النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تكية البكتاشية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    jamil adra street
    المشاركات
    1,596

    افتراضي تكية البكتاشية

    تكية البكتاشية - كهف السودان


    يقع كهف السودان بسفح جبل المقطم فى منطقة يوجد بها العديد من الأثار حيث يحده من الناحية الشمالية الغربية الممر المؤدي إلى قلعة محمد علي باشا بالمقطم ( 1225هـ / 1810م ) أثر رقم 556 ، ويحده من الناحية الجنوبية الغربية قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل (579هـ/1183م) أثر رقم 556 كما يطل على هذا الكهف جامع الجيوشي وقلعة محمد على باشا ومشهد اللؤلؤة وقبة يعقوب شاه المهمندار كما أنه يطل على طريق صلاح سالم،وقد عرف كهف السودان بعدة أسماء أيضا هي تكية البكتاشية وضريح عبد الله المغاوري وزاوية المغاوري وخانقاه وتكية المغاوري.


    وقد ذكر المؤرخ المقريزي فى كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" أن الذي أنشأ هذا الكهف المعروف بكهف السودان جماعة من السودان قاموا بحفر ونحت كهف فى جبل المقطم نسب إليهم وعرف باسمهم وذلك فى عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله (411 – 427 هـ /1021- 1036م )، ولقد كانت هذه الطائفة من السودان تتصف بالصلاح وتتسم بسمات التقوى والبركة وكان عددهم اثني عشر فردا أدركوا فى حياتهم زمن المعز لدين الله الفاطمي ،كما ذكرت بعض المصادر أن هذا الكهف كان عبارة عن محجر قديم أحيط به العديد من الأساطير، وقد سكن هذا الكهف العديد من العلماء الذين خالطوا هؤلاء السودانيين وكان منهم الشيخ "أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الفقاعي" الذي ينسب إليه محراب كان قد أنشأه فى مصلي كان موجودا بكهف السودان عرف بمحراب "ابن الفقاعي"وقد توفي أبو الحسن الفقاعي بمسجد أنشأه "كافور الإخشيدي" بالقرافة.



    كما ذكر المقريزي أيضا أن أخر من انقطع للعبادة بهذا الكهف كان "عبد الله بن الحسن بن قرقوب" سنة 428هـ/1056م فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وكان قد بني فى الكهف بمكان محراب ابن الفقاعي مسجدا عرف بمسجد القرقربي ، وفى سنة 421هـ بني الشيخ "عبد الله بن يحي البزاز الأندلسي" المعروف بابن الأحدب مسجدا بكهف السودان وزاد فيه مواضع نحتها فى الجبل وبني بأعلاها مساكن وعمل له درجا نحتت فى الحجر حيث لم يكن هذا الدرج موجودا قبل ذلك وكان عبارة عن سطح يتسلقه الصاعد إلى الكهف بعد مشقة كبيرة،ولقد كان يوجد بالكهف مقابر هؤلاء السودانيين ومقابر أخري اندثر معظمها بمرور الزمن،ومن أشهر من أقاموا بهذا الكهف الشيخ "قايغوسز" المشهور باسم "سيدي عبد الله المغاوري" فى عهد الملك الصالح "الحاجي" والذي حضر إلى مصر سنة 800 هـ / 1397م وتدفق عليه المريدون وأقام بالقاهرة خمس سنوات ثم سافر إلى الحجاز وزار المدينة المنورة ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء ثم عاد إلى مصر مرة أخري حيث توفي سيدي عبد الله المغاوري سنة 848هـ/1444م ودفن بالضريح المعروف باسمه بكهف السودان حيث يعد ضريحه هذا تحفة معمارية.



    وقد اتخذت طائفة المولوية أو الجلاليون نسبة إلى جلال الدين الرومي هذا الكهف زاوية لهم فترة من الزمن فى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي ثم انتقلوا منه إلى المدرسة السعيدية – مدرسة سنقر السعدي بالسيوفية أثر رقم 263 – فى عهد الدولة العثمانية، ولقد كان من شيوخ هذه التكية الشريف "نعمة الله الحسيني "شيخ زاوية كرمان الجلالية الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ ولما مات الشيخ الحسيني قام بتجديد كهف السودان أو التكية الشريف نور الدين أحمد الأيجي الذي قام بوضع لوحة من الحجر تحتوي على النص التأسيسي فوق مدخل المغارة الأصلي للكهف والموجودة إلى الآن باسم شيخه الشريف الحسيني ويرجع تاريخ هذه اللوحة إلى سنة 905 هـ ،ثم آلت التكية أو كهف السودان بعد ذلك إلى طائفة أو دراويش البكتاشية وهي طريقة أناضولية دراويشها من الأتراك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتنسب هذه الطريقة إلى "حاجي بكتاش" ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكانوا يساعدون الدولة العثمانية فى فتوحاتها وبرغم إدعاء البكتاشية أنهم من السنة إلا أنهم من الشيعة المتطرفة وقد انتشرت هذه الطريقة بمصر وتغلغلت بصورة واسعة خاصة فى الطبقات المتوسطة وكانوا يسكنون أول الأمر فى تكية القصر العيني التي أنشأها سنة 806هـ الناصر فرج بن برقوق ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري بدراويشه بعد ذلك وظلوا بها إلي أن انتقلوا إلى كهف السودان بدلا من المولوية وذلك فى عهد الخديوي إسماعيل باشا، حيث قام البكتاشية بطرد البدو من التكية ونظفوها وأعادوا لضريح المغاوري رونقه وفرشوه بالطنافس وعلقوا الثريات،وخلال الفترة من عام 1321إلى عام 1345هـ قام كلا من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    jamil adra street
    المشاركات
    1,596

    افتراضي رد: تكية البكتاشية

    إلا أن تكية البكتاشية أو كهف السودان لم تزدهر إلا فى عهد أخر شيوخها "أحمد سري دده بابا" الذي تولي أمر التكية سنة 1017م حيث أقام بها وأنشأ بها العديد من المنشآت والنافورات الجميلة وأضاء التكية وحجرات وخلاوي الدراويش بالكهرباء كما أدخل الماء فى كل حدائقها وعلى الرغم من نقل تكية البكتاشية من المقطم وخروج أخر شيوخها أحمد سري دده بابا منها إلا أنها لا تزال تحتفظ بالكثير من تفاصيلها وعناصرها المعمارية الفريدة على العمارة الإسلامية فى مصر.



    التخطيط المعماري للتكية :

    تختلف تكية البكتاشية أو كهف السودان فى تخطيطها المعماري العام عن ما هو سائد ومعروف فى مصر حيث انفردت هذه التكية بعدة عناصر معمارية لم توجد فى أي منشأة أخري حيث نجد أن أهم عناصر كهف السودان المعمارية على النحو التالي :

    مغارة الكهف نفسها وهي عبارة عن مغارة منقورة فى جبل المقطم بنهايتها قبة ضريحية مستطيلة الشكل استخدم المعمار فى بناءها طريقة جديدة غير مسبوقة بمصر وهي حفر القبة الضريحية بجميع عناصرها من جدران ومنطقة انتقال وخوذة القبة فى الجبل نفسه وهي ظاهرة فريدة لم توجد قبل ذلك بمصر ويتوسط أرضية القبة الضريحية تركيبة رخامية دفن بها سيدي عبد الله المغاوري ويحيط بالتركيبة الرخامية كتابات من آيات قرآنية وأسماء أئمة الشيعة الإثني عشر ويتقدم التركيبة الرخامية شاهد قبر ينتهي من أعلى على هيئة العمامة البكتاشية ويحيط بالتركيبة الرخامية سور من الحديد المشغول وقد غطيت جدران القبة الضريحية بالرخام الملون الجميل النادر ونحت فى حائط القبلة محراب كسي بالرخام الملون النادر أما أرضية القبة الضريحية فقد فرشت أيضا ببلاطات من الرخام ، ويوجد بإحدى جدران القبة الضريحية لوحتين من الرخام الملون كتبتا باللغة الفارسية تحتوي كل منها على النص التأسيسي لتجديد الضريح الذي قام به كل من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين والأمير لطفي دده بابا – أحد شيوخ التكية – ترجمتهما على النحو التالي:

    اللوحة اليمني: إلهي أطل عمر الحاج كمال الدين نجل السلطان حسين والعائلة الكريمة فهو الذي عمر مقام السلطان المغاوري وسرت أرواح الأولياء من هذه القبة وبعد أن رأي صبحي هذا العمران أرخ تاريخا هجريا ،جددت هذه التكية السلطانية بفضل جهد الأمير لطفي، كتبه الشيخ محمد عبد العزيز

    اللوحة اليسرى: إن السلطان المغاوري المدفون فى هذا الكهف وهذا القبر الطاهر يعد مركزا للأرواح الطاهرة .. جدد عمرانه الحاج محمد لطفي بابا عندما كان شيخا لهذه التكية فأصبح مطافا للزائرين فزره بقلب مخلص وتزود بالفيض فهو المكان الذي يتجلي فيه أخيار الدراويش إن غار أهل الله هذا مأوي لأهل الطريقة فادخله بشوق واحترام لأنه مكان السالكين، كتب هذا التاريخ البديع حلمي دده ما أحلي عمران هذا القبر حقا إنه مكان مقدس 1 محرم سنة 1321هـ

    أما العنصر الثاني بالتكية فهو أن المعمار قام بإضافة عنصر جديد لهذه التكية وهو وجود حجرات لخلاوي الصوفية ولكن بدلا من وجود حجرات مبنية بالحجر أو الآجر وجود حجرات منحوتة فى الصخر أعلى تلال جبل المقطم مداخلها من الحجر على هيئة عقود مدببة ونصف دائرية فضلا عن حجرات أخري كانت موجودة داخل المغارة الكبيرة الرئيسية منحوتة أيضا فى الجبل،وهي أيضا ظاهرة فريدة على المعمار بمصر.


    أيضا تميزت هذه التكية بوجود مسرح كبير للدراويش كان يقام به الأذكار الخاصة بالدراويش وقد استغل المعمار وجود مغارة كبيرة أسفل سفح المقطم لإقامة منصة وأماكن لرقص الدراويش عليها،وهذه الظاهرة هي الثانية بمصر بعد مسرح الدراويش المولوية بمدرسة سنقر السعدي أو تكية المولوية بسوق السلاح بالقاهرة. أيضا امتازت هذه التكية بوجود حجرة خاصة لشرب القهوة وهي أحد أهم طقوس الدراويش الأتراك ونري هذه الحجرة فى كل من تكية البكتاشية والمولوية، أيضا احتوت هذه التكية على عنصر جديد لا يوجد له مثيل بمصر وهو وجود ما يعرف باسم الكوشك وكان خاصا بالشيخ أحمد سري دده بابا أنشأه سنة 1374 هـ / 1954م وهو عبارة عن مكان مرتفع فى الجبل يصعد إليه بدرج منحوت فى الصخر يحدده أعمدة حجرية كان يحتوي على جلسة من الحجر خاصة بأحمد سري دده بابا يحيط بها كتلة حجرية على شكل اثني عشر ضلع عليها ختم يحمل اسمه وكان أحمد سري دده بابا يجلس بهذا الكوشك وينظر من خلاله إلى القاهرة والقلعة،أيضا احتوت التكية على العديد من الفساقي الجميلة المتنوعة الأشكال والأحجام التي يميزها أنها تنتهي من أعلي على شكل العمامة البكتاشية، كما احتوت هذه التكية على استراحة خاصة بالزائرين للتكية كان يجاورها مربطا للخيل وساقية، كما احتوي أيضا التخطيط المعماري للتكية على وجود سبيل للمياه كان يرجع تاريخه إلى العصر الفاطمي إلا أنه اندثر حاليا، بالإضافة إلى وجود مسجدا ملحقا بالتكية واجهته على الطراز العثماني أما المسجد من الداخل فقد استغل المعمار أيضا إحدى مغارات جبل المقطم لعمل المسجد.


    هذا ويوجد بالتكية قبتان ضريحيتان هما قبة أحمد سري دده بابا الذي أنشأ هذه القبة الضريحية له سنة 1357هـ / 1938م ليدفن بها بعد وفاته إلا أنه لم يدفن بها حيث طرد هو وطائفة البكتاشية من كهف السودان فى منتصف الخمسينات من القرن العشرين وقبته عبارة عن بناء مثمن الشكل متأثر فى طرازه بالطراز العثماني فى شكل القباب وطريقة الزخارف الهندسية والنباتية، ويعلو مبني الضريح قبة مضلعة أسفلها بأرضية الضريح تركيبة رخامية يتقدمها شاهد قبر رخامي ينتهي من أعلي على هيئة العمامة البكتاشية يجاورها دكة أو كرسي مصحف كان مخصصا لقراءة القرآن ، أما القبة الضريحية الثانية فإنها على هيئة بناء مربع يعلوه قبة بدون منطقة انتقال وهذه القبة على الرغم من بساطتها من الداخل والخارج إلا أنه يوجد بها من أسفل تابوتين بهما كل من الأميرة روحية والأميرة نافية ابنتا أحمد زغو ملك ألبانيا سابقا حيث طلبت كل من هاتين الأميريتين أن تدفنا بمصر، وكان يوجد أيضا بتكية البكتاشية ضريح الأمير كمال الدين حسين وعائلته إلا أنه غير موجود حاليا حيث نقل إلى مقابر العائلة المالكة بالبساتين.


  3. #3

    افتراضي رد: تكية البكتاشية

    أحسنتم أحسن الله إليكم، ومن محاسن الثورة الناصرية في مصر أنه طرد البكداشية أو البكتاشية كما قال محمد حسين الذهبي ـ رحمه الله ـ في كتاب التفسير والمفسرون، أخي الجليل الفاضل لدي بعض المقالات التراثية لأعلام كثر عن البكداشية أو البكتاشية إذا سمحت لنا بنقلها هنا سننقلها، فهل تسمح لنا؟؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    jamil adra street
    المشاركات
    1,596

    افتراضي رد: تكية البكتاشية

    بالطبع لا مانع من ذلك
    التعديل الأخير تم بواسطة فؤاد طرابلسي ; 17-03-2010 الساعة 02:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •