-
تاريخ جامع سيدي عبدالواحد المكناسي... كما يجب أن يكون
تاريخ جامع سيدي عبدالواحد المكناسي... كما يجب أن يكون
بقلم الدكتور فؤاد فوزي طرابلسي
الصورة في الأعلى: جامع سيدي عبدالواحد من الخارج.... الصورة في الأسفل: الجامع من الداخل
ينفرد جامع سيدي عبدالواحد في طرابلس بسمات وخصائص تميّزه عن غيره من المساجد التي بُنيت في العصر المملوكي، لأن نظام بنائه أقرب ما يكون إلى نظام العمارة المغربية منها إلى العمارة المملوكية، وفي ذلك يقول المستشرق بروس كوندي :«إن المسجد الصغير لا يملك ملامح صليبية، ولا يمت بأية صلة للمماليك أنفسهم ، لأنه مقام وليٍ مغربي»، ولأن قبة محرابه من النوع المفصص، التي تذكرنا بالقباب التونسية القديمة القائمة بجامعي القيروان والزيتونة بتونس، كما يقول الدكتور السيد عبدالعزيز سالم في بحثه المسمى «طرابلس : تاريخها وآثارها الإسلامية»، وأما قبة الجامع الثانية المجاورة للمئذنة فقد بُنيت فوق مقام سيدي عبدالواحد نفسه في القرن الثامن الهجري خلافاً لما ورد في كتاب الدكتور عمر عبدالسلام تدمري المسمى «تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك» حيث نصّ على وفاته في صعيد مصر مخلفاً ذرية هناك فقال: «وبإمكاننا القول إن الشيخ عبدالواحد المكناسي زار طرابلس في أوائل القرن الثامن هجري وقام ببناء جامعه ثم تحوّل إلى مصر فيما بعد وأقام في صعيدها وتوفي هناك مخلفاً ذرية»، وذكر أن الضريح في طرابلس يعود لعبدالسلام المغربي المشيشي المتصل نسبه بالسيد عبدالواحد فقال :«وعلى يمين مدخل الجامع الخارجي يقوم ضريح عبدالسلام المغربي المشيشي الذي يتصل نسبه بالسيد عبدالواحد» ( انظر: كتاب: تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك، طرابلس: دار البلاد، الطبعة الأولى، 1374هـ =1974م، ص 156)، وهذا الكلام مجانب للحقيقة ومصادم للنصوص التاريخية، والوثائق العثمانية، وما تعارفت عليه البرية، وفيما يلي ذكر ما وقفنا عليه من شواهد ونصوص تدحض ما تفضل به في كتابه المذكور.
أولاً - تأسيس زاوية المغاربة التي عُرفت فيما بعد بجامع سيدي عبدالواحد
نزل السيد عبدالواحد المكناسي طرابلس في أول القرن الثامن الهجري بعد زوال الاحتلال الصليبي على يد المماليك، وأسس زاويته المعروفة بـ «زاوية المغاربة» سنة 705 هـ / 1305م ، وقد جاء في النقش الكتابي المثبت داخل الزاوية النص التالي: «أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى عبدالواحد المكناسي غفر الله له ولوالديه ولمن كان السبب فيه وللمسلمين في تاريخ سنة خمس وسبعمائة».
وقد حدثني المهندس أحمد نزار بن محمد الجمل قصة تأسيس الزاوية عن عمة زوجته السيدة رفيقة المغربي المشيشي (إحدى حفيدات السيد عبدالواحد المكناسي في طرابلس) عن والدها السيد الشيخ أحمد فاني المغربي المشيشي، عن والده السيد الشيخ محمد أفندي المغربي المشيشي، عن والده السيد الشيخ عبدالسلام المغربي المشيشي، عن والده السيد علي المغربي المشيشي المتصل نسبه بجده الأعلى السيد عبد الواحد المكناسي، قال : «إن الجد الاعلى لآل المغربي المشيشي السيد عبدالواحد قدم من المغرب بعد الفتح المملوكي لمدينة طرابلس، وتحريرها من الصليبيين، ونزل في خان ترجع ملكيته لأحد وجهاء نصارى طرابلس، وكانت تبدو عليه آثار الفقر ، فأبى صاحب الخان أن يستضيفه لهيئته الرثة، فغضب سيدي عبدالواحد، وقال له إنه يستطيع أن يشتريه ويشتري الخان معاً، فتعجب صاحب الخان من ذلك واستخف بعقله، واستهزأ به أمام جمع من أهل المحلة التي تعرف اليوم بـ «محلة المهاترة» تحت القلعة، وأتى بصحن كبير وقال له : «ان استطعت أن تملأ هذا الصحن ذهباً فالخان لك»، فوضع سيدي عبدالواحد يده الشريفة في الصحن وملأه من الغيب بالنقود الذهبية بإذن الله تعالى أمام جمع من الناس الذين شاهدوا هذا الكرامة بأعينهم، فقبل صاحب الخان أن يبيعه إياه بالذهب المذكور، وقام سيدي عبدالواحد بتحويله إلى زاوية للمغاربة، وأوقفها على الذين يقيمون منهم بطرابلس».
ثانيا - ترجمة السيد عبدالواحد المكناسي
قال المستشرق بروس كوندي في ترجمة السيد عبدالواحد المكناسي في كتابه - Tripoli of Lebanon - ما تعريبه :«هو واحد من الدعاة الذين وفدوا إلى طرابلس خلال فترة الإنهماك بإعادة إعمارها كمدينة مسلمة سنية، ودارٍ للعلوم الإسلامية بعد تحريرها من حكم الفرنجة الذي امتد زهاء مئة وثمانين عاماً، وعبدالواحد هو اسم مأخوذ من أسماء الله عند المسلمين، ومعناه عبد الإله الواحد، وهو الإسم الوحيد المعروف للعالِم المكناسي الذي جذب تلاميذ وأتباعاً أكثر من أي مرجع ديني مملوكي في طرابلس، ويُقال إنه كان رجلاً ذكياً، جمع أملاكاً كثيرة، وحصل كذلك على سمعة القداسة». وذكر الدكتور السيد عبدالعزيز سالم في بحثه المشار إليه أعلاه أن السيد عبدالواحد المكناسي هو : «أحد الأولياء المغاربة الذين نزلوا طرابلس بعد أن حررها قلاوون من الصليبيين، وكان مشهوراً بالفضل والزهد».
ثالثاً - النصوص التاريخية التي تثبت صحة نسبة المقام للسيد عبدالواحد المغربي المكناسي
1 - علامة الديار الشامية الشيخ عبدالغني بن إسماعيل النابلسي الدمشقي يزور ضريح السيد عبدالواحد ويقرأ له الفاتحة. قال العلامة الشيخ عبدالغني بن إسماعيل النابلسي المتوفى عام 1143هـ /1730م في مخطوطة رحلته الكبرى المسماة بـ«الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» ص 68 ما نصه: «ثم لما حان وقت الظهر ذهبنا وصلينا في الجامع الكبير، وحصلنا في ذلك على الأجر الكثير ، ثم زرنا قبر الشيخ محمد العجمي، وقرأنا له الفاتحة، وذهبنا إلى زاوية المغاربة فزرنا بها قبر الشيخ عبدالواحد المغربي وقرأنا له الفاتحة».
وكان العلامة النابلسي قد دخل طرابلس في يوم الأحد 25 محرم سنة 2011 هـ/ 1690م (انظر مخطوطة الحقيقة والمجاز ص 43 و68)، وزارها مرة أخرى بدعوة من أرسلان باشا المطرجي والي طرابلس آنذاك، ودخلها في يوم الجمعة 12 ربيع الثاني سنة 1112هــ / 1700م، وألف في هذه الرحلة كتابه «التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية».
2 - محدث بلاد الشام العلامة الشيخ إسماعيل بن محمد جراح العجلوني يزور ضريح السيد عبدالواحد المكناسي في زاوية المغاربة في العام 1153هـ/1740م.
قال محدث الشام العلامة الشيخ إسماعيل بن محمد جراح العجلوني المتوفى عام 1162هـ/1749م، في مخطوطة كتابه «البسط التام في الرحلة لبعض بلاد الشام» ما نصه: «فلما أصبحنا يوم السبت التاسع والعشرين من ربيع الأول من العام 1153 هـ/1740م ذهبنا لأماكن عدة يومها إلى الجامع الكبير، وزرنا الشيخ عزالدين، والشيخ عبدالواحد في زاوية المغاربة».
3 - العالم الجليل الشيخ أحمد بن محمد الميلوي شيخ الميلوية بطرابلس (كان حياً في العام 1153هـ/1740م) الذي رافق الشيخ إسماعيل العجلوني إلى زاوية المغاربة وضريح السيد عبدالواحد المكناسي وأنشده أبيات الشيخ محمد الخمسي المغربي التي قالها في مدح السيد عبدالواحد المكناسي كما سيأتي، وقد ذكر الشيخ إسماعيل العجلوني في مخطوطة كتابه «البسط التام» أنه زار الميلوية وزار شيخها الإمام الهمام الشيخ أحمد بن محمد الميلوي واجتمع به مراراً في الميلوية وأكرمه.
4 - العالم المغربي الكبير الشيخ محمد الخمسي الفاسي الذي نظم أبياتاً في مدح الشيخ عبدالواحد المكناسي المتوفى عام 1150هـ/ 1738م.
قال المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني في مخطوطة البسط التام : ما نصه: وقد أنشدنا الشيخ أحمد شيخ الميلوية حين كنا يوم السبت، حين عمل لنا سيرا(ناً) فيها (أي في زاوية المغاربة بطرابلس) الشيخ محمد العسلي، أبياتاً للشيخ محمد الخمسي المغربي في شأن عبدالواحد المذكور وهي قوله:
أيا مقاماً فيه نُجح القاصد/وقفاً بباب الغوث عبدالواحد المغربي
المكناسي سلطان الهدى/من أمه من صادر أو وارد
ففتوحه شهدت له حتوفه/في الكافرين وكل قبس حاصد
قلت : الشيخ محمد الخمسي المغربي هو العالم الفقيه العدل المبرز من أولاد الخمسي في مدينة فاس المغربية المجاورة لمدينة مكناس ويرجع نسبه إلى قبيلة الأخماس الجبلية، و وهو من بيت قديم بفاس، نزل مدينة دمشق وأخذ عنه العديد من علمائها أشهرهم الشيخ أبو الفتح بن محمد بن خليل العجلوني الشافعي المتوفى عام 1193هـ/1779م، والشيخ عبدالحي بن إبراهيم بن عبدالحي البهنسي الحنفي المتوفى عام 1173هـ/ 1760م، وقد زار طرابلس ونزل في زاوية المغاربة وأنشد ثلاثة أبيات في مدح الشيخ عبدالواحد المكناسي دفين زاوية المغاربة بطرابلس، وقد أرخ السيد عبدالكبير بن هاشم الكتاني لوفاة الشيخ محمد الخمسي في كتابه «زهر الآس في بيوتات فاس» فقال إنه توفي في«منتصف رمضان من عام خمسين ومائة وألف».
5- السيد محمد رشيد رضا يؤكد أن الضريح يعود للسيد عبدالواحد المكناسي وينقل ذلك عن السيد أحمد فاني المغربي حفيد السيد عبدالواحد المكناسي.
قال السيد محمد رشيد رضا المتوفى عام 1354هـ/ 1935م في مجلة المنار - الجزء 5 - المجلد السابع - غرة ربيع الأول سنة 1322 هـ / 1904م، ص 185 ما نصه: «في طرابلس الشام قبر ولي يسمى (سيدي عبدالواحد) في حجرة عند باب مسجد منسوب إليه، وقد كانت الحكومة (العثمانية) أسكنت في هذا المسجد طائفة من مهاجري الشركس بعد الحرب الروسية العثمانية الأخيرة وقد حدث ذات ليلة أن فر أولئك المهاجرون من الجامع بنسائهم وأولادهم ومتاعهم زاعمين أنهم رأوا السيد عبدالواحد الولي خرج من قبره بهيئة نورانية، وصعد المنبر ووجهه يتلألأ نوراً، وطردهم من هناك، اعترف بهذه الكرامة كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم، وإناثهم وكانت شهادة حالهم أقوى دلالة على صدقهم من لسان مقالهم إذ لولا ذلك لما خرجوا من ذلك المأوى الكثير المرافق المتدفق الأمواه بتلك الهيئة الكريهة. حقاً إنهم قد رأوا رجلاً خرج من القبر يتألق وجهه نوراً محسوساً وصعد المنبر وأشار بطردهم من المسجد ، ولكن من هو ذلك الرجل؟ هل هو السيد عبدالواحد المدفون هناك من عدة قرون كما ينقلون ؟ كلا إنه الشيخ أحمد المغربي إمام المسجد وخطيبه وابن ناظره ضاق بوساختهم ذرعاً ولم يجد حيلة لطردهم من المسجد إلا هذه الطريقة لأن العوام عبيد الخرافات والأوهام.
وقد استحضر مادة فسفورية واختبأ بحيلة لم يدركوها تحت التابوت الخشبي الموضوع على القبر من أول الليل، وكان أخبر بعض أصحابه بما دبّره من الكيد، فلما جنّ الليل وأخذ القوم مضاجعهم مسح وجهه بالنور فولوا مذعورين وفتح هو الباب الذي كان يظنونه مقفلاً ولكن مفتاحه كان معه وابتدر المنبر وأشار إليهم بوجوب الخروج من المسجد فلبوا خاضعين خاشعين، وقد سمعت هذا الحديث منه كما سمعه كثيرون».
رابعاً - الوثائق العثمانية التي تؤكد صحة نسبة الضريح إلى السيد عبدالواحد المغربي المكناسي:
الوثيقة الأولى: دعوى نزاع على دار سكنية: بين إبراهيم بن منصور كبارة وأحمد بن مصطفى بروانة وأخيه عبد الواحد على الدار الكائنة في محلة الصباغة بالقرب من مزار ولي الله سيدي عبد الواحد المغربي وهي مؤرخة في 21 من شعبان سنة 1164 هـ/ 1751م.
الوثيقة الثانية: فراغ عن تولية وقف مسجد المغاربة: فرغ الشيخ عبد الله الخوجة بن الملا حسين عما بيده من وظيفة التولية على وقف مسجد المغاربة، وتربدارية السيد عبد الواحد المغربي (التربدارية هي وظيفة خدمة ضريح السيد عبدالواحد المغربي) في محلة باب الحديد لولدي ابنته عائشة القاصرين وهما محمد ومصطفى ابني اسمعيل اغا في 10 ربيع الآخر سنة 1184ه/1770م.
الوثيقة الثالثة: حجة إقرار مقاسمة: أقر كل من السيد مصطفى بن عبد الرزاق بقسماطي، والحرمتين شريفة بنت السيد أحمد الميقاتي، وفاطمة بنت يوسف آغا دندشلي، بأنهم اقتسموا كامل الدار المعروفة بدار بني بروانة بالقرب من مقام حضرة سيدي عبد الواحد المغربي قدس سره العزيز قسمة رضائية شرعية عادلة، في 8 شهر جمادى الاولى سنة 1206 هـ/ 1792م.
الوثيقة الأربعة: قضية بيع الحصة الشائعة: في كامل الدار الكاينة في محلة الصباغة الملاصقة لمزار ولي الله تعالى سيدي الشيخ عبد الواحد المغربي قدس سره العزيز، في7 ربيع الأول1231هـ/1816م .
الوثيقة الخامسة: قضية استبدال جميع البيت الكائن في محلة المهاترة التابع لوقف الأمير محمد الشهير بالطواشي تجاه مقام ولي الله سيدي الشيخ عبد الواحد المغربي قدس سره العزيز بجميع الدار العلوية الكائنة في محلة الصاغة نظراً لتحقق الأصلحية والأنفعية، في غرة ربيع الأول 1266هـ/1850م.
الوثيقة السادسة: تحرير تركة السيدة فنصة بنت إسماعيل منقارة المتوفاة في محلة باب الحديد، المنحصر إرثها بكل من زوجها السيد عبد الواحد ابن الشيخ أحمد الخادم لمقام سيدي عبد الواحد المغربي قدس سره، وابنها منه محمد القاصر، وبنتيها زينب وفاطمة القاصرتين الحاصلتين لها من زوجها السابق السيد عبد القادر آغا الأوسته، في 24 صفر سنة 1274ه/ 1857م.
الوثيقة السابعة: قضية إثبات الوصية التي جاء في فقرتها الحكمية ما حرفيته:
«حكمت بثبوت الوصية المذكورة وبكون أحمد أفندي وعبدالسلام أفندي وعبدالقادر أفندي أولاد الحاج محمد ابن الشيخ عبدالسلام المغربي المشيشي من ذرية السيد عبدالواحد المغربي الواقف لمسجده وزاويته بطرابلس الشام الشهيرة بزاوية المغاربة المدفون بها وانحصار ذريته بهم في هذه البلدة»، في 11 جمادى الآخرة سنة 1313هـ/ 1895م.
خامساً - نسب السيد عبدالواحد المكناسي :
يرجع نسب السيد عبدالواحد المشيشي المكناسي المغربي إلى السيد عبدالسلام بن مشيش المتوفى عام 625هـ/1228م، وهو ابن أبي بكر بن علي بن محمد الملقب بحرمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن مولاي إدريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
سادساً- الخلط بين السيد عبدالواحد المكناسي والسيد عبدالواحد بن محمد الطويل:
يخلط البعض بين السيد عبدالواحد المكناسي وبين السيد عبدالواحد بن محمد الطويل، ولكل منهما ذرية في طرابلس، فأما الأول فقد نزل طرابلس وبنى زاويته سنة 705هـ/1305م، كما بينا، وقد انتهى نسبه اليوم بطرابلس إلى ذرية السيد الشيخ محمد أفندي ابن السيد عبدالسلام بن علي المغربي المشيشي وانحصر بها.
وهذا ثابت في محضر شرعي مؤرخ في 11 جمادى الاخر سنة 1313هـ/1895م ، وقد جاء في هذا المحضر أن : «الشيخ أحمد فاني أفندي ومحمد عبدالسلام أفندي وعبدالقادر أفندي أولاد الحاج محمد ابن السيد عبدالسلام المغربي المشيشي هم من ذرية السيد عبدالواحد المغربي واقف زاوية المغاربة بطرابلس الشام الشهيرة بجامع السيد عبدالواحد وأنه لا يعلم له ذرية ذكوراً بطرابلس سواهم ». وشهد على ذلك: «الشيخ مصطفى أفندي ابن الشيخ من ذرية الواقف المذكور ورؤي توجيه الوقف المذكور عليه ولدى إجراء امتحانه تحققت أهليته ولياقته فقد تقرر بالاتفاق توجيه تولية الوقف المسطور على محمد رفيق أفندي المذكور» وعلى المحضر توقيع السادة العلماء: خيرالدين ميقاتي، ومحيي الدين الخطيب، وعبداللطيف نشابة، والقاضي محمد أمين- ويغلب على ظني أنه القاضي محمد أمين عزالدين- وحرر المحضر في 27 كانون الأول 1919م.
وأما السيد عبدالواحد بن محمد الطويل فهو من رجال القرن الثاني عشر الهجري وهو صاحب وقف الدار والبستان المؤرخ في العام 1150هـ/1737م، ومن ذرية الحاج عبدالواحد الطويل: آل عبدالواحد، وآل أديب عبدالواحد، وآل كفرسوسا، ويلتقي آل عبدالواحد المكناسي وآل عبدالواحد الطويل في الجد الأعلى الجامع الشريف العلمي الحسني السيد عبدالسلام بن مشيش دفين جبل العلم في المغرب عام 625هـ/ 1228م.
وقد آلت تولية وقف السيد عبدالواحد الطويل في القرن التاسع عشر الميلادي إلى آل الذوق أسباط آل عبدالواحد، وهذا ثابت في حجة مناصبة السيد عمر وشقيقه مصطفى جلبي الدبليز التي ورد فيها ما نصه: «حضر عمدة السادات الكرام السيد محمد أفندي ابن المرحوم السيد عبدالله أفندي ذوقي زاده ( عرف آل الذوق في الوثائق العثمانية بآل الزوقي والزوق وزوقي زاده) المتولي الشرعي على وقف جده الأعلآ السيد الحاج عبدالواحد الطويل» و صادق على هذه الوثيقة كل من السيد محمد أفندي عبدالواحد، والسيد مصطفى آغا عبدالواحد، والوثيقة مؤرخة في 5 صفر عام 1289 هـ/1872م.
عبدالواحد المكناسي
نزل السيد عبدالواحد المكناسي طرابلس وبنى زاويته بها في العام 705 هـ/1305م ، وتوفي فيها ودفن تحت القبة المجاورة للمئذنة في القرن الثامن الهجري ، وأصبح ضريحه مقصداً للعلماء والرحالة ومنهم الشيخ عبدالغني النابلسي، والشيخ إسماعيل العجلوني، والشيخ أحمد بن محمد شيخ المليوية، والشيخ محمد الخمسي المغربي الفاسي الذي زار الضريح وأنشد في فضله ثلاثة أبيات، ويضاف إلى ذلك مجموعة لا يستهان بها من وثائق المحكمة الشرعية في طرابلس التي تؤكد هذه الحقيقة، وأما الشيخ عبدالسلام المغربي المشيشي فليس سوى حفيد متأخر للسيد عبدالواحد، عاش في القرن الثالث عشر الهجري وكان عبدالقادر أفندي ابن الشيخ مصطفى أفندي نجا من أهالي طرابلس الشام والحاج عبدالله بن عبدالله بن أحمد نورالله الشريف من أهالي مدينة فاس الغرب الموجود الآن بطرابلس الشام».
وجاء في محضر بني على إعلام شرعي مؤرخ في 11 شوال سنة 1337هـ/1919م : «أن التعامل في وقف السيد عبدالواحد المغربي المشيشي جارٍ بتوجيه توليته على ذرية الواقف، وإن المستدعي محمد رفيق أفندي بن الشيخ أحمد (فاني) أفندي المغربي المشيشي هو متولياً شرعياً على الزاوية والمقام المذكور في العام 1252 هـ/1836م وبه انحصرت ذرية السيد عبدالواحد المكناسي، ولا يبعد أن يكون قد دفن في ضريح جده، من جهة أخرى لا يوجد دليل واحد يثبت أن السيد عبدالواحد المكناسي دفن في صعيد مصر، وقد أكد السيد محمد رشيد رضا هوية صاحب الضريح في مجلة المنار استناداً إلى إفادة السيد الشيخ أحمد فاني بن محمد بن عبدالسلام المغربي المشيشي المتصل نسبه بالسيد عبدالواحد
المكناسي المغربي... وأهل مكة أدرى بشعابها.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى