“6”
توالت الأيام ، و هذه سنته الثالثة ، النضوج بدا واضحا في تحركه و سكونه ، اتسعت معارفه من الناس و تضخمت مكتسباته المعرفية و العلمية و الفكرية .
تطورات هائلة ، لقد “ تِعِبْ “ على نفسه و سعى و لازال الى الكسب كلما استطاع لذلك سبيلا .
بدأ نجمه يلمع بين اقرانه ، ان كان في الجامعة او في القرية ، بما لديه من حكمة في القول و الفعل ، و بخلقه الحسن و نفسه المتواضعة .
كان خارجاً من احد “دْكَاكين” القرية ، “أبَطْ” ...رفع رأسه فإذا بها امامه ، “تْنَحْنْحِت” و اطرقت رأسها خجلاً ، ابتعد لها ، مرت .
سار و في مخيلته تلك الخَجلة الملائكية ، و لم يزل تحت قفصه الصدري شيئ يتحرك !
احس بمخالجة تداعب جسمه ، “ايشودا؟ بِصِيرْ إساتني أُبِطْ ؟ “
انها كتلة من جميل صنع المنان ، رُزمة من الأخلاق المكدسة .
“لأ”
محاولاً طرد هذا الشعور و هذه الأفكار من رأسه ، لكن سرعان ما كانت تعود الى فؤاده تلك الطلة الحَييَة .
أوصل الأغراض الى البيت ، و صلى العشاء ، قرأ ورده ، أوتر ، خلد الى الفراش .
لم يستطع ان يدخل في غفوته بسرعة ، فلم يغادره الموضوع بعد ، بعد مكابدة في طرده لم يسطتع ، غلبه نعاسه في اخر المطاف .
استقظ مبتسماً على وقع تلك النظرة الخجلة !
امضى نهاره و الأفكار تتقاذفه في ما بينها ، و يرد على نفسه مبتسما “ ما بصير غِرقْتْ بْكِشْتبان مُويا!”
بعد صلاة العصر ، سلم على “هلال” و وقفا في زاوية المسجد ، فاجأه “هلال “ قائلا
“حَاسَك مِحْلَو !”
ابتسامة اظهرت ل”هلال” بعض ما خفي ، اكملها بقولها “لَو بْتَعْرِفْ شْصُايِرْ مَعي... روح نِمْشي مُشْوار تَ ءُلك “ .
بث في هذا المشوار الرواية كما حدثت و اضاف فيها بعض البعد الجمالي و الروحي ، فتلك كلماته .
“ ولا أزْعَرْ “
و انطلقت ضحكتان !
يتبع ...