النتائج 1 إلى 20 من 20
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من قتل الحسين؟؟؟؟ (الجزء الأول)

    يا أحباب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحباب آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحباب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)... إني داع فأمِّنوا
    اللهم العن من قتل الحسين رضي الله عنه ، والعن من تواطأ وأعان على قتل الحسين رضي الله عنه ، والعن من خذل الحسين رضي الله عنه وأهل بيته الطيبين الطاهرين رضي الله عنهم ، ...
    الحسين رضي الله عنه حفيد الرسول (صلى الله عليه وسلم) سيد شباب أهل الجنة ، صاحب المنزلة الرفيعة عند حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) القائل عنه وعن أخيه الحسن رضي الله عنه :"اللهم إني أحبهما،فأحبهما " الحسين رضي الله عنه هو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خير من وطأ الثرى ورابع الخلفاء الراشدين المهديين الذين أمرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) باتباع سنتهما من بعده ، وهو أول من أسلم من الفتيان ، وهو الذي أخذ بيده النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ووالدته فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين ، وسيدة نساء أهل الجنة.رضي الله عنها.

    وموقف أهل السنة والجماعة من مقتل الحسين رضي الله عنه يلخصه شيخ الإسلام بقوله : وقد أكرمه الله بالشهادة وأهان من قتله أو أعان على قتله ، أو رضي بقتله وله أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء ، فإنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة ، وقد كانا تربيا في عز الإسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر والأذى في الله ما ناله أهل بيته فأكرمهما الله بالشهادة تكميلا لكرامتهما ورفعا لدرجتهما وقتله مصيبة عظيمة.

    ولكن من الذي قتل الحسين رضي الله عنه يا ترى ؟ ومن الذي تواطأ على قتله ؟ ومن الذي أخرجه ثم خذله على أرض الكرب والبلاء كربلاء ؟؟؟ سؤال مهم

    والسؤال المهم أيضا هو : ألم يقتل غير الحسين رضي الله عنه مظلوما في كربلاء ؟؟ ألم يقتل أبو بكر بن علي ، ألم يقتل عمر بن علي ألم يقتل عثمان بن علي رضي الله عنهم ، فلماذا لم يُذكروا؟ هل لئن عليا رضي الله عنه سماهم بأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ؟ ولماذا لا يُذكر الحسن رضي الله عنه مع أنه أخو الحسين رضي الله عنه وله نفس المنزلة عند الله تعالى وعند الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وعند المؤمنين، وقد اغتيل مسموما ؟ هل لتنازله عن الخلافة للصحابي الجليل كاتب وحي الرسول (صلى الله عليه وسلم ) معاوية رضي الله عنه ؟؟؟!!

    والأهم من ذلك كله ما الحكمة وما الفائدة من الوقوف عند مقتل الحسين رضي الله عنه بهذه الطريقة التي تُظهر أنَّ بعضا من أهل السنة والجماعة لهم يد في قتله ، أو كانوا متواطئين على قتله ، أو كانوا راضين عن قتله ...

    لا بد من معرفة الحقيقة . والحقيقة حتى تنجلي لا بدَّ من سبر أغوار تاريخنا الإسلامي الصحيح ، والارتشاف من ينابيعه الصافية التي تروي الظمآن لمعرفة الحقيقة . بعيدا عن روايات الغلاة ، وأباطيل الحاقدين ، وأراجيف الوضَّاعين ..

    إنَّ سلسلة الإجرام والاغتيالات بحق أهل بيت نبينا الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام التي حيكت من وراء الكواليس ودبرت في الخفاء ونفذها خفافيش الظلام ذات نسيج واحد وهي من صنع معسكر الكفر وإن تعددت صوره و أشكاله وألوانه . الحقد واحد ، والهدف واحد هو ضرب الإسلام وإخضاع المسلمين . بعد إبعادهم عن دينهم الحنيف الذي هو مصدر عزتهم وكرامتهم ، وعن وحدتهم التي هي مصدر قوتهم ومنعتهم ، وأخوتهم التي كانت مضرب المثل في التفاني والإيثار والحب في الله تعالى... فهؤلاء الأقزام لم يثبتوا أثناء المواجهة العسكرية فجبنوا وانهزموا .. واضطروا إلى نقل الصراع والمواجهة من ساحات الوغى ، إلى الكيد والمكر والطعن والتشكيك والتضليل ...

    وقبل أن نصل إلى الحقيقة لا بد لنا أن نأتي على كشف الأباطيل جميعا ابتداء من وفاة النبي(صلى الله عليه وسلم) وانتقال الخلافة إلى الصديق رضي الله عنه الذي كان أولى الناس بها دون اغتصابها من أحد ، ومرورا بالمستجدات التي طرأت على العصر الراشدي والمؤامرات التي كانت تحاك في الخفاء والتي فرَّخت هنا وهناك وكان من ويلاتها الباب الذي انكسر باستشهاد عمر الفاروق رضي الله عنه ولعنة الله على قاتله أبي لؤلؤة المجوسي ، مرورا باغتيال الشهيد عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه،ثم اغتيال الشهيد طلحة بن عبيد الله طلحة الخير والفياض رضي الله عنه ، ثم اغتيال الشهيد الزبير بن العوام رضي الله عنه حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم اغتيال الشهيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، محاولة اغتيال كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه ،وعمرو بن العاص رضي الله عنه وقد باءت هاتان المحاولتان بالفشل ، ثم اغتيال سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي رضي الله عنهما، وصولا إلى اغتيال الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما مظلوما في كربلاء.
    لا بد أن نبحث هذه الأمور بعيدا عن التجاذبات والأراجيف التي تشكك بحملة الدين وتصورهم على أنهم عصابات ، وقطاعي طرق ، ولصوص وخونة ...إلى ما هنالك من الافتراءات والأباطيل التي لا ولم تثبت نقلا ولا عقلا . (يتبع)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حسن ; 18-06-2010 الساعة 12:36 AM
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء الثاني)

    إنّ أولى الأراجيف هي الطعن بصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتصويرهم كأنهم لصوص أو قاطعوا طرق..! وهم من هم رفعة وقدرا ومنزلة .. ويكفيهم شرفا أنهم تربوا في مدرسة النبي (صلى الله عليه وسلم) وعاشوا معه حلو الحياة ومرها، وضحوا بأرواحهم وأموالهم من أجل نصرة هذا الدين فتخرجوا أبطالا وأفذاذا ودعاة وهداة ... فلا بد لنا من الذبّ عنهم ، وإظهار فضائلهم ، فمن أراد أن يعمل معول الهدم في سير بناة حضارة الأمة وحماة عقيدتها ، لا بد أن يدحر بغيه، ويكشف زيفه ، ويهتك ستره ،وغالبا ما يكون هذا من أعداء الصحابة ، بدافع البغض والكراهية والعداء للصحابة الكرام الذين حطموا عروشهم ، وأبطلوا عقائدهم الفاسدة.

    ومن الأباطيل التركيز على أكذوبة اغتصاب أبي بكر للخلافة من علي رضي الله عنهما . وقد ردَّ الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم على هذه الأباطيل حيث قال لبعض الروافض : لو كان الأمر كما تقولون ، إنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) اختار عليا لهذا الأمر والقيام بعده ، فإنَّ عليا أعظم خطية وجرما إذ ترك أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ، فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم):" من كنت مولاه فعلي مولاه" فقال: أما والله لو يعني بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) الأمر والسلطان لأفصح به كما أفصح بالصلاة والزكاة والحج والصيام ، وقال: أيها الناس أنه الوالي بعدي فاسمعوا له وأطيعوا.

    والكلام الحق في هذا المجال هو إنَّ المؤهلات التي تمتع بها أبو بكر كثيرة كثيرة، منها:
    قول الله تعالى { ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا }
    وقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم):"لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت : يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون " . رواه البخاري
    وقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم):"اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر"
    وعن جبير بن مطعم قال : أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه قال : يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تريد الموت . قال : " فإن لم تجديني فأتي أبا بكر " . متفق عليه
    وقوله( صلى الله عليه وسلم):"إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر . ولما مرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) تخلف عن المسجد وقال:" مروا أبا بكر فليصل بالناس" متفق عليه

    سقيفة بني ساعدة

    لما علم المهاجرون باجتماع الأنصار في السقيفة قالوا : انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار ، فإنَّ لهم في هذا الحق نصيبا.
    فذهب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم . وتكلم أبو بكر مستدلا بالكتاب والسنة على أنَّ الله تعالى قدَّم المهاجرين على الأنصار فيما ذكرهم فيه من القرآن الكريم، وقرن أدلته بالثناء على الأنصار والاعتراف بفضلهم : فقال : يا معشر الأنصار ! إنَّنا لا ننكر حقكم ولا ينكر حقكم مؤمن ، وإنَّا والله ما أصبنا خيرا إلا شاركتمونا فيه . فأنتم أحب الناس إلينا، وأكرمهم علينا، وأنتم المؤثرون على أنفسهم حين الخصاصة ، وأنتم أنصار الله ورسوله،وأنتم إخواننا في كتاب الله ، وشركاؤنا في الدين. ثم ختم حواره بالإفصاح عن مكانة المهاجرين والأنصار فقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، لا نفتات عليكم بمشورة ، ولا نقضي دونكم الأمور.
    وقد شارك عمر في ذلك الحوار فقال: ألستم تعلمون أنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال:" الأئمة من قريش".وفي رواية :" إنَّ هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين".قالوا: بلى . قال: أو لستم تعلمون أنَّه أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا : بلى . قال: فأيكم يتقدم أبا بكر ؟ قالوا : لا أحد .
    فبايع الناس أبا بكر أحسن بيعة وأجملها. وكان أول المبايعين عمر وبشير بن سعد وأبو عبيدة فتتابع الناس. وبايعه سعد بن عبادة ، و بها تحقق إجماع الأنصار على بيعة الصديق ، ولا يعود أي معنى للترويج للأباطيل التي تزعم أنَّ سعدا قد امتنع عن البيعة.
    وكذلك الأمر بالنسبة لعلي رضي الله عنه فقد كان في بيته فقيل له : قد جلس أبو بكر للبيعة ، فخرج بقميص ما عليه إزار ولا رداء عجلا ، كراهية أن يُبطيء عنها حتى بايعه ، ثم جلس إليه ، وبعث ثوبه فأتاه فتجلله ولزم مجلسه.
    وقالت عائشة رضي الله عنها : لما خرج أبي شاهرا سيفه راكبا راحلته ، يعني يوم الردة ، جاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته فقال له : يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ أقول لك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد : شم سيفك لا تفجعنا بنفسك ، وارجع إلى المدينة ، والله لئن أصبنا بك لا يكون بعدك نظام أبدا.
    وكان علي رضي الله عنه يقول : سبق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وثنى أبو بكر ، وثلث عمر ، ثم كنَّا قوما بعد خبطتنا فتنة ما شاء الله . كما قال أيضا : قدَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر يصلي بالناس وأنا حاضر غير غائب وصحيح غير مريض ، ولو شاء أن يقدمني لقدمني ، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله لديننا .
    وعن الحاكم بن حجل قال : سمعت عليا يقول : لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري .
    وقال علي عند استشهاده عندما قيل له : ألا تستخلف ؟ فقال : أترككم ، فإن يرد الله بكم خيرا يجمعكم على خيركم كما جمعنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على خيرنا .
    إن اتفاق المهاجرين والأنصار على اختيار أبي بكر الصديق خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أنقذ المجتمع الإسلامي من تمزق محتم ، وخطر ماحق . فقد بويع أبو بكر بالخلافة يوم قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سقيفة بني ساعدة ، وبويع على المنبر بيعة العامة يوم الثلاثاء .
    وقد بالغ أبو بكر رضي الله عنه في استبراء النفوس من أية معارضة لخلافته ، حتى خيّر الناس سبعة أيام واستحلف على ذلك ، فقال: أيها الناس أُذكر الله أيما رجل ندم على بيعتي لما قام رجليه. فقام علي رضي الله عنه ومعه السيف، فدنا منه وضع رجلا على عتبة المنبر والأخرى على الحصى وقال : والله لا نقيلك ولا نستقيلك ، قدَّمك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمن ذا يؤخرك.
    وقد استمرت أخوّة علي للصديق رضي الله عنهما إلى ما بعد وفاة الصديق ، حيث وقف علي يثني عليه وهو مسجى أمامه قبل أن يدفن فقال : اليوم انقطعت خلافة النبوة .. يرحمك الله يا أبا بكر ، كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته ، كنت أول القوم إسلاما ، وأخلصهم إيمانا ، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله ، وأعظمهم غناء في دين الله ، وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأحدبهم على الإسلام ... وأشبههم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) هديا وسمتا ورحمة وفضلا.. كنت عنده بمنزلة السمع والبصر، صدَّقت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين كذبه الناس فسمَّاك الله صدِّيقا فقال { والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}.

    لما شعر أبو بكر رضي الله عنه بدنو الأجل دعا عثمان رضي الله عنه وقال له : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها ، حين يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر ، ويَصْدُقُ الكاذب. إني أستخلف عليكم بعدي عمر بن الخطاب ، فاسمعوا له وأطيعوا ، وإني لم آل الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ودينه ونفسي وإياكم خيرا. فإن عدل ، فذلك ظني به ، وعلمي فيه، وإن بدَّل ، فلكل امرىء ما اكتسب، والخير أردت ، ولا أعلم الغيب { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون} والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وخرج عثمان على الناس بذلك فبايعوا عمر جميعا، ورضوا به ، فكانت بيعته إجماعا . وتابع مسيرة صاحبيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والصديق رضي الله عنه . (يتبع)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حسن ; 18-06-2010 الساعة 12:36 AM
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي من قتل الحسين رضي الله عنه؟! (الجزء الثالث)

    الحمد لله الذي يسر لنا أمر الهداية والعبادة ، وزرع في قلوبنا حب النبي والآل والصحابة ، ونسأله في هذه الدنيا الحياة الطيبة والسعادة ، وفي الآخرة الجنة والحسنى وزيادة ... والصلاة والسلام صاحب الريادة والسيادة ، وعلى آله وصحبه خير من تولى الأمر والقيادة .. وبعد:



    وكثرت الفتوحات وكبرت رقعة الخلافة الإسلامية ، وزلزلت عروش الظالمين ودكت قلاع الأكاسرة والقياصرة ودانت فارس والروم ، وأخرج المشركين من جزيرة العرب.. وما كان لجيش جرار أن يجرؤ على الوقوف أمام هيبة الفاروق رضي الله عنه في وضح النهار ، فلقد كانت درَّته أهيب في نفوسهم من السيوف الباترة . فحيكت المؤامرات الخبيثة الماكرة في الظلام ، لتأخذ هذا الإمام العادل على غرة.

    ولما لم تنجح مؤامراتهم في الفت من عضد الأمة المتماسكة ، عمدوا إلى شلال الدم والذي ابتدأ يوم أن كُسر الباب باغتيال الشهيد الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فعن حذيفة قال : كنا عند عمر فقال : أيكم يحفظ حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم )في الفتنة ؟ فقلت : أنا أحفظ كما قال : قال : هات إنك لجريء وكيف ؟ قال : قلت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :" فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " فقال عمر : ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر . قال : ما لك ولها يا أمير المؤمنين ؟ إنَّ بينك وبينها بابا مغلقا . قال : فيكسر الباب أو يفتح ؟ قال : قلت : لا بل يكسر . قال : ذاك أحرى أن لا يغلق أبدا . قال : فقلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال : نعم كما يعلم أنَّ دون غد ليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال : فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب ؟ فقلنا لمسروق : سله . فسأله فقال : عمر . متفق عليه

    ونفذت جريمة الاغتيال على يد إبي لؤلؤة المجوسي لعنة الله عليه وعلى أضرابه بتحريض من الهرمزان فكان شهيد المحراب ، وختم له وهو يؤدي أفضل عبادة . وقال له الناس : يا أمير المؤمنين ، استخلف . فقال : أي ذلك ما أفعل فقد فعله من هو خير مني : أن أترك للناس أمرهم فقد تركه نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ، أبو بكر.


    فجعل الأمر في الستة الذين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض : عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص . رضي الله عنهم أجمعين .


    ولم يذكر معهم سعيد بن زيد لأنه ابن عمه و صهره . وقال عمر : لا أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض، وتحرَّج أن يعين واحدا منهم ، فقال: لا أتحمل أمرهم حيا وميتا ، وإن يرد الله بكم خيرا يجمعكم على خير هؤلاء ، كما جمعكم على خيركم بعد نبيكم (صلى الله عليه وسلم) .
    وقال لهم : يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء.


    ويمضي أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى ربه جل في علاه ، قرير العين بعد أن قضى شهيدا كما كان يشتهي ،وكما بشره بذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، أفضل ميتة – الشهادة - في أفضل بقعة من بقاع الأرض – مسجد النبي – في أفضل عبادة – صلاة الفجر – واستأذن من عائشة أن يدفن في أطهر مكان – حجرة عائشة – قرب حبيبيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر الصديق رضي الله عنه . وبعد أن اطمأن إلى الأمة فجعل الأمر في الستة الذين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض : عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص . رضي الله عنهم أجمعين . (يتبع)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حسن ; 18-06-2010 الساعة 12:34 AM
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء الرابع)

    ومن كوكب دري يأفل إلى كوكب دري يسطع تم اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه . وقد كانت المهمة شاقة على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، الذي أخرج نفسه من الإمارة كما فعل طلحة والزبير وسعد وبقي الأمر بين عثمان وعلي رضي الله عنهما، وأخذ بن عوف رضي الله عنه يستشير الصحابة الكرام والمسلمين حتى كان اليوم الرابع ، فجمع الناس في المسجد النبوي ، وصعد المنبر فوقف وقوفا طويلا ودعا دعاء طويلا لم يسمعه الناس ثم تكلم فقال: أيها الناس سألتكم سرا وجهرا ، فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين : إما علي وإما عثمان. فقم يا علي ، فقام إليه فوقف تحت المنبر ، فأخذ عبد الرحمن يده فقال : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وفعل أبي بكر وعمر ؟ قال : اللهم لا ، ولكن على جهدي في ذلك وطاقتي . فأرسل يده . وقال: قم إلي يا عثمان ، فأخذ بيده فقال : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وفعل أبي بكر وعمر ؟ قال : اللهم نعم . فرفع رأسه إلى سقف المسجد ، ويده في يد عثمان ، فقال : اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد . اللهم إني قد خلعت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان .

    فبايعه عبد الرحمن رضي الله عنه، ثم كانت يمين علي رضي الله عنه ثاني يمين شدت بالبيعة على يمين عثمان رضي الله عنه، ثم بايعه الناس .

    عاش الصحابة الكرام والمسلمون جميعا أيام خلافة عثمان رضي الله عنه عيشا هانئا طيبا ،فقد كان الإسلام فيها عزيزا والفتوحات في أوجها ، والعطاء دارا والخير عميما ، والأخوة قائمة وذات البين صالحة ، والأمن مستتبا ، والعلم مزدهرا ، والمهاجرون والأنصار رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان هم أهل الأمر والنهي ، وهم أرأف بالمسلمين من أنفسهم ، ولا أدل على ذلك من أن الخليفة عثمان رضي الله عنه قد افتداهم بنفسه وضحى بدمه من أجل سلامة المسلمين وإشفاقا عليهم من أن يصابوا بمكروه .

    وبدأت معاول الهدم تعمل على الفت من بنيان هذه الأمة المرصوص يشترك فيها معسكر عبدة النار المجوس، وقتلة الأنبياء عليهم السلام السبئيون اليهود ، ومشركو العرب الخوارج أحفاد داحس والبثوث. ولكن هيهات هيهات أن ينالوا من وحدة هذه الأمة المحمدية التي تربت في مدرسة الرسول (صلى الله عليه وسلم). ولكن هذا لم يمنع من اقتناص بعض الفرص الموجعة في صميم هذا الجسد المتآخي الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

    كان لعبد الله بن سبأ دور كبير في الفتنة ، وهو المعروف بابن السوداء ، وكان يهوديا من أهل صنعاء ، أسلم زمان عثمان رضي الله عنه ، ثم تنقل في بلدان المسلمين يريد ضلالتهم. فبث دعاته ، وكاتب من كان قد استفسد في الأمصار وكاتبوه ، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم ، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم.

    وتم استهداف الولاة الصالحين ، واختلاق التهم لهم ورميهم بها لتجريدهم من الأنصار ، وتنصيب أنفسهم أنهم يعملون لمصلحة الأمة وذلك في إعلامهم ، ومن المفارقات أنه لم يكن بينهم أحد من أهل السابقة في العلم ، أو الإسلام أو الجهاد أو الإنفاق أو شيء من الفضائل المعتبرة ، أو أن أحدا ممن يتصف بهذه الصفات فوَّضهم بالقيام بهذه المهام .وكان هدفهم الحقيقي تدمير الأمة ونزع الثقة من النفوس ، ولكن لا يتم استمالة الناس إلا بالشعارات ، وهذا ما هو متبع في هذا العصر أكثر من أي وقت مضى.

    كان ابن السوداء يُطرد من كل بلد يحل فيها لسوء أخلاقه وسعيه في النميمة بين الناس . وأحوال السبئية والغوغاء لم تكن خافية على الخليفة وولاته ، ولكن كان يمنعهم عن إنزال العقوبة بهم ، التزامهم التام بتوفير الحرية للرعية ، وعدم الأخذ بالشبهات .

    بعث الخليفة عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار كتابا مفتوحا ودعوة عامة ، أنه متنازل عن أي حق له ولعماله في أعناق الناس ، وأنه يعطي من نفسه ومن عماله كل قضية ترفع على أي منهم ، ومن حق جميع أبناء الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا منتهى الإنصاف والعدل والتواضع .

    وفي مشورة الولاة للمستجدات ، أشار الجميع بوجوب إظهار مبدأ المحاسبة والشدة على البغاة المشوشين على أمن المسلمين ، والعاملين على زعزعة الثقة فيما بينهم ، والأخذ على أيديهم . وكان الخليفة رضي الله عنه مدركا لكل الاقتراحات ، ولكنه على علم بما يراد من وراء هذه الشائعات والذي سيكون من إشهار السيف في وجوه المسلمين ، وهذا ما لا يفعله ولا يقبله تحت أية ذريعة كانت ، إذ إن السيف متى ما شُهر في الفتنة فإنه لا يُغمد ، ثم إنه قد يأتي على أناس أبرياء ، وقد يتمكن الجاني الحقيقي من التستر ، إذ إنه يستبيح الكذب والنميمة والتحايل والتقية والتلون .

    فرد على ذلك بقوله : والله إنَّ رحى الفتنة لدائرة ، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها ، كفكفوا الناس ، وهبوا لهم حقوقهم ، واغتفروا لهم ، وإذا تعوطيت حقوق الله فلا تداهنوا فيها .

    ولما عجز الغوغاء والسبئية عن مواجهة سياسة الخليفة المتمسك بنهج نبيه (صلى الله عليه وسلم) والذي صحت فضائله في الكتاب والسنة وإجماع الأمة .احترقت جميع أوراقهم المعدة للعمل تحت الأعذار ،فماذا ينقمون من عثمان رضي الله عنه ؟ ولم ينقم عليه أحد من الصحابة الكرام وصالح المؤمنين ، وإنما الذين نقموا هم أولئك الذين امتلأت قلوبهم حسدا وبغضا لمن ساروا بالأمة على درب نبيها (صلى الله عليه وسلم)، فأوجدوا لها المجد التليد . فاتبعوا كل الوسائل للنيل من ذلك المجد ، فكتبوا الكتب المزورة ، وأشاعوا الأخبار المكذوبة ، في جيل لا يعرف الكذب .

    ثم أجمعوا كيدهم واغتنموا غيبة كثير من أهل المدينة في أيام الحج ، وفي الثغور والأقاليم ، وأن كثيرا من الصحابة الكرام اعتزل هذه الفتنة ولزموا بيوتهم ، فانتهزوا الفرصة وأتوا تحت مظلة الطاعة لله وأداء فريضة الحج ، وقالوا : نخرج كأننا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنخلعه ، فإن أبى قتلناه وكانت إياها. فكان غدرهم وفجورهم الذي سفكوا فيه الدم الحرام في البلد الحرام في الشهر الحرام. (وللكلام بقية)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حسن ; 18-06-2010 الساعة 12:34 AM
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    2,355

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    شيخنا الفاضل،

    قمت بدمج المواضيع سوية وتعديل حجم الخط

    (قلت لشجرة اللوز: "حدثيني يا أخت عن الله"
    فأزهرت شجرة اللوز...)
    الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء الخامس )

    لقد أحكم السبئية والغوغاء عليهم لعنة الله الحصار على دار الخليفة عثمان رضي الله عنه ، وقطعوا عنه الماء والطعام ، ورموا داره بالحجارة وفيها عياله ، وأسمعوه الشتائم وآذوا زواره الأخيار وعواده الأطهار.

    وكانت أخبار حصار الخليفة
    رضي الله عنه قد انتشرت في الأمصار ، فقام الصحابة الكرام ووجوه الناس يحضون على نصرة الخليفة رضي الله عنه.
    فأمر الناس بالرجوع وأقسم عليهم ، فرجعوا ، إلا الحسن بن علي وأخوه الحسين ومحمد بن طلحة وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم وأشباها لهم ، فجلسوا بالباب عن أمر آبائهم ،وأرسل إليه علي رضي الله عنه إن معي خمسمائة دارع ، فاذن لي فأمنعك من القوم ، فإنك لم تُحدث شيئا يستحل به دمك ، فقال : جزيت خيرا ما أحب أن يهراق دم في سببي .

    وخرج زيد بن ثابت رضي الله عنه ومعه ثلاثمائة من الأنصار ، فدخل على عثمان رضي الله عنه فقال : هذه الأنصار بالباب قالوا : جئنا لننصر الله مرتين ، فقال عثمان رضي الله عنه: أما القتال فلا.

    ولزم الدار عثمان رضي الله عنه ، ولزم القرآن الكريم ولم يفارقه طوال أيام حصاره ، وأخذ بالتهيؤ للرحيل إلى الدار الآخرة وهو على الحال والعهد الذي تركه عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يغير ولم يبدل ، ولكن بقي عليه تجاوز المحنة المريرة ، دون أن يكون سببا في إراقة دم ، أو هضم حق لأحد من المسلمين ، فكان يتحدث بهذه الأمنية ويقول : طوبى لعثمان إن لم يحركها ، فصبر صبر الجبال واحتسب حتى تحققت أمنيته وهو على أتم حال من التمسك بإيمانه ووصايا نبيه (صلى الله عليه وسلم).

    وممن شجع عثمان رضي الله عنه على الكف عبد الله بن سلام رضي الله عنه ، قال له عثمان : ما ترى ؟ قال : الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة .

    وقال الخليفة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهم : انظر ما يقول هؤلاء ؟ يقولون : اخلعها ولا تقتل نفسك . فقال ابن عمر رضي الله عنه: إذا خلعتها أمخلد أنت بالدنيا ؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا ،قال: فهل يملكون لك جنة أو نارا؟ قال : لا ، فلا أرى لك أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.

    ويرفض الخليفة عثمان رضي الله عنه أن يستجيب لطلبات السبئية والغوغاء ويأبى أن يخلع قميصا قمصه إياه الله تعالى أخذا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونصيحة الصحابة عليهم رضوان الله أجمعين . فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" يا عثمان إن ّولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه" يقول ذلك ثلاث مرات .قال النعمان رضي الله عنه فقلت لعائشة :ما منعك أن تعلمي الناس بهذا؟ قالت: أنسيته .
    قال ابن كثير : لبس عثمان السراويل في اليوم الذي استشهد فيه لئلا تبدو عورته إذا قتل فإنه كان شديد الحياء ، كانت تستحي منه ملائكة السماء، كما نطق بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) ووضع بين يديه المصحف يتلو فيه . واستسلم لقضاء الله تعالى وكف يده عن القتال ، وأمر الناس وعزم عليهم أن لا يقاتلوا دونه ، ولولا عزيمته عليهم لنصروه من أعدائه، ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا.

    وفي المقابل نهى أن يشهر أحد السلاح دفاعا عنه لأن ذلك سيفتح باب الفتنة التي حذر منها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويختار أن يقضي نحبه شهيدا مظلوما ، فهو على موعد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي قال له في المنام :" تفطر عندنا الليلة يا عثمان". ونفذت الجريمة النكراء وتجرأ الغوغاء أن يغتالوا ثالث الخلفاء الراشدين المهديين الحيي الكريم المجاهد ...

    وسُئل الحسن البصري : أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجا من مصر .
    وقيل : دخل رجل من أهل مصر ومعه السيف مصلتا ، فقبضت نائلة على السيف فقطع إبهامها،فضربه غلام عثمان فقتله ، وقيل : قتله جبلة بن الأيهم . وقيل: الأسود التجيبي ، وقيل يسار بن عياض وقيل: غيرهم .
    وروي أن أحدهم رفس المصحف الذي بين يديه برجله ، فاستدار المصحف ثم استقر بين يدي عثمان رضي الله عنه ، وسالت عليه الدماء .

    استشهاد عثمان رضي الله عنه

    ولا يماري مؤمن في أنَّ عثمان رضي الله عنه قضى شهيدا صابرا محتسبا مظلوما . بعد أن عمل اثنتي عشرة سنة ما ينكر أحد من إمارته شيئا. وأنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بشَّره بالشهادة. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " افتح له وبشره بالجنة " ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله. ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " افتح له وبشره بالجنة " . ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي : " افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " فإذا عثمان فأخبرته بما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله ثم قال : الله المستعان .

    إن الذي أوقع الصحابة الكرام في الحيرة والألم مما حصل أن الخليفة رضي الله عنه لم يُلم بذنب وإنما لفقت له التهم وكُتبت على لسانه وألسنة بعض الصحابة الكرام الكتب المكذوبة ، ثم أشيعت بين الناس على أنها حقائق فتناقلها الغوغاء واستغلها السبيئون .

    ولكن ؟ أين حرمة السبق في الإسلام والهجرة – فعثمان رضي الله عنه أول من هاجر بأهله إلى الله تعالى بعد لوط عليه السلام – وأين حرمة الصحبة وحرمة المسجد النبوي وأمهات المؤمنين والشهر الحرام والبلد الحرام ؟؟ وأين حرمة المصحف الذي كان بين يدي الشهيد ؟وأين حرمة الشيخوخة التي شابت على الهدى وفعل الخير والإنفاق والصيام والقيام؟ وقد جاوزالثمانين ؟

    كان أمل ابن السوداء تسعير الفتنة في كل الأمصار ، وأن تعود الجاهلية كما كانت ، ولكن الصحابة الكرام تصدوا للمفسدين وأبطلوا كيد الماكرين ، عندما بايعوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أميرا للمؤمنين، فنهضت الأمة من كبوتها ، ثم عادت إليها لحمتها بعد فترة وجيزة أكرم الله تعالى فيها من أكرم من أهل الخير والدين ، وأهان فيها من أهان من السبئيين ومن تعاون معهم . وبقيت عليهم اللعنة والسبة ، وعلى من دعا بدعوتهم أو سار على طريقتهم إلى يوم الدين .

    ( وللكلام بقية )
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    مقتل الحسين رضي الله عنه (الجزء السادس)

    البيعة لعلي رضي الله عنه في المسجد

    وتمت البيعة بدون منازع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من هو رفعة وقدرا ومنزلة عند الله تعالى وعند رسوله (صلى الله عليه وسلم ) وعند المؤمنين . هو الذي تربى في كنف النبي (صلى الله عليه وسلم) منذ نعومة أظافره ،وهو أول من أسلم من الفتيان ، وهو صهر النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ تزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، هوالذي افتدى النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفسه ونام مكانه ليلة الهجرة ، وهو الذي كان يحمل لواء المهاجرين في الغزوات ، والذي قال في حقه النبي (صلى الله عليه وسلم) مرة :" لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلهم يرجو أن يعطاها فقال : " أين علي بن أبي طالب ؟ " هو المغوار الجريء الذي صرع عمرو بن عبد ود . هو الشهيد أبو الشهداء الحسن والحسين وأبي بكر وعمر وعثمان . رضي الله عنه وعن آل بيته الطيبين الطاهرين .

    كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه . يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان غزير العبرة ، وطويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه . يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشب – أي خشن - . والذي حبه في قلب كل مسلم . إنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

    فبعد اغتيال عثمان رضي الله عنه لم يكن من السهل أن يقبل أحد من الصحابة البيعة ، ويحمل أعباء الفتنة وأهوالها ، ويصلح ما جنته السبئية والغوغاء من الإفساد الكبير ، ويستقبل أحداثا جساما ، وصراعا وشيكا ، لا بد أن يصطدم به من يتولى الخلافة كائنا من كان ، وذلك ثم دماء عثمان رضي الله عنه التي استباحها السبئية عامدين ، دون وجه حق ، ليفتحوا باب الشر والفتنة داخل المجتمع الإسلامي . فضلا عما عرف عن الصحابة من الخوف والوجل من تولي الإمارة ، لما يترتب على ذلك من المسؤولية في أداء حقوق الرعية والقيام بها .

    زهد الصحابة رضي الله عنهم بالإمارة

    ولما كان علي وطلحة والزبير وسعد وابن عمر رضي الله عنهم زاهدين في الإمارة مشفقين منها وهم بقية أهل الشورى
    فجاء علي فقال لطلحة : ابسط يدك يا طلحة لأبايعك ، فقال طلحة : أنت أحق وأنت أمير المؤمنين ، فابسط يدك ، قال : فبسط يده فبايعه.

    وكان علي رضي الله عنه بعد أن أجاب البيعة حريصا أن تكون البيعة في المسجد اتباعا لسنة الخلفاء من قبله ، وتعبيرا عن الوشائج القوية بين قادة المسلمين وبين المساجد ، التي فيها يلتقون ويتشاورون ، ومنها ينطلقون ويجاهدون وينتصرون . فانعقدت له البيعة ، ولولا الإسراع في عقد البيعة لعلي رضي الله عنه لجرى على من بها من الأوباش ما لا يرقع خرقه . ولكن عزم المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم، ورأى ذلك فرضا عليه، فانقاد له .

    ولم يتخلف عن البيعة أحد من الصحابة الكرام ، وأما النصرة فقد تخلف عنها قوم . عذرهم في ذلك أنهم عدوا ذلك القتال قتال فتنة بين المسلمين ، وأنهم أمروا بالكف والاعتزال وقت الفتنة ، خوفا على سلامة جهادهم الذي سبق لهم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

    خاف السبئية على أنفسهم ، وقالوا : إن نحن رجعنا إلى أمصارنا بعد استشهاد عثمان دون أن يكون هناك خليفة فلن نسلم. فاندسوا بين الصفوف وسارعوا إلى البيعة ، حتى روي أن الأشتر النخعي كان أول من بايع عليا رضي الله عنه .

    المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه

    لما استقر أمر بيعة علي رضي الله عنه دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة الكرام ، وطلبوا منه إقامة الحدود ، والأخذ بدم عثمان رضي الله عنه ، فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان ، وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا ، فطلب منه الزبير رضي الله عنه أن يوليه إمرة الكوفة ليأتيه منها بالجنود ، وطلب منه طلحة رضي الله عنه أن يوليه أمر البصرة ليأتيه منها بالجنود ، ليقوى بهم على شوكة هؤلاء . فقال لهما : مهلا علي حتى أنظر في هذا الأمر .

    خروج طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى مكة ثم إلى البصرة برفقة أم المؤمنين رضي الله عنها

    ولم يرى علي رضي الله عنه إمكانية تنفيذ حكم القصاص في تلك المرحلة ، لما يجلب ذلك من فتنة أكبر . عند ذلك استاذن طلحة والزبير رضي الله عنهما في الاعتمار ، فأذن لهما فخرجا إلى مكة ، وتبعهم خلق كثير.

    وفي مكة التقى طلحة والزبير رضي الله عنهما بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،وأخبراها عن هيمنة السبئية والغوغاء على المدينة ، واستشاروها بأن يتعاونوا على إزالة السبئية والغوغاء ، ويعملوا على جمع شمل المسلمين وإصلاح شأنهم ، وأعلموها أنه قد اجتمع ملؤهم بعد نظر طويل في أمرهم على البصرة ، ودحر السبئية هناك ، وبالتالي رفد الخليفة في المدينة بقوة جديدة تعين على القصاص من قتلة الخليفة عثمان رضي الله عنه. فوافقتهم على ذلك.

    أورد ابن حجر في فتح الباري ، أن مذهب عائشة رضي الله عنها الإصلاح بين الناس ، ولم يكن قصدهم القتال ، ولكن لما أنشبت الحرب لم يكن لمن معها بد من المقاتلة ، ولم ينقل أن عائشة رضي الله عنها ومن معها : نازعوا عليا رضي الله عنه في الخلافة ، ولا دعوا لأحد منهم ليولوه الخلافة . وإنما أنكرت هي ومن معها على علي رضي الله عنه منعه من قتل قتلة عثمان ، وترك الاقتصاص منهم .

    مع والي البصرة عثمان بن حنيف
    ولما ولى أمير المؤمنين الولاة ، عين عثمان بن حنيف على البصرة ، فلم يرده أحد عنها فدخلها وضبطها . فلما بلغه قدوم طلحة والزبير رضي الله عنهما ومن معهما،وهو يعلم بوجود بعض من خرج على عثمان رضي الله عنه في البصرة ، فخشي من الفتنة بين المسلمين . واستشار عمران بن الحصين رضي الله عنه ، فأشار عليه بالاعتزال والكف .

    فالتقى عثمان بن حنيف ومن معه بطلحة والزبير رضي الله عنهما في المربد . وهناك تكلم طلحة والزبير رضي الله عنهما، وذكروا فضل الخليفة عثمان رضي الله عنه وكيف قتل مظلوما ، وأن إقامة الحدود ، هو الصواب المؤدي إلى الاستقرار والصلاح ، وتكلمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكرت كيف كان السبئيون يلبسون على المسلمين ، فيفترون على الخليفة وعماله.

    فلما سمع أصحاب عثمان بن حنيف ذلك ، انقسموا فرقتين ، فرقة صدقوا ما سمعوا وقالوا : صدقت والله وبرت وجاءت بالمعروف . وقال الآخرون : كذبتم والله ما نعرف ما تقولون . وكان مع هؤلاء حكيم بن جبلة أحد رؤوس الخارجين على الخليفة عثمان رضي الله عنه ، وكان على خيل البصرة . فبقي يثير الشغب ، ويعمل على إنشاب القتال ، وطلحة والزبير رضي الله عنهما وأصحابهما كافين ممسكين عن القتال لعلهم يمسكون . فلم ينته وقاتلهم وهم كافون . عند ذلك نادى منادي طلحة والزبير رضي الله عنهما : من لم يكن من قتلة عثمان رضي الله عنه فليكف عنا ، فإنا لا نريد إلا قتلة عثمان ولا نبدأ أحدا ، فأنشب حكيم القتال ومجموع من كان معه من الغوغاء سبعمائة رجل فقتل هو وأخوه الرعل وابنه الأشرف .

    ونادى منادي طلحة والزبير رضي الله عنهما بالبصرة : ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا بهم ، فجيء بهم كما يجاء بالكلاب ، فقتلوا فما أفلت منهم إلا حرقوص بن زهير .
    ( وللكلام بقية)

    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء السابع)

    خروج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى الكوفة رغم النصحية له بالبقاء في المدينة المنورة

    بعد أن بويع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بالمدينة المنورة ، رغب بالتوجه إلى الشام ، ولكن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه رغبه بالبقاء في المدينة المنورة بعد أن ذكره بمزاياها ، فاقتنع وعدل عن الخروج منها .

    ولكن بعد امتناع معاوية رضي الله عنه عن البيعة ، إلا بعد القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه ، رأى أن الكوفة هي أنسب مكان للإقامة في تلك المرحلة ، يؤكد ذلك أنه لما علم بمسير من سار من مكة المكرمة إلى البصرة هان عليه الأمر ، لأن أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه كان يعتقد أن الكوفة أكثر أموالا ورجالا من غيرها من الأمصار الإسلامية ، وأنها موطن كثير من بيوتات ورجالات العرب .

    لذلك قرر المسير إليها على الرغم من كراهية أهل المدينة المنورة لخروجه منها وتثاقلهم عن المسير معه ، ومعارضة ابنه الحسن رضي الله عنه لذلك ، حيث دخل على أبيه قبل خروجه ودعاه إلى القعود وترك الناس . كما لقي عبد الله بن سلام رضي الله عنه عليا رضي الله عنه وهو بالربذة ، فأخذ بعنان فرسه ، وقال : يا أمير المؤمنين ! لا تخرج منها ، فوالله لئن خرجت منها لا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا.

    وخرج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من المدينة المنورة فأقام بالربذة حتى استكمل استعداداته ، ثم تابع مسيره على طريق الكوفة ، ولما اقترب من الكوفة مال إلى ذي قار ، بين الكوفة والبصرة . لما علم بما يحصل في البصرة بين طلحة والزبير رضي الله عنهما وحكيم بن جبلة . انتظر وصول أمداد الكوفة لكي يسير إلى البصرة بقوة قادرة على حفظ الأمن ونشر الاستقرار وإطفاء الفتن .

    إلى البصرة ومعركة السبئية المسماة معركة الجمل

    خرج القعقاع بن عمرو رضي الله عنه حتى قدم البصرة واجتمع بأم المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم وعلم أن قصدهم الإصلاح ، فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح ، كره ذلك من كرهه ورضيه من رضيه ، وأرسلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه تعلمه أنها إنما جاءت للصلح ، ففرح هؤلاء وهؤلاء .

    وكانت تعليمات أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى من كان معه قبيل الوصول إلى البصرة واضحة جلية تمثلت في قوله : يا أيها الناس املكوا أنفسكم ، كفوا أيديكم وألسنتكم عن هؤلاء القوم ، فإنهم إخوانكم ، واصبروا على ما يأتيكم ، وإياكم أن تسبقونا ، فإن المخصوم غدا من خصم اليوم .

    وتقدم بمن معه حتى أطل على أهل البصرة وفيهم طلحة والزبير رضي الله عنهما اللذين كانا يوصيان بمثل وصية أمير المؤمنين علي
    رضي الله عنهويقولان : إن عليا أشار بتسكين هذا الأمر ، وقد بعثنا إليه بالمصالحة على ذلك.
    فاطمأنت النفوس وسكنت ،واجتمع كل فريق بأصحابه من الجيشين ، فلما أمسوا بعث علي
    رضي الله عنهعبد الله بن عباس رضي الله عنهما إليهم ،وبعثوا إليه محمد بن طلحة السجاد رضي الله عنه ، وبات الناس بخير ليلة وهم لا يشكون في الصلح .

    غدر السبئية والغوغاء

    هنا فكر السبئيون في إنشاب القتال ، لأنهم كلهم مدانون ، فإن أخضعوا للمحاسبة فلا بد من أن تقام عليهم الحدود مع ما يعلمونه من سعي وجهاد طلحة والزبير رضي الله عنهما ومن معهما من المسلمين لاستئصال شأفتهم وإزالة بغيهم وإقامة الحد عليهم ، فضلا عن معرفتهم بأن عليا رضي الله عنه لا تأخذه في الله لومة لائم إن تمكن منهم وأتيح له القصاص من قتلة أخيه الشهيد عثمان رضي الله عنه ، لذلك حافظوا على السرية التامة في تنفيذ خطتهم . واختاروا وقت الغلس وظلمة الليل حيث أكثر الناس نيام في تلك الساعة ، ولا سيما أن كثيرا منهم كان على سفر فهو بأمس الحاجة إلى النوم والراحة.

    ونفذوا الجريمة وبدؤا الضرب في الفريقين ، فظن أهل البصرة أن إخوانهم من أهل الكوفة قد غدروا ونقضوا الصلح ، وظن أهل الكوفة كذلك ، ولا يشعر أحد منهم بما وقع عليه الأمر على الحقيقة ، وكان الأمر قدرا مقدورا.

    اغتيال الزبير وطلحة رضي الله عنهما

    أما طلحة رضي الله عنه فكان يمثل خير هدف للسبئية الذين كانوا في مقدمة جيش الكوفيين ،ولما لم يكن ينوي القتال ولا علم له بما مكرت به السبئية ، كان مكشوفا لهم فرموه بسهم بركبته وقيل في نحره فنزفه الدم حتى استشهد رضي الله عنه فكان أول شهيد يقع في ذلك اليوم .

    ولما اشتد القتال الذي أنشبته السبئية ، ولم يعد هناك موضع لجهود الإصلاح بين الناس ، انطلق الزبير رضي الله عنه عائدا باتجاه المدينة معتزلا الفتنة لكي لا يرمي فيها بسهم ولا حجر ولا يُرمى ، وتبعه في مسيره عمرو بن جرموز فأدركه نائما في وادي السباع،فاغتاله وهو نائم .

    ولما دار علي رضي الله عنه بين القتلى رآه فجعل يمسح عن وجهه التراب ، وقال :رحمة الله عليك يا أبا محمد ، يعز علي أن أراك مجندلا تحت نجوم السماء ، ثم قال : إلى الله أشكو عُجري وبُجري – أي سرائري وأحزاني التي تجول في جوفي - والله لوددت أني كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .


    محاولة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والجمل

    وأقبل كعب بن سور قاضي البصرة على عائشة رضي الله عنها قائلا : أدركي فقد أبى القوم إلا القتال ،لعل الله يصلح بك،فركبت وألبسوا هودجها الأدراع ، ثم بعثوا جملها. وقصدت السبئية والغوغاء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يريدون إيذاءها ،قبل أن تصلح بين أبنائها . فالتف حولها أهل البصرة ومن سارت معهم من أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة.وضج الجميع بالدعاء ولعن قتلة عثمان رضي الله عنه .

    وأنزل القعقاع رضي الله عنه عند ذلك الهودج ، وأبعده عن المعمعة محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما . وجاء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه متفقدا ومسلما ، فقال : كيف أنت يا أماه ، يغفر الله لنا ولكم. وجاء وجوه الناس والأعيان والأمراء يسلمون على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .

    ونادى منادي أمير المؤمنين رضي الله عنه في الناس : إنه لا يتبع مدبر ، ولا يذفف على جريح ، ولا يدخلوا الدور . ثم صلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على القتلى من أهل الكوفة وأهل البصرة . ولم يزد عدد القتلى في هذه الموقعة بضع مئات من الطرفين . على الأصح .

    عودة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى مكة المكرمة

    ولما أرادت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العودة إلى مكة المكرمة ، جهزها أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بكل شيء ينبغي لها من مركب أو زاد أو متاع ، وأخرج معها من نجا ممن سار معها ، واختار لها أربعين امرأة من نساء البصرة المعروفات ، وأمر أخاها محمد رضي الله عنه أن يسير معها ، وودعها مع المسلمين .
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟!! (الجزء الثامن)

    نحو فتنة أخرى

    لما رأت السبئية استقامة الأمور لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وأن البصرة تمهدت له وأن أهلها بايعوه وتعاونوا معه ، لم يرضهم ذلك . وخططوا لفتنة أخرى في غير البصرة ،ولم يعد أمامهم إلا الكوفة التي كانت آنذاك مرتعا خصبا لهم ، فانطلقوا باتجاهها دون مشاورة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي أحس بمقاصدهم فسار خلفهم لتدارك الأمور قبل فوات الأوان. وفي الكوفة أخذ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يعمل على توطيد أمر الخلافة في كل أقاليمها .
    وبقي أمامه الشام التي امتنعت عن البيعة إلا بعد القصاص من قتلة الخليفة عثمان رضي الله عنه.

    علي ومعاوية رضي الله عنهما
    بويع لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه في المدينة المنورة، ومعاوية رضي الله عنه واليا على الشام منذ ولاه عمر رضي الله عنه الذي أقره طول فترة خلافته ولم يعزله ، بينما عزل ولاة كانوا خيرا منه من أمثال سعد وعمار وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم، مما يدل على نجاحه في عمله . فاستشهد عمر رضي الله عنه وهو راض عنه ، ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأقره على ما في يده وزاده بعض الأطراف . وكثرت الشكاوى على الولاة في فتنة السبئية ، فلم تُرفع أي شكوى عليه طوال زمن الفتنة ، مع حرص السبئية على ذلك.
    ومع كل الفتن التي حققتها السبئية ، لم يوجد لها ذكر في بلاد الشام . وذلك لكثرة من قدمها أو عاش فيها من الصحابة الكرام رضي الله عنهم . ولنباهة والي الشام رضي الله عنه وحزمه ويقظته ، وحسن صلته بالمسلمين وحرصه على أداء حقوقهم وتلبية حاجاتهم ومشاركتهم في شؤونهم، مما لم يدع أي ثغرة ينفذ منها عدو للإسلام والمسلمين.

    ولكن مع كل هذا النجاح الفائق من قبل معاوية رضي الله عنه، وعلى كافة الصعد ، ومع عدم وجود أي خلاف مباشر بينه وبين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وعدم مشاركة معاوية رضي الله عنه في كل ما جرى من أحداث بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه مع قدرته على ذلك ، وإمكانيته قلب موازين القوى فيما لو وقف مع الشهيدين طلحة والزبير رضي الله عنهما . كل هذا يؤكد براءته رضي الله عنه من أية نية مسبقة في مخالفة أمير المؤمنين رضي الله عنه .

    وكان النعمان بن بشير رضي الله عنه ، بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه قد خرج من المدينة المنورة ومعه قميص عثمان مضمَّخ بدمه ، ومعه أصابع نائلة زوجة عثمان رضي الله عنه التي أصيبت حين نافحت عنه بيدها ، فقطعت مع بعض الكف ، فورد به على معاوية رضي الله عنه في الشام ، فوضعه على المنبر ليراه الناس ، فتباكى الناس حول المنبر ... وقام في الناس معاوية وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم معه يحرضون الناس على المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه ممن قتله من أولئك الخوارج .

    مشاورة معاوية رضي الله عنه لأهل الشام
    سأل معاوية رضي الله عنه أهل الشام فقال : أحب أن تعلموني ما في أنفسكم من قتل عثمان ، وفي المسجد أربعمائة رجل أو نحو ذلك من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقام كعب بن مرة وذكر حديث المقنع . فأقبل أهل الشام على معاوية رضي الله عنه يبايعونه على الطلب بدم عثمان أميرا لا يطمع في الخلافة .

    وقتال أصحاب معاوية رضي الله عنه معه لم يكن لخصوص معاوية رضي الله عنه، أو لتقديمه على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وإنما لظنهم أن عسكر علي رضي الله عنه فيه ظلمة يعتدون عليهم كما اعتدوا على عثمان رضي الله عنه وأنهم إنما يقاتلون دفعا لصيالهم عليهم ، وقتال الصائل جائز . ولهذا لم يبدؤوهم بالقتال حتى بدأهم أولئك ..

    والذي زاد معاوية رضي الله عنه قناعة بوجوب التمسك بولايته وضرورة الاقتصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه هو خطورة ما أصبح يراه من سطوة السبئية والغوغاء ونفوذهم في جيش أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فلم يعد بإمكانه التخلي عن ولايته قبل أن يقام حكم الله تعالى على أولئك القتلة ، وذلك للاستعانة بأهلها على دفع أذاهم وصد شرهم .

    وأعلم معاوية رضي الله عنه أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه أن أهل الشام يريدون إقامة الحد على قتلة عثمان رضي الله عنه حتى يعطوا البيعة . عند ذلك عزم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على المسير إلى الشام ، وأن يقاتل بمن أطاعه من عصاه ولم يبايعه.

    دور السبئية والغوغاء في إشعال نار الفتنة
    كانت السبئية وكل متهم في دم عثمان رضي الله عنه ، يعمل ما في وسعه على تضخيم وتهويل موقف معاوية رضي الله عنه ، فأشاروا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يعزل معاوية رضي الله عنه عن الشام .
    ولما كان أمير المؤمنين رضي الله عنه لا يرى القصاص من القتلة إلا بعد استتباب الخلافة والفراغ من أمر البيعة ، كان لا بد من المواجهة ، لأن كلا من الطرفين كان يرى أنه على الحق وهو يدافع عن ذلك الحق .

    فجهز أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الناس ، وباشر قيادة الجيش بنفسه . وسار قاصدا الشام. فلما بلغ معاوية رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه قد خرج بنفسه على رأس جيشه ، سار هو أيضا على رأس جيشه حتى نزل صفين . فتواقفوا طويلا . يتراسلون ويتحاجزون لمدة ثلاثة أشهر وهم متقابلون في موضع واحد ، ولديهم عدة القتال ، وهذا يدل على عدم الرغبة في القتال، بل إن الحرب الحقيقية لم تجر إلا يوم واحد . وكان من آداب المقاتلين أن لا يجهزوا على جريح ولا يتبعوا موليا ولا يسلبوا قتيلا ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، وكانوا يصلون على القتلى ويستغفرون لهم . وأكثر الذين كانوا يختارون القتال من الطائفتين ، لم يكونوا يطيعون عليا ولا معاوية رضي الله عنهما ، الذين كانا أطلب لكف الدماء ، لكن غلبا فيما وقع ، والفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها . وقد بالغت كتب التاريخ في عدد المشتركين في قتال صفين وعدد القتلى .

    والحقيقة التي لا بد من الإفصاح عنها أن أخبار موقعة صفين مضطربة لا وضوح فيها ، وذلك أن الأخبار الصحيحة عنها لا تفاصيل فيها ، والأخبار المفتراة عنها لا تعد ولا تحصى . وكل من استسلم لتلك الروايات دون أن يقيسها على ميزان عدالة الصحابة رضي الله عنهم التي جاءت في الكتاب وما صح من السنة وأجمعت عليها الأمة قد يضل .

    التحكيم
    وأهم حدث وقع يوم صفين هو عملية رفع المصاحف ، التي ما إن رفعت حتى بطلت الحرب ، وذهب الأشعث بن قيس إلى معاوية رضي الله عنه فسأله : لأي شيء رفعتم المصاحف؟ قال : لنرجع نحن وأنتم إلى أمر الله في كتابه فابعثوا منكم رجلا ترضونه ، ونبعث رجلا ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ، ثم نتبع ما اتفقنا عليه ، فقال الأشعث : هذا هو الحق .

    فاختار أهل الشام عمرو بن العاص رضي الله عنه حكما عنهم . ورضي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأهل الكوفة بأبي موسى الأشعري رضي الله عنه حكما عنهم ، ولم يعارض عليه سوى شرذمة من السبئية الذين عارضوا أصلا الصلح وردوا المصاحف.والذين اتهموا الحكمين بالغدر والغفلة وأنهما تشاتما ، فهؤلاء المتجرؤن على الصحابة الكرام رضي الله عنهم. فلما اتفقوا على الحكمين كتبوا كتاب التحكيم ، الذي أكد على الإصلاح بين الناس وإطفاء نار الفتنة ، ومنع حصول مواجهة عسكرية شاملة بين أهل الكوفة وأهل الشام بعد صفين .
    وكان هذا الموقف يعد أهم حدث في صفين ، لما جرّ على المسلمين من منافع الصلح وحقن الدماء ، الذي أثلج صدور المؤمنين ورفع رؤوس المجاهدين ، ووصل كل الجسور والروابط التي قطعها الغوغاء والمنافقون ، منذ أن تطاولوا على الخليفة الشهيد عثمان رضي الله عنه.
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء التاسع)
    الخوارج
    خطب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال : من زعم أني رجعت عن التحكيم ، فقد كذب ، ومن رآها ضلالا فهو أضل منها . فخرجت الخوارج الذين لم يقبلوا بالتحكيم والدعوة إلى الصلح بين أهل الشام وأهل الكوفة من المسجد . فقيل لعلي رضي الله عنه : إنهم خارجون عليك،فقال : لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسيفعلون .

    علم الصحابة رضي الله عنهم أن الخوارج معاندون ، لا يبالون بترغيب ولا ترهيب ، ولديهم من الغرور ما جعلهم يعتقدون في أنفسهم أنهم هم أهل الفهم والعلم والإخلاص ، ولما علم الصحابة رضي الله عنهم تعمد الخروج والرغبة في إثارة الفتنة ، بالإضافة إلى الأحاديث التي تفضحهم وتوجب قتالهم ،فعن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : " سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ". فاستحلوا قتالهم دفعا لأذاهم وطمسا لفتنتهم واستجابة لأمر نبيهم (صلى الله عليه وسلم).

    استشهاد أمير المؤمنين رضي الله عنه
    قرر الخوارج تنفيذ أوسع مؤامرة في التاريخ الإسلامي ، وهي اغتيال أمير المؤمنين علي ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم ، فانتدب لهذه الجريمة ثلاثة من تلامذة ابن سبأ وهم عبد الرحمن بن ملجم لقتل علي رضي الله عنه، والبُرَك بن عبد الله لمعاوية رضي الله عنه وعمرو بن بكير لعمرو بن العاص رضي الله عنه.
    فقدم ابن ملجم الكوفة واجتمع بأصحابه فأسر إليهم ، حتى كانت ليلة السابع عشر من رمضان ، قام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى صلاة الفجر ، فاعترضه ابن ملجم فضربه بالسيف فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه وعاش بعدها أمير المؤمنين رضي الله عنه يومين ثم لحق بأخويه الخليفتين الشهيدين رضي الله عنهم بعد حياة مفعمة بالجهاد وجلائل الأعمال ، ففقدت الأمة به بقية الراشدين ، وخليفة المسلمين وإمام المتقين رضي الله عن الجميع .

    ماذا حقق الحاقدون؟؟!!
    لقد كانت أولى الضربات المؤلمة التي غنمها الجبناء الحاقدون في حربهم القذرة .. حرب المؤامرات والدسائس والمكائد التي كانت تحاك في الخفاء والتي فرَّخت هنا وهناك.. والتي لم يتورع صعاليكها من إهدار الدماء الطاهرة خدمة لمآربهم وطموحاتهم .. كان أولى ويلاتها الباب الذي انكسر باستشهاد عمر رضي الله عنه ولعنة الله على قاتله أبي لؤلؤة المجوسي ، وبعده انهمر شلال الدم الزكي وتجرأ السبئيون والغوغاء على اغتيال الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد جبلة بن الأيهم ورفاقه المجرمين، ثم تجرأ الخوارج العرب على اغتيال الشهيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد عبد الرحمن بن ملجم ،وحاولوا اغتيال كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه على يد البرك بن عبد الله التميمي ،وعمرو بن العاص رضي الله عنه على يد عمرو بن بكير التميمي وقد باءت هاتان المحاولتان بالفشل ،

    ثم اغتيال سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي رضي الله عنهما على يد زوجته الخارجية ، وصولا إلى اغتيال الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما مظلوما في كربلاء بعد تخلي أهل الكوفة عنه ، وهم الذين طلبوا منه الخروج إليهم وبايعوه على النصرة والجهاد.
    ( وللكلام عن السبطين الشهيدين رضي الله عنهما وقفات إن شاء الله تعالى )

    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    151

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    اللهم إرضى عن ألصحابه ألكرام ألأجلاء وعن آل بيت ألنبوه ألأطهار ألساده ألشرفاء أجمعين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء العاشر )

    الحسن بن علي رضي الله عنهما
    لما استشهد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه . قالت الرافضة : فعهد إلى الحسن
    (رضي الله عنه) ، فسلمها الحسن (رضي الله عنه) إلى معاوية (رضي الله عنه) ، فقيل له " مُسَوِّدُ وجوه المؤمنين " وفسقته جماعة من الرافضة ، وكفرته طائفة لأجل ذلك .

    قال القاضي أبو بكر العربي ( رحمه الله ) : أما قول الرافضة أنه عهد إلى الحسن
    (رضي الله عنه) فباطل . ما عهد إلى أحد .

    فقد روى الأمام أحمد في مسنده ( 1 : 1078 ) عن وكيع عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع قال : سمعت عليا
    (رضي الله عنه) يقول ( وذكر أنه سيقتل ) قالوا : فاستخلف علينا . قال : « لا ، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) . قالوا : فما تقول لربك إذا أتيته؟ قال : أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم ، فإن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم .

    ونقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 5 : 250 - 251 ) عن الإمام البيهقي من حديث حصين بن عبد الرحمن عن الإمام الشعبي عن أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي أحد سادة التابعين أنه قيل لعلي
    (رضي الله عنه): ألا تستخلف علينا ؟ قال : ما استخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأستخلف ، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم ، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم [وهذا الحديث جيد الإسناد] .

    ولكن البيعة للحسن
    (رضي الله عنه) منعقدة ، وهو أحق من معاوية (رضي الله عنه) ومن كثير من غيره ، وكان خروجه لمثل ما خرج إليه أبوه (رضي الله عنه) من دعاء الفئة الباغية إلى الانقياد للحق والدخول في الطاعة ، فآلت الوساطة إلى أن تخلى عن الأمر صيانة لحقن دماء الأمة ، وتصديقًا لقول نبي الملحمة (صلى الله عليه وسلم) حيث قال على المنبر كما جاء من أبي بكرة (رضي الله عنه) قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول : " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . رواه البخاري

    والعجيب أن (من عناصر إيمان الرافضة - بل العنصر الأول في إيمانهم - اعتقادهم بعصمة الحسن وأبيه وأخيه
    (رضي الله عنهم) ، وتسعة من ذرية أخيه . ومن مقتضى عصمتهم - وفي طليعتهم الحسن بعد أبيه (رضي الله عنهم)- أنهم لا يخطئون ، وأن كل ما صدر عنهم فهو حق ، والحق لا يتناقض . وأهم ما صدر عن الحسن بن علي (رضي الله عنهم)بيعته لأمير المؤمنين معاوية (رضي الله عنه) ، وكان ينبغي لهم أن يدخلوا في هذه البيعة ، وأن يؤمنوا بأنها الحق لأنها من عمل المعصوم عندهم .

    لكن المشاهد من حالهم أنهم كافرون بها . ومخالفون فيها لإمامهم المعصوم . ولا يخلو هذا من أحد وجهين : فإما أنهم كاذبون في دعوى العصمة لأئمتهم فينهار دينهم من أساسه ، لأن عقيدة العصمة لهم هي أساسه ، ولا أساس له غيرها
    وإما أن يكونوا معتقدين عصمة الحسن
    (رضي الله عنه)، وأن بيعته لمعاوية (رضي الله عنه)هي من عمل المعصوم ، لكنهم خارجون على الدين ، ومخالفون للمعصوم فيما جنح إليه وأراد أن يلقى الله به . ويتواصون بهذا الخروج على الدين جيلا بعد جيل ، وطبقة بعد طبقة ، ليكون ثباتهم على مخالفة الإمام المعصوم عن إصرار وعناد ومكابرة وكفر .

    ولا ندري أي الوجهين يطوح بهم في مهاوي الهلكة أكثر مما يطوح بهم الوجه الآخر ، ولا ثالث لهما. وكل الذين استبشروا بهذه النبوة وبهذا الصلح يعدون الحسن مبيض وجوه المؤمنين.) [ العواصم من القواصم ]

    وحكاية الوساطة بين الحسن ومعاوية
    (رضي الله عنهما)وصلحهما رواها الإمام البخاري في كتاب الصلح من صحيحه ( ك 53 ب 9 ج 3 ص 169 ) عن الإمام الحسن البصري قال : استقبل - والله - الحسن بن علي معاوية (رضي الله عنهم) بكتائب أمثال الجبال . فقال عمرو بن العاص (رضي الله عنه) : إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها . فقال له معاوية (رضي الله عنه) - وكان والله خير الرجلين - : أي عمرو (رضي الله عنه) ، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس ، من لي بنسائهم ، من لي بضيعتهم ؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز - فقال : اذهبا إلى هذا الرجل ( أي الحسن بن علي ) (رضي الله عنه) فاعرضا عليه ( أي ما يشاء ) ، وقولا له ( أي ما يرضيه ) ، واطلبا إليه ( أي ما تريان فيه المصلحة ، فأنتما مفوضان ) . فأتياه ، فدخلا عليه ، فتكلما ، وقالا له ، وطلبا إليه . فقال لهما الحسن بن علي (رضي الله عنهما): إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال ، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها ( أي فيحتاج إرضاؤها في دمائها إلى مال كثير ) قال : فإنه يعرض عليك كذا وكذا ، ويطلب إليك ، ويسألك . قال : فمن لي بهذا ؟ قالا : نحن لك به . فما سألهما شيئا إلا قال : نحن لك به . فصالحه .

    والعقد من الحسن لمعاوية
    (رضي الله عنهما)متفق عليه ، وتناولته البشرى النبوية بالثناء والرضا . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ( 2 : 242 ) : وهذا الحديث يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان ممدوحا يحبه الله ورسوله ، وأن ما فعله الحسن (رضي الله عنه) من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) . ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يثن النبي (صلى الله عليه وسلم) بترك واجب أو مستحب . . . إلخ .

    فنفذ الميعاد ، وصحت البيعة لمعاوية
    (رضي الله عنه) ، وذلك لتحقيق رجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فمعاوية (رضي الله عنه) خليفة ، وليس بملك .

    فإن قيل : قد دس معاوية
    (رضي الله عنه) على الحسن (رضي الله عنه) من سمه .
    قلنا : هذا محال من وجهين : أحدهما أنه ما كان ليتقي من الحسن
    (رضي الله عنه) بأسًا وقد سلم الأمر . الثاني أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله فكيف تحملونه - بغير بينة - على أحد من خلقه في زمان متباعد لم نثق فيه بنقل ناقل ، بين أيدي قوم ذوي أهواء ، وفي حال فتنة وعصبية ، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي ، فلا يقبل منها إلا الصافي ، ولا يسمع فيها إلا من العدل المصمم.

    ذكر ابن تيمية أن الحسن
    (رضي الله عنه) مات بالمدينة وأن معاوية (رضي الله عنه) كان بالشام ، ذكر للخبر احتمالات - على فرض صحته - منها أن الحسن (رضي الله عنه)كان مطلاقا لا يدوم مع امرأة . . . إلخ ( وانظر المنتقى من منهاج الاعتدال ص 266 ) .

    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء الحادي عشر )

    أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

    حديثي إليكم اليوم عن صحابي جليل نالته افتراءات الحاقدين والحاسدين وأقلام المأجورين والمندسين في صفوف المسلمين ، حتى أنه للأسف الشديد لم يسلم من بعض ألسنة المنتسبين إلى هذا الدين الحنيف الذين انطلت عليهم أكاذيب هؤلاء المغرضين ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة قبل الولوغ في أعراض الصالحين .

    هذا الصحابي الجليل هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، القرشي الاموي،أبو عبد الرحمن، خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين. وقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله:"اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به " ( صحيح المشكاة 623 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 1969 )
    " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب " ( 3227 ) ( الصحيحة ) ج9 ص7

    قال فيه عمر رضي الله عنه حين رآه: هذا كسرى العرب.
    قال ابن عباس رضي الله عنه: ما رأيت أحداً أحلى للملك من معاوية.
    قال عبد الملك بن مروان يوما وذكر معاوية فقال: ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه.
    قال ابن عمر رضي الله عنه: ما رأيت أحداً بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسود من معاوية. فقيل له: فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقال: كانوا والله خيراً من معاوية. وكان معاوية أسود منهم.
    قال أسلم مولى عمر رضي الله عنهم: قدم علينا معاوية وهو أبيض نص وباص، أبض الناس وأجملهم.
    قال أبو بكر بن أبي الدنيا: كان معاوية طويلا أبيض جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.
    نظر أبو سفيان رضي الله عنه إلى معاوية رضي الله عنه وهو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.
    قال الذهبي في معاوية رضي الله عنه : أمير المؤمنين ، ملك الإسلام، وقال : ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهنات، والله يعفوعنه، وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.. فهذا رجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه.

    أسلم معاوية رضي الله عنه عام الفتح، وروي عنه أنه قال: أسلمت يوم القضية ولكن كتمت إسلامي من أبي، ثم علم بذلك فقال لي: هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه، فقلت له: لم آل نفسي جهدا.
    قال معاوية رضي الله عنه: ولقد دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به، ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي فجئته فرحب بي، وكتبت بين يديه.

    صحب معاوية رضي الله عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكتب الوحي بين يديه مع الكتاب، قال ابن عساكر: وأصح ما روي في فضل معاوية رضي الله عنه حديث أبي جمرة عن ابن عباس " أنه كان كاتب النبي (صلى الله عليه وسلم) منذ أسلم " .

    كان أبوه أبو سفيان رضي الله عنه من سادات قريش، وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم حسن بعد ذلك إسلامه، وكان له مواقف شريفة، وآثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله وما بعده،قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن، قال: نعم، قال: تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم ! قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم: وذكر الثالثة وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بابنته الاخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك باختها أم حبيبة، فقال: " إن ذلك لا يحل لي "

    ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي (صلى الله عليه وسلم) { ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين} قال الواقدي: وشهد معه حنينا، وأعطاه مائة من الابل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها بلال، كما كان ممن وعدهم الله الحسنى لإنفاقه في حنين والطائف وقتاله فيهما قال تعالى{ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير}
    وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وهو عنه راض.

    ( وللكلام بقية )
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء الثاني عشر )


    صفات معاوية رضي الله عنه

    العلم والفقه

    قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب "( 3227 ) ( الصحيحة )


    عن ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس
    رضي الله عنه فأتى ابن عباس رضي الله عنه ، فقال: أوتر معاوية بركعة بعد العشاء، فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) كما قال: أصاب، إنه فقيه.

    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما رأيت أحدا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا يعني معاوية رضي الله عنه.

    وروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، قال أبو عمر: روى عنه من الصحابة
    رضي الله عنهم طائفة وجماعة من التابعين بالحجاز والشام والعراق. وقد روى معاوية رضي الله عنه أيضاً عن أبي بكر وعمر وعثمان وأخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.رضي الله عنهم

    تواضعه وورعه

    قال ابن دريد عن أبي حاتم عن العتبي قال قال معاوية: يأيها الناس ! ما أنا بخيركم وإن منكم لمن هو خير مني، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما من الافاضل، ولكن عسى أن أكون أنفعكم ولاية، وأنكاكم في عدوكم، وأدركم حلبا.

    خرج معاوية رضي الله عنه على الناس فقاموا له فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار "

    حلمه وعفوه

    قال قبيصة بن جابر رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أعظم حلما ولا أكثر سؤددا ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا، ولا أرحب باعا بالمعروف من معاوية.

    وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاما شيئا شديدا، فقيل له لو سطوت عليه ؟ فقال: إني لاستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.

    دهاؤه وسياسته

    قال عمر رضي الله عنه : تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية .
    عبر معاوية
    رضي الله عنه عن سياسته بقوله المشهور: لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إذا جذبوها أرخيتها، وإذا أرخوها جذبتها.

    فضل معاوية رضي الله عنه

    من مناقب معاوية رضي الله عنه أنه أول من غزا البحر، فهو من الذين بشرهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا"السلسلة الصحيحة" 1 / 476
    ثم قال :" أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم" اخرجه البخاري

    سئل ابن المبارك عن معاوية رضي الله عنه فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): سمع الله لمن حمده، فقال خلفه: ربنا ولك الحمد، فقيل له: أيهما أفضل ؟ هو أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز.

    وسئل المعافى بن عمران أيهما أفضل ؟ معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلا من الصحابة رضي الله عنهم مثل رجل من التابعين ؟ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله.

    وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: معاوية ستر لاصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.

    وقال علي رضي الله عنه : لا تكرهوا إمارة معاوية فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل.
    (وللكلام بقية)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء الثالث عشر )

    معاوية مع الخلفاء الراشدين


    في خلافة أبي بكر رضي الله عنه كانت له مواقف مشرفة ومنها مشاركته في معركة اليمامة.وزعم بعضهم أنه هو الذي قتل مسيلمة.

    وفي خلافة عمر رضي الله عنه ولاه عمر رضي الله عنه على الشام عند موت أخيه يزيد رضي الله عنه. فقد ورد البريد بموت يزيد رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه وأبو سفيان رضي الله عنه عنده، فلما قرأ الكتاب بموت يزيد رضي الله عنه قال لأبي سفيان رضي الله عنه: أحسن الله عزاك في يزيد ورحمه، ثم قال له أبو سفيان رضي الله عنه: من وليت مكانه يا أمير المؤمنين؟ قال: أخاه معاوية، قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.

    قال أبو عمر: كان معاوية أميراً بالشام نحو عشرين سنة، وخليفة مثل ذلك، كان من خلافة عمر أميراً نحو أربعة أعوام وخلافة عثمان كلها اثنتي عشرة سنة، وبايع له أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين واجتمع الناس عليه حين بايع له الحسن بن علي وجماعة ممن معه، وذلك في ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين، فسمي عام الجماعة. وكان الدين في خلافته عزيزا منيعا . وهذا ما أكده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله :" لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش" رواه مسلم

    قال الأوزاعي: أدركت خلافة معاوية جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم ينتزعوا يداً من طاعةٍ ولا فارقوا جماعةً وكان زيد بن ثابت يأخذ العطاء من معاوية.

    ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها، فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما ما كان، لم يقع في تلك الايام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي رضي الله عنهما ، وطمع في معاوية رضي الله عنه ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية رضي الله عنه بحرب علي رضي الله عنه تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية رضي الله عنه إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ولاخرجنك من جميع بلادك، ولاضيقن عليك الارض بما رحبت.فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة.

    لحظة الاحتضار

    عن عبد الأعلى بن ميمون عن أبيه: أن معاوية رضي الله عنه قال في مرضه الذي مات فيه: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كساني قميصا فرفعته، وقلم أظافره يوما، فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة، فإذا مت فألبسوني ذلك القميص، وقطعوا تلك القلامة، واسحقوها وذروها في عيني وفي في فعسى الله أن يرحمني ببركتها.
    قال محمد بن سيرين: جعل معاوية لما احتضر يضع خدا على الارض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له.
    أيعقل بعد ما أسلفنا سيرة معاوية رضي الله عنه العطرة وما يملك من الدين والخلق والحنكة والذكاء والحلم و..أن يختار للمسلمين من بعده غير كفؤ لهم ؟ أو أن يفرض عليهم من يكون في ميزان سيئاته لا حسناته ؟ثم هل يعقل أن يبايعه أغلب المسلمين باستثاء قلة قليلة ؟
    (وللكلام بقية)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء الرابع عشر )

    مما يؤخذ على معاوية رضي الله عنه)

    اجتهاده في قتلة عثمان
    ( رضي الله عنه )وإجماع أهل الشام على رأيه

    لما قتل عثمان أرسلت أم المؤمنين أم حبيبة ( رضي الله عنها ) إلى أهل عثمان ( رضي الله عنه ): أرسلوا إلي بثياب عثمان التي قتل فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضرجا بالدم، وبخصلة من شعر لحيته، ثم دعت النعمان بن بشير( رضي الله عنه )، فبعثته إلى معاوية( رضي الله عنه )، فمضى بذلك وبكتابها. وجاء في رواية: خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بالدماء، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين دافعت عنه بيدها، وكانت نائلة بنت الفرافصة شامية، فورد النعمان على معاوية ( رضي الله عنهما )بالشام فوضعه معاوية ( رضي الله عنه ) على المنبر ليراه الناس وعلق الأصابع في كم القميص يرفع تارة ويوضع تارة، والناس يتباكون حوله، وحث بعضهم بعضا على الأخذ بالثأر. وامتنع أهل الشام ومعاوية ( رضي الله عنه )عن البيعة ورأوا أن يقتص علي من قتلة عثمان ( رضي الله عنه )ثم يدخلوا في البيعة . وقالوا لا نبايع من يأوي القتلة .

    قال أبو مسلم الخولاني لمعاوية ( رضي الله عنه ): أنت تنازع عليا أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه والطالب بدمه، فأتوه فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له، فأتوا عليا فكلموه، فلم يدفعهم إليه.

    وجرت بعد ذلك موقعة صفين التي استشهد فيها الكثير من المسلمين من الطرفين فرفعت المصافح حقنا للدماء وتم الاتفاق بين الطرفين على التحكيم ، وهو أن يحكم كل واحد منهما رجلا من جهته ثم يتفق الحكمان على ما فيه مصلحة المسلمين فوكل معاوية عمرو بن العاص ( رضي الله عنهما )ووكل علي أبا موسى الأشعري ( رضي الله عنهما )، وكتب بين الفريقين وثيقة في ذلك، وكان مقر الاجتماع دومة الجندل. فخرجت فرقة من جيش علي ( رضي الله عنه )عليه وسموا الخوارج فناظرهم ابن عباس ( رضي الله عنه ) ثم ناظرهم علي ( رضي الله عنه ) فرجعت طائفة منهم وأبت أخرى فجرت بينهم وبين علي ( رضي الله عنه ) حروبا أضعفت في جيشه وأنهكت أصحابه، وما زالوا به حتى قتلوه غيلة على يد الشقي عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه.

    لما جاء خبر قتل علي ( رضي الله عنه ) إلى معاوية ( رضي الله عنه ) جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته ؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم، وفي رواية أنها قالت له: بالامس تقاتلنه واليوم تبكينه ؟.

    وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية، فقال له: ولم ؟ قال: لأنه قاتل عليا، فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما ؟ رضي الله عنهما.

    وقال ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة. قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطا.

    ( وللكلام بقية)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء الخامس عشر)


    تساؤلات مهمة قبل كشف الجريمة النكراء


    لا شك أن يوم عاشوراء يفرح به المؤمنون أيما فرح ويصومون لله شكرا أن نجى موسى عليه السلام من فرعون لعنة الله عليه. ولكن هذا الفرح يخالطه الكثير من الأسى واللوعة والحزن لأن هذا اليوم يوافق أيضا مصيبة عظيمة وخطب جلل وذكرى أليمة يقف على أطلالها كل عام الكثير من المسلمين أو ممن يحسبون أنفسهم من المسلمين وهو منهم براء. ألا وهي ذكرى عاشوراء ومقتل الحسين رضي الله عنه وعن آل بيت حبيبنا الأطهار الأفذاذ عليهم رضوان الله أجمعين.

    والكلام عن استشهاد الحسين رضي الله عنه بحاجة إلى الموضوعية الخاضعة للبحث العلمي النزيه المتجرد البعيد كل البعد عن الهوى أو العصبية . ولكن من الذي قتل الحسين يا ترى ؟ ومن الذي تواطأ على قتله ؟ ومن الذي أخرجه ثم خذله على أرض الكرب والبلاء كربلاء ؟؟؟ أسئلة مهمة

    ولكن السؤال الأهم من ذلك هو ما الحكمة وما الفائدة من الوقوف عند مقتل الحسين رضي الله عنه بهذه الطريقة التي تُظهر أنَّ بعضا من أهل السنة والجماعة لهم يد في قتله ، أو كانوا متواطئين على قتله ، أو كانوا راضين عن قتله ... لا قدّر الله

    ونحن نرفض رفضا قاطعا هذا المفهوم السائد اليوم ، والذي يصور الأمر وكأن المسلمين بعد أن افترقوا إلى شيع وأحزاب وتيارات { كل حزب بما لديهم فرحون } وهذا ما أخبر عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال : " الجماعة" [ وفي رواية : ] "ما أنا عليه وأصحابي".الصحيحة 1492 كأن لكل واحد منهم نصيب من الصحابة الكرام، ففرقة استأثرت بأهل البيت، وأخرى ارتضت بالباقين . وكأننا في ملعب كرة قدم !!!

    وبالنسبة لمسألة المآتم التي تقام في هذه المنسبة الأليمة
    ،
    ما مدى مشروعيتها ، وليس لها أثر من الكتاب أو السنة .. وها هو النبي(صلى الله عليه وسلم) عندما استشهد جعفر الطيار ولما جاء نعي جعفر ماذا فعل الحبيب (صلى الله عليه وسلم) قال:" صانعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم " رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه

    ولم اختص بالمآتم الحسين رضي الله عنه دون غيره من الصحابة ومن أهل البيت ؟؟؟
    فقد استشهد معه من أهل البيت رضي الله عنهم في كربلاء إخوته أبو بكر بن علي وعمر بن علي وعثمان بن علي رضي الله عنهم وقد سماهم علي رضي الله عنه بأسماء الخلفاء الثلاثة لحبه لهم ، كما استشهد أبو بكر بن الحسن وعمر بن الحسن رضي الله عنهم ، فلم يُذكروا ولا تقام لهم المآتم هل لأن آباءهم سموهم بأسماء أفاضل الناس الخلفاء الثلاثة ؟؟

    كما استشهد قبلهم الحسن بن علي وفاطمة رضي الله عنهم وله نفس الصلة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أكبر من الحسين رضي الله عنه وقد قتل أيضا مظلوما، فلم لم يذكر في المآتم ؟؟ هل لأنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه وسمي عام الجماعة،كما جاء من حديث أبي بكرة قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول:" إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . رواه البخاري

    كما استشهد قبلهم علي رضي الله عنه وهو خير منهم غدرا اغتاله عبد الرحمن بن ملجم فلا تقام له المآتم هل لأنه رضي بالتحكيم؟. كما استشهد قبلهم عثمان رضي الله عنه مظلوما .. واستشهد قبله عمر رضي الله عنه غدرا ..

    وها هو حمزة رضي الله عنه يستشهد ولم يزد النبي (صلى الله عليه وسلم) على الصلاة عليه شيئا. كما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن العزاء فوق ثلاث . كما أن مصيبة موت النبي (صلى الله عليه وسلم) هي أعظم المصائب لقوله:"إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب .ولم يأمرنا بإقامة مجالس العزاء والمآتم لأجلها . ولو أردنا الإنصاف وإقامة المآتم لكل من مات أو استشهد لكانت كل أيامنا مآتم.

    ثم ما الحكمة من إقامة هذه المآتم سوى تلك الوقفة السلبية التي ينبش فيها التاريخ، ويلعب فيها على أوتار العواطف، وتهيج فيها الأحزان، وتثار الأحقاد والضغائن، وتوغر صدور المسلمين...وتذكر الناس بتلك الفاجعة الكبرى والجريمة العظمى .التي نستنكرها ويستنكرها كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وحب للرحمن والرسول عليه الصلاة والسلام.. ولا ندري ما الحكمة أو المصلحة من ذلك كله.

    فيا أحباب رسول الله وأحباب آل بيت رسول الله وأحباب أصحاب رسول الله ... كلنا ولا شك ندعو ونؤمن قائلين: اللهم العن من قتل الحسين رضي الله عنه، والعن من تواطأ وأعان على قتل الحسين رضي الله عنه، والعن من خذل الحسين رضي الله عنه وأهل بيته الطيبين الطاهرين رضي الله عنهم، آمين...آمين

    الأهم
    أظن أنه من المهم جدا اليوم أن ندعو المسلمين جميعا إلى مزيد من التعاون والتناصر والتكاتف لنحقق الوحدة العملية لا الدعائية ولنقف صفا واحدا وحصنا منيعا أمام هجمات أعداء الله تعالى الشرسة التي تستغل نقاط ضعفنا وعلى رأسها تفرقنا وتناحرنا .

    وبالنسبة للفتن التي وقعت بين سلفنا الصالح فليس من الحكمة إثارتها اليوم لأننا لن نجني من ورائها سوى البغضاء والشحناء .. وحسبنا قول سعيد بن جبير رحمه الله : تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا .

    ولنمسك عن الولوغ في أعراض الصالحين لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " متفق عليه فقد أفضوا إلى ما قدموا . ولنحذر أشد الحذر من التعرض لأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" . متفق عليه

    فموقف أهل السنة والجماعة واضح من الصحابة الكرام جميعا وعلى رأسهم أهل بيت نبينا (صلى الله عليه وسلم) الذين لهم المنزلة الرفيعة والدرجة العالية من الاحترام والتقدير ، حيث يرعون حقوق آل البيت التي شرعها الله لهم، فيحبونهم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي قالها يوم غدير خم. فعن زيد بن ارقم قال : قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فينا خطيبا بماء يدعى : خم بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : " أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال:" وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " وفي رواية : " كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة " . رواه مسلم فهم أسعد الناس بالأخذ بهذه الوصية وتطبيقها.


    (القصة لم تبدأ بعد، كونوا معنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه ( الجزء السادس عشر)

    نبذة عن الحسين رضي الله عنه
    هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي، السبط الشهيد بكربلاء ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة الزهراء ، وريحانته من الدنيا، بنت سيد المرسلين ، وسيدة نساء أهل الجنة
    رضي الله عنها. ولد بعد أخيه الحسن رضي الله عنه ، وعاصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبه إلى أن توفي وهو عنه راض، ولكنه كان صغيرا.

    ثم كان الصديق رضي الله عنه يكرمه ويعظمه، وكذلك عمر وعثمان رضي الله عنهما ، وصحب أباه رضي الله عنه وروى عنه، وكان معه في مغازيه كلها، في الجمل وصفين، وكان معظما موقرا، ولم يزل في طاعة أبيه حتى قتل، فلما استقرت الخلافة لمعاوية رضي الله عنه كان الحسين رضي الله عنه يتردد إليه مع أخيه الحسن رضي الله عنه فيكرمهما معاوية رضي الله عنه إكراما زائدا، ولما توفي الحسن رضي الله عنه كان الحسين رضي الله عنه يفد إلى معاوية رضي الله عنه في كل عام فيعطيه ويكرمه، وقد كان في الجيش الذي غزا القسطنطينية مع ابن معاوية يزيد رضي الله عنهم ، في سنة إحدى وخمسين.ولما أخذت البيعة ليزيد رضي الله عنه في حياة معاوية رضي الله عنه كان الحسين رضي الله عنه ممن امتنع عن مبايعته.

    منزلة الحسن والحسين رضي الله عنه عندنا أهل السنة والجماعة

    الحسين وما أدراكم الحسين هو حفيد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسيد شباب أهل الجنة كما أخبر الحبيب ( صلى الله عليه وسلم):" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما" . صاحب المنزلة الرفيعة عند حبيبنا (صلى الله عليه وسلم). القائل عنه وعن أخيه الحسن
    :" هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما" و قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني . يعني الحسن و الحسين رضي الله عنهما " . وقد بشره النبي(صلى الله عليه وسلم) بالشهادة في سبيل الله .فعلى من قتله أو شارك في قتله أو أعان على قتله من الله ما يستحق من اللعنة والعذاب . فهل يبغضهما بعد هذا أحد في قلبه ذرة من إيمان؟؟!!

    أهل الكوفة
    اشتهر أهل الكوفة تاريخيا بالغدر ونقض العهد... ومن جملة الخصائص النفسية والخلقية التي يتصف بها أهل الكوفة : تناقض السلوك والتحايل والتلون والتمرد على الولاة والانتهازية وسوء الخلق والحرص والطمع وتصديق الإشاعات والميول القبلية إضافة إلى أنهم يتألفون من قبائل مختلفة ، وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي رضي الله عنه الأمرين ، وواجه الإمام الحسن منهم الغدر ، وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوما ، وقتل الحسين عطشانا في كربلاء قرب الكوفة ، وعلى يد جيش الكوفة . [ موسوعة عاشوراء 59]

    كتب أهل الكوفة تصل إلى الحسين رضي الله عنه
    ذكر المؤرخون أن كتب أهل الكوفة التي وردت على الحسين رضي الله عنه كانت أكثر من اثني عشر ألف كتاب . وذلك حين بلغهم موت معاوية رضي الله عنه وولاية يزيد رضي الله عنه ، ومصير الحسين رضي الله عنه إلى مكة المكرمة فرارا من بيعة يزيد رضي الله عنه. ونصوص رسائلهم تدور على أنهم لا يجتمعون مع أميرهم النعمان بن بشير رضي الله عنه في جمعة ، ويدعون الحسين رضي الله عنه إليهم حتى إذا أقبل طردوا أميرهم وألحقوه بالشام ، ويقولون في بعضها : « أينعت الثمار ،واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجند إن لك في الكوفة مائة ألف سيف إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غدا بين يدي الله . [فاجعة الطف]

    وجعلت الكتب تترى على الإمام الحسين
    رضي الله عنه حتى ملأ منها خرجين ، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي ففضه وقرأه وإذا فيه مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد فإن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك فالعجل العجل . [ تظلم الزهراء 141].

    ويقول المحدث عباس القمي : وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب من عديمي الوفاء أولئك وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم ، حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب. [ منتهى الآمال 1 / 430 ].

    الحسين رضي الله عنه يرسل مسلم بن عقيل رضي الله عنه
    أرسل الحسين رضي الله عنه إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم ليرى إن كانوا مستوثقين مجتمعين ليقدم هو عليهم بعد ذلك . فمضى مسلم رضي الله عنه حتى بلغ الكوفة مكرها لما يعرفه من تقلب أهل العراق ومواقفهم الملتوية من عمه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وخيانتهم لإبن عمه الحسن رضي الله عنه ، وقد صارح الحسين رضي الله عنه بذلك ولكنه لم يعفه من تلك المهمة . فمضى إلى الكوفة. وأعطاه البيعة للحسين رضي الله عنه اثنا عشر ألفا منهم. وبلغ عدد الذين بايعوه على الموت أربعين ألفا [ سيرة الأئمة الإثني عشرية]

    قال رضا حسين : فخرج مسلم بن عقيل
    رضي الله عنه من مكة المكرمة للنصف من شعبان ووصل الكوفة لخمس خلون من شوال ، وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى بلغوا ثمانية عشر ألفا وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفا. [ الشيعة وعاشوراء 167].

    وقال عبد الحسين شرف الدين الموسوي : وجعلت الشيعة تختلف إلى مسلم بن عقيل حتى علم النعمان بن بشير بذلك ( وكان واليا على الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها) وعلم بمكان مسلم فلم يتعرض له بسوء. [ المجالس الفاخرة 61]

    قال عباس القمي : وبايعه الناس - أي مسلم بن عقيل - حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا ، فكتب مسلم إلى الحسين يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفا ويأمره بالقدوم . [ منتهى الآمال 1 / 436]

    الغدر بمسلم بن عقيل رضي الله عنه


    (والبقية ستأتي بإذن الله تعالى)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين رضي الله عنه (الجزء السابع عشر)


    الغدر بمسلم بن عقيل رضي الله عنه

    شعر أمير الكوفة النعمان بن بشير رضي الله عنه بحركات أهل الكوفة فخطب فيهم ينهاهم عن الفتنة والفرقة ، وقال لهم : إني لا أقاتل إلا من قاتلني ، ولا آخذ بالظنة والتهمة ، فإن أبديتم لي صفحتكم ونكثتم بيعتكم لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي.

    وعلم يزيد رضي الله عنه أن النعمان بن بشير رضي الله عنه حليم ناسك لا يصلح في مقاومة مثل هذه الحركة ، فكتب إلى عبيد الله بن زياد عامله على البصرة أنه قد ضم إليه الكوفة أيضا ، وأمره أن يأتي الكوفة وأن يطلب ابن عقيل رضي الله عنه كطلب الخرزة حتى يثقفه فيوثقه فيقتله أو ينفيه . فاستخلف عبيد الله أخاه على البصرة ، وأقبل إلى الكوفة فاتصل برؤسائها وقبض على أزمة الحال ، فما لبث مسلم بن عقيل رضي الله عنه أن رأى مبايعيه الاثني عشر ألفا كالهباء .

    قال القزويني في فاجعة الطف : دخل ابن زياد الكوفة، وأرسل إلى رؤساء العشائر والقبائل يهددهم بجيش الشام، ويطمعهم، فجعلوا يتفرقون عن مسلم شيئا فشيئا إلى أن بقي مسلم وحيدا. ورأى نفسه وحيدا طريدا ، ثم قبض عليه وقتل

    وكان الحسين رضي الله عنه قد جاءته قبل ذلك رسائل مسلم بن عقيل رضي الله عنه بأن اثني عشر ألفا بايعوه على الموت ، وكان كتاب مسلم رضي الله عنه قد وصل إليه قبل أن يقتل سبع وعشرين ليلة، ومضمونه: أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله، وإن جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي هذا والسلام عليكم. فخرج عقب موسم الحج يريد الكوفة .

    رأي الصحابة الكرام رضي الله عنهم في خروج الحسين

    إن المشفقين على الحسين رضي الله عنه من هذا الخروج المشئوم هم جميع أحبائه وذوي قرابته والناصحين له والمتحرين سنة الإسلام في مثل هذا الموقف ، كل هؤلاء نهوه عن مسيره ، وحذروه من عواقبه ، باستثناء ابن الزبير رضي الله عنه فقط أشار عليه بالخروج فخرج .
    وفي طليعة الناصحين أخوه محمد بن الحنفية وابن عم أبيه حبر الأمة عبد الله بن العباس وابن عمه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم.

    ولكنه - رضي الله عنه - لم يقبل نصيحة أعلم أهل زمانه ابن عباس رضي الله عنه الذي أعلمه أنهم خذلوا أباه وأخاه ، فقد قال له ابن عباس رضي الله عنه: وأين تريد يا بن فاطمة ؟ فقال: العراق وشيعتي، فقال: إني لكاره لوجهك هذا تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملالة لهم ؟ أذكرك الله أن تغرر.

    وعدل عن رأي شيخ الصحابة ابن عمر رضي الله عنه. الذي كان بمكة فبلغه أن الحسين بن علي رضي الله عنهم قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال، فقال: أين تريد ؟ قال: العراق، وإذا معه طوامير وكتب، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: لا تأتهم، فأبى. وقال ابن عمر للحسين رضي الله عنه: لا تخرج فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها - يعني الدنيا - واعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: غلبنا حسين بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير.

    ولقد نصحه أخوه محمد بن الحنفية رضي الله عنه قائلا : يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى.

    وكتب إليه عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كتابا يحذره أهل العراق ويناشده الله إن شخص إليهم.

    وجاءه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله ! إني لكم ناصح، وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم، فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف.
    وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: غلبني الحسين على الخروج، وقلت له: اتق الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك.

    أما الفرزدق فقد لقي الحسين رضي الله عنه في الطريق فسلم عليه وقال له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب. فسأله الحسين رضي الله عنه عن أمر الناس وما وراءه فقال له: قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.
    فقال له: صدقت، لله الامر من قبل ومن بعد، يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه. وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته، ثم حرك الحسين راحلته وقال: السلام عليكم ثم افترقا.

    وقال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: بلغني خروج الحسين بن علي رضي الله عنه فأدركته بملل فناشدته الله أن لا يخرج فإنه يخرج في غير وجه خروج، إنما خرج يقتل نفسه، فقال: لا أرجع.

    وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: كلمت حسينا فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فوالله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني.

    وقال سعيد بن المسيب: لو أن حسينا لم يخرج لكان خيرا له.

    وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إن لم يفعل إنما يساق إلى مصرعه. وتقول: أشهد لسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يقتل الحسين بأرض بابل " فلما قرأ كتابها قال: فلابد لي إذا من مصرعي ومضى.

    وأتاه بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال له: يا بن عم قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره، فأذكرك الله في نفسك.فقال. جزاك الله يا بن عم خيرا، مهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر: إنا لله وإنا إليه راجعون، نحتسب أبا عبد الله عند الله.

    خروج الحسين رضي الله عنه

    (للكلام بقية)
    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: من قتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟!!!

    من قتل الحسين (رضي الله عنه) الجزء الثامن عشر

    خروج الحسين رضي الله عنه

    لم يفد شيء من هذه الجهود في تحويل الحسين رضي الله عنه عن هذا السفر الذي كان مشئوما عليه، وعلى الإسلام وعلى الأمة الإسلامية إلى هذا اليوم وإلى قيام الساعة ، وكل هذا بجناية شيعته الذين حرضوه بجهل وغرور، رغبةً في الفتنة والفرقة والشر، ثم خذلوه بجبن ونذالة وخيانة وغدر . ولم يكتف ورثتهم بما فعل أسلافهم فعكفوا على تشويه التاريخ وتحريف الحقائق ورد الأمور على أدبارها .

    وكان رد الحسين رضي الله عنه: إني رأيت رؤيا، ورأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرني بأمر وأنا ماض له، ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي .

    لم يبلغ الحسين رضي الله عنه الكوفة إلا ومسلم بن عقيل رضي الله عنه قد قتل وأسلمه من كان استدعاه ! ويكفيك بهذا عظة لمن اتعظ . فقال الحسين رضي الله عنه: خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج عليه، وليس عليه منا ذمام، قال: فتفرق الناس عنه أيادي سبأ يمينا وشمالا ممن اتبعوه طمعا في مغنم أو جاه حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة، ووثب عند ذلك بنو عقيل بن أبي طالب وقالوا: لا والله لا ترجع حتى ندرك ثأرنا، أو نذوق ما ذاق أخونا.

    نزول الحسين رضي الله عنه أرض كربلاء
    لما وصل الحسين رضي الله عنه إلى كربلاء قال: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل له: كربلاء. فقال: اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء.

    الكوفة موطن الغدر
    ترى أين الأربعون ألفا أو المئة ألف الذين بايعوا الحسين رضي الله عنه على الموت ؟؟؟!! ولماذا نقضوا العهد والبيعة وخذلوه؟!

    قال جواد محدثي في موسوعة عاشوراء :ومن جملة الخصائص النفسية والخلقية التي يتصف بها أهل الكوفة يمكن الإشارة إلى ما يلي : تناقض السلوك والتحايل والتلون والتمرد على الولاة والانتهازية وسوء الخلق والحرص والطمع وتصديق الإشاعات والميول القبلية إضافة إلى أنهم يتألفون من قبائل مختلفة، وقد أدت هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي رضي الله عنه الأمرين ، وواجه الإمام الحسن رضي الله عنه منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم بن عقيل رضي الله عنه مظلوما، وقتل الحسين رضي الله عنه عطشانا في كربلاء قرب الكوفة، وعلى يد جيش الكوفة.


    من الذي قاتل الحسين رضي الله عنه ؟؟؟
    يقول كاظم الإحسائي النجفي: إن الجيش الذي خرج لحرب الحسين ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا إفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى.
    والحسين رضي الله عنه خاطبهم وأشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم .
    ما دخل يزيد رضي الله عنه فيما حصل ؟؟
    لما احتضر معاوية رضي الله عنه دعا يزيد رضي الله عنه فأوصاه بما أوصاه به، وقال له: انظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه، وارفق به، يصلح لك أمره، فإن يكن منه شئ فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
    ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين رضي الله عنه إلى يزيد رضي الله عنه ، فهو لم يأمر بقتاله فضلا عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، ومثل هذا القول يصح نسبته إلى عبيد الله بن زياد، فكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، وأن يؤتى به ليضع يده في يده أو يبايع يزيد صاحب البيعة الشرعية.
    فقد كتب يزيد رضي الله عنه إلى عبيد الله بن زياد كما روى الطبري يوصيه في الحسين رضي الله عنه والا يقاتل حتى يقاتل.
    كما كتب مروان بن الحكم كما روى ابن كثير إلى عبيد الله بن زياد حينما خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق : إن الحسين قد توجه إليك، وهو ابن فاطمة، بنت رسول الله ، وتالله ما أحد مسلم أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لايسده شيء ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره آخر الدهر.


    ولنا مع مع أحداث فاجعة كربلاء وقفات أليمة


    {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
    لنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
    كونوا كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •