفاته أشهر من أن يشار إليها في هذا السياق، ولطالما وددنا أن يكون مثل هذا الكتاب في مذهب الشافعية، إلا أن الهمم قاصرة والعزائم خائرة في جمع مصنف كمصنفه.

وأما كتب الشافعية، فمنها: مقدمة المجموع للإمام النووي التي ضمنها بعضاً من هذه المقاصد، وكتاب الفوائد المدنية في بيان اختلاف العلماء من الشافعية لمحمد بن سليمان الكردي، وكتاب الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية من المسائل والضوابط والقواعد الكلية لعلوي بن أحمد السقاف، وكتاب معجم في مصطلحات فقه الشافعية لسقاف بن علي الكاف، والمذهب عند الشافعية للدكتور محمد إبراهيم أحمد علي وهو بحث منشور في مجلة جامعة الملك عبد العزيز العدد الثاني، وكتاب المذهب عند الشافعية لمحمد الطيب اليوسف، والمدخل إلى مذهب الإمام الشافعي للدكتور أكرم يوسف القواسمي، وهي من أجمع الكتب وأفضلها وأنفعها في بابها عند الشافعية، وأصلها رسالة دكتوراه من الجامعة الأردنية، وكتاب سلم المتعلم المحتاج إلى أدلة ورموز المنهاج لأحمد ميقري شميلة الأهدل، وكتاب الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج لأحمد بن سميط.


الهوامش:
[1] المستصفى، أبو حامد الغزالي، ج4ص139 .
[2] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج20ص203 .
[3] الرازي، المحصول في أصول الفقه، ج6ص73 .
[4] صوب الركام في تحقيق الأحكام، عبد الرحمن بن عبيد السقاف، ج1ص32 .
[5] الفتوى: نشأتها وتطورها ـ أصولها وتطبيقاتها، د. حسين محمد الملاح، ص388 .
[6] المجموع شرح المهذب، محي الدين النووي، ج1ص652 .

يُتبع

أبو حسن
16-06-2009, 10:36 PM
التعريف بمذهب الإمام الشافعي:

هو اجتهادات الإمام الشافعي في الأصول والفروع التي ضمنها مصنفاته كالأم والرسالة، أو ما أملاها على تلاميذه، وجعلوها في مصنفات مشهورة كمختصر المزني والبويطي.

التعريف بمذهب الشافعية:

هو الجهود العلمية في الفقه والأصول والقواعد التي قدمها كل من انتسب إلى مذهب الشافعية والتزم بمنهج الشافعي وأصوله وقواعده، ولم يخرج عنها.

فوائد دراسة المذهب:

دراسة المذهب تتجلى فيها فوائد متعددة، منها:

أولاً: فهم ألفاظ الفقهاء، قال ابن دقيق العيد: " من لم يدقق بألفاظ الفقهاء لم ينل الفقه ".

ثانياً: التدرج في فهم المسائل وربطها بالأدلة، وهي مرحلة متقدمة في دراسة المذهب، لا يصل إليها إلا من استطاع فهم الأدلة وكيفية استخراج الأحكام منها وإن لم يستطع ممارسة الاجتهاد.

مراحل تخريج الأحكام من أدلتها التفصيلية:

ربط الأحكام بالأدلة يمر بجملة من المراحل، يمكننا بيانها في الآتي:

أولاً: تصور المسائل قبل طلب الدليل لها، وهذا مبني على قاعدة منطقية معروفة: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

ثانياً: فهم المسائل قبل الاستدلال لها.

ثالثاً: الاستدلال ومعناه طلب الدليل، ويقصد به الدليل الشرعي.

رابعاً: تحقيق المسائل بربطها بدليها.

خامساً: تدقيق المسائل بربطها بدليل آخر، والغرض منه الوقوف على عوارض الأدلة من الإجمال والبيان، والإطلاق والتقييد، والعموم والخصوص، والناسخ والمنسوخ.

سادساً: معرفة مناطها، والمقصود به التحقق من المحل الذي يرتبط به الحكم.

سابعاً: معرفة حكمها.


يُتبع

أبو حسن
18-06-2009, 09:20 PM
التعريف بالإمام الشافعي:

هو الإمام المجتهد محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، أبو عبد الله المطلبي الشافعي الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث فقيه الملة، ولد بغزة في فلسطين سنة 150هـ، ونشأ في عائلة اتسمت بالفقر وقد فقد والده، فتربى في حجر أمه، ثم انتقلت به إلى مكة المكرمة وهو ابن سنتين، وقد حرصت على تنشئته تنشئة صالحة، فبدأ بتعلم الرمي، ثم أقبل على تعلم العربية والشعر فبرع بهما، ثم حبب إليه الفقه، فساد أهل زمانه.أخذ العلم ببلده عن: مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة، وداود بن عبد الرحمن العطار، وعمه محمد بن علي بن شافع، وسفيان بن عيينة، وعدة غيرهم.ثم ارتحل إلى المدينة بعد أن تجاوز العشرين بقليل فأخذ عنه الموطأ حفظاً وعرضاً وفقهاً وأصبح من أبرز تلاميذه.

وأخذ كذلك من بعض علماء اليمن منهم مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف القاضي.وأخذ ببغداد عن فقيه العراق محمد بن الحسن الشيباني، ولازمه، وحمل عنه.وصنف التصانيف، ودون العلم، ورد على الأئمة متبعاً الأثر، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وبعد صيته، وتكاثر عليه الطلاب، وكان قد قدم بغداد مرتين في الأولى طالباً للعلم، وفي الثانية معلماً، ثم انتقل إلى مصر أواخر سنة تسع وتسعين ومائة للهجرةوبقي بها حتى وفاته سنة أربع ومائتين[7].

أدوار مذهب الشافعية:

مر مذهب الشافعية بعدة أدوار حتى وصل إلى صورتها المعروفة اليوم، وقد اختلف العلماء في حقيقة هذه الأدوار، فبعضهم جعلها أربعة أدوار[8]، وبعضهم زاد وجعلها ستة أدوار[9]، وليس غرضنا إلا عرض صورة موجزة حول نشأة المذهب وتطوره، وكيفية تدرجه حتى وصوله إلى صورته النهائية، ولذلك سوف نسلك منهجية الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي في تقسيمه لأدوار مذهب الشافعية؛ لأنها تعتبر أكثر سهولة من غيرها وليس بالضرورة أن تكون أفضل من غيرها، إلا أننا حرصنا على منهجية التيسير في عرض المذهب.

أولاً: دور التأسيس:

شهد هذا الدور مرحلتين:

المرحلة الأولى: المذهب القديم:

وهو اصطلاح أطلقه علماء الشافعية على مجموعة الآراء الفقهية التي صرح بها الإمام الشافعي في بغداد استنباطاً من حصيلته العلمية التي تلقاها في العراق والحجاز، ويدخل في هذه المرحلة كل ما قاله الإمام الشافعي قبل دخوله مصر كما رجح ذلك ابن حجر الهيتمي وغيره.

أبرز تلاميذ الشافعي ببغداد:

- إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي:
هو الإمام الحافظ الحجة المجتهد، مفتي العراق، أبو ثور، الكلبي البغدادي الفقيه، ويكنى أيضاً أبا عبد الله، ولد في حدود سنة سبعين ومائة للهجرة، كان من أصحاب الرأي في بغداد، حتى جاء الإمام الشافعي إليها في القدمة الثانية، فحضر مجلسه وصار من أصحابه، ونقل عنه مذهبه القديم، توفي في صفر سنة أربعين ومائتين[10].

- الحسين بن علي الكرابيسي البغدادي:
العلامة، فقيه بغداد، أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد البغدادي، صاحب التصانيف، تفقه بالشافعي وغيره، وكان من بحور العلم، ذكياً فطناً فصيحاً لسناً، تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره، إلا أنه حدث بينه وبين الإمام أحمد ما هُجر عليه بسببه، توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين[11].

- الحسن بن محمد الصبَّاح الزعفراني البغدادي:
الإمام العلامة، شيخ الفقهاء والمحدثين، أبو علي، الحسن بن محمد الصباح، البغدادي الزعفراني، ولد سنة بضع وسبعين ومائتين.أخذ العلم من عدد كبير من العلماء، وقرأ على الشافعي كتابه القديم، وكان مقدماً في الفقه والحديث، ثقة جليلاً، عالي الرواية، كبير المحل، توفي في شعبان سنة ستين ومائتين ببغداد[12].

- أحمد بن محمد بن حنبل:
هو الإمام حقاً، وشيخ الإسلام صدقاً، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي البغدادي، أحد الأئمة الأعلام، ولد سنة أربع وستين ومائتين للهجرة، تفقه وتعلم على خلق كثيرين حتى بلغ عدد من روى عنهم في المسند مائتين وثمانين ونيف، ومنهم محمد بن إدريس الشافعي، قال فيه الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد، قال ابن الجوزي: كان الإمام لا يرى وضع الكتب، وينهى عن كتب كلامه ومسائله.ولو رأى ذلك لكانت له مصنفات كثيرة، ومع ذلك فقد خلف ثروة عظيمة في الحديث حيث صنف المسند وفيه ثلاثون ألف حديث، وله مصنفات أخرى في فنون أخرى، وقد تعرض لفتنة ومحنة خلق القرآن الذي أحدثها المعتزلة وتبناها بعض خلفاء بني العباس وثبت بفضل الله تعالى حتى توفاه الله ثابتاً على الحق نحسبه كذلك والله حسيبه سنة إحدى وأربعين ومائتين فكان إماماً لأهل السنة والجماعة بحق[13].

أهم مؤلفات الشافعي في المذهب القديم[14]:

تسمى مؤلفات الشافعي في مذهبه القديم بالمصنفات العراقية، حيث صنفها ما بين سنة خمس وتسعين للهجرة وسنة تسع وتسعين للهجرة، ومن المعلوم أن هذه المصنفات لم يصل منها شيء، إلا أنها تنسب إليه قطعاً؛ لكونها من آثاره العلمية، ومنها:

- أولاً: كتاب الحجة:
وهو كتاب في الفروع الفقهية مرتب على أبواب الفقه، وسماه الزعفراني الحجة؛ لأن مقصد وضعه الرد على فقهاء الرأي من الحنفية وغيرهم من فقهاء العراق.

- ثانياً: الرسالة العراقية ( القديمة ) :
وهي الرسالة التي صنفها الإمام الشافعي في بغداد خلال قدمته الثانية إليها، حيث طلب منه عبد الرحمن بن مهدي أن يصنف كتاباً في الأصول، فوضعها الشافعي وأرسلها إلى البصرة حيث إقامة الإمام عبد الرحمن بن مهدي، فسميت بالرسالة بناء على ذلك.


- الهوامش:

[7] سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، ج10ص5 .
[8] وهو مسلك الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي في بحث عنوانه: المذهب عند الشافعية، منشور في مجلة جامعة الملك عبد العزيز، 1398هـ/1978م .
[9] وهو مسلك الدكتور أكرم يوسف القواسمي في كتابه الماتع: المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي، ص294 .
[10] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج12ص72، المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي، مرجع سابق، ص92 .
[11] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج12ص79 .
[12] المرجع السابق، ج12ص262 .
[13] المرجع السابق، ج11ص177، تاريخ التشريع الإسلامي، مناع القطان، ص379 .


يُتبع

الزاهر
19-06-2009, 12:41 AM
جميل،
بارك الله بكم، بس لا تطولو المشاركات أكتر من هادي ها !! :)

أبو حسن
19-06-2009, 11:12 AM
تكرم عينك أخي زاهر

حرصتُ من البداية على عدم إطالة المشاركات حتى لا يمل القارئ... لكن المشاركة الأخيرة فرضت نفسها...

