وكالة أنباء الشعر – زايد الرويس وجاسم سلمان

في أول تعليق له على إعلان سحب الجائزة من الكاتب الجزائري حفناوي بعلي ، أكد الدكتور عبد الله الغذامي في تصريح لوكالة أنباء الشعر أنه مصدوم مما حصل، مضيفاً أنه فوجيء باكتشاف وجود سرقة لكتاباته من قبل " حفناوي بعلي " .
وبخصوص وجوده كعضو في لجنة الجائزة وكيفية عدم اطلاعه على السرقة ، حيث أن الكاتب منح الجائزة بناء على الكتاب الذي تم تقديمه للجائزة ، أوضح الغذامي أن المكلفين بقراءة الأعمال المرشحة للجائزة هم " المحكمون " الذين يقرأون حوالي 700 كتاب ، في كافة أفرع الجائزة ، ومن ثم يرفعون تقارير إلى اللجنة الاستشارية في الجائزة ، والذي هو أحد أعضائها ، وتنظر في التقارير ، ولكن لا تقرأ الكتب والأعمال .
وأشار إلى أنه لا يقول ذلك من باب التبرئة ، ولكن لشرح آلية العمل ، كي لا يقول أي أحد أنه عضو بالجائزة والمتهم بالسرقة قد تمت قراءة عمله ، ومر على اللجنة المانحة .
وفي ذات الوقت اعترف الغذامي بوجود خطأ كبير وقاتل من قبل المحكمين ، مشيرا إلى أن الخطأ البشري وارد ، ولا يعد انتقاصاً منهم .
وبالنسبة لعدم التفاعل أو محاولة التحقق مما أثاره الكاتب المصري عبدالله السمطي من وجود عملية سرقة لدى الحفناوي ، وإثارة الموضوع إعلاميا قبل سحب الجائزة ، أفاد الدكتور الغذامي إلى أنه عندما سمع بهذا الكلام آثر ترك الأمر للجان علمية محايدة موضحا أنه قال بأنه سيقبل بحكمها مهما كان وقعه ، لذلك رفض العمل مع لجنة الجائزة في التحقيق بقضية السرقة ، لكي لا يكون الأمر شخصياً ، ولم يدخل في اللجان العلمية أو القانونية ، وهي التي توصلت لقرار السحب .
وقال بأنه عندما بلغ بالأمر أصابته صدمة عنيفة ، وسحب نفسه من قضية التحقيق لكي لا يكون عاملا مؤثرا فيها ، ولم يستطع حتى الاطلاع على الكتاب الذي فيه السرقة لكي لا يؤذي نفسه ، خاصة وأنه لا يزال مصدوماً مما حصل .

وأكد د. عبد الله أنه لن يطالب بأية حقوق ، ولم يطلب أو يتدخل بقرار سحب الجائزة من حفناوي .
وتابع قائلا : لو ترك الأمر بيدي ، لسمحت وصفحت ، لكن الأمر ليس شخصياً لأنه يخص الجائزة ، والمؤسسة الثقافية العربية ، فالقضية أكبر من سرقة كتاباتي ،فلو كان شخصاً أخطأ بحقي ، لعفوت .
وفي نهاية الحديث قال : أشعر بالألم لما وقع للحفناوي ، ولو أستطيع إنقاذه مما هو به ، لفعلت .

ومن جهته قال الشاعر والناقد عبد الله السمطي صاحب دار السمطي للنشر، وهو الشخص الذي أثار قضية السرقة : سعدت كثيرا بقرار أمانة جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب سحب جائزتها من الناقد حفناوي بعلي صاحب كتاب:" مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن" الصادر عن منشورات الاختلاف- والدار العربية للعلوم ببيروت العام 2007 ومصدر سعادتي أن ما قامت به الجائزة يؤكد على أن القيم الثقافية الحقيقية هي التي تبقى، وأن مصداقية المبدع هي الجوهر في كل طرح أدبي أو نقدي، كما يؤكد على أن الجائزة تعود هنا إلى نقطة الصدق والأمانة العلمية لتجعلها أساسا لكل نتاج فكري.
وأفاد : إن هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه – فيما أعلم- الذي يحدث من لدن جائزة عربية كبيرة مثل جائزة الشيخ زايد، يؤكد على جسارة القائمين على الجائزة، وعدم تهيبهم من ردود الأفعال الإعلامية والثقافية التي قد تتناول هذا الحدث بشكل سلبي، كما ينطوي على بعد مهم وهو أن الجائزة تريد أن تنقي ساحتها من عمليات التدليس والسرقة والاقتباس غير البريء، وهو أمر يحسب للجائزة للإبقاء على صورتها ناصعة ومشرقة.

وأضاف : قد أكد البيان ما رميت إليه في مقالاتي التي نشرتها في عدد من المواقع الالكترونية مثل سبق، ومسارات، بالإضافة إلى موقعي الشخصي، وتناقلتها بعض الصحف العربية مثل: شمس، والفجر الجزائرية، والجزائر نيوز الجزائرية، وهو أن الدكتور حفناوي بعلي قام بالسطو على أكثر من (30) فقرة من كتاب الدكتور عبدالله الغذامي :" النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية" كما سطا على (19) فقرة من كتاب (دليل الناقد الأدبي) للدكتور ميجان الرويلي والدكتور سعد البازعي، كما اقتبس دون إشارة صفحات كاملة من الدكتور نبيل علي وكتابه:" الثقافة العربية في عصر المعلومات" وفقرات أخرى من الناقد الأردني فخري صالح و الدكتور شاكر عبدالحميد، والدكتور رمضان بسطاويسي (من مصر) ، وقد كانت طريقته في الكتاب تتمثل في الاقتباسات الدائمة دون أن يكتب هو شيئا في الكتاب، حيث يتشكل الكتاب كما ذكرت في موقعي على الإنترنت، دار السمطي www.dar-alsamati.com من (734) فقرة، منها (297) فقرة مسروقة من كتب أخرى من بينها الكتب التي أشرت لها سابقا.

وتابع قائلا : إن سحب الجائزة هنا يشكل سابقة نوعية، ويعطي مفادا أن السرقة الأدبية عمرها قصير، ومهما ظن السارق أن عمله لن ينكشف فإن فكرة ما أو سؤالا ما أو حتى صدفة ما جديرة بكشفه طال الزمن أم قصر.
وآمل من أمانة الجائزة أن تتأنى في اختيار المحكمين والمستشارين وأن تنتقي ذوي الكفاءات والمواهب الفكرية.
وبخصوص ما تم اتخاذه من إجراءات قال : إن هذا الحدث سوف يكون علامة فارقة في عالم الثقافة العربية المعاصرة، وسوف يحفز الباحثين والنقاد والقراء على توخي الحذر فيما يطالعون ويراجعون ، وسوف تكون الدقة والمنهجية عنوانا أثيرا لدى المشتغلين بالثقافة والنقد والإبداع.