نقد كتاب النفحة العنبرية في انساب خير البرية





النفحة العنبرية في أنساب خير البرية
مكتبة آل البيت - كتب ومراجع
الكاتب: إبراهيم بن منصور الأمير | 16/07/2005
بطاقة الكتاب
العنوان: النفحة العنبرية في أنساب خير البرية.
المؤلف: محمد بن كاظم الموسوي.
المحقق: مهدي الرجائي.
دار النشر: مكتبة المرعشي النجفي – قم.
عدد الصفحات: 226.

نقد الكتاب
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ، وسلم إلى يوم الدين .. وبعد
كتاب ( النفحة العنبرية ) كتاب لا يفرح به لكثرة أخطاء صاحبه في أنساب الطالبيين ونسبة الحكايات لهم ، من ذلك :
أخطاؤه في أنساب الطالبيين وغيرهم :
قوله : " أما إبراهيم بن عبد الله المحض ، فقاتله المنصور بعيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس " (1) .
قلت : زاد وصحف المؤلف في نسب عيسى بن موسى . والصواب هو : عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (2) .
قوله : " ولموسى الثاني من الولد : داود الأمير ، وهو جد الأمراء الهواشم ولاة مكة قبل قتادة " (3) .
قلت : خالف المؤلف إجماع المؤرخين والنسابة القائلين بأن الهواشم الأمراء من عقب محمد الأكبر ( الثائر ) ابن موسى الثاني . قال العبيدلي (ت 435 هـ) : " أبو هاشم محمد ، من ولده محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني " (4) . وقال ابن عنبة (ت 828) : " أبو هاشم محمد بن الحسين الأمير بن محمد الثائر ، وولده يقال لهم الهواشم ، ويقال لهم الأمراء أيضاً " (5) .
وقوله : " أما الحسن بن محمد بن داود الأمير أخو يحيى ، فإليه انتهت ولاية الحرم بعد أبيه ، ومن ولده جعفر بن محمد بن الحسن " (6) .
قلت : الصواب أن الحسن أمير مكة ابن جعفر أمير مكة بن أبي جعفر محمد بن الحسين الأمير بن محمد الأكبر بن موسى الثاني ، أخو داود الأمير بن موسى الثاني . (7) .
وقوله : " أولاد الأمير شكر : الأمير محمد ، وأحمد وجسار " (8) .
قلت : شكرٌ هذا هو : محمد ، ولم يعقب إلا بنتاً ، قال ابن حزم (ت456 هـ ) : " مات شكر ولم يولد له قط " . (9) ، وقال ابن الطقطقي ( ت709 هـ ) : " لم يلد للأمير شكر غير بنت يقال لها تاج الملوك " (10) ، وقال ابن عنبة (ت828 هـ ) : " ولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر شكراً واسمه محمد ، ويكنى أبا عبد الله ويلقب تاج المعالي . ولم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلا بنتاً يقال لها تاج الملوك " (11) .
وقوله : " أما سليمان ، فهو أخو عبد الله بن موسى الجون ، وهو جد الأشراف بني سيلمان أهل المخلاف السليماني وهم بطون شتى يجمعهم ولد ولده ، وهو موسى بن عبدالله بن سليمان بن موسى الجون " (12) .
قلت : هذا المؤلف جاهل لمخالفته اتفاق النسابيين والمؤرخين القائلين بأن نسب الأشراف السليمانيين من سليمان بن عبد الله بن موسى الجون ، قال العبيدلي (ت435 هـ ) : " وهؤلاء ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن بن حسن ، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل ، وشدة وبأس ونجدة ، وهم من فرسان العرب وفتاكها . والعقب من ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون من رجل واحد وهو داود بن سليمان " (13) . وقال الرازي (606 هـ) : " أما سليمان بن عبد الله بن موسى الجون ، فله عقب كثير يعرفون بـ ( السليمانيين ) وله ابن واحد اسمه داود " (14) .
وازداد يقيني بجهل هذا المؤلف لجهله بأنساب الأشراف السليمانين المشهورة عند أهل اليمن ، ويقطنون في المخلاف السليماني اللصيق بأرض اليمن ، بل كانت بطون منهم تسكن أرض اليمن وما زالت إلى يومنا هذا .
قلت : وزاد صاحب ( النفحة العنبرية ) ظلمة المحقق بتعليقه هذا : " قد وقع المؤلف هنا في وهم وخبط عظيم ، حيث زعم أن سليمان هذا هو ابن موسى الجون ، بل هو سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون ، والظاهر أن المؤلف ما كان يراجع كتب الأنساب ، بل كان يكتب عمّا في خاطره وذهنه من المعلومات ، وما كان يراجع المصادر المعتبرة (15) .
قلت : العجب منك أيها المحقق كيف تسوق هذا النسب للأشراف السليمانيين المخالف لما في الأصول والكتب التي حققتها ، ومن هذه الأصول التي حققتها كتاب ( الشجرة المباركة ) (16) للرازي الذي استشهدنا به آنفًا .
وقوله ( أي الموسوي ) : " أولاد موسى بن عبد الله بن سليمان بن موسى الجون : سليمان ، وأحمد ، وداود المحمود . أما سليمان جد السادات فبدأنا بهم لكونهم ولاة الحرام الشريف . فلسيلمان من الولد : عبد الله ومن ولد عبد الله السيد قتادة بن إدريس بن مطاعن بن سليمان بن عبد الكريم بن عيسى بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن موسى بن عبد الله " (17) .
قلت : الأمر لا يحتمل ! هذا الرجل ليس بجاهل إنه من الوضاعين الكذبة الذين يريدون التنكيل بهذا النسب الشريف ، لا بارك الله فيه .. فقتادة بن إدريس ( ت 617 هـ ) جد ولاة الحرم الشريف ، لو أردت جمع من ذكر نسبه باتفاق لسودت في ذلك صفحات ، أسوق لك منها هذه ، وأحيلك على بعضها ، قال المنذري ( ت656 هـ ) : " قتادة بن الشريف الأجل أبي مالك إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن ( الحسن ) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام . تولى إمرة مكة مدة . رأيته بها وهو يطوف " . (18) وقال ابن الطقطقي ( ت709 هـ ) : " أمير مكة وينبع قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان علي بن عبد الله الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " (19) .
أما أخطاؤه في نسبة الحكايات :
قوله : " إن الحسن المثلث شهد مع عمه كربلاء " (20) . الصواب أن الذي شهد كربلاء مع عمه الحسين السبط ـ رضي الله عنه ـ هو أبوه الحسن المثنى بن الحسن السبط ـ رضي الله عنهما ـ (21) .
وقوله : " أما جعفر وداود ، ماتا في حبس المنصور " (22) . الصواب أن الخليفة أبو جعفر المنصور أطلق سراحهما . قال ابن شبة ( ت262 هـ ) : " قال عيسى : نظرت مولاةٌ لآل حسن إلى جعفر بن حسن ، فقالت : بنفسي أبو جعفر ! ما أبصره بالرجال حيث يطلقك ، وقتل عبد الله بن الحسن " (23) ، وقال الأصفهاني (ت365هـ) : " جعفر بن الحسن بن الحسن بن الحسن ، وداود ، خلى أبو جعفر لهم السبيل بعد مقتل محمد وإبراهيم ، (24) .
ثم استدرك المؤلف على نفسه وقال : " وقيل جعفر بن الحسن المثنى لم يدركه المنصور " . (25) .
قلت : نعم ورد أن جعفر بن الحسن مات قبل محنة عبد الله بن الحسن مع الخليفة أبي جعفر المنصور ، ولم تذكره المصادر أيضاً فيمن حمل من ولد الحسن بن الحسن بن علي إلى سجن أبي جعفر المنصور، ولا ممن خلي عنه (26) .
وبكل حال فهذا المؤلف يصدق فيه قول الحافظ ابن حجر ( ت852 هـ ) : " إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب " (27) .
1) (( النفحة العنبرية )) ( ص 119) .
2) ((الطبقات الكبير )) ( 7/ 537 ، 539) ، (( سير أعلام النبلاء )) (7 /434).
3) ((النفحة العنبرية )) (ص 122) .
4) ((تهذيب الأنساب)) (ص 49) بتصرف يسير .
5) (( عمدة الطالب )) (ص123) . وانظر(( لباب الأنساب )) لابن فندق ( ت565 هـ) ( 2/527ـ 523) وقد وهم في نسب أمير مكة قاسم بن هاشم بن فليتة ، فنبهنا على ذلك في طبعتنا الجديدة لكتابي (( تحقيق منية الطالب )) ، (( الأنساب )) للجواني (ت558 هـ ) (ص8) ، (( الشجرة المباركة )) للرازي (ت606) (ص8) ، (( الفخري في أنساب الطالبيين )) للمووزي (ت بعد 614هـ) (ص88) ، (( التذكرة )) للعبيدلي ( ت القرن 7 هـ ) (ص 39ـ45) ، (( الأصيلي )) لابن الطقطقي (ت709هـ) (ص97ـ999 ، (( قلائد الجمان )) للقلقشندي (ت821 هـ) (ص161) ، ((بحر الأنساب )) لابن عنبة (ت828هـ) (ص78) ، (( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين )) (1/439) و (1/171) (3/427) ، ((إتحاف الورى بأخبار أم القرى )) (2/469) ، (( غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام )) (1/509) ، (( روضة الألباب )) لأبي علامة (ت1044هـ ) (ص68 بترقيمي ) ، (( الجامع في الأنساب )) للشرفي (ت1055 هـ) (ص28) ، وانظر أسماء الهواشم الأمراء التي كتبت على شواهد قبور موتاهم في القرن السادس في كتاب (( تحقيق منية الطالب )) (ص133ـ135) ، كتابات إسلامية من مكة المكرمة )) (ص348ـ349،587) .
6) (( النفحة العنبرية )) (ص123).
7) (( الأصيلي في أنساب الطالبيين )) ( ص18، 20 بترقيمي ) ، (( عمدة الطالب )) (ص 120، 121).
8) (( النفحة العنبرية )) (ص123) .
9) (( جمهرة أنساب العرب )) (ص47).
10) (( الأصيلي في أنساب الطالبيين )) (18 بترقيمي) .
11) (( عمدة الطالب )) ( ص121 ،122).
12) (( النفحة العنبرية )) (ص124) .
13) ((تهذيب الأنساب)) ( ص52ـ53) .
14) ((الشجرة المباركة )) (ص29) . وانظر ((الأنساب )) للجواني (ت558 هـ ) (ص9ـ10) ، ((الفخري في أنساب الطالبيين)) للمروزي (ت بعد 614هـ ) (ص209) ، (( طرفة الأصحاب )) لابن رسول (ت 696 هـ ) (ص 108ـ112) ، (( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين )) (8/57) ، (( عمدة الطالب ))لابن عنبة (ت 828هـ) (ص144ـ148) ، (( الدرة المضيئة )) لعلوان (ت945هـ) (14ـ17) ، ((روضة الألباب )) لأبي علامة (ت1044) ، (ص69،148 بترقيمي ) ، (( الجامع في الأنساب )) للشرفي (ت1055هـ) (ص25،28،29،30،42،43،84) ، (( خلاصة السلاف )) لأحمد النمازي (جُل الكتاب ) ، (( الديباج الخسرواني )) لعاكش ( ت1290 هـ) ، (ص11،15) ، ((نفح العود)) للبهكلي (ت1248 هـ) (ص 120ـ121،148،152) ، (( الجواهر اللطاف)) للنعمي (ت1351 هـ) نسخة تلميذه الحسن بن أحمد (جُل الكتاب ) ، (( مجموع بلدان اليمن وقبائلها )) للحجري (ت1380 هـ) ( 1/160،3/340 ،4 /743) ، (( نيل الحسنيين )) لزبارة (ت 1381 هـ ) ، (ص 298، 290ـ 291، 313، 317، 333، 383، 386، 409، 418، 422، 430).
15) (( النفحة العنبرية )) (ص124) . حاشية (1) .
16) ((الشجرة المباركة )) (ص15) في الطبعة الأولى ،سنة 1409هـ ، وفي (ص29) من الطبعة الثانية سنة 1419 هـ والموافقة لسنة طبع كتاب (( النفحة العنبرية )) !؟
17) (( النفحة العنبرية )) (ص124) .
18) (( التكملة لوفيات النقلة )) (3 /17) وما بين القوسين ( ) تصحف من (( الحسن إلي ((الحسين )) والصواب ما أثبتناه كما في ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين )) (7/ 39) وغيره في الحاشية التالية .
19) ((الأصيلي في أنساب الطالبيين )) (ص16ـ 24 بترقيمي ) . وانظر (( قلائد الجمان )) للقلقشندي (ت821 هـ) (ص 161) ، (( بحر الأنساب ))لابن عنبة (ت828 هـ ) (ص75ـ77) ، (( العقدالثمين )) للفارسي (ت832هـ) (8/39 وذرية قتادة في كل كتاب ، (( إتحاف الورى )) للنجم عمر بن فهد (ت885هـ) (2/566) (3/ 3 ـ649) (4/15ـ655) ، ((غاية المرام)) لعبد العزيز بن فهد (922 هـ) (1/550ـ642) (2/9ـ633) (3/5ـ339) ، ((نيل المنى)) للنجم ابن فهد (ت954هـ) (1/32ـ551) (2/552ـ807) ، ((الدرة المضيئة )) لعلوان (ت945 هـ) (ص8 بترقيمي) ، (( روضة الألباب )) لأبي علامة (1044هـ) (ص68 بترقيمي ) ، (( سمط النجوم )) للعصامي (ت1111 هـ ) (4/207ـ584) ، ((منائح الكرم)) للسنجاري (ت1125 هـ) (2/266ـ438) (3/7ـ645) (4/7ـ561) (5/5ـ536) ، ((الدر الفاخر)) للطاهر (ت1138هـ) (17،28 إلي آخر الكتاب ) ، ((إتحاف فضلاء الزمن )) للطبري (ت1173 هـ) (1/108ـ568) (2/13ـ375) ، (( تاريخ الأشراف وأمراء مكة )) لعبد الشكور (ت1257هـ) ، ((خلاصة الكلام )) لدحلان (ت1304 هـ) (ص22ـ331)
20) (( النفحة العنبرية )) (ص103) .
21) (( سر السلسلة )) (ص5) ، (( لباب الأنساب )) (1/385) ، ((إكمال تهذيب الكمال )) (4/77) ، ((الأغاني)) (16/142) ، ((تاريخ دمشق )) (70/17) .
22) (( النفحة العنبرية )) (ص102) .
23) ((تاريخ الطبري )) (7/549) .
24) ((مقاتل الطالبيين )) (ص188ـ189) بتصرف .
25) (( النفحة العنبرية )) (ص103) .
26) انظر ((أنساب الأشراف )) (3/429) ، (( المعقبين من ولد أمير المؤمنين )) (123ـ 125ـ،131)، (( تاريخ الطبري )) (7/163).
27) ((فتح الباري )) (3/738) .