أبو حسن
21-06-2009, 09:58 PM
المرحلة الثانية: المذهب الجديد:

انتقل الإمام الشافعي إلى مصر في أواخر سنة تسع وتسعين [ومائة] للهجرة، وهناك غير اجتهاداته فظهر ما يسمى بالمذهب الجديد، وكان من الأسباب التي دعته إلى ترك بغداد والتوجه إلى مصر[15]:

- أولاً: غلبة العنصر الفارسي في بغداد، وتقريب المأمون للمعتزلة، وميله إلى مناهج بحثهم.

- ثانياً: البحث عن تلاميذ يحملون فقهه وعلمه، وقد علم كيف أن تلامذة الليث بن سعد قد خذلوا إمامهم حتى قال الشافعي: كان الليث بن سعد أفقه من مالك لكن خذله طلابه.

- ثالثاً: الاطلاع على بلاد جديدة.

- رابعاً: إجابة دعوة العباس بن عبد الله الهاشمي للرحلة إلى مصر، من أجل نشر علمه ودعوته.

وهناك جملة من الأسباب التي دعت الشافعي إلى ترك المذهب القديم ببغداد، من أبرزها[16]:

- أولاً: اطلاعه على كثير من السنن والآثار مما لم يكن قد سمعها من قبل.

- ثانياً: اعتماده على قياس جديد يكون أرجح من القياس الأول القديم.

- ثالثاً: اختلاف البيئة، ففي مصر رأى العادات والحالات الاجتماعية تختلف عما كانت عليه في الحجاز والعراق.

أبرز تلاميذ الشافعي بمصر:

- يوسف بن يحي البويطي:
الإمام العلامة، سيد الفقهاء، يوسف أبو يعقوب بن يحي، المصري البويطي، صاحب الإمام الشافعي، لازمه مدة، وتخرج به، وفاق الأقران، كان إماماً في العلم، قدوة في العمل، زاهداً ربانياً، متهجداً، دائم الذكر والعكوف على الفقه، وقد خلفه الإمام الشافعي على حلقته بعد وفاته، وقد امتحن بفتنة خلق القرآن وسيق إلى بغداد وتوفي في السجن سنة إحدى وثلاثين ومائتين للهجرة ثابتاً صابراً محتسباً ثباته على السنة والهدى وقد وصفه السبكي بأنه قام مقام الصديقين في موقفه[17].

- إسماعيل بن يحيى المزني:
الإمام العلامة، فقيه الملة، علم الزهاد، أبو إبراهيم، إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني المصري، تلميذ الشافعي.ولد سنة خمس وسبعين ومائة للهجرة، كان رأساً في الفقه، اشتهر بمختصره في الفقه، قال عنه الذهبي: وامتلأت البلاد بمختصره في الفقه، وشرحه عدة منالكبار، بحيث يقال كانت البكر يكون في جهازها نسخة من مختصر المزني، توفي سنة أربع وستين ومائتين للهجرة[18].

- الربيع بن سليمان المرادي:
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل، الإمام المحدث الفقيه الكبير، بقية الأعلام، أبو محمد، المرادي، مولاهم المصري المؤذن، صاحب الإمام الشافعي، وناقل مذهبه وعلمه، وشيخ المؤذنين بجامع الفسطاط ومستملي مشايخ وقته، ولد سنة أربع وسبعين ومائة أو قبلها بعام، وقد طال عمره، واشتهر اسمه، وازدحم عليه أصحاب الحديث، إلا أنه لم يكن من الحفاظ، كان من كبار العلماء، ولكن لم يبلغ رتبة المزني، كما أن المزني لم يبلغ رتبة الربيع في الحديث، توفي سنة سبعين ومائتين للهجرة[19].

- الربيع بن سليمان الجيزي:
الربيع بن سليمان الأزدي، مولاهم، المصري، الجيزي، الأعرج، كان رجلاً فقيهاً صالحاً، تفقه على الشافعي، توفي سنة ست وخمسين ومائتين للهجرة[20].


- الهوامش:

[15] المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي، مرجع سابق، ص100، تاريخ التشريع الإسلامي، مرجع سابق، ص361 .
[16] المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي، مرجع سابق، ص307 .
[17] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج12ص58، طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي، ج1ص275 .
[18] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج12ص492 .
[19] المرجع السابق، ج12ص587 .
[20] المرجع السابق، ج12ص591، طبقات الشافعية الكبرى، مرجع سابق، ج1ص259 .


يُتبع

أبو حسن
23-06-2009, 09:27 PM
أهم مؤلفات الشافعي في المذهب الجديد:

بعد أن انتقل الإمام الشافعي إلى مصر في أواخر سنة تسع وتسعين ومائة، بدأ بنشر علمه ومذهبه، وقد لحق التغيير الذي اشتهر به الشافعي في فقهه كذلك كتبه ومصنفاته، ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا السياق أن تغير اجتهاد الشافعي شمل الأصول والفروع، وقد أثمر نشره لمذهبه تصنيفه لعدة مصنفات علمية يمكن تسميتها بالمصنفات المصرية، ومن محاسن الأقدار حفظ هذه الكتب وتداولها بين طلبة العلم قديماً وحديثاً، واشتهر منها[21]:

- أولاً: كتاب الأم:
يعد كتاب الأم أجل كتب الشافعي، ولا عبرة بما شاع عند البعض من أن الكتاب ليس من كتب الشافعي وإنما هو من وضع تلاميذه؛ فالأدلة على كون الكتاب من وضع الإمام أشهر من يرد على هذه الشبهة في هذا المقام، ومع ذلك فقد تصدى ثلة من العلماء المعاصرين للرد على هذه الدعوى بما يكفي ويشفي، والكتاب عبارة عن ثلاثة وأربعين كتاباً فقهياً بدأ بكتاب الطهارة وانتهى بكتاب المكاتب[22].

- ثانياً: كتاب الرسالة:
تبين لنا فيما مضى أن الشافعي كتب رسالة أصولية؛ كان سبب وضعها طلبٌ من عبد الرحمن بن مهدي، إلا أن الشافعي قد أعاد تصنيفها بمصر، وهي المرسومة بين أيدينا، وقد حققها العلامة أحمد شاكر بعد أن قدم لها مقدمة ضافية، جازماً فيها أن الرسالة المصرية كتبها بكاملها الربيع المرادي بإملاء شيخه الشافعي.

وهنا يعرض تساؤل في غاية الأهمية لطالب المذهب وهو:

ما حكم المذهب القديم وأحكامه ومسائله؟

فنقول: استقر رأي الشافعية على أمرين:

- الأول: أن القول القديم يعتبر مذهباً في حالتين: الأولى: إذا عضده نص حديث صحيح لا معارض له.الثانية: إذا لم يخالفه في الجديد أو لم يتعرض لتلك المسألة في الجديد.

- الثاني: فيما عدا ذلك فكل مسألة فيها قولان للشافعي: قديم وجديد، فالجديد هو الصحيح، وعليه العمل، وهو المذهب حينئذ؛ وذلك لأن القديم مرجوع عنه، والمرجوع عنه ليس مذهباً للراجع.

قال النووي: " واعلم أن قولهم: القديم ليس مذهباً للشافعي، أو مرجوع عنه، أو لا فتوى عليه، المراد به قديم نص في الجديد على خلافه، أما قديم لم يخالفه في الجديد أو لم يتعرض لتلك المسألة في الجديد، فهو مذهب الشافعي واعتقاده، ويعمل به ويفتى عليه، فإنه قاله ولم يرجع عنه، وهذا النوع وقع منه مسائل كثيرة..وإنما أطلقوا: أن القديم مرجوع عنه ولا عمل عليه؛ لكون غالبه كذلك "[23].


- الهوامش:

[21] المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي، مرجع سابق، ص217 .
[22] انظر: المرجع السابق، ص227 .
[23] المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج1ص707 .


يُتبع

الزاهر
23-06-2009, 10:05 PM
قال النووي: " واعلم أن قولهم: القديم ليس مذهباً للشافعي، أو مرجوع عنه، أو لا فتوى عليه، المراد به قديم نص في الجديد على خلافه، أما قديم لم يخالفه في الجديد أو لم يتعرض لتلك المسألة في الجديد، فهو مذهب الشافعي واعتقاده، ويعمل به ويفتى عليه، فإنه قاله ولم يرجع عنه، وهذا النوع وقع منه مسائل كثيرة..وإنما أطلقوا: أن القديم مرجوع عنه ولا عمل عليه؛ لكون غالبه كذلك "[23].





هل لعلمك قام أحد بتصنيف مقارن-جامع لما لم يعارض جديد من المذهب القديم والمذهب الجديد ؟

أبو حسن
24-06-2009, 07:21 AM
هل لعلمك قام أحد بتصنيف مقارن-جامع لما لم يعارض جديد من المذهب القديم والمذهب الجديد ؟

لا أدري...

إن توصلت لشيء في الباب أضعه هنا إن شاء الله

أبو حسن
26-06-2009, 10:06 AM
أصول الشافعي في مذهبه الجديد:

ذكر الشافعي رحمه الله أصول مذهبه في كتابه الأم بقوله: " والعلم طبقات شتى: الأولى الكتاب والسنة إذا ثبتت السنة، ثم الثانية الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة، والثالثة أن يقول بعض أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -قولاً ولا نعلم مخالفاً منهم، والرابعة اختلاف أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -في ذلك، والخامسة القياس على بعض الطبقات، ولا يصار إلى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان، وإنما يؤخذ العلم من أعلى "[24].

ثانياً: دور النقل:

انتهى الأمر بعد وفاة الشافعي في عام أربع ومائتين للهجرة إلى أن يخلفه تلاميذه في حلقات العلم، وأهمهم: البويطي، والمزني، والربيع المرادي، وكان عملهم منصباً على ما يأتي:

أولاً: نقل أقوال الإمام.

ثانياً: تنمية المذهب وتوسيعه باجتهاداتهم وتخريجاتهم.

ثالثاً: إيجاد تلاميذ ينقلون عنهم المذهب.

وبالفعل فقد نبغ تلاميذ هؤلاء الأئمة، ومن أبرزهم:

- أبو زرعة القاضي:
الإمام الكبير القاضي، أبو زرعة، محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة الثقفي مولاهم، الدمشقي، وكان حسن المذهب، عفيفاً، متثبتاً، ولي قضاء الديار المصرية سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان شافعياً، وولي قضاء دمشق، وقد نشر مذهب الشافعية بدمشق، توفي سنة اثنتين وثلاثمائة للهجرة بدمشق[25].

- القفال الشاشي:
الإمام العلامة، الفقيه الأصولي اللغوي، عالم خراسان، أبو بكر، محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الشافعي القفال الكبير، إمام وقته، بما وراء النهر، وصاحب التصانيف، أول من صنف في الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وشرح رسالة الشافعي، وعنه انتشر فقه الشافعية بما وراء النهر، وقد ذكر النووي أنه إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هو لا القفال المروزي، وله تفسير نصر فيه بعض عقائد الاعتزال والكمال عزيز[26].

- عبدان المروزي:
عبدان بن محمد بن عيسى، الإمام الكبير، فقيه مرو، أبو محمد المروزي الزاهد، تفقه بأصحاب الشافعي، الربيع وغيره، وبرع في المذهب، وبعد صيته، صنف كتاب الموطأ وغيره، قيل إنه ولد سنة عشرين ومائتين، قال عنه الخطيب البغدادي: كان ثقة، حافظاً، صالحاً، زاهداً، نشر مذهب الشافعية بمرو وخراسان[27].

- أبو عوانة الإسفراييني:
أبو عوانة، الإمام الحافظ الكبير الجوال، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأصل، الإسفراييني، صاحب المسند الصحيح، الذي خرجه على صحيح مسلم وزاد أحاديث قليلة في أواخر الأبواب، ولد بعد الثلاثين ومائتين للهجرة، أكثر الترحال، وبرع في هذا الشأن، أول من أدخل مذهب الشافعي وكتبه إلى إسفرايين، نقله عن الربيع المرادي والمزني، توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة للهجرة[28].


- الهوامش:

[24] كتاب الأم، الشافعي، ج7ص265 .
[25] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج1ص14ص231 .
[26] المرجع السابق، ج16ص283 .
[27] المرجع السابق، ج14ص13 .
[28] المرجع السابق، ج14ص417 .


يٌتبع

أبو حسن
28-06-2009, 08:47 PM
طريقتا المذهب:

في هذا الدور ظهرت طريقتان في التصنيف في فقه الشافعية: طريقة العراقيين، وطريقة الخراسانيين. قال النووي: " واعلم أن نقل أصحابنا العراقيين لنصوص الشافعي وقواعد مذهبه ووجوه متقدمي أصحابنا أتقن وأثبت من نقل الخراسانيين غالباً، والخراسانيون أحسن تصرفاً وبحثاً وتفريعاً وترتيباً غالباً "[29]. ومعنى هذا أن الخلاف بين الطريقتين إنما هو في طريقة عرض المسائل وأدلتها ثم التخريج عليها وكذا في مستوى الدقة.

وقد صنف علماء الطريقتين كتباً كانت مداراً لنقل أقوال علماء المذهب، وقد ذكر ابن السبكي في تكملة المجموع مصنفات أعلام الطريقتين[30].

فمن كتب العراقيين وأتباعهم: تعليقة الشيخ أبي حامد الإسفراييني، والذخيرة للبندنيجي، والدريق للشيخ أبي حامد أيضاً، وتعليقة البندنيجي أيضاً، والمجموع، والأوسط، والمقنع، واللباب، والتجريد للمحاملي، وتعليقة القاضي أبي الطيب الطبري، والحاوي للماوردي، والإقناع له، واللطيف لأبي الحسن بن خيران، والتقريب، والمجرد، والكفاية لسليم، والكفاية للعبدري، والتهذيب، والكافي، وشرح الإشارة لنصر المقدسي، والكفاية للمحاجري، والتلقين لابن سراقة، وتذنيب الأقسام للمرعشي، والكافي للزبيدي، والمطارحات لابن القطان، والشافي، والتجريد، والمعاياة للجرجاني، والبيان للعمراني، والانتصار، والمرشد، والتنبيه، والإشارة لابن أبي عصرون، والشامل لأبي نصر بن الصباغ، والعدة لأبي عبد الله الحسين بن علي الطبري، والبحر، والحلية للروياني، والحلية للشاشي، والتنبيه، والمهذب للشيرازي، وشرح التنبيه لابن يونس، وشرح التنبيه لابن الرفعة.

ومن كتب الخراسانيين وأتباعهم: التعليقة، والفتاوى للقاضي حسين، والسلسلة، والجمع والفرق للجويني، والنهاية لإمام الحرمين، والتذنيب للبغوي، والإبانة، والعمدة للفوراني، وتنمية الإبانة للمتولي، والبسيط والوجيز والخلاصة للغزالي، وشرح الوسيط لابن الرفعة، وإشكالات الوسيط والوجيز للعجيلي، وحواشي الوسيط لابن السكري، وإشكالات الوسيط لابن الصلاح، والشرح الكبير، وغيرها.

والحق أن ابن السبكي قد خلط بين مصنفات أعلام الطريقتين وبين مصنفات من جمع بينهما، كما هو الحال بالنسبة لمصنفات أبي المعالي الجويني، والغزالي، والروياني، وابن الصباغ.


- الهوامش:

[29] المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج1ص709 .
[30] مقدمة تكملة المجموع، ابن السبكي، ج11ص5 .


يُتبع

أبو حسن
03-07-2009, 10:53 PM
أشهر أعلام طريقة العراقيين:

- أبو حامد الإسفراييني:
الأستاذ العلامة، شيخ الإسلام، أبو حامد، أحمد بن أبي طاهر، محمد بن أحمد الإسفراييني، شيخ الشافعية ببغداد، ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة للهجرة، انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المزني، قال النووي: تعليقة الشيخ أبي حامد في نحو من خمسين مجلداً، ذكر فيها مذاهب العلماء، وبسط أدلتها والجواب عنها، توفي سنة ست وأربعمائة للهجرة[31].

- أبو الطيب الطبري:
الإمام العلامة، شيخ الإسلام، القاضي أبو الطيب، طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، الطبري الشافعي، فقيه بغداد، ولد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة بآمل، واستوطن بغداد، ودرس وأفتى وأفاد، وولي قضاء الكرخ، كان ورعاً، عاقلاً، عارفاً، بالأصول والفروع، محققاً، حسن الخلق، صحيح المذهب، له شرح على مختصر المزني، وصنف في الخلاف والمذهب والأصول كتباً كثيرة، توفي سنة خمسين وأربعمائة للهجرة[32].

- أبو الحسن الماوردي:
الإمام العلامة، أقضى القضاة، أبو الحسن، علي بن محمد بن حبيب البصري، الماوردي، الشافعي، صاحب التصانيف، ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة للهجرة، ولي القضاء ببلدان شتى، وسكن بغداد، له مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه والأدب، وكان حافظاً للمذهب، له كتاب الحاوي من طالعه يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب، وله تفسير القرآن سماه النكت، وأدب الدنيا والدين، والأحكام السلطانية، وقانون الوزارة وسياسة الملك، والإقناع مختصر في المذهب، وكان متهماً بالاعتزال، توفي ببغداد سنة خمسين وأربعمائة للهجرة[33].

أشهر أعلام طريقة الخراسانيين:

- القفال الصغير:
الإمام العلامة الكبير، شيخ الشافعية، أبو بكر، عبد الله بن أحمد بن عبد الله، المروزي الخراساني، صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه، كان رأساً في الفقه، قدوة في الزهد، له في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره، وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة، وأكثرها تحقيقاً، توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة للهجرة وله من العمر تسعون سنة[34].

- أبو محمد الجويني:
شيخ الشافعية، أبو محمد، عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف الطائي، الجويني والد إمام الحرمين، كان فقيهاً مدققاً، نحوياً مفسراً، له من المصنفات كتاب التبصرة في الفقه، وكتاب التذكرة، وكتاب التفسير الكبير، وكتاب التعليقة، وهو صاحب وجه في المذهب، توفي سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة للهجرة[35].

- القاضي حسين:
الإمام المحقق أبو علي بن محمد بن أحمد المروزي، المعروف بالقاضي حسين، من أكبر أصحاب القفال، كان غواصاً في الدقائق، وكان يلقب بحبر الأئمة، وأثنى عليه الرافعي والسبكي وغيرهما، له التعليقة المشهورة في الفقه، توفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة للهجرة[36].


- الهوامش:

[31] سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج17ص193 .
[32] المرجع السابق، ج17ص668 .
[33] المرجع السابق، ج18ص64 .
[34] المرجع السابق، ج17ص405 .
[35] المرجع السابق، ج17ص617 .
[36] تهذيب الأسماء واللغات، النووي، ج1ص164، طبقات الشافعية الكبرى، مرجع سابق، ج4ص356 .

يُتبع