المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الدعوة على العمل السياسي (د. محمد سعيد رمضان البوطي)



وسيم أحمد الفلو
29-08-2009, 03:11 PM
اما جوهر الدعوة إلى الله، فلون من أجل ألوان العبادة التي يتقرب بها الإنسان المؤمن إلى ألله عز وجل، بل هو ممارسة لأسمى معاني العبودية الضارعة له. إذن فهو ليس وظيفة حركية من جنس الوظائف الحركية التي يمارسهما أصحاب المذاهب أو رجال الأحزاب الأخرى، إذ يتنافسون في سباق لاهث إلى فرض أنظمتهم ثم سلطانهم على المجتمع الذي يعيشون فيه بقطع النظر عن حال الأخلاق الشخصية وواقع التربية الفردية وخط السلوك. الداعي إلى الله بحق، يجيش وقود الدعوة بين جوانحه، في ضرام الحقيقة الربانية القائله "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت" فهو يتجه بأمل الهداية الى الأفئدة والعقول، ويتعلق منه الطمع بعد ذلك برضا علام الغيوب، وينتظر من حصاد دعوته تربية قويمة تشيع بين الأفراد واستقامة على الخلق السليم والسلوك الرشيد في علاقة مابينهم على كل المستويات.

اما المتحرك سعيا إلى نصرة جماعته اوحزبه، فهو إنما يتجه بهم في حركة تكتيكية إلى مقاليد الحكم. ومن ثم فهو أبعد ما يكون عن الاهتمام بإصلاح القلوب وإقناع العقول وتهذيب النفوس. وإنما همه، بل كل همه، محصور في أن يقتنع الناس بضرورة إبلاغه إلى سدة الحكم والقيادة، ليريهم كيف يفجر لهم من نظامه الذي ينادي به، جنة تزخر بأمواج السعادة للجميع. وبوسعك أن تلاحظ، لتعلم أن أكثر الدعاة الإسلاميين، قد أصيبوا بعدوى هؤلاء الحزبيين من أصحاب المذاهب والأنظمة الدنيوية المختلفة. ومن ثم فهم ينهجون نهجهم، ويصورون من أنفسهم ، في أذهان الآخرين، واحدة من الجماعات أو الأحزاب التي تتزاحم سعيا وسبقا إلى مقاليد الحكم ! . فانظر كيف تتقطع الجسور، منذ أول يوم، بين هؤلاء الدعاة الإسلاميين، وبين أندادهم الداعين إلى أنظمة وأفكار أخرى. إنهم يتحولون إلى حزب مزاحم منافس في نظر هؤلاء الآخرين. . ذلك لأنهم فرضوا من أنفسهم جماعة تزاحمهم وتسابقهم إلى كراسي الحكم، ليس إلا ! . . وهكذا يجعل الإسلاميون من أنفسهم خصوما وأندادا لتلك الأحزاب والفئات الأخرى، من أول يوم. فكيف وبأي دافع تتهيأ منهم النفوس للإصغاء إلى دعوة هؤلاء الإسلاميين الذين ينافسونهم ويسابقونهم إلى عواطف الجماهير سعيا منهم عن طريق ذلك إلى الحكم . . هذا إن وجد هؤلاء الدعاة وقتا لمحاورتهم ودعوتهم إلى الله، وأغلب الظن أن الوقت لديهم أضيق من أن يتسع لذلك.

لا أعتقد أن في المنطق ما يوحي بأي استجابة لمثل هذه الدعوة من أناس اختاروا لأنفسهم هذا المناخ، بل لا أعتقد أن في المنطق ما يوحي بأي استعداد نفسي لدى الآخرين للثقة بإخلاص هذا الصنف من الدعاة. أجل، فإن الذي أقبل مسرعا ينافسني الوصول إلى مغنم ، لا يمكن أن أثق به في أي نصيحة يزعم انه يتقدم بها الي. وأغلب الظن أن نصيحته، لن تترجم في ذهني إلا إلى خديعة مقنعة وتكتيك سياسي مبرمج !.. ومن هنا يشيع في أوساط الحزبيين الآخرين اتهام الإسلاميين الحركيين باستغلال الشعارات الإسلامية التي من شأنها أن تهيج الجماهير للوصول إلى الحكم. سيما وهم يرون أنفسهم فقراء إلى تلك الشعارات ذات التأثير السحري على عواطف الناس.

قيل لي ذات يوم: ألا ترى أن من الخير إضافة كرسي آخر إلى كراسي الجبهة الوطنية التقدمية في سورية اليوم؟ وكانت الإشارة إلى كرسي يمثل القوى الإسلامية في القطر، وكانت الإشارة الثانية، ربما إلى أن أكون أنا الممثل لهذه القوى الإسلامية. قلت : عندما ينصب هذا الكرسي باسم القوى الإسلامية، على صف هذه الجبهة يكون ذلك إيذانا بأن الإسلام قد تقاسم مع اعضاء هذه الجبهة النفوذ والسلطان في القطر، ومعنى ذلك أنه قد فاز من ذلك بنصيب الخمس أو السدس. وذللك إعلان ضمني بأن علاقة الإسلام ببقية أعضاء الجبهة غدت علاقة تنافس سياسي، تماما كعلاقة أي من الأعضاء الآخرين بالبقية . . وهذا في الحقيقة تقليص لسلطان الإسلام وحكمه، ثم تحجيم له، لا بل سعي إلى القضاء عليه.

إن الإسلام، في الواقع الملموس، هو القدر المشترك الذي يجب أن يجمع بين أعضاء هذه الجبهة، إن لم يكن عن قناعة دينية، فبالانتماء التاريخي والحضاري والقومي. تماما كالهوية المشتركة المتمثلة في انتسابهم جميعا إلى هذا القطر الإسلامي العربي العتيد. فإذا كان الإسلام يؤلف بينهم جميعا كما يؤلف المعصم الواحد بين الأصابع الخمسة المتعددة، فمنذا الذي يرضى أن يرجع ثم يرجع إلى الوراء، ليجعل من هذا المعصم الشامل اصبعا مجاورة اخرى؟ منذا الذي يرضى أن يحيل القدر المشترك إلى ند وقسيم ؟

أما الآن، وأنا البعيد عن مزاحمتكم على المطامع والمغانم . . القريب من مشاعرهم الإيمانية وفطرهم الإسلامية، فإن بوسعي أن أحاور فيهم جميعا هذا القدر المشترك، دون أن تكون بيني وبينهم أي فجوة فاصلة أو جسور مقطعة. والمأمول، عندئذ أن تحقق الدعوة غايتها وأن يثمر الحوار أهدافه، إن سار كل منهما على نهج سليم صاف عن شوائب المصالح والاغراض.

ولكن أي خير ينتظر من حواري معهم ودعوتي إياهم، عندما أجدني أجلس منهم مجلس الند من الند، وأتجاذب معهم القضايا والمشكلات المختلفة مجاذبة المتربص الذي يسعى إلى تطفيف أرباحه على حساب الآخرين. بل لن يكون هناك وقت للدعوة والتعريف بحقائق الإسلام في غمار هذه المنافسات الأخرى التي من شأنها أن تستقل بالفكر والجهد كله. هذا مثال واقعي عرضته. وهو نموذج لسائر الحالات المشابهة. وصفوة القول أن الدعوة إلى الله عبادة بل عبودية ضارعة لله. يتجه بها الداعي إلى عقول الناس وقلوبهم، لإقناع الأولى بالحق، وتطهير الثانية من الأدران وألآفات. وإنما ينهض المجتمع الإسلامي على عقول تؤمن بالحق وتذعن له، وقلوب اتجهت إلى الله بالخوف منه والحب له. فأما التكتيكات الحركية التي يخوض أصحابها ساحة منافسات ومسابقات إلى كراسي الحكم ومراكز النفوذ، فهى أبعد ما تكون عن حقيقة الدعوة التي أمر الله بها في محكم كتابه، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصاياه وأحاديثه. وذلك بقطع النظر عن قيمة هذه الأنشطة الحركية وضرورتها أو مدى الحاجة إليها.

أبو محمد القلموني
31-08-2009, 10:49 AM
ولكن أي خير ينتظر من حواري معهم ودعوتي إياهم، عندما أجدني أجلس منهم مجلس الند من الند، وأتجاذب معهم القضايا والمشكلات المختلفة مجاذبة المتربص الذي يسعى إلى تطفيف أرباحه على حساب الآخرين. بل لن يكون هناك وقت للدعوة والتعريف بحقائق الإسلام في غمار هذه المنافسات الأخرى التي من شأنها أن تستقل بالفكر والجهد كله. هذا مثال واقعي عرضته. وهو نموذج لسائر الحالات المشابهة. وصفوة القول أن الدعوة إلى الله عبادة بل عبودية ضارعة لله. يتجه بها الداعي إلى عقول الناس وقلوبهم، لإقناع الأولى بالحق، وتطهير الثانية من الأدران وألآفات. وإنما ينهض المجتمع الإسلامي على عقول تؤمن بالحق وتذعن له، وقلوب اتجهت إلى الله بالخوف منه والحب له. فأما التكتيكات الحركية التي يخوض أصحابها ساحة منافسات ومسابقات إلى كراسي الحكم ومراكز النفوذ، فهى أبعد ما تكون عن حقيقة الدعوة التي أمر الله بها في محكم كتابه، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصاياه وأحاديثه. وذلك بقطع النظر عن قيمة هذه الأنشطة الحركية وضرورتها أو مدى الحاجة إليها.




هذا كلام يكتب بماء العين. بارك الله بكم أخي وسيم على هذا النقل الماتع المفيد.

ابو ابراهيم
31-08-2009, 11:47 AM
بارك الله بك اخي وسيم الفلو على نقل هذه المقالة وبالمناسبة ادعو الجميع من اعضاء ومشاركين وزائرين لهذا المنتدى الى قراءة ماكتب في المقالة بروية وتمعن لانها تحتوي بصدق على العلاج الشافي لاصحاب المواقف المتحجرة في هذا الموضوع............

محمد أحمد الفلو
17-09-2009, 06:51 PM
ليس الهدف من هذا النقل ضرب كلام الشيخ بكلام الامام، ولكن لتبيان وجهة نظر أخرى ....

الإمام البنا يكتب: لماذا يشترك الإخوان في انتخابات مجلس النواب


قرر المؤتمر السادس للإخوان المسلمين المنعقد بالقاهرة في ذي الحجة 1361هـ أن يشترك الإخوان المسلمون في الانتخابات النيابية، وأخذ مكتب الإرشاد العام بهذا القرار وقدَّم بعض الإخوان في الانتخابات الماضية، وقرر الأخذ بهذا القرار كذلك في الانتخابات المزمع إجراؤها بعد حلِّ مجلس النواب القائم.



وتساءل بعضُ الناسِ لماذا يشترك الإخوان المسلمون في الانتخابات؟

والإخوان المسلمون- كما عرف الناس وكما أعلنوا عن أنفسهم مرارًا- جمعية للخدمة العامة ودعوة إصلاحية تجديدية تقوم على قواعد الإسلام وتعاليمه، فأما أنهم جمعية للخدمة العامة فذلك هو الواضح من ممارستهم في شعبهم لأنواع هذه الخدمة من ثقافة وبر وإحسان ورياضة وإصلاح بين الناس وإقامة للمنشآت ما بين مساجد ومعاهد ومشافٍ وملاجئ في حدود طاقتهم ومقدرتهم، وأما أنهم دعوة إصلاحية فذلك أن لب فكرتهم وصميمها أن يعود المجتمع المصري والمجتمعات الإسلامية كلها إلى تعاليم الإسلام وقواعده التي وضعها في كل شئون الحياة العملية للناس، ومن البدهي الذي لا يحتاج إلى بيانٍ أن الإسلام ليس دين عقيدة وعبادة فقط، ولكن دين عقيدة وعبادة وعمل تُصطبغ به الحياةُ في كل مناحيها الرسمية والشعبية.



أولئك هم الإخوان المسلمون، جمعية، ودعوة، والدعوة لب فكرتهم وثمرة جهادهم والهدف السامي لكفاحهم الطويل من قبل ومن بعد.



وعماد الدعوة لتنجح وتظهر، تبليغ واضح دائم يقرع بها أسماع الناس ويصل بها إلى قلوبهم وألبابهم، وتلك مرحلة يظنُّ الإخوان المسلمون أنهم وصلوا بهم في المحيط الشعبي إلى حدٍّ من النجاح ملموس مشهود، وبقي عليهم بعد ذلك أن يصلوا بهذه الدعوة الكريمة إلى المحيط الرسمي، وأقرب طريق إليه "منبر البرلمان"، فكان لزامًا على الإخوان أن يزجوا بخطبائهم ودعاتهم إلى هذا المنبر؛ لتعلو من فوقه كلمة دعوتهم، وتصل إلى آذان ممثلي الأمة في هذا النطاق الرسمي المحدود بعد أن انتشرت فوصلت إلى الأمة نفسها في نطاقها الشعبي العام؛ ولهذا قرر مكتب الإرشاد العام أن يشترك الإخوان في انتخابات مجلس النواب.



وإذن فهو موقف طبيعيي لا غبارَ عليه فليس منبر البرلمان وقفًا على أصوات دعاة السياسة الحزبية على اختلاف ألوانها، ولكنه منبر الأمة تسمع من فوقه كل فكرة صالحة ويصدر عنه كل توجيه سليم يُعبِّر عن رغبات الشعب أو يؤدي إلى توجيهه توجيهًا صالحًا نافعًا.



وسيفيد الإخوان من هذه الخطوة فوائد جليلة.



سيفيدون على أسوأ الفروض انتهاز هذه الفرصة لنشر الدعوة في هذا المحيط الذي تعترك فيه الفكر وتشتجر فيه الآراء، وما كان لدعوةِ الحق الكريم أن يخفت صوتها في وقتٍ تعلو فيه كل الأصوات ويختلط فيه الحابل بالنابل, ولا قيام للباطل إلا في غفلة الحق.



وسيفيدون بعد ذلك أن يفهم الناس أن دعوتهم لا تقف عند حدود الوعظ والخطابة، ولكنها تحاول أن تشقَّ طريقها إلى المنابر والمجتمعات الرسمية، وأن على المؤمنين بهذه الدعوة أن يهيئوا أنفسهم لهذا الميدان، وأن يستعدوا لخوض غماره.



وسيفيدون إرشاد الناس إلى هذا المظهر الكريم من مظاهر التنافس الفاضل الشريف في هذا الميدان، ستقوم دعاية الإخوان على المبادئ والأهداف، وسيرى الناس أمامهم لونًا فريدًا جديدًا من ألوان الدعاية الانتخابية البريئة المطهرة تستمد من قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)﴾ (الحجرات)، هذه فوائد مقطوع بها مهما كانت النتيجة الانتخابية، وسيفيد الإخوان بعد ذلك- إذا قُدِّر لهم النجاح- وهو المأمول إن شاء الله هذه الصفة الرسمية لدعوتهم، وهذا التسجيل الرسمي لنجاحهم في وصولها إلى آذان الشعب ومداركه، وسيرى كثيرٌ من الناس في هذا النجاح بوادر الأمل القوى في نهضة جديدة وحياة جديدة، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، سيخوض الإخوان هذه المعركة وعمادهم تأييد الله إياهم، ودعايتهم فكرتهم التي اختلطت بصميم نفوسهم وأرواحهم، وعدتهم إيمان أنصارهم بأحقية الفكرة بأن تقود الأمة وتهدي الناس سواء السبيل.



ويتساءل فريق من الناس فيقولون: أليس معنى هذا الاشتراك أن الإخوان سيخرجون من حيزهم الديني إلى حيز سياسي فيصبحون هيئةً سياسيةً بعد أن كانوا هيئةً دينيةً؟! ونقول لهؤلاء: إن الإسلام لا يعترف بهذا التفريق بين الأوضاع في حياة الأمة الواحدة، فالهيئة الدينية الإسلامية مطالبة بأن تعلن رأي الإسلام في كل مناحي الحياة، والطريق البرلماني هو أقرب الطرق، وأفضلها لهذا الإعلان، ولا يخرجها هذا عن صفتها، ولا يلونها بغير لونها.



وتقول طائفة ثالثة: أليس هذا التنافس مما يكسب الإخوان أعداءً ومنافسين، والدعوة أحوج ما تكون إلى مصادقة الجميع وتأييد الجميع؟ وذلك كلام طيب جميل، ونحن أحرص ما نكون على أن تظفر الدعوة بهذا الموضع من القلوب، وستكون المعركة الانتخابية الإخوانية معركةً مثاليةً في البعد عن المثالب الشخصية أو إثارة الأحقاد والحزازات، فإذا فهم الناس هذا المعنى وبادلونا إيَّاه فسندخل أصدقاء ونخرج أصدقاء، وإذا لم يفهموه ولم يقدروه فهم الملومون وليست الدعوة ولا أصحاب الدعوة بمكلفين بأن يتجنبوا طرائق نجاحها خشيةَ الناس، والله أحق أن نخشاه، وأية دعوة في الدنيا نريد ألا يكون لها منافسون وخصوم؟ وحسب الدعوة وأصحاب الدعوة شرفًا ألا يخاصموا الناسَ في الباطل، بل في الحق، وأن يحاربوا بأنظف الأسلحة وأنبل الوسائل.



ويوجه بعض المتسائلين سؤالاً جميلاً فيقولون: وماذا تصنعون في اليمين الدستورية إذا نجحتم وفيها النص على احترام الدستور، وأنتم معشر الإخوان تهتفون من كل قلوبكم القرآن دستورنا؟ والجواب على ذلك واضح مستبين فالدستور المصري بروحه وأهدافه العامة من حيث الشورى وتقرير سلطة الأمة وكفالة الحريات لا يتناقض مع القرآن، ولا يصطدم بقواعده وتعاليمه، وبخاصة وقد نص فيه على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وإذا كان فيه من المواد ما يحتاج إلى تعديل أو نضوج فقد نص الدستور نفسه على أن ذلك التعديل والنضوج من حق النواب بطريقةٍ قانونيةٍ مرسومة، وتكون النيابة البرلمانية حينئذٍ هي الوسيلة المثلى لتحقيق هتاف الإخوان.



وبعد: فقد اختار مكتب الإرشاد العام هذا القرار، واتخذه بعد أن درس الموضوع من كل وجوهه، وهو مع ذلك يرقب سير الأمور عن كثب، وسيرسم الإخوان طريقَ اشتراكهم في هذه الانتخابات على ضوء ما يسري من ظروف وملابسات، وسيكون رائده في ذلك الحكمة التامة ومراعاة الظروف العامة والخاصة، وأن يكتسب للدعوة أعظم الفوائد بأقل التضحيات.

والأمور بيد الله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

محمد أحمد الفلو
18-09-2009, 01:47 PM
منتظر تعقيبك أبو محمد ...

المبـــارك
18-09-2009, 06:42 PM
و بدها تعقيب شيخي حميطون؟؟ بارك الله بك وجزاك الله كل خير.. كلام جميل من الإمام المجدد.. اللهم وفق هذه الدعوة لكل خير وأصلح أهلها وثبتهم كي تبقى منارة للإسلام والمسلمين...