المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ينبوع السعاده



Rola
22-06-2007, 02:54 AM
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من بات آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ). أخرجه الترمذي وابن ماجة.

- اختلفت قناعات الناس حول مفهوم السعادة ، كل حسب ميوله وأهوائه وتكوينه ، فمنهم من يراها في جمع المال ، ومنهم من يراها في الانفلات والحرية ، ومنهم من يراها في الصحة والعافية ...

- هؤلاء ، عندما يتمكنون مما ظنوه سعادة .. إذا بهم بعد قليل يملون ويسأمون. أما أهل العقل والخبرة والإيمان ، فغالبا ما تصح قناعاتهم ..

* السعادة في رحاب الإيمان:
- فالمؤمن كل أمره لفي خير ، لا يغشى هما ، ولا يخشى فقدا ، أو مفقودا عنه ، وليس ذلك إلا للمؤمن. ومن هذا المنطلق فإن الإيمان بالله تعالى هو رأس الفضائل ولجام الرذائل ، وسند العزائم ، وبلسم الصبر عند المصائب. يقول الشاعر الحطيئة:

ولست أرى السعادة جمع مال ولــكـن الـتـقـي هــو الـسـعيد
وتـقوى الله خـير الـزاد ذخرا وعــنــد الله لــلأتـقـى مــزيـد
ومــا لا بــد أن يـأتـي قـريب ولــكـن الــذي يـمـضي بـعـيد

- وتأمل المقابلة القرآنية بين الهدى والفلاح ، وبين الضلال والشقاء. يقول تعالى: ( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ).
- وصدق أحد الصالحين حينما قال: نحن في سعادة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف.


* السعادة في عافية النفس والجسم:
إن هذه السعادة لا يقدرها إلا الذي يعيش ليله ونهاره مروع البال ، فاقدا للطمأنينة ، مهددا في أي وقت بالطرد أو بالسجن أو بالقتل ، كذلك من ذاق طعم الجوع ، وعانى آلام ولوعة المرض ، فنطق بها الحكيم : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، لا يعرفها إلا المرضى.

* السعادة في نقـاء الضمير:
- والإحساس بالعطاء والنبوغ ، وليست كما يعتقد الكثير أنها في الشهوة ، وحيازة المال ، ومعيشة الترف.

* الـسعادة في أن تكون ذا رسالة تعيش لها وبها في الحياة:
- ولا تعيش حياة الخنوع والخمول ، ومع السائرين خلف كل ناعق ، وقد عبر عن ذلك ببراعة الشيخ العالم يوسف القرضاوي:

قـالـوا الـسـعادة في السكون وفـي الـخمول وفي الخمود
فـي الـعـيـش بـيـن الأهل لا عـيـش الـمـهـاجـر والطريد
في المشي خلف الركب في دعــة وفــي خــطــو وئـيـد
قـلـت : الـحياة هي التحرك لا الــســكــون ولا الـهـمـود
وهـي الـجـهـاد ، وهـل يجا هد مــن تـعـلـق بـالـقـعـود