ملاحظة:"من وحي الآلام"يعبّر عن جميع كتاباتي.وقد كتبت هذا الموضوع بناء على طلب من الأخت "نادين"للإحتفاظ بما أكتب.وفي كلّ مرّة أضيف كتابات جديدة في هذا الموضوع.وأتمنى أن ينال إعجابكم....
حسيدة غريبة...!!!!
رأيتها منذ ولادتي فتيّمت بها,وعرفت حينها الحنان والحبّ من أعينها.عشت معها سنين عديدة وعرفت خلالها معنى الحبّ والسعادة ووجدت بين يديها اللذة والغبطة ولم يخالج قلبها الحزن رغم ما مسّها من ألم وشقاء من أقرب الناس.كانت هي شمس حياتي الساطعة البراقة.كان لها من الشمس نورها وجمالها ولم يكن لها منها حرارتها وضررها.ولكن!يا ليتني لم أعرفها لأنني ما شقيت إلا بسعادتي.يا ليتني ما تعلّقت بها لأن اليأس قد جاءني وقام بقتل أملي النائم.فقد ماتت ورحلت عنيّ!أجل غابت شمس حياتي وأشعة آمالي.ماتت الإنسانة التي كانت تضفي على الحياة جمالا ورونقا,فعاش بموتها كلّ الحقد المدفون.
لم تغتمض عيناي ليلة رحيلها,لأنني بتّ أسمع أنينها ووجعها,وبتّ أرى سريرها بال يتراءى فوقه شبح مخيف من أشباح الموتى,وبتّ لا أسمع إلا أصوات البكاء ولا أرى سوى ظلال الليل والسكون الموحش الرهيب.صدّقوني فأنا إن كنت حاسدة أحدا على نعمة فإني أحسد الإنسان على رؤيته وجه أمّه المنير,وجه أمّه اللطيف,وجه أمّه المثير!!!!!!!!
حيرة فتاة...!!!
أنا الآن أريد أن أكون شاعرة بلا قافية أو بحر لأنني أريد أن أخاطب القلب وجها لوجه ولا سبيل إلى ذلك إلاّ سبيل الشعر.
مرّت الأيام وسهرت الليالي
وأنا وحيدة حيرانة أعاني
من ذا الذي يحطّم أحلامي
بسهم من سهام البعد والهوان
هل أنا أسيرة لأوهامي
أم أنني أبحث عن داء آلامي
هل يكون الحبّ قد فجّر بركاني؟
أم سيطر الحقد على وجداني؟
لست أدري ما جرى بحالي
ولا أعلم ما يدور في بالي
فغمامة الحزن تعمّ أفكاري
ومرض الخوف يشلّ كياني
وقوافل الموتى تمرّ أمامي
هل تكون هذه بداية مأساتي؟
أم أنها نقطة توديع حياتي؟
آه..آه يا إلهي
الوداع الأول والأخير...!!
وداعا أيها الحلم الجميل!وداعا أيها الماضي الأليم!وداعا ثم ألف وداع!وداعا يا قمر الزمان!ولا أدري بعد ما أقول....فها هو قلمي يغوص في بحر الذكريات,ويكتب أجمل الكلمات,مشكّلا كلمة "وداع".تلك الكلمة التي لطالما نسيتها وتجاهلتها بسبب البعد الكبير فيما بيننا.فقد كنت أعتقد أنّ هذه الكلمة لا يمكن أن اقولها في يوم من الأيام,ولكنيّ وللأسف إستخدمتها في وقت مبكّر.أجل فقد قلتها ولأول مرّة في حياتي حين كنت في13 من عمري.لقد قلتها,أجل قلتها لأعزّ شخص على قلبي,لجوهرة عمري,لمضمّدة جراحي وأوهامي ألا وهي "أمي".فقد سقطت جثّة هامدة بين يديّ في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء في25 حزيران عام 2003,ولم أتمكّن من تقديم أي مساعدة لها بعد أن تعبت على تربيتي.فكانت تلك لحظة الوداع,لحظة الوداع المشؤوم,لحظة الدّمار والضياع,لحظة بكاء الأيتام!!تبا لك يا شهر حزيران!تبا ليوم الأربعاء,تبا لذلك العام,تبا لكلمة "وداع" التي سلبتني أجمل الأشياء وأرقّ الأمهات.ولكن تظلّ هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى.....فليرحمك الله يا أمي
شيخ الشهداء...!!!
في هدأة الليل,وتحت ضوء القمر,دوّى إنفجار مريب!نظرت إلى الخارج,فرأيت الأرض ملطّخة بدماء الشهداء,ورأيت السماء حزينة لسماعها آهات الأطفال,ورأيت البحر يجفّف دموع النساء وعويل الأيتام,ورأيت الأشجار صامدة تنظر بكبرياء رغم رغبتها الشديدة بالبكاء...وفجأة!!!هبّ نسيم منعش وعليل.ولكن آه!!إنه ليس نسيما ولا عبيرا ولا هواء.إنه طيف الشيخ الشهيد الجليل القائد المجاهد البطل الفذّ المناور المقاوم "أحمد ياسين".لقد رأيته,أجل رأيت أحمد ياسين ملفّحا بعباءة بيضاء طويلة,رأيت لحيته المرصّعة بالجواهر الثمينة,رأيت ضحكته المليئة بالفخر والإعتزاز,رأيت عينيه المشعتين بالأمل والعروبة.والغريب في الأمر أنّ يده اليمنى كانت مرفوعة كالعلم,جامدة كالصخرة,متوّجة بعلامة نصر وشجاعة ورجولة.أماّ يده اليسرى فكانت منوّرة بسيف حقّ وهداية.وبعدها بدأ بالتهليل والتكبير وكأنه يحاول التعبير عن سعادته برؤية الشهداء المجاهدين.عندها أحسست بالأمان وأردت أن أقاتل وأجاهد حتى آخر نفس في جسدي.و...فجأة بدأ أحمد ياسين بالإقتراب نحوي أكثر فأكثر ثم إختفى.بحثت عنه هنا وهناك ولكن دون جدوى ولم أعثر أيضا على جثث الشهداء.فقد رحل الفارس"أحمد ياسين"حاملا إياها وتاركا الأرض محفورة بقطرات دم أؤلئك الشجعان,أؤلئك العربان الذين ضحواّ بحياتهم في سبيل الدفاع عن شرفهم ومحاربة الذلّ والعار الذي يحيطهم.
وبعد هذا المشهد المريع والمؤثر,تمنيت لو أننا نوحّد قوانا ونعمل على محاربة الشرّ بروح نضالية كإخواننا الشهداء الثوار الأحرار ومنهم"عبد العزيز الرنتيسي-يحيى عيّاش-صلاح شحادة....والكثير غيرهم".
الصداقة المزيفة...!!!
يقولون ما معنى الصداقة
هل هي ودّ وإبتسامة؟
أم أنها غشّ وخداع؟
يا لتلك الهاوية
تتبعنا في كلّ زاوية
شبيهة بإمرأة ساحرة
تطعن القلب بسكين حادّ
حتى تمليه بالظلمات
ظلمات حقد وشرارة
تنشئ الحرب وتبدأ الغارة
ليس غارة للأعداء
بل غارة أصحاب وأحباء
أصبحت الصداقة رأسمال
بدل أن تكون عربون حياة
آه.....ثم آه.........
يا لقسوة الآهات!!!