السلام عليكم ورحمة الله و بركاته....*
في عالم مظلم تطغى عليه الظلمة... و في أرض طيبة تحكم فيها الأذلة.... و في صفحة بيضاء دنستها نقاط سوداء.... أكتب لكم تجربة شاب عاش حياته و كرسها لخدمة قضية مهمة و أخاذة ، جميلة بمظهرها، كئيبة من داخلها... فتانة بطلتها... رقيقة بحيويتها... ولكن..!!!! مدمرة لصاحبها........!!!!!!!!!!!!!!!! والله أكبر....

بدأت القصة عندما قام هذا الشاب بسماع الأقايول عن فلم رعب يدعى ذا رينغ و فتاة تدعى سمارا... فأحضره للمنزل... وقام بتحضير البوب كورن بالزبدة و قشدة الحليب الغنية بالمعادن و الفيتامينات.... و هيئ جواً أخو شحطة... ظلمة سوداء و شاشة 43 إنش و جلس و بدأ الفيلم و الله أكبر...
إستل أخونا فادي معطفه المغطى بفرو دب قطبي... و غطى نفسه بها.... لأنها المرة الأولى التي يشاهد بها فلم رعب...... و بدأ الفيلم... و بدأت الأحداث تتماشى و الجو طغى عليه لون الأسود أي لون جو الشياطين و الجن و أصوات مرعبة و زمجرة مهمدرة مفتتة للعروق مبعثرة للطبيعة الإنسانية الإنسيابية العطرة كما بدأت شبابيك المنزل بالتخبط و الأبواب بالتزيزك و الهواء صار إعصاراً يتبعه صوت رعد جبار..... إنها علامات لم ينتبه فادي لها.... خاف منها و ارتعب و لكنه أكمل الفيلم حتى النهاية... و مضى ذلك اليوم و أحداثه.....

عاش فادي و الشوق لفيلم رعب آخر يغزو عالمه الإفتراضي..... فجائت إميلي روز و طارد الروح التي تسكنها و أحداث تأزها القشعريرة و الإنهيار العصبي و التوترات المهلكة و المشاعر الغير مستتبة المحشوة بالتغيرات النفسية المتشقلبة و المبعثرة.... و أيضاً جائت ميسوكو و ميوها في ذا غرادج ذلك الفيلم المليئ بالشعوذات و التشيطنات.... و كان فادي يتابع الأفلام، الواحد تلو الآخر و بدأ نهاره و ليله يتشقلبان فصار ينام نهارا و يستيقظ ليلاً.... و أيضاً جاء سوو بأجزائه السبعة و الذي يميت قلب الإنسان و يحطمه بمشاهد مخيفة و تشويه للجسد البشري و إراقة دماء و قطع للأوصال.... و من ثم ذا ميرور و الذي تحكي قصته عن مرايا تسكنها روح تريد الإنتقام لمسبيبي قتلها من خلال المرآة... فتأخذ شكل الشخص المستهدف عندما يقف أمام المرآة و تبدأ بتمزيقه فيتمزق حقيقة و يموت.... و الكثير من أفلام طاريدي الأرواح..... و هكذا عاش حياته و لهذا تغيرت حياته....

صار فكر فادي مليئ بالرعب فصار يحكي لرفاقه أحداث الفلم الذي يشاهده و أيضاً صار يقوم بأفعال لإخافة زملائه و تطبع بطبائع الأحداث التي تجري في الفلم لإرعابهم.... حتى طل عليه بيدرو ذات يوم....... بيدرو هو من الجان و هدفه إرعاب البشر و التقمص بهم...... و إلحاق الأذى الجسدي و العقلي أيضاً..... بيدرو رأى طريقه ممهدة لما يريد و مهيأة و الظروف ملائمة جداً... ففادي تارك للصلاة و لا يقرأ القرآن و قلبه معلق بالملذات الدنوية و الشيطانية.... و كان ينام النهار و يعيش في الليل.... و معظم أوقاته في الظلام و كان يكره الضوء و يحب عصير كاندي آب الغني بالحليب و الفراولة الذي كان أيضاً بيدرو يحبه...*

و بدأت الأحداث و فادي يعيث و يصول و يجول و الرعب ملأ فراغه.... أي حياته الفارغة.....
ففي ليلة خرج بها من سهرة عند رفيق له... و إذ بصوت طرطقة ورائه أي كأن أحدا يمشي ورائه.... صوت أقدام يقترب منه أكثر فأكثر... فيلتفت ورائه، ولا يرا شيئاً..... أصابه الهلع فأسرع بمشيته و أسرعت معه صوت طرطقة الأقدام..... و بدأت علامات الخوف تظهر عليه.... تعرق و زيادة في دقات القلب و تلبك في السير و غير ذلك.....

ووصل للمنزل أخيراً.... و كان الوقت قد تجاوز الحادية عشرة من الليل و كانت الأنوار قد فازت على نادي القلمون 3:0 و تأهلت الأنوار لنهائي بطولة لبنان بكرة الطائرة...... دخل فادي ليلاً منزله و الكهرباء مقطوعة و إذ بهدوء تقطعه فجأة حركة غريبة فاحت في أرجاء المكان و صوت خشخشة و دبيب و همسات تعلو و تعلو....... تردد فادي و لكنه دخل و إذ بالباب ينغلق بسرعة... حاول فتح الباب و لكنه لم يستطع ذلك..... ارتعب و إذ بلكمات تضمحل بين جنبات وجهه و جسمه... هرب مسرعاً و لكنه دخل الحمام مخطأ*ً و عادت اللكمات إلى وجهه و تناثر الزجاج و تكسرت أغراض في المنزل، ثم هدأت الأوضاع و لكن فادي في غيبوبة.........*

استيقظ فادي من غيبوبته خائفاً و هلعاً تكسوه كدمات و لطعات و لسعات...... خرج من الحمام متوجها إلى الطبيب.... فعلم أن جروحاً و كسوراً وقعت بجسده... و لكنه لم يخبر قصته أبداً......*
سبعة أيام مرت و فادي طبيعي بتصرفاته........ و لكن في الليل تصرفات غريبة فصار يتسلق الحائط و يمشي على سقف منزله.... و أحياناً يمضي الليل كله جالساً يهز رأسه......*
في اليوم الثامن و في جلسة مع رفاق له و أثناء جلوسه على كرسي خشبي صار يتكلم الروسية و هي ليست لغة يعرفها و قام بفعل حركات لا يقدر الإنسان على فعلها فقد برم رأسه 360 درجة و ثنى ظهره للخلف إلى أقصى و قام بنزع الخشب عن الكرسي بأظافره و ابيضت عيناه و صدر منه صوت مرعب كصوت عجوز شمطاء فخاف زملائه و هرعوا للخارج هرباً......
عرف رفاقه أن فادي يسكنه شيطان يتكلم الروسية و أرادو مساعدته...... و لم يتخلو عنه.... رغم خطره...
ففكروا جيداً.... و قرروا إحضار طارد للأرواح....
فأحضرو طارد أرواح.... و أخبروه القصة..... و اتفقوا على موعد للقاء فادي....*
فادي بحالة مزرية و مخيفة فوجهه صار متشققاً و جافاً و أحمر اللون و عيناه خرجتا من مكانهما و جسده صار نحيلاً و ثيابه ممزقة....... و كل هذا كان من عوارض تأثير بيدرو عليه....*
هو...... مخيف بشكله... هو....... مسكون من قبل شيطان..... هو لاقى ما رسم هو لنفسه.... فتجاوز الأحمر و بالخط العريض... و منشوفكون بالحلقة الجاية... باي.....*

المهم....
طارد الروح ذاك... يستعمل قدسية أدواته و تعاويذ يقرئها لتعذيب الشيطان و حضّه للخروج من الجسد.... و لكن من المهم معرفة إسم ذلك الجني لأمره بإسمه للخروج منه... و معرفة ذلك يتطلب العناء و التعب و القوة، قوة القلب و الجسد.....
*
كبّل طارد الأرواح فادي على سرير حديدي و بدأ بتلاوة بعض التعاويذ و يرمي عليه ما يسميه المياه المقدسة و يضع العلامات الدينية على جسد فادي... فبدأ فادي بالعويل و النباح و التأوه و الصريخ و كلما زاد طارد الأرواح بكلامه يتطور وضع فادي سوءاً و الصريخ يعلو و يعلو و حركة قوية تنتج من فادي تقوم بهز السرير من مكانه... كما و بدأ السرير يعلو عن الأرض و يتخبط يمنة و يسرة..... تابع طارد الأرواح حتى وصل لأهم سوءال يسئله فقال..... أسئلك بسم الرب أن تقول لي ما اسمك و ماذا تريد من فادي؟؟؟؟؟؟؟
قال له بالغة الروسية.... إستالافيس!!!!! أي توفف.... و أكمل الطارد... و بصوت عال أسئلك باسم الرب أن تقول ما اسمك و ماذا تريد من فادي؟؟؟؟؟؟ و بدأ صوت الطارد يعلو و يعلو ليسيطر على الوضع... و يسئله و يرمي التعاويذ و المياه المقدسة... و الجني يتوجع و يحترق..... و لكنه قوي.......
أحس طارد الأرواح أن فادي بخطر كبير بسبب ما يقوم به الجني بجسده.... فأوقف العملية و طلب موعداً آخر لتحرير فادي........
و مرت الليالي على فادي و لكنه لا يعرف الليل من النهار.... حتى حان الموعد...........

جهز طارد الأرواح كل شيء للعملية.... و كبل فادي في السرير و بدأ بقرائة التعاويذ الدينية و رمي المياه المقدسة و قام بضرب فادي بالعصا أي أنه يضرب الجنّي..... و اشتد الموقف و علا صوت الطارد و علا أكثر فأكثر و كان سوءاله أن ما اسمه و ماذا يفعل......... فقال له الجني ناداني هذا الشاب و أنا لبيته، هو أحضرني لبيته.... رأيت فيه أرضاً تعجبني...... و أريد أن أقتله و أعذبه....... و لا أريد الخروج.......
و لكن الجني قد تكلم و هذا لصالح الطارد...... فشدّ لهجته و علا بصوته و ضرب بعصاه و رما الماء المقدسة و صرخ قائلاً..... أسئلك باسم الرب و الكتاب المقدس و كل الرسل أن تخبرني ما اسمك....... و قالها مرة و مرتان و أكثر.... و هنا بدأ الجني يتعب و يهزل.... فأكمل الطارد بكامل قواه الجسدية و صرخ سائلاً عن اسمه......................

فقال: أنا بيدرو، أنا إسمي بيدروووو ادعى بيدرو.......... و أخيراً قالها.......
قال له الطارد يا بيدرو ( و هنا صار الأمر مباشراً) آمرك باسم الرب أن تترك فادي و تذهب و لا تعود ثانية........ ف صرخ بيدرو و بدأ فادي بالإرتجاف حتى خرج ما أكل من فمه أي أنه قد استفرغ و خرج معها الجنّي بيدرو........

و من هذه الحظة تغيرت حياة فادي فعاد للقرءان و المسجد و ترك حياة الرذيلة و المهزلة و وعد بأن تكون حياته خالصة لله و الله أكبر.....!!!!!!!!!!!!