الزاهر
27-06-2009, 12:09 AM
جاكسون.. الغامض المتمرد على نفسه
مصطفى كامل
اشتُهر في الغرب بنجوميته.. وفي الأوساط العربية بكراهيته للعرب والمسلمين .. تمرد على لونه وعرقه ومجتمعه.. عاش هاربا من جماهيره في أوج شهرته.. لم يفارق الشائعات ولا الفضائح.. تلذذ بالترف لكنه مات مديونا ..
إنه "مايكل جاكسون" الشهير بملك موسيقى البوب الذي تناقلت الإعلام مؤخرًا نبأ وفاته بشكل مفاجئ عن عمر ناهز الخمسين عامًا في أحد مستشفيات لوس أنجلوس بما يشتبه أنها نوبة قلبية.
عرف جاكسون وانفرد بأدائه الراقص الغريب، المترافق مع ملابسه الأكثر غرابة، حتى تحول إلى "ظاهرة" يقلدها الملايين من الفتيان والشباب في العالم، وإن كانت شهرته في المنطقة العربية جاءت إثر شائعات -لم يثبتها ولم ينفها هو شخصيا- حول مقولة عنصرية نسبت إليه بأنه "ما كان ليغني إذا علم أن العرب يستمعون إليه".
ومع مضي السنوات بدأ جاكسون يسلك سلوكا اعتبر غريبا كان التمرد سمته الرئيسية، وكان شكله هو أول ما تمرد عليه.
فقد عكف على إجراء "عمليات تجميل" عديدة لتحويل بشرته السمراء إلى اللون الأبيض، وأخرى لتصغير الأنف وغيرها من العمليات الجراحية التي أعلن ضمنا من خلالها صرخة تمرد على ملامحه الإفريقية، فعاش بعد هذه العمليات أبيض من الخارج لكنه لم يستطع أن ينزع لونه الأسود من الداخل، فقضى حياته في أزمة نفسية لم تفلح المسكنات وومضات الاكتئاب في إزالتها.
نقطة تحول
وظل الجدل ملازما له على خلفية اتهامات عديدة اعتبرت نقطة تحول رئيسية في حياة الترف التي كان يعيشها.
ففي عام 1993 اتهم جاكسون بالاعتداء الجنسي على صبي في الثالثة عشرة من العمر، وقامت الشرطة بمداهمة منزله الفخم في كاليفورنيا، وفي نفس العام اعترف بأنه مدمن للمهدئات.
ومنذ تبرئته من تهمة التحرش بصبي آخر أمضى جاكسون معظم حياته في البحرين وفرنسا وأيرلندا بعيدًا عن أنظار الصحافة العالمية التي كانت تتابعه في كل مكان يذهب إليه.
وظل جاكسون فترة في البحرين في ضيافة نجل ملك البحرين الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، في الوقت الذي كان شقيقه، جيرمين، يعيش في البحرين منذ اعتناقه الإسلام.
من مايكل إلى ميكائيل!
وحين وصل جاكسون إلى العاصمة البحرينية المنامة في ظهيرة يوم ساخن من أيام يوليو 2005، تداولت الأوساط العربية خبر إسلامه، وتناقلت وسائل الإعلام خبر إقامته في المنامة، مع تمرير بعض التلميحات التي تشير إلى نيته بالدخول في الإسلام، والسير على خطى شقيقه "جيرمين" المقيم في العاصمة نفسها.
وظهرت أنباء أخرى آنذاك تشير إلى أن نجل الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، والذي ينزل مايكل جاكسون في ضيافته، سيقيم مؤتمراً صحفيا للحديث عن اعتناق جاكسون للإسلام، سواء بالإثبات أو النفي.. وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وخرج جاكسون من البحرين هاربا أيضا إلى الولايات المتحدة مجددا حيث قاضاه الشيخ عبد الله مطالبا إياه بمبلغ 7 ملايين دولار قال إنه حصل عليها لإنتاج أعمال موسيقية لم يف بها.. وتتالت المطالبات المالية لجاكسون بعد مغادرته البحرين مما اضطره إلى بيع مزرعته في ولاية كاليفورنيا "نيفرلاند"، التي تبلغ مساحتها نحو 2500 فدان.
وعن ردة فعل مايكل جاكسون نفسه على اعتناق جيرمين للإسلام يقول الأخير: "لما جئت من السعودية كان معي عشرات الكتب عن الإسلام، ومايكل استعار مني كل هذه الكتب، وقرأها بنهم شديد، مايكل قارئ رهيب لا يكف عن القراءة، لقد طلبت منه قراءة الكتب لعله يتغير، وهذه الكتب ساعدته بالفعل على فهم الإسلام بشكل أفضل".
وكانت مصادر متعددة قد روجت مؤخرا لاعتناق جاكسون الإسلام مع نشر الصحافة البريطانية تقارير بهذا الشأن، مؤكدين تغيير اسمه إلى "ميكائيل".
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية في نوفمبر الماضي في تقرير لها أن جاكسون تحول إلى الإسلام سرًّا، وقالت إنه "ارتدى لباسًا إسلاميًّا، واعتمر بقبعة صغيرة، وجلس على الأرض، وأقسم الولاء للقرآن بحضور إمام في احتفال أقيم بمنزل صديق له في لوس أنجلوس".
وإثر هذا التقرير تناقلت الصحف الخبر، حتى إن الصحف الأمريكية لجأت إلى نشره نقلا عن الصحافة البريطانية.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن جاكسون كان عاكفًا على إجراء التجارب على أغنية جديدة في منزل صديق له في لوس أنجلوس، غير أن صديقيه الشاعر الغنائي الكندي المسلم ديفيد وارنسبي وفيليب بوبال أبلغاه بأن خير مخرج له من حالة الإحباط التي يعيشها يكمن في اعتناق الإسلام.
وشرحا له كيف تبدلت أوضاعهما إلى الأحسن، بعدما أقدما على النطق بالشهادتين، وأضافت: أن مايكل جاكسون سرعان ما أبدى تجاوبًا مع دعوتهما له، وتمّ استدعاء إمام المسجد المجاور إلى منزل بوركارو؛ إذ أشهر جاكسون إسلامه على يديه، وأضافت الصحيفة أن أصدقاءه اقترحوا عليه أن يتخذ "مصطفى" اسمًا له بعد إسلامه، لكنه اختار "ميكائيل".
غير أن تقارير صحفية أخرى نسبت لمقربين من جاكسون نفيهم تحول ملك البوب إلى الإسلام.
نفي
ونفى جيرمين في الوقت نفسه ما أشيع عن شقيقه مايكل بأنه "لو عرف أن العرب يستمعون لأغانيه لما غنى أبدا" وغيرها من العبارات العنصرية ضد العرب والمسلمين.. وقال: "مايكل لم يقل هذا في حياته، ولم ينطق بأي حرف من ذلك، لقد ربانا والدانا على حب الآخرين من كل الأعراق، ومايكل يؤمن بذلك، وهو ينعكس على أغانيه".
وأضاف أن "هذه العبارات روجها على لسانه أعداء لمايكل تدور مصالحهم حول هذا الترويج، وهؤلاء الأعداء أنفسهم هم الذين شنوا حملة ضدي وهددوا مايكل بحملة مماثلة إذا هو فكر بالاقتراب من الإسلام.. لا أحد يعرف ماذا سيحدث لو أسلم مايكل جاكسون".
مايكل جاكسون الذي عرف بـ "ملك البوب" كان على وشك بدء جولة من الحفلات يعود بها إلى جمهوره وتكون حفل وداع أيضا يسدل بها الستار على حياته الفنية، لكن القدر سبقه وأسدل ستار حياته التي اكتنفها الغموض، تاركا لورثته ديونا متراكمة تبلغ قيمتها ثلاثمائة وخمسة وخمسين مليون يورو.
[المصدر] (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1245845966425&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout)
مصطفى كامل
اشتُهر في الغرب بنجوميته.. وفي الأوساط العربية بكراهيته للعرب والمسلمين .. تمرد على لونه وعرقه ومجتمعه.. عاش هاربا من جماهيره في أوج شهرته.. لم يفارق الشائعات ولا الفضائح.. تلذذ بالترف لكنه مات مديونا ..
إنه "مايكل جاكسون" الشهير بملك موسيقى البوب الذي تناقلت الإعلام مؤخرًا نبأ وفاته بشكل مفاجئ عن عمر ناهز الخمسين عامًا في أحد مستشفيات لوس أنجلوس بما يشتبه أنها نوبة قلبية.
عرف جاكسون وانفرد بأدائه الراقص الغريب، المترافق مع ملابسه الأكثر غرابة، حتى تحول إلى "ظاهرة" يقلدها الملايين من الفتيان والشباب في العالم، وإن كانت شهرته في المنطقة العربية جاءت إثر شائعات -لم يثبتها ولم ينفها هو شخصيا- حول مقولة عنصرية نسبت إليه بأنه "ما كان ليغني إذا علم أن العرب يستمعون إليه".
ومع مضي السنوات بدأ جاكسون يسلك سلوكا اعتبر غريبا كان التمرد سمته الرئيسية، وكان شكله هو أول ما تمرد عليه.
فقد عكف على إجراء "عمليات تجميل" عديدة لتحويل بشرته السمراء إلى اللون الأبيض، وأخرى لتصغير الأنف وغيرها من العمليات الجراحية التي أعلن ضمنا من خلالها صرخة تمرد على ملامحه الإفريقية، فعاش بعد هذه العمليات أبيض من الخارج لكنه لم يستطع أن ينزع لونه الأسود من الداخل، فقضى حياته في أزمة نفسية لم تفلح المسكنات وومضات الاكتئاب في إزالتها.
نقطة تحول
وظل الجدل ملازما له على خلفية اتهامات عديدة اعتبرت نقطة تحول رئيسية في حياة الترف التي كان يعيشها.
ففي عام 1993 اتهم جاكسون بالاعتداء الجنسي على صبي في الثالثة عشرة من العمر، وقامت الشرطة بمداهمة منزله الفخم في كاليفورنيا، وفي نفس العام اعترف بأنه مدمن للمهدئات.
ومنذ تبرئته من تهمة التحرش بصبي آخر أمضى جاكسون معظم حياته في البحرين وفرنسا وأيرلندا بعيدًا عن أنظار الصحافة العالمية التي كانت تتابعه في كل مكان يذهب إليه.
وظل جاكسون فترة في البحرين في ضيافة نجل ملك البحرين الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، في الوقت الذي كان شقيقه، جيرمين، يعيش في البحرين منذ اعتناقه الإسلام.
من مايكل إلى ميكائيل!
وحين وصل جاكسون إلى العاصمة البحرينية المنامة في ظهيرة يوم ساخن من أيام يوليو 2005، تداولت الأوساط العربية خبر إسلامه، وتناقلت وسائل الإعلام خبر إقامته في المنامة، مع تمرير بعض التلميحات التي تشير إلى نيته بالدخول في الإسلام، والسير على خطى شقيقه "جيرمين" المقيم في العاصمة نفسها.
وظهرت أنباء أخرى آنذاك تشير إلى أن نجل الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، والذي ينزل مايكل جاكسون في ضيافته، سيقيم مؤتمراً صحفيا للحديث عن اعتناق جاكسون للإسلام، سواء بالإثبات أو النفي.. وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وخرج جاكسون من البحرين هاربا أيضا إلى الولايات المتحدة مجددا حيث قاضاه الشيخ عبد الله مطالبا إياه بمبلغ 7 ملايين دولار قال إنه حصل عليها لإنتاج أعمال موسيقية لم يف بها.. وتتالت المطالبات المالية لجاكسون بعد مغادرته البحرين مما اضطره إلى بيع مزرعته في ولاية كاليفورنيا "نيفرلاند"، التي تبلغ مساحتها نحو 2500 فدان.
وعن ردة فعل مايكل جاكسون نفسه على اعتناق جيرمين للإسلام يقول الأخير: "لما جئت من السعودية كان معي عشرات الكتب عن الإسلام، ومايكل استعار مني كل هذه الكتب، وقرأها بنهم شديد، مايكل قارئ رهيب لا يكف عن القراءة، لقد طلبت منه قراءة الكتب لعله يتغير، وهذه الكتب ساعدته بالفعل على فهم الإسلام بشكل أفضل".
وكانت مصادر متعددة قد روجت مؤخرا لاعتناق جاكسون الإسلام مع نشر الصحافة البريطانية تقارير بهذا الشأن، مؤكدين تغيير اسمه إلى "ميكائيل".
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية في نوفمبر الماضي في تقرير لها أن جاكسون تحول إلى الإسلام سرًّا، وقالت إنه "ارتدى لباسًا إسلاميًّا، واعتمر بقبعة صغيرة، وجلس على الأرض، وأقسم الولاء للقرآن بحضور إمام في احتفال أقيم بمنزل صديق له في لوس أنجلوس".
وإثر هذا التقرير تناقلت الصحف الخبر، حتى إن الصحف الأمريكية لجأت إلى نشره نقلا عن الصحافة البريطانية.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن جاكسون كان عاكفًا على إجراء التجارب على أغنية جديدة في منزل صديق له في لوس أنجلوس، غير أن صديقيه الشاعر الغنائي الكندي المسلم ديفيد وارنسبي وفيليب بوبال أبلغاه بأن خير مخرج له من حالة الإحباط التي يعيشها يكمن في اعتناق الإسلام.
وشرحا له كيف تبدلت أوضاعهما إلى الأحسن، بعدما أقدما على النطق بالشهادتين، وأضافت: أن مايكل جاكسون سرعان ما أبدى تجاوبًا مع دعوتهما له، وتمّ استدعاء إمام المسجد المجاور إلى منزل بوركارو؛ إذ أشهر جاكسون إسلامه على يديه، وأضافت الصحيفة أن أصدقاءه اقترحوا عليه أن يتخذ "مصطفى" اسمًا له بعد إسلامه، لكنه اختار "ميكائيل".
غير أن تقارير صحفية أخرى نسبت لمقربين من جاكسون نفيهم تحول ملك البوب إلى الإسلام.
نفي
ونفى جيرمين في الوقت نفسه ما أشيع عن شقيقه مايكل بأنه "لو عرف أن العرب يستمعون لأغانيه لما غنى أبدا" وغيرها من العبارات العنصرية ضد العرب والمسلمين.. وقال: "مايكل لم يقل هذا في حياته، ولم ينطق بأي حرف من ذلك، لقد ربانا والدانا على حب الآخرين من كل الأعراق، ومايكل يؤمن بذلك، وهو ينعكس على أغانيه".
وأضاف أن "هذه العبارات روجها على لسانه أعداء لمايكل تدور مصالحهم حول هذا الترويج، وهؤلاء الأعداء أنفسهم هم الذين شنوا حملة ضدي وهددوا مايكل بحملة مماثلة إذا هو فكر بالاقتراب من الإسلام.. لا أحد يعرف ماذا سيحدث لو أسلم مايكل جاكسون".
مايكل جاكسون الذي عرف بـ "ملك البوب" كان على وشك بدء جولة من الحفلات يعود بها إلى جمهوره وتكون حفل وداع أيضا يسدل بها الستار على حياته الفنية، لكن القدر سبقه وأسدل ستار حياته التي اكتنفها الغموض، تاركا لورثته ديونا متراكمة تبلغ قيمتها ثلاثمائة وخمسة وخمسين مليون يورو.
[المصدر] (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1245845966425&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout)