النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حتى نفهم رمضان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    1,189

    افتراضي حتى نفهم رمضان

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

    قرأت هذا المقال , و أحببت أن أنقله إليكم إخواني و أخواتي , قبل أن يأتي إلينا الشهر الفضيل , حتى ندرك و نفهم حقيقة شهر التوبة و المغفرة .

    بسم الله الرحمان الرحيم ,

    أيها الإخوة الكرام ،... رمضان شهر الصيام وهو ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، إنه دورة مكثفة لثلاثين يوماً لعل الله سبحانه وتعالى يغفر لنا ما كان قبل رمضان .

    ولكن لا بد من التنويه إلى أن الذي يصوم رمضان كما قال عليه الصلاة والسلام : يُغفر له ما تقدم من ذنبه ،

    فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
    (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .
    [ متفق عليه ]

    * مغفرة الذنوب في رمضان ما كان بين الله والعبد حصرا :
    ولكن لئلا نقع في الوهم ، والحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، لئلا نقع في الوهم ، الذنوب التي تغفر في رمضان ، وتغفر في الحج ، وتغفر عقب التوبة النصوح ما كان بينك وبين الله ، حصراً ، لكن ما كان بينك وبين الخلق هذه الذنوب لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة ،

    لذلك قال تعالى :
    يَغْفِر ْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُم ْ
    ( سورة الأحقاف الآية : 31 ) .

    مِن للتبعيض ، يعني ما كان بين العبد وربه يغفر في رمضان ، وما كان بين العبد وأخيه الإنسان لا يغفر ولو كنت شهيداً .

    (( يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين )) .
    [ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن ابن عمرو ] .


    * حقوق العباد مبنية على المشاححة ، وحقوق الله مبنية على المسامحة :

    حقوق العباد مبنية على المشاححة ، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة ، والفرق كبير ، فلئلا يطمع الإنسان الذي عليه دين قديم ، أو عليه ذمة ، أو عليه واجب تجاه أحد أقاربه يأتي رمضان ، والله يغفر الذنوب جميعاً ، الذنوب التي بينك وبين الله حصراً تغفر في رمضان ، وما كان بينك وبين العباد لا يغفر إلا بالأداء أو بالمسامحة .

    لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :
    (( ذنب لا يغفر ـ وهو الشرك بالله ـ وذنب لا يترك ـ وهو ما كان بينك وبين العباد ـ وذنب يغفر ـ ما كان بينك وبين الله ـ )) .

    [ أخرجه الطبراني عن سلمان ] .


    إذاً :
    (( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) .
    [ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح البخاري والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة ] .

    فيما كان بينك وبين الله .

    (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .

    فيما بينك وبين الله .

    (( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .

    فيما ما كان بينك وبين الله ، لكن ما بينك وبين العباد هو ذنب لا يترك ، لذلك دخل النبي الكريم بيتَ أحد أصحابه ، وقد توافه الله ، وكان صحابياً جليلاً ، فقبل أن يصلي عليه سأل :

    (( أعليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم ، ولم بصلِ عليه ، إلى أن قال أحدهم : عليّ دينه يا رسول الله ، فصلى عليه ، في اليوم التالي سأل هذا الذي تعهد الدين : أأديت الدين ؟ قال : لا ، سأله في اليوم الثالث : أأديت الدين ؟ قال : لا ، سأله في اليوم الرابع : أأديت الدين ؟ قال : نعم ، قال : الآن بردت عليه جلده )) .

    [أحمد عن جابر ]

    بإذن الله سنكمل لاحقا ً , مع المزيد من الأمور التي يجب علينا إدراكها و تذكرها قبل قدوم شهر الخير , إلينا .

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .


    من الصعب جدا ً أن تعيش ملاكا ً بين البشر ...




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    1,189

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

    بسم الله الرحمان الرحيم

    بفضل الله تعالى , نتابع موضوعنا التالي (( حتى نفهم رمضان ))

    *بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية :


    1 – لا تصح العبادات الشعائرية إلا بصحة العبادات التعاملية

    أيها الإخوة الكرام ، العبرة أن تكون مقبولاً عند الله عز وجل ، لذلك نحن في عبادة شعائرية ، الصوم ، والصلاة عبادة شعائرية ، والحج عبادة شعائرية ، والعبادات الشعائرية لا تصح ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، و الدليل :

    أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه :

    (( أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ قالُوا : المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ الله من لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ ، قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :

    المُفْلِسُ مِنْ أَمّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةِ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَد شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَ أَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَ سَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَ ضَرَبَ هَذَا ، فيقعُدُ فَيَقْتَصّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمّ طُرِحَ في النّارِ )) .
    [ مسلم عن أبي هريرة ] .

    من المفلس ؟ الذي يصلي ولا يستقيم .

    (( ويؤتى برجال يوم القيامة ، لهم أعمال كجبال تهامة ، يجعلها الله هباءً منثورا ، قيل : يا رسول الله جَلِّهم لنا ، قال : إنهم يصلون كما تصلون ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، و لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)) .
    [ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]

    إذاً :

    (( الصلاة عماد الدين )) .

    [ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عمر ] .

    بشرط أن تستقيم .

    إِن َّ الَّذِين َ قَالُواْ رَبُّنَا الله ُ ثُم َّ اسْتَقَامُواْ

    ( سورة فصلت الآية : 30 ) .


    و َ الَّذِين َ ءَامَنُواْ و َ عَمِلُواْ الصَّالِحَات ِ
    ( سورة النساء الآية : 57 )
    .


    الآن : * ما حكمة ربنا من الصيام ؟

    الحكمة الأولى :

    أن نشعر بافتقارنا إلى الله ، مُنعَ منا الطعام والشراب ، وهما مباحان خارج الصيام ، فأنت حينما تجوع ، وحينما يصيبك العطش تعرف أنك عبد لله ، وأنك مفتقر إلى شربة ماء ، و كلما أدركت افتقارك إلى الله كلما ارتقيت عند الله .

    وما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقاري إليك فقري أدفع
    وما لي سوى قرع لبابك حـيلة فـإذا رددت فأي باب أقرع




    الحكمة الثانية :

    يقنعنا الصيام أننا مخلصون لله ، لأنه ما من قانون على وجه الأرض يحاسبك لو أكلت في نهار رمضان ، هذا الأمر اختص به الدين ، أما القوانين فلا تحاسبك على إفطار رمضان ، فقد تدخل بيتك ، وأنت في أشد حالات العطش والثلاجة فيها الماء البارد ، والبيت فارغ ، ليس أحد يراقبك ، ولا تستطيع أن تضع في فمك قطرة ماء ، إذاً :

    (( كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )) .
    [ متفق عليه ] .


    الحكمة الثالثة :

    شيء آخر ، الصوم يقوي الإرادة ، فأنت في رمضان ممتنع عن المباح ، فلأن تدع الحرام من باب أولى .

    يختل توازنك حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتكذب !
    يختل توازن حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتملأ عينيك من محاسن امرأة لا تحل لك !
    يختل توازنك حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتحلف يميناً كاذبة في البيع والشراء !

    فلذلك منعك الله عن المباح ، فلأن أن تمتنع عن المحرمات من باب أولى ، وكأن الله أراد أن يقوي إرادتك وعزيمتك في هذا الشهر الكريم .

    الحكمة الرابعة :

    شيء آخر ، الله عز وجل أرادنا أن نعيش واقع الفقراء ، الواقع إما أن تعيشه ، وإما أن تدركه بعقلك ، فرق كبير بين إدراك الحقيقة وبين أن تعيشها ،

    فلو أن لك صديقاً نشب بينه وبين زوجته خلاف ، وانصرفت إلى بيت أهلها ، أنت عندك فكرة أن صديقك زوجته ابتعدت عنه ، لكن أنت عندك زوجتك في البيت ، والطعام جاهز ، والأولاد وضعهم جيد ، طعامهم جيد ، ثيابهم مغسولة ، الحاجات مقضية ، البيت نظيف ، أنت لا تعيش واقع الحرمان من الزوجة ، ولكنك تدرك أن فلاناً زوجته تركته ،

    فالواقع شيء والمعاينة شيء آخر ، لذلك قالوا :

    لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
    ***


    فالله سبحانه وتعالى في رمضان أرادنا أن نعاني مشكلة الفقير ، نحن في الإفطار نأكل ونشرب ، لا نشعر بقيمة الماء البارد ، ولا بقيمة الطعام الساخن ، نأكل ونشرب ، لكن هذا الفقير لا تجد عنده ما يأكله .

    فأنت حينما تجوع يجب أن تتذكر أن هناك من لا يجدون ما يأكلون .


    و للحديث تتمة بإذن الله تعالى .
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .



    من الصعب جدا ً أن تعيش ملاكا ً بين البشر ...




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    القلمون
    المشاركات
    1,189

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

    إخواني و أخواتي , مع القسم الأخير لهذا الموضوع ... (( حتى نفهم رمضان )) .

    بسم الله الرحمان الرحيم

    * من محاسن رمضان : شهر الإنفاق

    أيها الإخوة ، رمضان شهر الإنفاق ، رمضان شهر البر ، رمضان شهر الإحسان ، رمضان شهر الصدقة ، رمضان شهر الزكاة ، بل إن صيام رمضان لا يرفع إلى الواحد الديان إلا إذا أديت زكاة الفطر ، والإمام الشافعي يرجح أن تؤدى زكاة الفطر بدءاً من أول رمضان ، لأن زكاة الفطر طعمة للفقير ، وتكفير للذنب ،

    لذلك أراد الله في رمضان أن يذوق كل إنسان طعم الإنفاق ، ولو كنت فقيراً ، أي أنه تجب زكاة الفطر على من يجد قوت يومه ، الذي عنده وجبت طعام واحد تجب عليه زكاة الفطر من أجل أن يذوق الفقير مرة في كل عام طعم الإنفاق ، إنفاق الطعام .

    أيها الإخوة ، صيام رمضان معلق بين السماء والأرض ، ولا يرفع إلا بزكاة الفطر .

    * أمثلة عن ارتباط العبادات التعاملية بالعلاقات الشرعية :

    أيها الإخوة ، العبادات الشعائرية ، ومنها الصيام ، لا تصح ، ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، إذاً :

    1 ـ الصوم وقول الزور :
    (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .

    (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )) .

    [أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ] .

    لذلك صيام العوام ترك الطعام والشراب ، وصيام المؤمنين ترك المعاصي والآثام وصيام الأتقياء ترك ما سوى الله .

    (( كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )) .
    [ متفق عليه عن أبي هريرة ]


    2 ـ الحج والمال الحرام :
    لو انتقلنا إلى الحج :

    (( من حج بمال حرام ، ووضع رجله في الركاب ، وقال : لبيك اللهم لبيك ينادى أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك )) .
    [ ورد في الأثر ]


    إذاً : لا الصلاة ، ولا الصيام ، ولا الحج تقبل أو تصح إذا لم يراعي الإنسان العبادات التعاملية ،

    المؤمن صادق لا يكذب ، والمؤمن أمين لا يخون ، والمؤمن عفيف لا يقع في الفاحشة ،

    فمن أجل أن تكون مؤمناً صادقاً كان الصيام ، قال تعالى :
    يا أَيُّّّهَا الَّذين َ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيام ُ كَمَا كُتِب َ عَلَى الَّذِين َ مِن قَبْلِكُم ْ لَعَلَّكُم ْ تَتَّقُون َ ( 183 )
    ( سورة البقرة ) .

    * و التقوى هي طاعة الله بمفهومها الواسع ، ولكن أنت حينما تصطلح مع الله وحينما تتوب إلى الله ، وحينما تعمل الصالحات تقبل على الله في صلاتك ، ما هي ثمار هذه الصلاة ؟

    ثمار هذه الصلاة أن الله سبحانه وتعالى يلقي في قلبك نوراً يريك الحق حقاً والباطل باطلاً .

    هذا النور ترى به الحق حقاً والباطل باطلاً هذا النور هو التقوى ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .

    والتقوى كما قال الإمام الغزال رحمه الله تعالى : " نور يقذفه الله في القلب " ، ترى به الخير خيراً والشر شراً ،

    هؤلاء الذين يرتكبون المعاصي والآثام ماذا رأوا قبل أن يقدموا على هذه المعاصي ؟ رأوها مغانم رأوها متعة ، لذلك أي إنسان يعصي الله يرى رؤية خاطئة ، يملك عمى ...

    فأنت لمجرد أن تنقطع عن الله تفقد النور ، فترى الخير شراً ، والشر خيراً ترى الإنفاق حمقاً ، والبخل عقلاً ، ترى انتهاز المتعة ذكاء ، والبعد عنها غباء .


    لذلك من أجل أن ترى الحق حقاً ، والباطل باطلاً نصوم هذا الشهر ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .

    *** دعوة إلى الاجتهاد و اغتنام شهر رمضان :

    إذاً : نحن في شهر الطاعة ، نحن في شهر القرب ، نحن في شهر الإنفاق ، نحن في شهر القرآن ، لأن القرآن أُنزل في رمضان ، نحن في شهر القرب من الله عز وجل وكأن الله سبحانه وتعالى سمح لك في هذا الشهر الكريم أن تفتح معه صفحة جديدة ، وأن يغفر لك ما كان منك قبل رمضان ...

    اللهم بلغنا رمضان , و اجعلنا فيه من المقبولين , و اعتق رقابنا من النار .

    اللهم آمين .
    المصدر : مقتبس من موسوعة فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .



    من الصعب جدا ً أن تعيش ملاكا ً بين البشر ...




  4. افتراضي

    موضوع رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــع

    بارك الله فيك باربي و لكن لي عتاب لم احتكرت هذا الموضوع على هذا المنتدى فقط؟؟؟؟؟؟

    جعله الله في ميزان حسناتك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •