حامل المسك
08-10-2009, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى إلى من يصل إليه و يقرؤه من المسلمين عامة و من أهل قريتي خاصة . أسأل الله تعالى أن يسلمنا و إياهم من عقوبات الدنيا و الآخرة و يلبسنا و إياهم ملابس الإيمان الفاخرة . و بعد فإن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين و المهمّ الذي ابتعث الله له الأنبياء و المرسلين فلو طوي ببساطة و أهمل علمه و عمله لفشت الضلالة و شاعت الجهالة و خربت البلاد و هلك العباد .
قال الله تعالى " ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" فنعوذ بالله من اندراس هذا المهم العظيم و استيلاء المداهنة على القلوب و ذهاب الغيرة الدينية .
إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو عنوان الإيمان و دليل السعادة و الفلاح قال الله تعالى " و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم " و قال تعالى "و لتكن منكمأمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون " و قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون " و قال تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " و هذا غاية في التغليظ إذ علّل استحقاقهم اللعنة باستهانتهم بأمر الله و تركهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . و روى أبو داوود و الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر و لتأخذنّ على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم . و عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم . و عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده . رواه ابن ماجة و الترمذي و صححه . و عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اقلب مدينة كذا و كذا بأهلها قال يا رب إن فيهم عبدك فلان لم يعصك طرفة عين قال : فقال اقلبها عليه و عليهم فإن وجهه لم يتمعّر فيّ ساعة قط . و عن جرير مرفوعاً : ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أغر منه و أمنع منه لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعذابه . رواه أحمد و غيره و في مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم : لا تزال هذه الأمة تخت يد الله و في كنفه ما لم يمال قراؤها أمراءها و ما لم يزكِّ صلحاؤها فجارها و ما لم يهن خيارها أشرارها فإذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم ثم سلط عليهم جبابرتهم فيسومونهم سوء العذاب ثم ضربهم الله بالفاقة و الفقر . و ذكر ابن أبي الدنيا عن ابراهيم بن عمر الصنفاني قال أوحى الله إلى يوشع بن نوح أني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم و ستين ألفاً من شرارهم قال يا رب : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ قال : إنهم لم يغضبوا لغضبي و كانوا يواكلونهم و يشاربونهم . و ذكر الإمام أحمد من حديث ابن عمر مرفوعاً : لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليبعثنّ الله عليكم من لا يرحم صغيركم و لا يوقر كبيركم . و في الطبرانيّ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما طفف قوم مكيالاً و لا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله القطر , و ما ظهر في قوم الزنى إلا ظهر فيهم الموت و ما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون , و لا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضاً إلا سلط الله عليهم عدوهم و لا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف , و ما ترك قوم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم و لم سمع دعاؤهم . و في الصحيح من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان . و في رواية .. و ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .. و عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل المدهن في حدود الله و الواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها و صار بعضهم في أعلاها فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا مالك ؟ قال تأذيتم بي و لا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه و نجّوا أنفسهم و إن تركوه أخلكوه و أهلكوا أنفسهم . رواه البخاري . و الأحاديث في الحثّ على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كثيرة جداً فاتقوا الله عباد الله و هبّوا من رقدتكم و استيقظوا من غفلتكم و قوموا بأمر ربكم و مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و تناصحوا فيما بينكم و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر .
و كل إنسان مسؤول بحسبه و على قدر طاقته و استطاعته ففي الحديث : مام نكم من أحد إلا و هو على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله .
و على الآمر بالمعروف أن يستعمل أنجح الوسائل لإزالة المنكر و تغييره قال الله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن " كما أن عليه أن يصبر و يحتسب إذا أوذي في الله أو سمع ما يكره قال تعالى حاكياً عن لقمان في وصيته لابنه " يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " و القائم في هذا الأمر ستكون له العاقبة الطيبة و الذكر الجميل قال تعالى " و العاقبة للمتقين " و على الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر أن يقوم بذلك على الغني و الفقير و القريب و البعيد و الشريف و الوضيع و لايخاف في الله لومة لائم ففي حديث عائشة رضي الله عنها : إنما أهلك بنو إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ وايم الله : لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
و أختم بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : نضّر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى إلى من يصل إليه و يقرؤه من المسلمين عامة و من أهل قريتي خاصة . أسأل الله تعالى أن يسلمنا و إياهم من عقوبات الدنيا و الآخرة و يلبسنا و إياهم ملابس الإيمان الفاخرة . و بعد فإن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين و المهمّ الذي ابتعث الله له الأنبياء و المرسلين فلو طوي ببساطة و أهمل علمه و عمله لفشت الضلالة و شاعت الجهالة و خربت البلاد و هلك العباد .
قال الله تعالى " ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" فنعوذ بالله من اندراس هذا المهم العظيم و استيلاء المداهنة على القلوب و ذهاب الغيرة الدينية .
إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو عنوان الإيمان و دليل السعادة و الفلاح قال الله تعالى " و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم " و قال تعالى "و لتكن منكمأمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون " و قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون " و قال تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " و هذا غاية في التغليظ إذ علّل استحقاقهم اللعنة باستهانتهم بأمر الله و تركهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . و روى أبو داوود و الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر و لتأخذنّ على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم . و عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم . و عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده . رواه ابن ماجة و الترمذي و صححه . و عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اقلب مدينة كذا و كذا بأهلها قال يا رب إن فيهم عبدك فلان لم يعصك طرفة عين قال : فقال اقلبها عليه و عليهم فإن وجهه لم يتمعّر فيّ ساعة قط . و عن جرير مرفوعاً : ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أغر منه و أمنع منه لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعذابه . رواه أحمد و غيره و في مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم : لا تزال هذه الأمة تخت يد الله و في كنفه ما لم يمال قراؤها أمراءها و ما لم يزكِّ صلحاؤها فجارها و ما لم يهن خيارها أشرارها فإذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم ثم سلط عليهم جبابرتهم فيسومونهم سوء العذاب ثم ضربهم الله بالفاقة و الفقر . و ذكر ابن أبي الدنيا عن ابراهيم بن عمر الصنفاني قال أوحى الله إلى يوشع بن نوح أني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم و ستين ألفاً من شرارهم قال يا رب : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ قال : إنهم لم يغضبوا لغضبي و كانوا يواكلونهم و يشاربونهم . و ذكر الإمام أحمد من حديث ابن عمر مرفوعاً : لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليبعثنّ الله عليكم من لا يرحم صغيركم و لا يوقر كبيركم . و في الطبرانيّ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما طفف قوم مكيالاً و لا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله القطر , و ما ظهر في قوم الزنى إلا ظهر فيهم الموت و ما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون , و لا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضاً إلا سلط الله عليهم عدوهم و لا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف , و ما ترك قوم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم و لم سمع دعاؤهم . و في الصحيح من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان . و في رواية .. و ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .. و عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل المدهن في حدود الله و الواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها و صار بعضهم في أعلاها فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا مالك ؟ قال تأذيتم بي و لا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه و نجّوا أنفسهم و إن تركوه أخلكوه و أهلكوا أنفسهم . رواه البخاري . و الأحاديث في الحثّ على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كثيرة جداً فاتقوا الله عباد الله و هبّوا من رقدتكم و استيقظوا من غفلتكم و قوموا بأمر ربكم و مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و تناصحوا فيما بينكم و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر .
و كل إنسان مسؤول بحسبه و على قدر طاقته و استطاعته ففي الحديث : مام نكم من أحد إلا و هو على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله .
و على الآمر بالمعروف أن يستعمل أنجح الوسائل لإزالة المنكر و تغييره قال الله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن " كما أن عليه أن يصبر و يحتسب إذا أوذي في الله أو سمع ما يكره قال تعالى حاكياً عن لقمان في وصيته لابنه " يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " و القائم في هذا الأمر ستكون له العاقبة الطيبة و الذكر الجميل قال تعالى " و العاقبة للمتقين " و على الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر أن يقوم بذلك على الغني و الفقير و القريب و البعيد و الشريف و الوضيع و لايخاف في الله لومة لائم ففي حديث عائشة رضي الله عنها : إنما أهلك بنو إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ وايم الله : لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
و أختم بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : نضّر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.