Nader 3:16
29-06-2009, 06:13 AM
في كل يوم و أنا أسلك طريق حارتنا القديمة وصولاً للمسجد البحري تستوقفني عبارات و شخبرات على الحيطان تعيدني الى ايام هي من أجمل ايام العمر....
إنّها أيام الطفولة.....
فترتسم في ذهني صورة لحارة كانت تهوج وتموج بأولادها.... وسط هدووووء يخيّم عليها الآن.....
فتعود بي الذكريات الى الوراء لتحكي قصّة أولاد شغلوا زوايا الحارة....فكانت جزءاً لا يتجزّء منهم.....
هي مجرد كلمات أقرأها لألقاب جاهلية كنّا نطلقها على أنفسنا....نتنابذ بها......وكم من المرّات تشاجرنا من أجلها.....
ولكنّي اليوم أنظر لها من منظور مختلف....كيف لا وقد أعادتني الى ايام لطالما تمنّيت أن تعود؟؟؟؟....
أتابع مسيري الى المسجد وسط هدوء مملّ يخيّم على حارتنا...وفي كل خطوة.....نظري متجه الى أحد الجدران.....كل جدار يفتح لي آفاق جديدة من التفكير...يذكّرني بقصّة دارت أحداثها بالقرب من هذا الجدار....
كنّا نحن أبطالها.....
آآآآآآآآآه....كم إشتقت الى صراخ النسوة اللواتي كنّ يطردننا من امام منزلهنّ لأنّ أصواتنا كانت تملأ الحارة و تزعج الجنين في بطن امّه....
كم إشتقت إلى منظر (حبلة) معقودة بين شبّاكين ....على كل من جهتيها يقف ثلّة من الأولاد يلعبون (الكرة الطائرة)...
كم إشتقت الى 7 أحجار مصفوفة فوق بعض..... وأولاد متجمهرون حولها يلعبون (القاموع).....
كم إشتقت الى صراخ الأولاد يعلو ويرتفع من أحد مراكز الألعاب عندنا في الحارة.......
كم إشتقت إلى شجرة أتسلّقها في السّماقة....تعطّر يديّ برائحة الزفيّر القوية....
كم إشتقت الى شجرة الزعرور الشاهقة التي أرهقت أجسادنا ...سعياً وراء حبّة صفراء يسيل لعابك عند رؤيتها....
لكن الشجرة ذهبت بلا عودة...
كم إشتقت الى اللون الذي تُصبغ به أيدينا بعد سطوة على شجرة رمّان هاجوجية
كم اشتقت الى رائحة دخان تفوح من ثيابنا في ليلة قضيناها في السماقة لشواء (البطاطا) ....لقد كانت رائحة هذا الدخان بمثابة العطر الذي نتعطّر به يومياً.
كم و كم اشتقت....
إلى مجموعة من الأولاد كانوا يركلون الكرة وسط الشجر....ظانين بأنفسهم أنّ ما يلعبونه هو كرة قدم.......ويعلو صراخ فلان بالبكاء عند نهاية المباراة المصيرية....والنتيجة دم يسيل من أحد الرؤوس المشاركة في المباراة....
إلى عين تورّمت او رأس فجّ إثر قذيفة بزفّيرة اطلقتها احدى الأيادي الرقيقة في معركة شرسة لا تحسب حساباً لضعيفي القلوب....وليست سوى عمل طائش من أولاد غاب التفكير عن عقولهم....
كم اشتقت الى صورة (لعفريتة) رسمتها ثلّة من الفتيات على أرض حارتنا....وبدأن يركلن (البحصة) بأرجلهنّ......وكنّا ننافسهنّ في ذلك بعض الأحيان....
كم إشتقت الى (ألف ليرة صيفية) كانت الترياق الشافي لعشرة أشخاص في وسط حرّ شديد.....10 قطع من البوظة من سعر ال 100 ليرة ترطبّ الأجواء......
كم اشتقت الى......!!!!
-خطوات يسيرة في حارتنا تعيدني الى أيام أتمنّاها لو تعود.....
ويقطع تفكيري صوت احد الشباب الذاهبين للمسجد و هو يسلّم عليّ.....ليعيدني الى جوّ الهدوء....
لقد غاب عن حارتنا الأولاد...غابت عنها الحياة......
أين هم يا ترى؟؟؟
وكأنّ الجواب حاضر.....
أولادنا أصبحت الشوارع و الطرقات حارةً لهم......
أولادنا باتت كزدورة في شارع لعرض الأزياء و قتل الحياء أكبر همّهم.....
أولادنا غدا عندهم تكليم الفتيات منى قلبهم.....
أولادنا ......
امسى التشبّه بالفاسقين من الناس موضة عندهم......
جاهليات عظيمة فتكت بأولادنا.....وسعت لأن تجعلهم يعيشون حياةً ملؤها الشهوات....
في كلّ يوم المشهد يتكرّر....كلمة على الجدار تفتح الآفاق من جديد...لتعيدنا الى أيام...اسأل الله أن يعيدها على أولادنا....
أهدي هذا الموضوع الى أخي Hadid الذي عاش معي هذه اللحظات و الى كل أصدقائي الأقدمين الذين تربيت معهم في حارتنا القديمة و لو أنّ الهوّة بينا قد اتسعت....عسى ان نعيد هذه الصداقة و نعيشها أخوّة اسلامية تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله.
و آخر دعونا ان الحمد لله ربّ العالمين...
إنّها أيام الطفولة.....
فترتسم في ذهني صورة لحارة كانت تهوج وتموج بأولادها.... وسط هدووووء يخيّم عليها الآن.....
فتعود بي الذكريات الى الوراء لتحكي قصّة أولاد شغلوا زوايا الحارة....فكانت جزءاً لا يتجزّء منهم.....
هي مجرد كلمات أقرأها لألقاب جاهلية كنّا نطلقها على أنفسنا....نتنابذ بها......وكم من المرّات تشاجرنا من أجلها.....
ولكنّي اليوم أنظر لها من منظور مختلف....كيف لا وقد أعادتني الى ايام لطالما تمنّيت أن تعود؟؟؟؟....
أتابع مسيري الى المسجد وسط هدوء مملّ يخيّم على حارتنا...وفي كل خطوة.....نظري متجه الى أحد الجدران.....كل جدار يفتح لي آفاق جديدة من التفكير...يذكّرني بقصّة دارت أحداثها بالقرب من هذا الجدار....
كنّا نحن أبطالها.....
آآآآآآآآآه....كم إشتقت الى صراخ النسوة اللواتي كنّ يطردننا من امام منزلهنّ لأنّ أصواتنا كانت تملأ الحارة و تزعج الجنين في بطن امّه....
كم إشتقت إلى منظر (حبلة) معقودة بين شبّاكين ....على كل من جهتيها يقف ثلّة من الأولاد يلعبون (الكرة الطائرة)...
كم إشتقت الى 7 أحجار مصفوفة فوق بعض..... وأولاد متجمهرون حولها يلعبون (القاموع).....
كم إشتقت الى صراخ الأولاد يعلو ويرتفع من أحد مراكز الألعاب عندنا في الحارة.......
كم إشتقت إلى شجرة أتسلّقها في السّماقة....تعطّر يديّ برائحة الزفيّر القوية....
كم إشتقت الى شجرة الزعرور الشاهقة التي أرهقت أجسادنا ...سعياً وراء حبّة صفراء يسيل لعابك عند رؤيتها....
لكن الشجرة ذهبت بلا عودة...
كم إشتقت الى اللون الذي تُصبغ به أيدينا بعد سطوة على شجرة رمّان هاجوجية
كم اشتقت الى رائحة دخان تفوح من ثيابنا في ليلة قضيناها في السماقة لشواء (البطاطا) ....لقد كانت رائحة هذا الدخان بمثابة العطر الذي نتعطّر به يومياً.
كم و كم اشتقت....
إلى مجموعة من الأولاد كانوا يركلون الكرة وسط الشجر....ظانين بأنفسهم أنّ ما يلعبونه هو كرة قدم.......ويعلو صراخ فلان بالبكاء عند نهاية المباراة المصيرية....والنتيجة دم يسيل من أحد الرؤوس المشاركة في المباراة....
إلى عين تورّمت او رأس فجّ إثر قذيفة بزفّيرة اطلقتها احدى الأيادي الرقيقة في معركة شرسة لا تحسب حساباً لضعيفي القلوب....وليست سوى عمل طائش من أولاد غاب التفكير عن عقولهم....
كم اشتقت الى صورة (لعفريتة) رسمتها ثلّة من الفتيات على أرض حارتنا....وبدأن يركلن (البحصة) بأرجلهنّ......وكنّا ننافسهنّ في ذلك بعض الأحيان....
كم إشتقت الى (ألف ليرة صيفية) كانت الترياق الشافي لعشرة أشخاص في وسط حرّ شديد.....10 قطع من البوظة من سعر ال 100 ليرة ترطبّ الأجواء......
كم اشتقت الى......!!!!
-خطوات يسيرة في حارتنا تعيدني الى أيام أتمنّاها لو تعود.....
ويقطع تفكيري صوت احد الشباب الذاهبين للمسجد و هو يسلّم عليّ.....ليعيدني الى جوّ الهدوء....
لقد غاب عن حارتنا الأولاد...غابت عنها الحياة......
أين هم يا ترى؟؟؟
وكأنّ الجواب حاضر.....
أولادنا أصبحت الشوارع و الطرقات حارةً لهم......
أولادنا باتت كزدورة في شارع لعرض الأزياء و قتل الحياء أكبر همّهم.....
أولادنا غدا عندهم تكليم الفتيات منى قلبهم.....
أولادنا ......
امسى التشبّه بالفاسقين من الناس موضة عندهم......
جاهليات عظيمة فتكت بأولادنا.....وسعت لأن تجعلهم يعيشون حياةً ملؤها الشهوات....
في كلّ يوم المشهد يتكرّر....كلمة على الجدار تفتح الآفاق من جديد...لتعيدنا الى أيام...اسأل الله أن يعيدها على أولادنا....
أهدي هذا الموضوع الى أخي Hadid الذي عاش معي هذه اللحظات و الى كل أصدقائي الأقدمين الذين تربيت معهم في حارتنا القديمة و لو أنّ الهوّة بينا قد اتسعت....عسى ان نعيد هذه الصداقة و نعيشها أخوّة اسلامية تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله.
و آخر دعونا ان الحمد لله ربّ العالمين...