عائلات دمشقية
في
كتاب (في ربوع دمشق)
لمؤلفه الدكتور فواز منير الرجولة


صدر في دمشق هذا العام كاتب جديد بعنوان (في ربوع دمشق، منذ بداية العهد العثماني وحتى وقتنا الحاضر 922 ـ 1430هـ / 1546 ـ 2009م، دراسة تحليلية اجتماعية تطبيقية من خلال سجلات المحاكم الشرعية العثمانية).
مؤلف الكتاب الطبيب الدكتور فواز منير الرجولة أخصائي أمراض الصدر والحساسية، إنسان مثقف متواضع لبق جمع في ذات الوقت بين ميدانيين علميين مختلفين، أولهما الطب الذي درس علومه في فرنسا، وثانيهما التاريخ الذي أحبه من خلال بحثه وتنقيبه في سجلات محاكم دمشق الشرعية العثمانية.
يقع الكتاب في722 صفحة من القطع المتوسط، طبعه مؤلفه على نفقته الخاصة في مجلد واحد كبير، اعتمد في تأليفه بالدرجة الأولى على سجلات محاكم دمشق الشرعية العثمانية، وسجلات القصر العدلي، والتي قارب عددها 2000 سجل، وعلى عدد كبير من المصادر التاريخية بلغ عددها 63 مصدراً، وقسم كتابه إلى عدد كبير من العناوين، لكنه لم يجمع هذه العناوين في أبواب وفصول، ولم يضع لها أرقاماً، وقد حاول المؤلف من خلاله كتابه أن يظهر العام من خلال الخاص، والاجتماعي من خلال الفردي الشخصي، فهو من خلال الحديث عن عائلته أرخ لمدينة كبيرة في حقبة هامة من تاريخها، وتحدث بشكل مفصل عن عائلاتها، ولأهمية هذا الكتاب نقدم فيما يلي عرضاً لأهم ما جاء فيه.
بدأ المؤلف كتابه بالإهداء وكان لوالدته السيدة وفيقة بنت عبد القادر حتاحت رحمها الله، وبعد كلمة الشكر كانت المقدمة التي تحدث فيها عن عمله في هذا الكتاب، تلاها لمحة لغوية عن اسم عائلته الرجولة، وعن الأسباب التي أدت إلى كتابته بأشكال مختلفة: الرجلة ، الرجلي، الرجولة ، الأرجولة، وأكد أن أكثر هذه الأشكال كتابة هو الرجلة والرجولة وهذا ما تؤكده وثائق سجلات محاكم دمشق الشرعية العثمانية، تحدث بعد ذلك عن الإضافات التي ألحقت باسم العائلة، ومنها الألقاب التي كانت منتشرة في العهد العثماني مثل جلبي وزادة، أو الألقاب التي تدل على انتماء الشخص لطريقة صوفية معينة مثل المولوي أو النقشبندي.
ويذكر المؤلف بعد ذلك أن بعض أفراد عائلة الرجولة أضيف إليهم اسم عائلة أمهاتهم مثل الرجولة القصار أو الرجولة الصغير.
ويتابع المؤلف في السياق ذاته، فيذكر أن عددا من أفراد عائلة الرجولة ألحقت بهم صفة بارزة أضيفت إليهم فيما بعد مثل الحافظ، فقد طغت هذه الصفة على اسم العائلة الرجولة وأصبحوا وما زالوا يعرفون بها إلى يومنا هذا.
وذكر المؤلف أن المهن التي مارسها بعض أفراد عائلة الرجولة لعبت دوراً كبيراً في تغير اسم عائلاتهم، فغلب اسم مهنتهم اسم عائلتهم، وصاروا يعرفون بمهنتهم، ومن تلك العائلات الطباع، التوتنجي، النجار، الصبَّان، الدوابيلي،
تحدث المؤلف بعد ذلك عن القاسميين في عائلة الرجولة إي من حمل اسم قاسم، وهما: قاسم بن حسين، قاسم بن قاسم، وتحدث بعد ذلك عن سعيد بن قاسم الرجلة بشكل مفصل، وذلك لأن سعيد هذا كان شخصية لها وزنها في المجتمع الدمشقي في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، وكانت تربطه علاقات كبيرة بكبار الشخصيات ويأتي في مقدمتها الأمير عبد القادر الجزائري، ، وكان سعيد أغا عضو مجلس بلدية، وعضو مجلس زراعة الولاية، ومن كبار تجار الحبوب في مدينة دمشق، ومن عمله كون ثروة طائلة اشترى بها أملاكاً وأراض وقرى كاملة، وانطلاقاً مما سبق قدم المؤلف في كتابه معلومات غزيرة عن حياة سعيد أغا الرجولة وعلاقته بالأمير عبد القادر الجزائري، ونصوص كاملة عنه من وثائق المحاكم الشرعية العثمانية، وبشكل خاص الوثائق التي نجد فيها وصيته، وأملاكه ، ومخلفاته.
تحدث المؤلف بعد ذلك عن قافلة الحج الشامي، ومن ذكر اسمه من آل الرجولة في ركب الحج الشامي، وكيف كان يتم نقل الحجيج في هذه القافلة، ووسائل النقل، وهي الجمال، وجرت العادة أن يوضع علي الجهة اليمنى من ظهر الجمل وعلى الجهة اليسرى محمل من خشب مغطى بالقماش، يتسع لراكب واحد أو يوضع مكان الراكب حمولة وأمتعة، ويطلق على المحل أسماء متعددة: المحارة، الشقدوفة، المحفة، ويسمى من يشرف على الجمال الدوجية أو الدعجية، ويسمون أيضاً العكامة، وكان لقافلة الحج أميرها وقاضيها وقواتها، ووقت لمغادرتها ووقت لقدومها.
تحدث المؤلف بعد ذلك عن شرائح المجتمع الدمشقي، فتحدث عن هيئة الحكام التي تضم القوات العسكرية وشبه العسكرية، كبار ضباط الانكشارية، والقبيقول والسباهية والمرتزقة، والعلماء وأصحاب الوظائف العلمية والدينية، وتحدث عن الهيئة المحكومة وتضم التجار وأهل الحرفة والصناعة والفلاحة والبدو، وأهل الذمة والأقليات الأوربية.
بعد ذلك تحدث المؤلف عن أفراد عائلة الرجولة من القرن العاشر الهجري، أي من الجد الأول عبد اللطيف بن نور الدين الرجولة إلى القرن الرابع عشر الهجري، وكان معظم آل الرجولة خلال هذه القرون من أهل القلم، ولذلك أفرد المؤلف فقرة خاصة بالعائلات التي ارتبطت مع آل الرجولة بعلاقة مصاهرة، وهي: العطار، الكزبري، الحجار، الأسطواني، البكري، العاني، العجلاني، الخطيب، التاجي، الخالدي، العلبي، الحافظ، البيطار، الحلبي، العش، السمان، نصري، القضماني، الدقاق، النابلسي.
تحدث المؤلف بعد ذلك عن أهل السيف من العائلات التي ارتبطت مع عائلة الرجولة بالمصاهرة، وهي التالية: البارودي، تللو، جبري، جركس، المهايني، مردم بك، وبهذه الفقرة الطويلة عن العائلات الدمشقية التي ارتبطت بالمصاهرة بعائلة الرجولة أنهى المؤلف الجزء الأول من كتابه.
في الجزء الثاني تحدث المؤلف عن معالم دمشق العمرانية، فتحدث عن المدارس والمساجد والخانات والحمامات والمقاهي والطواحين وغيرها من معالم كان لآل الرجولة علاقة بها في العهد العثماني، وأضاف المؤلف في أخر هذا الجزء ملحقاً ضمنه مشجرة آل الرجولة، وفهرساً للهوامش، وفهرساً هجائياً للأماكن والأعلام، وفهرساً للأطر وفهرساً للصور والمخططات، ومراجع الكتاب، وأخيراً فهرس الموضوعات.
كتاب الدكتور فواز منير الرجولة من الكتب الهامة التي تستحق القراءة والاقتناء، وخاصة لمن يريد البحث في تاريخ العائلات
.