بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
*
{
لقاء مع المربي الفاضل منير حامد كمال الخطيب
ضمن سلسلة المقابلات التي نجريها ننتقل بكم إلى مقابلة جديدة تأخذنا هذه المرة إلى كوخ في بستان نحاور فيه شخصية قديرة كانت من المتميزين الذين أثروا الساحة القلمونية وحتى الشمالية بشكل عام في الحقل التربوي نظراً للقيمة العلمية التي يتميز بها منتوجه العلمي النفيس وأسلوبه التعليمي الخاص.
سائلين الله عز وجل أن يعيننا على حمل مسؤولية هذه الفرصة والتي نرجو فيها أن لا يفلِت من حوارنا إلا بأكبر قدر من الفائدة.
ضيفنا من مواليد سنة 34 ، انه الأستاذ " منير الخطيب " أو " منير حامد كمال " هذا الفرق في الاسم والذي كاد أن يُغَيِّر له مجرى حياته تعرفون سببه عند مشاهدتكم لهذا الحوار.
[يمكن طلب نسخة من اللقاء بمراسلة الأخ زاهر حليحل للموجودين داخل القلمون]
[المدة الإجمالية للقاء : ساعتين وثلث الساعة - مقسمة إلى أجزاء]
[تسجيل صوتي|16.2 ميغا بايت]
ينحدر أستاذنا من عائلة كانت حالتها المادية دون المستوى العادي وقد سكن مع عائلته آنذاك في دار المشايخ؛ ذلك المبنى التاريخي القديم الملاصق للمسجد البحري.
بدء دراسته وهو في سن الثامنة فتعلم في مدرسة القلمون وكان من ضمن الفوج الأول من الطلاب الذين فُتح لهم أول صف لشهادة البروفيه على أرض القلمون.
يقول أستاذنا الكريم:أخذت البروفيه وبعدها ذهبت إلى دار المعلمين في بيروت فكنت الأول على صعيد لبنان في امتحان الدخول إلى الدار، أمضيت السنة الأولى والثانية وكانت الأمور ميسرة وكانوا يعطونا مصروف 60 ليرة وكانت جيدة في تلك الفترة، وفي الوقت الذي كنت أدرس فيه بالدار قمت وحدي وبدون أستاذ بالتحضير لشهادة القسم الأول الفرع الأدبي إلى أن مدير الدار أخبرني أني لا أستطيع تقديم القسم الأول أدبي لأن الدار اتجاهه علمي فقدمت القسم الأول فرع علمي وكانت نتيجتي الثالث في لبنان.
قامت وزارة التربية بتعيين ضيفنا أستاذاً في البقاع لأنه لم يكن يملك واسطة، وأثناء تعليمه في البقاع قام بالتحضير لشهادة القسم الثاني فرع الفلسفة؛ وفي آخر هذه السنة التعليمية أعلنت الدولة اللبنانية عن مباراة لخريجي دار المعلمين ليتخصصوا في التربية في دولة فرنسا.
يُكمل ضيفنا قائلاً: جَهَّزت كل الإجراءات اللازمة للسفر وكان ذلك سنة 56 وعندما قررت السفر اندلعت حرب السويس فلم يسمح لي أهلي بالسفر بسبب الحرب وكنت قد وُضِعت خارج الملاك فاتصلت عندها بالست أمينة زيادة رحمة الله عليها وساعدتني وعملتلي واسطة وجيت على مدرسة البنات وبقيت فيها حوالي ثلاث سنين إلى أن قال الشيخ عاصم لا يجوز أن يُعَلم الشباب البنات وبناءً على كلامه نقلتنا وزارة التربية إلى مدرسة الجديدة في طرابلس وكان اسمها مدرسة السلطانية من أيام السلطان العثماني سليم وكانت أعظم مدرسة في وقتها أما مديرها فكان عبد الله ميقاتي وقمت بتدريس صف البروفيه مواد الرياضيات والعلوم والجغرافيا والعربي.
في سياق هذه المقابلة ستستمعون إلى ضيفنا وهو يحدثنا عن الشيخ عاصم ونفوذه الواسع وأيضاً عن دار المشايخ كيف كان تصميمها ومن سكنها وتاريخ بنائها بالإضافة إلى أمور تاريخية كثيرة.
أتقن أستاذنا اللغة الفرنسية وكان له أسلوبه الخاص في التعليم، حاز على الليسانس في الأدب العربي سنة 58 من الجامعة اللبنانية وبعدها انتقل ليصبح مدرس في دار المعلمين في أبي سمراء بطرابلس.
تزوج سنة 61 وأولاده: وسيم – حامد – إياد – أماني .
عندما دخلت الواسطة في النجاح والرسوب في دار المعلمين يقول الأستاذ:
لم تعد تعجبني الدار فانتقلت إلى مدرسة أندري نحاس في الميناء واستلمت لمدة 6 سنين صفوف ال terminal مواد الفلسفة وتاريخ العلوم؛ صحيح أني تصنفت أدب عربي ولكني لم أُعَلِّم ولا مرة أدب عربي، كنت أحب الفلسفة، وعلمت بالقلمون فلسفة وتاريخ العلوم بالفرنسي وعلمت بالlycée الفرنسية مدة 22 سنة حتى بلغت ال65 عام.
عندي مذكرات وأبحاث وأشياء فكرية وقصص نُشرت مثل مغارة الزيت بالإضافة إلى مكتبة ضخمة وضعتها في النادي الثقافي.
وقبل أن نترككم تستمعون للمقابلة سنخبركم بميزة خاصة لضيفنا وهي أنه من سنة 58 إلى الآن وهو يسبح يومياً - صيفاً شتاءً - وطبعاً السبب تجدونه أثناء استماعكم للمقابلة؛ كما يُحب أيضاً أن يسمع مشاكل وقصص الشباب المتألم ليناقش وإياه سُبُل الحل.
أما ختام كلامنا فهو مع بعض نصائحه للطلاب وهي:
- أن لا ينقطعوا عن الجامعات ولو كانت نسبة الاستفادة قليلة
- أن لا يصابوا بالإحباط وأن يأخذوا الأمور بجدية
- أن يحرصوا للحصول على شهادة جامعية
- أن يكونوا أصحاب حركة ديناميكية نشطه وأن يبتعدوا عن الروتينية المُمِلَّة
وفي النهاية شَكَرنا أستاذنا الكريم وهو بدوره قال: مشكورين جداً على هذا الموقع الذي يوصلنا بالمغتربين ويوصل لهم أخبارنا وكأنهم موجودين بيننا.
ونحن بدورنا نتشكر أستاذنا الفاضل على هذا اللقاء الطويل - لكن المميز بكل لحظة فيه - حيث استضافنا في بستانه، ونتشكره على رحابة صدره وعلى الفوائد الكثيرة التي جنيناها من هذا اللقاء.
}
*