ما أروع الشعر عندما يتسلل القلب
و ما أروعه إذا كان عفوياً
و مما يزيد القصيدة رونقاً هو أن تعرف قصتها
فتتفاعل مع أحداثها كما تتفاعل مع كلماتها
و هذا موضوع أخصصه
لكتابة القصة التي وَلَّدت القصيدة قبل أن أخطّ القصيدة
أخوكم
أبو رجاء
ما أروع الشعر عندما يتسلل القلب
و ما أروعه إذا كان عفوياً
و مما يزيد القصيدة رونقاً هو أن تعرف قصتها
فتتفاعل مع أحداثها كما تتفاعل مع كلماتها
و هذا موضوع أخصصه
لكتابة القصة التي وَلَّدت القصيدة قبل أن أخطّ القصيدة
أخوكم
أبو رجاء
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
يروى أن أبا نواس كان يوماً مع بعض أقرانه ، و كانت من خدم القصر جارية تدعى " جنان " و كان يحبها و هي لا تلقي له بالاً ، لعبثه و مجونه ، و كان في ذلك الوقت يمر بضائقة مادية ، فحين مرّتْ بهم قال لها :
قلتُ لها يوماً و قدْ مَرَّتْ بنا *** رُعبوبَةُ في كَفِّها نَرْجِسُ
ما أقْبَحَ الهَجْرَ قالت :
و سكت منتظراً رَداً منها
فالتَفَتَتْ إليهِ و قالت : أقْبَحُ منهُ عاشِقٌ مُفْلِسُ
قلتُ لها يوماً و قدْ مَرَّتْ بنا *** رُعبوبَةُ في كَفِّها نَرْجِسُ
ما أقْبَحَ الهَجْرَ قالت : *** أقْبَحُ منهُ عاشِقٌ مُفْلِسُ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
هل من مزيد !!!
قد وصف الشاعر الكبير ابن الرومي غناء كنيزة القبيح (صوتها مبينسمع ):
"تظلُّ تلقي على من ضمّ مجلسها------- قوْلاً ثقيلاً على الأسماع كاللوم ِ
لهـا غناء يثيب الله سـامعـه----- ضعفيْ ثواب صلاة الليل والصوم
ظللـت أشرب بالأرطال لا طرباً---- علـيه بل طلبـاً للسُّكر والنوم ِ"
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يوجد انسان مخطئ دائما * فحتى الساعة المتوقفة تصيب في اليوم مرتين *
A ship is safe in port,But that’s not what a ship is for.
أرى تحت الرماد وميـض نارويوشك أن يكون لها ضــرامفإن النـار بالعــيدان تذكيوإن الحـرب أولــها الكلامفإن لم يــطفها عقلاء قوميـكون وقودها جـثث وهام
--------------------
يلي كتبتو عن القصة شفت انو بيكفي
لا يوجد انسان مخطئ دائما * فحتى الساعة المتوقفة تصيب في اليوم مرتين *
A ship is safe in port,But that’s not what a ship is for.
هناك قصة الاعرابي مع معن بن زائدة درسناها في الصفوف المتوسطة هل احد الشباب يعرفوها؟
أما قصة الأعرابي مع معن ابن زائدة سأكتبها في المرة القادمة إن شاء الله
تكرم عينك يا أبو الشوارب
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
منذ حوالي سنتين و نَيِّفْ ( العام الدراسي 2005-2006)
كنت في رحابِ العلوم مع الأخ بشار إسماعيل حفظه الله و رعاه، و وَفَّقَهُ و سَدَّدَ خطاهْ ، و كنت آنذاك متوجهاً نحوَ الحِكَمْ و الأقوال المأثورة و كنت قد كتبتُ على دفتري هذه العبارة " ليسَ الوِفاقُ بينَ شَخْصَيْن أن يَنْظُرا إلى بَعْضِهِما !! بلِ الوِفاقُ بَيْنَهُما أنْ يَنْظُرا في نَفْسِ الإتِّجاه " لا أعرفُ قائله !!
فقال الأخ بشار : هل تستطيعُ صياغَةَ هذا المعنى شِعراً ؟؟
فقلت :
منْ كانَ يَحْسِبُ أنَّ نَظْرَةً جَمَعَتْ *** بينَ العُيونِ وِفاقٌ بَيْنَ شَخْصَيْنِ
أوْ أنَّما نَظَرٌ تبادَلَتْهُ هُوْ *** هذا لَعَمري جَهولٌ بَيْنَ نارَيْنِ
بلْ إنَّهُ : نَظَرٌ ، تَطَلُّعُ ، و رؤىً *** توافَقَتْ في اتِّجاهٍ للمسارَيْنِ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
كان أبو نواس يهوى امرأة من جواري القصر اسمها " جنان " و هي المرأة الوحيدة التي أحبها صادقاً كما أخبر هو بذلك.
و مرتْ عليها أيّامٌ خَيَّمَ الهَجْرُ فَوْقَها ، فكَتَبَ رسالَةً تكادُ تكون كلماتها غير مفهومَةٍ إثرَ ما ذَرَفَتْ عيناهُ و هوَ يَخُطُّها .
فلمّا قرأتها جنان غَضِبَتْ و عَزَتْ ما رأتْ لكَثْرَةِ التَّغيير في محاولة إخفاء الخيانة و الغرور .
و لما بَلَغهُ هذا الكلام عنها قال :
غَضِبَتْ لٍِمَحْوٍ في الكِتابِ كَثيرِ *** قالَتْ أرادَ خيانَتي و غروري
كَتَبَ الكِتابَ على خلافِ ضَميرِهِ *** فالمَحْوُ فيهِ لِكَثْرَةِ التَّغْييرِ
لا و الذي إنْ شاءَ صَيَّرَنا معاً *** فاداكِ من حزنٍ هناكَ سروري
ما كانَ ذاكَ لما أتى منْ قَوْلِها *** مِنّي و لا لِلسَّهْوِ و التَّقْصيرِ
كَتَبَتْ يميني و الدُّموعُ سَواكِبٌ *** صِفَةَ اللسانِ بما يُكِنُّ ضَميري
فالمَحْوُ منْ قِبَلِ الدُّموعِ و إنّما *** تَجْري دموعُ العاشِقِ المَهجورِ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
كتبت يميني والدّموع سواكب
صفة اللسان بما يكنّ ضميري...
جميل جدا!
أعيدي للحمى قلبي!!!
وعودي... عودي الآن!!
من غزوة مؤتة (كتاب فقه السيرة النبوية) أنقل مما كتبه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. وكان المسلمون ثلاثة آلاق مقابل مئتي ألف في الجهة المقابلة:
ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه المسلمين وأمراءهم عند خروجهم من المدينة ’ وفى تلك الأثناء بكى عبد الله ابن رواحة ’ فقالوا ما يبكيك ؟ قال : أما والله ما بى حب للدنيا ولا صبابة بكم ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله تعالى يذكر فيها النار وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ) فلست أدرى كيف لى بالصدر بعد الورود .
وناداهم المسلمون وهم يسيرون : صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله ابن رواحة :
لكننى أسأل الرحمن مغفرة *** وضربة ذات قرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدى حران مجهزة *** بحربة تنفذ الأحشاء و الكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثى *** أرشده الله من غاز وقد رشدا
ولما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم ’ فجمعوا لهم : جمع لهم هرقل اكثر من مائة ألف مقاتل من الروم ’ وجمع شرحبيل ابن عمرو مائة ألف آخرين من قبائل لخم وجذام والقين وبهراء ’ وسمع المسلمون بذلك فأقاموا فى معان ليلتين يفكرون فى أمرهم ’ وقالوا نكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا ’ فشجعهم عبد الله ابن رواحة وقال لهم : يا قوم والله إن التى تكرهون للتى خرجتم تطلبون الشهادة ’ وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ’ وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله ’ فانطلقوا فإنما هى إحدى الحسنيين : إما ظهور أو شهادة .
والتقى المسلمون بأعدائهم قبيل الكرك ’ وقد إجتمع منهم ما لا قبل لأحد به من العدد و السلاح والعتاد ’ فأخذ اللواء زيد ابن حارثة فقاتل وقاتل المسلمون معه حتى قتل رضى الله عنه طعنا بالرماح ’ ثم أخذ اللواد جعفر ابن أبى طالب فأبلى بلاء عظيماً حتى إذا ألحمه القتال نزل عن فرسه فعقرها ثم إنطلق يشتد فى قتال القوم وهو يرتجز :
يا حبذا الجنة واقترابها *** طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها *** كافرة بعيدة أنسابها
علىّ إذ لاقيتها ضرابها
وظل يقاتل حتى قتل رضى الله عنه ’ ضربه رجل من الروم فقده نصفين ’ فوجد فى جسده خمسون طعنة ’ ليس منها شىء فى ظهره ! .... ثم أخذ اللواء عبد الله ابن رواحة وانطلق يرتجز قائلاً :
أقسمت يا نفس لتنزلنه *** لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدّوا الرنة *** مالى أراك تكرهين الجنة
قد طال ما كنت مطمئنة *** هل أنت إلا نطفة فى شنّة
ولم يزل يقاتل حتى قتل رضى الله عنه ’ ثم إتفق الناس على إمرة خالد ابن الوليد فأخذ اللواء ’ وقاتل المشركين حتى إنهزموا ’ فانحاز بجيشه حينئذ عائداً الى المدينة .
روى البخارى عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وعبد الله ابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ’ فقال : أخذ الراية زيد فأصيب ’ ثم أخذ جعفر فأصيب ’ ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ’ حتى فتح الله عليهم .
_____________
المزيد من الشبكة الدعوية
الله يعطيك العافية يا أبو دجانة ... خرجت هذه الأبيات بأعذب لحن عندما أنشدتها !!!
أهلين بالشيخ زاهر
شو يا أخ طول بالك علينا شوي
هيك رح نبطل نحكي و نكتفي إنو نقرا مشاركاتك
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
كما قلت سابقاً إنَّ جنان هي المرأة الوحيدة التي أحبها أبو نواس صادقاً
و كان في بداية حبه لها أضعف من أن يكلمها
إلى أن وقعت هي في حبه و صارت تقف له حتى يكلمها
فيقف صامتاً عاجزاً عن الكلام
فبعثت إليه أنَّ هذا الأمر يثير غضبها
فأنشأ يقول :
ياذا الذي عنْ جنانٍ ظَلَّ يُخْبِرُني *** باللهِ قُلْ و أعِدْ يا طَيِّبَ الخَبَرِ
قالَ اشْتَكَتْكَ و قالتْ : ما بُليتُ بهِ *** أراهُ من حيثما أقْبَلْتُ في أثري
و يُعْمِلُ الطَّرْفَ نَحْوي إنْ مَرَرْتُ بِهِ *** حتى يُخَجِّلَني منْ حِدَّةِ النَّظَرِ
و إنْ وَقَفْتُ لهُ كيما يُكَلِّمني *** في المَوْضِعِ الخَلْوِ لمْ يَنْطِقْ منَ الحَصَرِ
ما زالَ يَفْعَلُ بي ذا و يُدْمِنُهُ *** حتى لقد صارَ منْ همّي و منْ وَطَري
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
من أجمل ما قيل من القصائد ارتجالا
حج هشام بن عبد الملك فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالامام مقبلاً يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى فعاد الناس الى ما كانوا عليه. فانزعج هشام وقال: من هذا؟ وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه هذا علي بن الحسين بن علي ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته *** والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ *** هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله *** بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره *** العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا *** يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره *** يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا *** حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده *** لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت *** عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا *** الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته *** فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
بكفـّـه ِ خيـزرانُ ريحهـا عبـق *** من كـف اروع في عرنينه شممُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه *** ركن الحطيم اذا مـا جاء يستلمُ
اللـه شرّفه قدمــاً وعظـّمــه *** جرى بذاك له في لوحـة القلـمُ
ايُّ الخلائق ليست فـي رقابهـمُ *** لأوّلـيـّـه هـذا اولـه نِـعـمُ
من يـشكرِ الله يـشكراوّليــّه ذا *** فالدين من بيت هذا نالـه الامـمُ
ينمي الى ذروة الدين التي قصرت *** عنها الاكف وعن احراكهـا القـدمُ
من جده دان فضل الانبياء لـه *** وفضل امتـه دانـت لـه الامـمُ
مشتقة من رسول اللـه نبعتـه *** طابت مغارسه والخيـم والشـيـمُ
ينشق نور الدجى عن نور غرته *** كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم ديـنٌ وبغضهـمٌ *** كفر ٌوقربهـم منجـى ومعتصــمُ
مقـدّمٌ بعـد ذكـر اللـه ذكرهـمُ *** في كِلّ بدءٍ ومختوم بـه الكـلـمُ
إن عـدَّ اهل التقى كانـوا ائمتهم *** او قيل من خير أهل الارض قيل همُ
لا يستطيع جـوادُ بعـد جودهـم *** ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيوث اذا ما ازمـة ازمـت *** والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من اكفّهـم *** سيّان ذلك إن اثروا وان عدمـوا
يستدفـع الشـرُّ والبلـوى بحبّهـم *** ويستربُّ به والاحسـان والنعــم
التعديل الأخير تم بواسطة الزاهر ; 08-11-2008 الساعة 01:29 AM سبب آخر: مشكلة في الظهور
"سيد الشهداء حمزةُ بن عبد المطلب ورجُلٌ قام إلى إمام جائرٍ فأمرهُ ونهاهُ فقتله"
مشكور أخي حميطون
لكن حبذا لو كان الخطُّ أصغر
أخوك
أبو رجاء
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
أجمل مواضيع المنتدى هذه الأيام
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اغرم امرؤ القيس في صباه بابنة عمه شرحبيل وقد طلبها زمانا فلم يصل اليها حتى كان يوم الغدير فخرجت عنيزه مع من احتمل من النساء والفتيات من الحي فكمن لها الشاعر وحضى بمرأى من حبيبته , ثم نضم لها قصيده وضمنها لوعة الفراق وسرور اللقاء
قال في قصيدته
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل , بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراه لم يغف رسمها , لما نسجتها من جنوب وشمال
كأني غداة البين يوم تحملو, لدى سمرات البين ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي على مطيهم , يقولون لا تهلك اسى وتجمل
وان شفائي عبرة مهراقة , فهل عن رسم دارس من معول
ففاضت دموع العين مني صبابة , على النحر حتى بل دمعي محملي
الا رب يوم لي من البيض ناصح , ولا سيما يوم بدار جلجل
وليل كموج البحر ارخى سدوله , علي بانواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه , واردف اعجازا وناء بكلكل
الا ايها اليل اطويل الا انجل , بصبح وما الاصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل كان نجومه , بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كان الثريا عقت في مصامها بامراس كتان الى صم جندل
وواد كجوف العير قفر قطعته , به الذئب يعوي كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى ان شأننا , قليل الغنى ان كنت لما تمول
كلانا اذا مافات شيئا افاته , ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
وغد اغتدى الطير في وكناتها , بمنجرد قيد الاوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا , كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه , كما زلت الفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كان اهتزامه , اذا جاش فيه حمية غلى مرجل
أرى تحت الرماد وميـض نارويوشك أن يكون لها ضــرامفإن النـار بالعــيدان تذكيوإن الحـرب أولــها الكلامفإن لم يــطفها عقلاء قوميـكون وقودها جـثث وهام
--------------------
أجمل مواضيع المنتدى هذه الأيام
مشكروة أخت روعة على هذا المديح
بالنسبة لقصة الأعرابي مع معن ابن زائدة هللأ رح نحطا متل ما وعدنا أبو الشوارب
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
تولى معن ابن زائده اماره العراق. وكان قد عرف بالحلم والكرمومحبه الناس. وفي احد الايام تذاكر جماعه فيما بينهم مآثره معجبين بما هو عليه منالحلم والصبر فقام اعرابي واخذ على نفسه ان يغضبه. فأنكروا عليه ذلك ووعدوه مئهبعير اذا هو اسطاع ذلك .....
نحر الاعرابيبعيرا..فسلخهُ وارتدى بجلده واحتذى ببعضه جاعلا باطنه ظاهراً ودخل على معن بصورتهمن غير استاذان وانشأ يقول:
-اتذكر اذلحافك جلد شاة...واذ نعلاك من جلدِ البعير؟
-فقال معن : نعم اذكر ذلك ولا انساه.
-فقال الاعرابي: فسبحان الذياعطاك مُلكاً....وعلمك الجلوسَ علىالسريرِِ
-فقال معن: سبحان الله
-فقال الاعرابي:
-فلستُ مُسّلماً ماعشتدهراً... على معن بتسليم الاميرِ
-قال معن: انالسلام سُنه يا اخا العرب
- فقال الاعرابي: سارحل عن بلاد انت فيها..ولو جار الزمان على الفقير
-قال معن:- ان جاورتنا فمرحبا بك وان جاوزتنا فمصحوببالسلامه.
-فقال الاعرابي: فجد لي يابن ناقصةبمال .. فاني قد عزمت على المسير .
فقال معن :اعطوه الف دينار تخفف عنه مشاق السفر
فقالالاعرابي:
قليل ما أتيت به ؛ واني ....لاطمع منك بــــــــــالمال الكثير .
فثنّ قد اتاك الملك عفوا....بلا عقل ولا راي منير
-فقال معن: اعطوه ألفاً ثانيا كي لا يكون عليناغاضبا
فتقدم الاعرابي وقبل الارض بين يديه وقال :
سألت الله ان يبقيك دهراً ...فمالك في البريه من نظير
فمنك الجودوالافضال حقاً..وفيض يديك كالبحر الغزير
-فقال معن: اعطيناه الفينعلى هجونا ؛ فاعطوه أربعه على مدحنا
فأخذها الاعرابيوقال: ايها الامير قد جمع الله فيك من الحلم مالو قُسّم على اهل الارض لكفاهم؛ ومابعثني على مافعلت الا مئه بعير جٌعلت لي على اغضابك.
-فقال معن : لاتثريب عليك ..ووصله بمئتي بعير نصفهاللرهان والنصف الاخر لهُ فانصرف الاعرابي داعياً شاكراً فضله ؛معجباً بحِلمه
واناته
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
يُحْكى أنَّ صديقَيْنِ كِلاهُما شاعر
مَرَّتْ أيّامٌ على أحَدِهِما
كانتْ محبوبَتُهُ لا تجودُ بالوَصْل و لا تَصْرِمُ حَبْلَه
" لا مْعَلَّقْ و لا مْطَلَّقْ "
فاخْتَرَمَهُ الهَمُّ و الحَزَن ، و اجتاحَهُ الشَّوْقُ و الشَّجَن
فقالَ لهُ صاحِبُهُ
أمِنْ تَجَنّي حبيبٍ راحَ غَضْبانا *** أصْبَحْتَ في سَكَراتِ المَوْتِ حَيْرانا
لا تَعْرِفُ النَّوْمَ منْ شَوْقٍ إلى شَجَنٍ *** كأنَّما لا ترى للنّاسِ أشْجانا
فأجابَهُ قائلاً
أُحِبُّ منْ لمْ يُنِلني من مَحَبَّتِهِ *** إلا سلاماً يَرُدُّ القَلْبَ حيْرانا
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
وامعتصماه.. فتحت عمورية
استغل الروم انشغال الخليفة المعتصم في القضاء على فتنة بابك الخرمي، وجهزوا جيشا ضخما قاده ملك الروم، هاجم شمال الشام والجزيرة، ودخل مدينة "زِبَطْرة" ...، وقتل الجيش الرومي من بداخل حصون المدينة من الرجال، وانتقل إلى "ملطية" المجاورة فأغار عليها...، ومثّل بمن صار في يده من المسلمين، وسَمَلَ أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبى من المسلمات ....وصلت هذه الأبناء المروعة إلى أسماع الخليفة، فتحرك على الفور....
ويذكر بعض الرواة أن امرأة ممن وقعت في أسر الروم قالت: وامعتصماه، فنُقل إليه ذلك الحديث، وفي يده قَدَح يريد أن يشرب ما فيه، فوضعه، ونادى بالاستعداد للحرب.وهذا ما عناه أبو تمام في قوله مادحا للخليفة بعدما حقق نصر:
لبيّت صوتًا زِبَطريًا هَرَقْتَ لَهُ كَأْسَ الْكَرَى وَرُضَابَ الْخُرّدِ الْعُرُبِوخرج المعتصم على رأس جيش كبير، حتى وصل إلى منطقة الثغور...، ثم اتجهت جيوشة إلى عمورية في (جمادى الأولى 223هـ= أبريل 838م) وضربت حصارا على المدينة المنيعة دام نصف عام تقريبا،ودخلها المسلمون في (17 من رمضان سنة 223هـ= 13 من أغسطس 838م)
وخصّه كبار الشعراء بقصائد المدح، ويأتي في مقدمة ذلك، بائية أبي تمام الخالدة التي منها قوله:
فتْحٌ الفتوح تعالى أن يحيط به نظمٌ من الشعراء أو نثرٌ من الخُطَبِ فتْحٌ تفتّح أبواب السماء له وتبرز الأرض في أثوابها القُشُب يا يومَ وقعةِ عمّوريّة انصرفت منك المُنى حُفّلاً معسولة الحَلَب أبقيت جد بني الإسلام في صَعَد منك المُنى حُفّلاً معسولة الحَلَب أبقيت جد بني الإسلام في صَعَد والمشركين ودار الشرك في صَبَب
أرى تحت الرماد وميـض نارويوشك أن يكون لها ضــرامفإن النـار بالعــيدان تذكيوإن الحـرب أولــها الكلامفإن لم يــطفها عقلاء قوميـكون وقودها جـثث وهام
--------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت البعض والمكتوب مبين من عنوانو
بارك الله بكم ...........
لا اله الا الله محمد رسول الله
يحكى أنَّ الحجاج اشترى عبدين أحدهما أسود و الآخر أبيض
فقال لهما :
" لِيَمْدَحْ كُلُّ واحِدٍ منكما نَفْسَهُ و يَهْجُ صاحِبَه ! "
فقال الأسود
ألا ترى أنَّ المِسْكَ لا شيءَ مِثْلُهُ *** و أنَّ بياضَ اللِّفْتِ حُمِلَ بِدِرْهَمِ
و أنَّ سوادَ العَيْنِ لا شكَّ نورُها *** و أنَّ بياضَ العَيْنِ لا شيءَ فاعْلَمِ
فأجابَهُ الأبيض قائلاً :
ألم ترَ أنَّ البدرَ لا شيءَ مِثْلُهُ *** و أنَّ سوادَ الفَحْمِ حُمِلَ بِدِرْهَمِ
و أنَّ رجالَ اللهِ بيضٌ وجوهُهُمْ *** و أنَّ السودَ لا شكَّ أهلُ جَهَنَّمِ
فَضَحِكَ الحجاجُ و أجازَهُما.
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
كانَ أميرُ المؤمنين عليٌّ كرّمَ الله وَجْهَهُ جالساً في ضواحي المدينة، فَوَفَدَ إليْهِ أعرابِيٌّ يسألُهُ حاجَةً ،و الحياءُ يَمْنَعُهُ أنْ يَذْكُرها له ، فَخَطَّ بعصاهُ على الرّمل:
لمْ يَبْقَ عندي ما يُباعُ بِدِرْهَمِ *** تُغنيكَ حالُهُ مَنْظري عنْ مخبري
إلا بَقِيَّةُ ماءِ وَجْهٍ صُنْتُهُ *** منْ أنْ يُباعَ و قدْ أبَحْتُكَ فاشترِ
فما قرأها حتى وافاهُ رسولٌ يُخْبِرُهُ أنَّ نصيبَ أمير المؤمنينَ من الفِضَّةِ في الخيمةِ محمولٌ من المدينة، فقال : هيَ هبةٌ لهذا الأعرابي ، و أرسَلَ إليهِ قائلاً :
وافَيْتنا فأتاكَ عاجِلُ بِرِّنا *** فاهْنَأْ ولوْ أمْهَلْتنا لمْ تُقْتَرِ
فَخُذِ القليلَ و كنْ كأنَّكَ لمْ تَبِعْ *** ماءَ الحيا و نكونُ كأنَّنا لمْ نشترِ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
يحكى أنَّ صديقين خطبا !
و مرة كان الجميع في نزهة " سيران " و أثناء جلوسهم ، كانت أشعة الشمس نازلة على رأس أحد الصديقين، فقامت مخطوبته و وقفت وراءهُ لتَذُبَّ عنه أشعة الشَّمس، فَعَيَّرَهُ صديقه بأنْ تركَ محبوبَتَهُ تَذُبُّ عنه و هيَ مُشَرِّعَةٌ رأسها لأشعة الشمس، فقال :
قامتْ تُظَلِّلُني منَ الشَّمسِ ********* نفسٌ أحَبُّ إليَّ من نفسي
قامتْ تُظَلِّلُني و منْ عَجَبٍ ********* شمسٌ تُظَلِّلُني منَ الشَّمسِ
يا لائمي في هواهُ و الهوى قَدَرُلو شَفَّكَ الوَجْدُ لم تَعْذل و لم تَلُمِ
هَجَرَ أعرابِيٌّ زَوْجَتَهُ لأنّها وَلَدَتْ بِنتاً، و أقامَ في بيتٍ مجاورٍ لها ...، و سَمِعها يوماً تداعِبُ ابْنَتَها قائلةً
ما لأبي حمزةَ لا يأتينا *** يَظَلُّ في البَيْتِ الذي يَلينا
غَضبانَ إنْ لمْ نَلِدِ البنينا *** تاللهِ ما ذلكَ في أيدينا
و إنّما نأخُذُ ما أُعطينا *** و نحنُ كالزّرعِ لزارعينا
نُنْبِتُ ما قدْ زرعوهُ فينا
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
قالَ حاتِمُ الأصَمُّ رحمه الله : فاتتني صلاة الجماعة مرة، فعَزّاني أبو إسحاقَ البخاريُّ وحده ! و لو ماتَ لي وَلَدٌ لَعَزّاني أكثَرُ منْ عشرةِ آلاف !! لأنَّ مُصيبَةَ الدّينِ عندهم أهْوَنُ من مصيبةِ الدُّنيا !!! و أنشَدَ قائلاً :
أبُنَيَّ إنَّ منَ الرِّجالِ بَهيمَةً *** في صورَةِ الرَّجُلِ السَّمِعِ المُبْصِرِ
يَظُنُّ كُلَّ مصيبَةٍ في مالِهِ *** فإذا أصيبَ بِدينِهِ لمْ يَشْعُرِ
نسألُ الله العافية
في الدين و الدنيا
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
قال الحنفي: خرجَ أبو دلامة مع المهدي و علي بن سليمان إلى الصيد، فرمى المهدي بنشابه فأصابَ ظبياً ، و رمى عليُّ بن سليمان فأصابَ كلباً للصيد، فضحِكَ المهديُّ و نظر إلى أبي دلامة و قال : قد وجدت مقالاً نقل، ولكَ حكمه !
فقال
قد رمى المهديُّ ظبياً *** شكَّ بالسَّهمِ فؤادهُ
و عليُّ بن سليمان *** رمى كلباً فصادهُ
فهنيئاً لكما *** كلٌّ يأكلُ زادهُ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
عندما أصيبَ أبو الطَّيِّبِ المتنبّيّ بالحمى
نسج قصيدة من أروع ما قاله
و زائرتي كأنَّ بها حياءً *** فليسَ تزورُ إلا في الظلامِ
بَذَلْتُ لها المطارِفَ و الحشايا *** فعافَتْها و باتتْ في عظامي
يضيقُ الجِلدُ عنْ نفسي و عنها *** فتوسِعُهُ بأنواعِ السِّقامِ
كأنَّ الصُّبْحَ يطردها فتجري *** مدامِعُها بأربَعَةٍ سِجامِ
أراقِبُ وَقْتها منْ غيرِ شوقٍ *** مراقَبَةَ المشوقِ المُستهامِ
و يصْدُقُ وعدها و الصِّدقُ شَرٌّ *** إذا ألقاكَ في الكُرَبِ العظامِ
أبِنْتَ الدَّهْرِ عندي كُلُّ بِنْتٍ *** فَكَيْفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزِّحامِ
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
منذ ما يقارب 28 سنة ، كان أحد الوعاظ في المدينة المنورة، و أتتهُ برقية تبلغهُ أنه قد تم نقلهُ إلى منطقة أخرى"فاتني أين"
فلبى و لكن ، بقي القلب في شوقٍ لدارٍ بها رسول الله ..
فأنشأيقول:
يا سائق الظعنِ بين الهزمِ و البانِ***أدركْ فؤادي فقد هيجتَ أشجاني
و اذكرْ أحبّايَ في حلٍّ و في حرمٍ***فالقلبُ مغنى لهم والقومُ سكانِ
صحي كتبتا بموضوع درة العاشقين ، بس بيمشي حالها هون كمان
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
و كان من بين تلاميذه ، سماحة مفتي عكار القاضي الدكتور أسامة الرفاعي حفظه الله و رعاه و وَفَّقَهُ و سَدَّدَ خطاه،
و كان حينها طالباً
و بعد عودته إلى لبنان تذكر هذه الأبيات
فسمت روحهُ شوقاً لتلك الديار
فأنشأ يقول :
همُ سلبوني الصّبرَ و الصَّبْرُ من شاني***و همْ حرموا من لذَّةِ الغَمْضِ أجفاني
و همْ أخفروا في مهجتي ذِمَمَ الهوى***فَلَمْ يُغنِهِمْ عن سفْكِها حُبِّيَ الجاني
لئن أترعوا من قهوةِ البَيْنِ أكؤسي***فشوقُهُمُ أضحى سميري و ندمانِ
قِفِ العيسَ واسأل ربعهُمْ أيَّةً مَضَوْا*** ألِلْجَذْعِ ساروا مُدلجينَ أمِ البانِ
و هلْ باكروا بالسَّفْحِ من جانِبِ اللوا*** ملاعِبَ آرامٍ هناكَ و غزلانِ
أرِحْها مطايا قد تمشى بها الهوى*** تمشي الحُمَيّا في مفاصِلِ نشوانِِ
و يَمِّمْ بها الوادي المُقَدَّسَ في الحمى *** بهِ الماءُ صَدّى و الكلا مَدُّ أفنانِ
أحِنُّ إلى تِلكَ المعاهِدِ إنها *** معاهِدُ راحتي و رَوحي و ريحاني
و أهفو معَ الأشواقِ للوَطَنِ الذي***بِهِ صَحَّ لي أنْسِيَ الهَنِيُّ و سِلواني
و حَيّا ربوعاً بينَ مروَةَ و الصَّفا***تحِيَّةَ مُشتاقٍ بها الدَّهرَ حيرانِ
ربوعاً بها تتلو الملائكةُ العلى *** أفانينَ وَحْيٍ بينَ ذِكْرٍ و قرآنِ
و عُرِّفَ فيها للنُّبُوَّةِ مَوْكِبٌ *** هوَ البَحْرُ طامٍ فوقَ هُضْبٍ و غيطانِ
و أدّى بها الرّوح الأمينُ رسالةً *** أفادتْ بها البشرى مدائحَ عنوانِ
هنالكَ فَضَّ ختنها أشرَفُ الورى *** و فَخْرُ نزارٍ منْ مَعَدِّ ابنِ عدنانِ
مُحَمَّدٌ خيرُ العالمينَ بأسرِها *** و أشْرَفُ أهلِ الأرضِ منْ إنسٍ و منْ جانِ
نبيُّ الهدى منْ أطْلَعَ الحَقَّ أنجُماً *** محا نورُها أسلافَ إفْكٍ و بُهتانِ
لِعِزَّتِها ذَلَّ الأكاسِرَةُ الأولى *** همُ سلبوا تيجانَها آلَ ساسانِ
و أحْرَزَ للدينِ الحنيفِيَّ بالظبى *** تراثَ الملوكِ الصيدِ منْ عهدِ يونانِ
و أضْحَتْ ربوعُ الكُفْرِ و الشِّرْكِ بَلْقَعاً *** ينادي الصدى فيهِنَّ هاتِفُ شيطانِ
أيا خَيْرَ أهلِ الأرضِ بيتاً و مُحتذى *** و أكرمِ كلِّ الخَلْقِ عُجْمٍ و عربانِ
فما للقوافي أنْ تُحيطَ بِوَصْفِكُمْ *** و لوْ ساجَلَتْ صِدقاً مدائحَ حسّانِ
عليكَ سلامُ الله ما هَبَّتْ صبا *** و ماسَتْ على كُثبانها حِلُّ قضبانِ
و حَمِّلْ في جَيْبِ الجنوبِ تَحِيَّةً *** يَفوحُ بمسراها شذا كُلِّ توقانِ
إلى العُمَرَيْنِ صاحِبَيْكَ كِلَيْهما(1) *** و تِلْوِهِما في الفَضْلِ صِهْرُكَ عُثمانِ
و حَيّا عليّاً عَرْفها و أريجها *** و والى على صِبْطَيْكَ أوفَرَ رِضوانِ
(1) العُمَران هما أبو بكر و عمر رضي الله عنهما
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
كنا مرة في سهرة عند أحد الأصدقاء و كنا يومذاك 7 أو 8 شباب ، و كان الحديث الوحيد الذي " خلصت السهرة و ما خلص " حديث الحب و المحبين ، و كان أحد الشباب قد آثر الصمت حتى آخر السهرة حين ختم الموضوع بقوله :
يقولون أنَّ الهوى دمعةٌ *** تُرَوّي الفؤادَ ! متى يرتوي ؟
أيَدْرونَ أنَّ الهوى نَفْحَةٌ *** تُمِدُّ الفؤادَ فلا يَرْعَوي ؟
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ
أصيب عمر البطش بمرض في عينيه (الماءالبيضاء) وكان له صديق طبيب عيون اسمه عمر زهدي، وكانت عيادة هذا الطبيب أمام سينما حلب (حالياً)، فذهب عمر إلى الطبيب عمر زهدي ليشكي له ما أصابه، فقال له الطبيب: ياعمر يجب أن تبقى عندي هنا في العيادة لمدة ثلاثة أيام لكي أجري لك عملية جراحية على شرط ألا تكتب موشحاً أو تلحن أو تغني أو تضرب إيقاعاً لموشح جديد، أي يجب أن تكون في راحة تامة، وفي اليوم الأول دخل الطبيب ليرى عمر فوجده نائماً، وفي اليوم الثاني وجده نائماً أيضاً، وإذ في اليوم الثالث يجده يكتب على الحائط موشحاً جديداً وهو:
قلت لمّا غاب عنّي نور مرآك المصون
شفـّني والله سقم فيه قد ذقت المنون
وعيوني من نحيبي جاريات كالعيون
وجفوني ما جفاها ماجرى حتى جفون
هام قـلبي زاد وجدي فمتى وصـلك يكون
غاب عن عيني الصبا يا عمر دارِي العيون
وقد لحن هذا الموشح على إيقاعات ثلاثة.
__________________________
[المصدر]
لك عمر البطش راح عند رفيؤو عمر زهدي طبيب العيون !!!
من كتاب " المستطرف من كل فن مستظرف "
قصة قصيدة (عيون المها بين الرصافـة والجسـر)
قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذ لك لأنه وصف كما رأى و لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستتة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :
عيون المها بين الرصافـة والجسـر **جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـره ** أعرفنـي بالحلـو منـه وبالـمـرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـراً ** لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر
بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا ** أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفضح من عيـن المحـب لسّـره ** ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري
وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا ** جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر
فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقنـا ** معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟
صليه لعل الوصـل يحييـه وأعلمـي ** بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر
فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا ** يطيـب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر
و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا ** من الطارق المصغي إلينا وما نـدري
فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى ** وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر
فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !
أخَذْتُمْ فؤادي و هُوَ بعضي فما الذييَضُرُّكُمُ لوْ كانَ عندكمُ الكُلُّ