تحريم صرف الزكاة على ءال البيت
تحريم صرف الزكاة على ءال البيت
الشيخ جمال صقر الحسيني

قال ابن عبد البر: "المقدم من قريش بنو هاشم وهم فصيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشيرته الأقربون وءاله الذين تحرم عليهم الصدقة".
ودليله ما رواه مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد"، وفي رواية عند مسلم: "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس"، وروى مسلم أيضا أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كَخ كَخ إرم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة".
وفيه دلالة على تحريم صرف الزكاة على النبي وعلى ءاله وهم في باب الزكاة بنو هاشم وهم:
1 ـ ءال العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
2 ـ ءال الإمام علي رضي الله عنه وهو ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
3 ـ جعفر رضي الله عنه وهو ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
4 ـ عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
ويلتحق بهم هنا أيضا بنو المطلب بن عبد مناف.
وهذا مذهب الإمام الشافعي وموافقيه أن ءاله صلى الله عليه وسلم في باب الزكاة هم بنو هاشم وبنو المطلب، وبه قال بعض المالكية، وقال أبو حنيفة ومالك: هم بنو هاشم خاصة، قال أبو حنيفة: لا تحرم الصدقة على ءال المطلب وإنما تحرم على ولد العباس وعلي وجعفر وعقيل والحارث بن عبد المطلب. وقال القاضي: وقال بعض العلماء: هم قريش كلها، وقال اصبغ المالكي: هم بنو قصي.
ودليل الإمام الشافعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني هاشم وبني المطلب شىء واحد" وقسم بينهم سهم ذوي القربى.
قال النووي في شرح مسلم 7/176: "وأما صدقة التطوع فللشافعي فيها ثلاثة أوقال أصحها أنها تحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحل لآله، والثاني: تحرم عليه، والثالث: تحل له ولهم.
وأما موالي بني هاشم وبني المطلب فهل تحرم عليهم الزكاة فيه وجهان لأصحابنا أصحهما تحرم للحديث الذي ذكره مسلم بعد هذا حديث أبي رافع، والثاني تحل، وبالتحريم قال أبو حنيفة وسائلا الكوفيين وبعض المالكية، وبالإباحة قال مالك، وادعى ابن بطال المالكي أن الخلاف إنما هو في موالي بني هاشم وأما في موالي غيرهم فتباح لهم بالإجماع وليس كما قال بل الأصح عند أصحابنا تحريمها على موالي بني هاشم وبني المطلب ولا فرق بينهما" اهـ.
وحديث أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدقة لا تحل لنا وإن مولى القوم منهم"، رواه الترمذي والنسائي وغيرهما.
ومعنى قوله: "إنما هي أوساخ الناس" قال النووي في شرح مسلم 7/179: "تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ، ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فهي كغسالة الأوساخ" اهـ.